عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 17:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كارل ماركس --- دراسة في نقد الأقتصاد السياسي البورجوازي!؟
عبدالجبارنوري
المحور/أبحاث يسارية وأشتراكية
كان يوم الثلاثاء 14 مارس الذكرى ( 142) على رحيل أيقونة البرولتاريا وعالمها الروحي والفيلسوف الأقتصادي السياسي الثوري " كارل ماركس " الذي رحل مثل هذا اليوم 1883.
ظهرت المدرسة النقدية الرأسمالية المعولمة بصيغة ترويجية أعلامية دعائية في القارة الأوربية وعلى دراسة تقريرية ممنهجة ومبرمجة حتى بتراتيبية أكاديمية ، تصدى لهم معلم البروليتاريا ( كارل ماركس ) بدراسة نقدية للأقتصاد السياسي البورجوازي أخذت شكلا معارضا على شكل محاضرات ماركسية في لندن وألمانيا ومدونات بحثية في الصحف الأوربية أضافة إلى الأنجاز العلمي المثيرفي عرض كارل ماركس لمجلداته الثلاثة بأسم" المخطوطات " عام 1844 هي أول كتابات ماركس التي مزجت بين المواضيع الفلسفية والأقتصادية ، كان سيمياء العنوان التصحيحي المعارض بصوت ماركسي : أن كل ما ورد من مفاهيم الرأسمالية هو ( مسكن ) لجدلية طوباوية غيرواقعية بل ( تزويق ) للدمامة وتحصين أمن الجلاد وحصار دائم للضحية التي غدت بشير( فأل ) بتنبؤ ماركسي لتعرض الأقتصاد العالمي لكبوات مستقبلية لقد حدث ما حدث في الهزة الأرتدادية الكارثية الأقتصادية في تعرض أوربا والعالم للأزمة الأقتصادية الحادة في ثلاثينيات القرن العشرين ، كانت حلول غيلان الرأسمالية فاشلة وغير مجدية في تحمل سونامي الكساد الشامل والبطالة ، وإن هذه الكوارث الأقتصادية الجديدة دفعت الشركات العملاقة إلى أتباع اللبرالية الحديثة وأتسعت كبواتها خاصة بعد أفراط عقد منظومة الأتحاد السوفييتي .
أهم المحاور البحثية النقدية لكارل ماركس
- نقده لفلسفة الحقوق لدي (هيغل ) والنقد الأتساني مع ( فيورباغ ) وبين آخرين من فلاسفة عصره من الألمان أصحاب (فلسفة المستقبل) ومسائل في فلسفة الأصلاح ، وحتى إنهُ نقد مقالا لآنجلز ( تخطيط لنقد الأقتصاد السياسي ).
وأكد ماركس في هذا النهج أبتعادهُ عن لغة السفسطائية وبمعتى أدق :( النقدي اللاهوتي ) حيث يقول في هذا الصدد : إن اللاهوتي النقدي شكل أخر غير ناضج وجاهز للنقد لكونه خارج الذات البشرية .
- وأن ماركس أثار في مخطوطتهِ الثانية أفكارا مثيرة وخطيرة بواقعية متلازمة بمزيج فلسفي وجدلي في العلاقة بين الأقتصاد السياسي والدولة والقانون والأخلاق والحياة المدنية ، وهذا هو الموضوع الأنثروبولوجي الذي حركهُ الصراع الطبقي وأضطهاد العامل وأغتصاب جهده وقوته ِ وطرده من وسائل الأنتاج ، وبهذا أثبت الفشل والحماقة للنظرية الرأسمالية البورجوازية ونظرية ( مالثوس ) البائسة بأجابة مارس واقعية ومنطقية في ( تطوير قوى الأنتاج للمجتمع )
-كتاب " المخطوطات " للعبقري كارل ماركس 1844 وهو دراسة في النقد الأقتصاد السياسي البرجوازي ترجمة " محمد مستجير مصطفى ، يحتوي على مفاهيم حداثوية في الفلسفة والأقتصاد الرأسمالي البورجوازي ، يفضح بؤس العامل وشقائه وبيعه لقواه وجهده في النظام والأقتصاد البورجوازي الرأسمالي المتسيّد الطفيلي ذو النزعة الريعية والنفعية الجشعة ، والمخطوطات الأكثر شهرة حيث تُعدْ بمثابتة تراث رائع ودقيق في الأرث الفلسفي لتأريخ الأقتصاد السياسي لمن بعدهُ لأكمال المسيرة ، والمؤلف يعرض في مخطوطاته الثلاثة تفاصيل غاية في الدقة في سوسيولوجية الطبقة العاملة ، وثغرات العيوب في الأقتصاد والنظام البورجوازي .
- يعرض ماركس في مجلداته المشهورة والمعروفة (بالمخطوطات الثلاثة) تفاصيل في غاية الدقة والشهرة حيث تعتبر تراثا ثرا وواعدا لسيسيولوجية الطبقة العاملة والثغرات المعيبة السالبة والمستلبة في الأقتصاد السياسي والنظام البورجوازي ، وهو أبرز بحث في فضح بؤس العامل وشقائه و( تسليعهِ ) وبيعهِ لقواه وجهدهِ في النظام البورجوازي الرأسمالي الطفيلي المستلب ذو النزعة الريعية والنفعية الجشعة .
- يؤكد على أنسلاب العامل في المجتمع الرأسمالي ، وتحدث فلاسفة أقتصاديون في نفس الموضوع وبمسارات مغايرة بعض الشيء مثل(هيجل ) : الذي تحدث عن أنسلاب وعي الذات للشغيل العامل في المجتمع في النظام البورجوازي ، غير أن ( فيورباغ ) يتحدث : عن أنسلاب وغربة الأنسان المجرد غير التأريخي وغير الطبيعي ، أما ماركس فيتحدث في المخطوطات عن أغتراب العامل أو أنسلابه وتجريده من حقهُ الطبيعي فهو يمزج أواصر كيمياوية وعناصر ديناميكية فلسفية في المضمون المستقبلي للطبقة العاملة كالصراع الطبقي وحتمية التأريخ والجدلية التأريخية ، ولتوضيح هذا المفهوم الماركسي الجديد وهو أن العامل مجبراً يمتلكهُ الرأسمالي جسداً وقوّة بحيث يمتص منهُ ناتج عمله ، ويخرجه من ( وسائل الأنتاج ) لأنها في حوزته أصلاً حسب النظام الذي يبدو كقوة غريبة مستعبدة ، وهنا يعلن ماركس حربهُ بنقدٍ دقيق ولاذع ومخيف للخصائص المميّزة للنظام الرأسمالي .
- أن ماركس ينتقد الأقتصاديين البزرجوازيين من وجهة نظر ( أشتراكية ) مبيناً التناقضات المتبادلة بين العمل ورأس المال ويعلن معادلته الفلسفية في عالم الأقتصاد السياسي { هو أنهُ كلما زاد أنتاج العامل من الثروة أزداد بؤساً وفقراً } حيث يصبح أكثر فقراً كلما زادت الثروة التي ينتجها وكلما زاد أنتاجهُ من حيث القوّة والكم ، عندها يصبح العامل سلعة أرخص مما مضى كلما صنع المزيد من السلع ، وأن العامل لا يكسب بالضرورة حين يكسب الرأسمالي لكنه يخسر بالضرورة حين يخسر الرأسمالي .
- أنخفاض قيمة العالم الأنساني يزداد في علاقة مباشرة مع زيادة قيمة الأشياء ، نعم أذا تدهورت ثروة المجتمع فأن الذي يدفع فاتورة الغلاء والكساد والبطالة والبؤس هو العامل وعموم طبقته أكثر من الطبقات الأخرى .
- لا يخلق جهد العامل السلع فقط ، ولكنهُ ينتج أيضاً نفسهُ ويُخلقْ العامل كبضاعة وبنفس المعدل ،
- ويعلن في هذه المخطوطة حقيقة علمية دقيقة هي { أن الثورة نتيجة التطور الأقتصادي للرأسمالية } أي أن النظام الرأسمالي هو نفسهُ يقود إلى الثورة من باب أنعدام الرؤية لحقيقة حتمية التأريخ في التغيير ، وبالنهاية يبشر ماركس بأن هذا التناقض والعداء والفروق الطبقية تقود إلى تحرير العامل .
- في المخطوط الأول يتحدث عن الأجور حيث تتحقق من خلال الصراع التأريخي بين الرأسمال والعامل ، والرابح بالتأكيد هو الراسمالي الذي يستطيع أن يعيش بغير العامل ( أطول ) مما يستطيع العامل أن يعيش بغير الرأسمالي ، ولأن أتحاد أرباب العمل لتكوين الكارتلات مسموح ، بينما أتحاد العمال محظور ، يضيف ماركس في نفس المخطوط ، أن في العالم الرأسمالي البورجوازي تكون خيوط اللعبة في تحريك العامل بيد رب العمل الذي يغيير مسار اللعبة - بخبث – حيثما تتسارع الأرقام الريعية والنفعية ألى جيوبه حينها يكون العامل مجبرا على الخضوع ، وأن أرتفاع الأجور وزيادتها تدفع العامل ألى عبودية شهوة المال على حساب وقته وصحته البدنية ، وأحياناً كثيرة يزج بأبنائه وزوجته ألى أطول مدة عمل مضنية ، ولأن العامل لا يستطيع شراء كل شيء بل يجب بيع نفسه وآدميته وشخصيته الأنسانية ولا يبدو أكثر من مسخ مهان في خضم هذا العالم الأناني .
- وأن جميع هذه الآراء تحوي { ثورة نظرية حقيقية } وأكد ماركس في هذا النهج أبتعاده عن التبعية السلبية السفسطائية وبمعنى أوضح الصد عن ( اللاهوتي النقدي ) الذي يؤكد صفاء نقده ، حيث يقول في هذا الصدد : أن اللاهوتي النقدي شكل آخر غير ناضج للنقد لآنه خارج الذات ، وأن ماركس في كتابه المخطوط لموضوع أجتماعي خطير هو مزيج فلسفي وجدلي في العلاقة بين الأقتصاد السياسي والدولة والقانون والأخلاق والحياة المدنية وهذا هو موضوع الأنثروبولوجي الذي حركهُ الصراع الطبقي وأضطهاد العامل وأغتصاب جهدهِ وقوّته وطرده من وسائل الأنتاج التي هي بيد الرأسمالي ، وأثبت الفشل والحماقة للنظرية الرأسمالية البورجوازية ( نظرية مالثوس ) بتطوير القوى الأنتاجية للمجتمع .
المصادر والهوامش/
-كتاب مخطوطات كارل ماركس – ترجمة محمد مستجير مصطفى /
-كتاب ثروة الأمم - لآدم سميث طبعة فريمان – المجلد الأول صفحات 50 ، 51 ، 60، 61 ، 71 ، 72 .
كاتب وباحث وناقد أدب
آب - 2025
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟