أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانيا لصوي - اللغة العمياء..














المزيد.....

اللغة العمياء..


رانيا لصوي

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 23:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمن مثقل بهزيمة يونيو 1967 وما خلفته من ضبابية وهزات في المشهد العربي ، وفي محاولة لتفكيك أسباب العجز العربي حينها في الخطاب السياسي والفكري، قدم الشهيد غسان كنفاني ورقته الهامة عام 1968 بعنوان التغيير واللغة العمياء.
شرّح غسان كنفاني كيف تكون اللغة آداة للتضليل أو التغيير وانطلق بتوصيفه اللغة العمياء لتلك التي تصف الأشياء بزخرفها دون جوهرها، لغة بلا بصيرة، مبهمه تحجب الرؤية وتعيق وضع استراتيجيات واضحة وحقيقية، لتبرير عجز السياسون والمثقفون قائلا: " إن الاختباء وراء غموض الكلمات هو سلاح أساسي للذي يشعر بعجزه عن تحقيق هدفه، فالفكر العمّائي يستبدل الوضوح بالتعمي، ويُرضي الشاعرية دون أن تزيد رؤياه" ويضيف "اللغة العمياء أفقدتنا بالتدريج القدرة على وضع استراتيجيتنا الواضحة في مواجهة التحديات التي تندفع نحونا على جميع المستويات"
الواقعيه السياسية أم العجز المعلن؟
وهذا التوصيف يتجلى اليوم بين صفوف المثقفين والمنظرين العاجزين ليس فقط عن بلورة موقف واضح تغييري، وانما العجز عن فهم حجم الإبادة الممنهجة في قطاع غزه وللقضية الفلسطينية عموما.
بعضهم حمّل عملية السابع من اكتوبر أسباب الحال، والبعض الأخر انبطح تحت ذريعة الواقعية السياسية، ومنهم من ابتعد الى ماهو مفهوم النصر والهزيمة؟ ويحضرني في هذا المشهد الحذر من تيه المثقف وتوهان افكاره وهو من يمتلك أدواته على الزخرفة الفارغة.
التطبيع الاعلامي.. لغة بلا بصيرة
آمن كنفاني بأن الإعلام أداة مقاومة ودفاع عن الحق الفلسطيني ،ليس منصة لتجميل صورة الاحتلال، متمسكا بالهوية الفلسطينية في كل حديث ولقاء، وبالرواية والسردية الفلسطينية وألا يسمح للأخر، أي طرف، بحرف روايته وسرديته.
عجز الالسن عن تغيير الواقع والمساهمة الثورية فيه، جعل منها مدعية، تنطق وتتقارب مع رواية الاحتلال، وزادت عن ذلك، بأن أصبحت منبرا للسان الكيان الصهيوني ينطق مايريد بحجه المعرفة والنقاش والحوار.
أصبح الاعلام ساحة للتطبيع وتبادل وجهات النظر، وكأن قضية الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الاحلالي المجرم تحتاج وجهة نظر!
وهذا إن اتصل فهو جليا في العجز وفقدان الارادة على المقاومة وتفلسف المفتفلسفين بلغة عمياء تتحول الى مخدر يتلذذ بالاستعارات الملتبسة والهروب من تسمية الأشياء بمسمياتها.
الحزبية العمياء
الانشداد الى الفصائلية في مرحلة خطيرة من القضية الفلسطينية والارتكاز على الإرث والتاريخ يندرج تحت اللغة العمياء ايضا والتي أفرد فيها غسان كنفاني جانبا مهما فيها عن دور الحزب والأحزاب كوسيلة فاعلة للتغير الاجتماعي والسياسي، لا مجرد إرث او أدة بيروقراطية فارغة من المشروع، وحذر من الحزبية العمياء التي انفصلت عن الواقع الشعبي وأصبحت شعارات بلا أثر. وكأنه يُشرح ما يملأنا فراغا اليوم.
وفي هذا السياق ركز كنفاني على العلاقة بين الحزب والجماهير ، ليس فقط مصالح قادته أو قواعدة الداخلية، مؤكدا على ضرورة المساهمة في رفع وعي الناس الجمعي اتجاه قضيتهم دون انغلاق على لغة حزبية فارغة من المعنى الحقيقي.
هذا التشوية الممنهج كنتيجه حتميه لواقع مرير نمر به، بلغ في البعض أن يستحضر كنفاني مفترضا موقفه لو أنه ما زال... وكأن المطلوب هو استحضار كل النماذج الوطنية وتشويهها ليزيد التيه... تجاوزوا تبرير خياناتهم بل عمدوا الى تشويه من أنجتهم الحياة من زمن الانبطاح هذا.
وضوح الرؤية شرط النجاة
في مواجهة النكسة، شدد كنفاني على أن التغيير لا يقوم على العواطف ولا على الكلمات الكبيرة، وهنا أنا لا استحضر الهزيمة وإنما أورد ظرفا كُتب فيه " التغيير واللغة العمياء"
التغيير يحتاج الى استراتيجية واضحه، خطاب صريح، وإرادة لا تخشى دفع الثمن. كل لغة غامضة ليست سوى عائق جديد أمام نهضة الأمة ومشروعها



#رانيا_لصوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نوقف العدوان على غزة…
- كيف نصل معركة التحرير..؟
- مابين اعلام المقاومة و اعلام الكيان الصهيوني .. نصرٌ تحقق
- عبط التاريخ في زمن التفاهة ... والإعلام
- نشكركم طوال العام إلا في الثامن من آذار... الحكيم نموذجًا
- الشهداء لا يعودون!
- نظام التفاهة
- هل من وداع يليق..!
- قمة النقب وخطر السردية العربية
- ماذا بعد الثامن من آذار …
- اليوم العالمي للمرأة.. هل يمكن تحقيق العدالة للمرأة العربية؟
- عام على جائحة كورونا .. المرأة في تراجع
- جيل ما بعد أوسلو..واستعادة الطريق
- ثقافة التطوع في مواجهة ثقافة الاستهلاك
- التعبئة الشعبية ومفهوم المقاومة في مواجهة صفقة القرن


المزيد.....




- ترامب يؤكد: -لست ديكتاتورًا-.. لكن مؤشرات -الحكم السلطوي- تت ...
- -مكسب حقيقي-! - شتوتغارت يتعاقد مع المهاجم المغربي بلال الخن ...
- يختبئ أياما بخيمة ليلتقط صورة واحدة.. ما قصة المغربي عبد الغ ...
- هل تريد إسرائيل ضم الضفة أم مجرد تكتيك لمآرب أخرى؟
- مشروع إسرائيلي لضم الضفة.. تفهم أميركي وسط تحذير من العواقب ...
- -مسار الأحداث- يناقش موقف نتنياهو من الحرب في ظل الدعم الأمي ...
- محللون: ترامب يعادي الفلسطينيين والتوصل لاتفاق في غزة يبدو ب ...
- انتقادات لروبي بالـ -الخروج عن اللياقة- في حفلها بالساحل الش ...
- مسؤول إسرائيلي عن -غارة صنعاء-: واحدة من أسرع عملياتنا.. ويو ...
- -بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانيا لصوي - اللغة العمياء..