خالد العاني
كاتب
(Khalid Alani)
الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 00:21
المحور:
الفساد الإداري والمالي
لو استعرضنا الاوضاع في العراق للفترة الزمنية من عام الاحتلال الامريكي في عام 2003 ولغاية الان نجد انها اسوء مرحلة مرت منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة ولنتجاوز فترة الحكم الملكي وما بعدها الحكم الجمهوري الى دخول القوات الامريكية وفرض دستور ونظام يدعى ديمقراطي برلماني هذه الفترة السوداء مزقت الشعب العراقي الى قوميات واديان وطوائف حتى وصل الحال الى الاقتتال بين مكونات الشعب العراقي الاصيلة المتحابة المنسجمة المتصاهرة وقد شجع على هذا بعض رؤساء الاحزاب ورجال الدين الفاسدين المتلبسين برداء الدين بل وصل الامر ببعضهم ان افتى بطلاق الزوج او الزوجة المختلفين مذهبيا بعد ارتباط دام سنوات عديدة وانجبوا خلفة لم تعرف التحزب او الانحياز لهذه الطائفة او تلك وعلى سبل الذكر ( شاهدت قبل فترة زمنية فديو حفلة زفاف شاب فلسطيني مسلم من شابة يهودية ) قلت في نفسي هذا هو الحل لمشكلة الاختلاف الديني و الذي يؤدي الى الاقتتال.......
كما هنا انبرى بعض رجال الدين الخيرين الى نفس الدعوة وهي المصاهرة بين المسلمين المختلفين مذهبيا من اجل مغادرة هذه العقدة التي تفرق ولا تجمع ومثال على ذلك الشهيد المغدور عبد الكريم قاسم الذي كان من اب سني وام شيعية وخلال فترة حكمه لم يشير هو او ابناء الشعب الى مسألة انتمائه الى جهة معينة وحتى في المسألة السياسية كان دائما يردد ( انني فوق الميول والاتجاهات ) وهذا يقول ( هذا قومي وهذا بعثي وهذا شيوعي وهذا اسلامي وانا اقول هذا وطني ابن البلاد ) ....
كل هذا الذي حصل لم يرعوي ولم تتحرك ضمائر البعض الذي تخلى عن كل شيء الا المنفعة وتغلبت الانانية على الايثارية وعمت العيون والقلوب عن الوطنية والتوجه الى الاستحواذ على اموال وممتلكات الشعب العراقي دون خوف اووجل او خجل بل ذهبت بهم الصلافة ان يشرعوا لانفسهم امتيازات وحقوق ما انزل الله بها من سلطان مثلا ( مخصصات سكن 3 مليون دينار للنائب حتى لو كان يمتلك دار او 100 دار ) ؟؟ لقد شاهدت في عيني اثناء زيارتي لبريطانيا ان البرلماني ينزل امام البرلمان من السيارة التكسي او باص النقل العام العائد للدولة وهو ممثل لدولة عظمى لها وزنها العالمي فما الذي يفضل البرلماني العراقي عليه ليركب السيارة التاهو وترافقه حماية يدفع نفقاتها الفقراء والمعدومين من شعب العراق ومعظمهم لا يحضر جلسات البرلمان وان حضر لا يهش ولا يبش.....
اما اّن لهذا القهر واستلاب حقوق عموم الشعب ان يتوقف وينتهي ؟؟ .............
بعد هذ العرض الموجز نعود الى موضوع تفضيل النظام الرئاسي غلى النظام البرلماني لقد خسر الشعب العراقي مليارات العملة الصعبة التي ذهبت هباءا منثورا الى جيوب الفاسدين وعوائلهم ومن يتبعهم فيما ينتظر المواطن المعدم والموظف الصغير والمتقاعد الكهل الاعانات او الرواتب الشحيحة والتي يسرق حقوقهم هؤلاء المتسلطين بلا ضمير وحتى القانون يتغافل عنهم لانه شبه عاطل ولم نجد حكم صدر بحق احد المختلسين وهم معروفين لابسط مواطن ؟؟؟
لقد ان الاوان لاستبدال هذا النظام البرلماني بالنظام الرئاسي لفشل النظام البرلماني في العراق لانه ثبت بالتجربة التي تجاوزت العشرين سنة ان هذا النظام لا يصلح للمجتمع العراقي وانه فرق ولم يوحد وخرب ولم يبني وعمت الرشوة والفساد وانتشرت المخدرات وتجارة الاعضاء البشرية والاتجار بالبشر وانتشرت العصابات تحت مسميات مختلفة وصار القاضي يخشاهم قبل المواطن وهم يهددون ويتوعدون من يعترض على استهتارهم ودفع الكثير حياته ثمن الكلمة المخلصة التي قالها من اجل الشعب والوطن واستصغار القوات المسلحة او حتى الاعتداء عليها بلا خوف من سلطة اوقانون وقد وصل الامر الى تهديد رئيس وزراء سابق بقطع اذنه واستهدف داره بصاروخ ولم يتخذ اي اجراء تجاه الجهات الفاعلة ان هذه الاحداث تشير بوضوح الى تعدد السطات ومراكز القوى وهذه الحالة لا تبني دولة ولا تخدم مصالح الشعب ان البناء يحتاج الى وقت طويل لتحقيق الهدف اما التهديم والتفليش يتم بسرعة قياسية فالذي يتم بنائه في سنة من الممكن تهديمه في يوم او اكثر من يوم .....
يمتاز النظام الرئاسي عن النظام البرلماني ان الرئيس تنتخبه كل مكونات الشعب العراقي القومية والدينية بكافة مسمياتها ومن كل محافظات العراق يجمعهم في انتخابه وطنيته وثقافته الاجتماعية والسياسية ويكون الشعب مشدودا اليه ويؤيده في كل خطوة يخطوها من اجل خدمة الشعب ومثال على النجاح الرئيس البرازيلي لويس دا سيلفا والذي لا يخجل ان يذكر ان بداية حياته كان ماسح احذية وانه يفتخر بذلك وبالمقابل التفاف الشعب البرازيلي حوله كما كان الراحل مانديلا الذي صار ايقونة يشار اليه في ارجاء العالم والذي سبقه الراحل الثوري فيدل كاسترو وكيف بنى دولة صارت عصيه على القوة العاتية امريكيا ان الرئيس المنتخب من قبل الشعب له صلاحيات غير محدودة وبجانبه مجلس شيوخ يضم وجوه البلد المتميزين في علمهم وتاريخهم الوطني او مجموعة مستشارين متميزين في علومهم ومعرفتهم في ادارة شؤون البلد المختلفة الصناعية والزراعية والتعليمية والاقتصادية والسياحية والرياضة والفن والري والحفاظ على الثورات المعدنية وترشيد المياه والطاقة الكهربائية بكل تنوعاتها وغيرها من الشؤون في البناء والتقدم ان انتخاب الرئيس لدورة اخرى اربعة سنوات سيجعله يتفانى في تقديم الجيد والمفيد لتفيذ المشاريع والاجراءات التي تخدم الشعب ومن ميزات هذا النظام هو الفصل التام بين السلطات الثلاث كما من ميزات هذا النظام ان الرئيس المنتخب هو من يختار وزراءه دون الرجوع الى اي جهة تشاركه المسؤولية ان النظام الرئاسي هو الحل لازمة الحكم في العراق والنصرحليف الشعوب التي لا تنام على ضيم
#خالد_العاني (هاشتاغ)
Khalid_Alani#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟