أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنها دولة مافيات... فأي -قضاء عادل- تتحدثون عنه؟!














المزيد.....

إنها دولة مافيات... فأي -قضاء عادل- تتحدثون عنه؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت ضغط اجتماعي واسع، تجلّى في وسائل التواصل الاجتماعي، وتظاهرات في البصرة وبغداد وعدد من مدن العراق، اضطرّ مجلس القضاء الأعلى إلى "التراجع خطوة إلى الوراء" وفتح "تحقيق" في مقتل الطبيبة بان.
ومع ذلك، ورغم وفرة الشواهد الملموسة والمروّعة على جسد الضحية، وظروف وملابسات القضية، وخاصة الاتهامات الموجهة إلى محافظ البصرة، ومحاولاته لإجبار الطبيبة بان على إصدار تقرير طبي يصف فيه شقيق زوجته، المدعو (ضرغام)، بأنه غير سليم عقليًا لتجنيبه حكم الإعدام بعد قتله أستاذة جامعية — رغم كل هذا، يخرج مجلس القضاء ليعلن أن بان "انتحرت"!
أي منطق هذا؟ بأي أدلة توصلت اللجان إلى هذا القرار؟ المبررات التي ساقها المجلس هي تافهة وسخيفة إلى حدٍّ يثير الغضب، وإهانة سافرة لعقول الناس!
قضاء عادل؟ أم أنكم تمزحون؟
من يؤمن بوجود قضاء عادل وطب عدلي نزيه في عراق اليوم، فهو واهم حتى النخاع. أليس هذا القضاء هو من سكت عن قتل نحو 800 متظاهر خلال انتفاضة تشرين 2019 على أيدي الميليشيات، دون أن يحرّك ساكنًا حتى اليوم؟
أليس هو من أطلق سراح ضابط ميليشيا ولائي اعترف علنًا بقتل الباحث هشام الهاشمي، ليُكرّم لاحقًا في إيران؟
أليس هو من لاذ بالصمت إزاء فضيحة "سرقة القرن" التي تورط فيها نور زهير، والذي يعيش اليوم في دبي بحرّية تامة؟
أليس هو من برّأ ابن محافظ النجف المتهم، بالأدلة، بتجارة المخدرات وأطلق سراحه؟
أليس هو من تجاهل جرائم قتل النساء، خاصة في البصرة؟
أليس هو من حكم على طفل يبلغ 12 عامًا بالسجن سنةً كاملة فقط لأنه سرق علبة مناديل ورقية؟!
وغيرها عشرات، بل مئات الأمثلة. فأي "عدالة" تتحدثون عنها؟
إنه ليس قضاءً مستقلًا، بل هو جزءٌ عضويٌ من بنية دولة المافيات. هو صمام الأمان لسلطة القتل والنهب، ودرعها أمام أي محاولة قانونية للمساءلة.
في بلد تعبث فيه الميليشيات والمافيات دون رادع ولا ضمير، لا مكان للحديث عن "حقوق". فما هو حقك، أو ليس حقك، تقرره هذه المنظومة المنفلتة المتغطرسة. والنساء هن الضحايا الأبرز. من السهل أن تُقتل فتاة لأنها رفضت الزواج، أو طلبت الطلاق، أو فقط لأن لها صوتًا. أي مأساة نعيش؟ أي استهتار هذا؟
القضية سياسية بامتياز
ما إن شاع خبر مقتل الطبيبة بان، حتى انفجر الغضب الشعبي. ناس من مختلف فئات المجتمع عبروا عن سخطهم عبر وسائل التواصل، وانهالوا سُبابًا وشتائم على شخصيات كالعيداني و"الشيخة"، وسخريةً من الانتهازي سيء الصيت مصطفى سند ومن يدور في فلكهم، ناهيك عن "زبابيكهم" الإلكترونية، وما أكثرهم!
لم يشهد المجتمع العراقي غضبًا اجتماعيًا وسياسيًا بهذا الحجم منذ هبّة تشرين 2019. ارتبك العيداني ومن على شاكلته، و"تصخّمت" وجوههم. كان لا بدّ من إخراج "حلّ" سريع... وإلّا ستتحول القضية إلى قنبلة سياسية تهدّد كل العملية السياسية المهترئة. فأوعز السوداني بإرسال لجنة من بغداد. وبعد يومين أو ثلاثة، خرجت النتيجة: "انتحار"! أُغلقت القضية وسط ذهول الجميع.
لكن القرار لم يُتخذ من أجل "عيون العيداني وشيخته"، بل لحماية المنظومة السياسية برمتها من عاصفة الغضب الشعبي. لذلك لم يكن القرار فنيًا، أو طبيًا، أو جنائيًا، بل سياسي بامتياز. هم يدركون حجم الغضب الجماهيري جراء الفساد، والنهب، وتغوّل الميليشيات، وسلب مستقبل الشباب. ويعلمون أن لحظة شرارة قد تطيح بكل شيء.
تأتي هذه الحركة العامة والواسعة في وقت حساس، يشهد تراجعًا كبيرًا في نفوذ هذه المنظومة ومحورها الإقليمي، إثر ضربات تلقاها من لبنان وسوريا واليمن، مرورًا بالعراق، وصولًا إلى طهران. ولهذا يسعون بكل جهد إلى لجم بركان الغضب الشعبي المتصاعد.
ما العمل؟
يسعون إلى "طمس" القضية، وإعادة الناس إلى بيوتهم، لمواصلة مسلسل النهب والفساد وكأن شيئًا لم يكن. لكن المجتمع لا يمكنه الرجوع إلى ما قبل جريمة مقتل الطبيبة بان. ولا يمكنه السكوت عن هذا القدر من الإجرام، خصوصًا ضد النساء، وخاصة بعد هذه الفضيحة.
لا بد من فضح هؤلاء القتلة، وممارسة أوسع ضغط سياسي واجتماعي على هذه الطغمة الحاكمة.
وعندما يبلغ هذا الضغط مداه، لن يكون أمامهم إلا الرضوخ، وسنراهم يعيدون فتح التحقيق بلغة جديدة ولجان جديدة.
القضية مرهونة بضغط "الشارع"، ضغط قوى التحرر والمساواة والدفاع عن المرأة، هذا "الشارع" الذي أثبت في الأيام الماضية أنه واسع، نابض، مدني، ومليء بالإرادة لتغيير الواقع. إنه يحمل ملامح مجتمع جديد، يستند إلى الحرية، والمساواة، والكرامة، والعدالة.
فلْتكن هذه الهبّة منطلقًا لحركة أوسع، بوصلتها إنهاء العنف ضد النساء، ومنع التطاول على أجسادهن، وحرياتهن، وحقهن في الحياة والسعادة.
19 آب 2025



#فارس_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات حول ما سعى الرفيق مؤيد أحمد لتمريره بحجة إغتيال رفاقنا ...
- حول حرب اسرائيل وامريكا على ايران...ما أشبه اليومَ بالبارحة!
- غزة: من الإبادة الجماعية الى التهجير!
- -وقف إطلاق النار- أم وقفة في التطهير العرقي في غزة؟!
- إلى أين تمضي هذه -الحثالة- بالمجتمع؟! الجزء الثاني
- إلى أين تمضي هذه -الحثالة- بالمجتمع؟!
- منصور حكمت وقضية فلسطين
- كذبة -الأغلبية-
- القومية عار على البشرية فعلاً!
- أيام تنذر بالخطر!
- فلسطين: حلّ -الدولة- أم -الدولتين-؟!
- من قال انها حرباً على حماس؟!
- هل -التقصير- فعلاً هو -المذنب- في فاجعة الحمدانية؟!
- ثمة مصلحة للنظام الراسمالي في بقاء النزعة الذكورية!
- لن يفيدكم الخلط المغرض للقضايا!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب (القسم الثاني والاخير)
- (حول حرق القرآن في السويد)! حرية التعبير بدون أي قيد وشرط!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب: (الجزء الاول)
- انتخابات تركيا: صراع فاشيتين إسلامية-قومية وقومية-أتاتوركية!
- بقاء (8) من اذار يعني ان الظلم ضد المراة والنضال ضد هذا الظل ...


المزيد.....




- في قمة واشنطن.. هل حقًا أذلّ ترامب ماكرون؟
- -دنيئة ومبنية على مغالطات-.. ماكرون يرد على رسالة من نتانياه ...
- سعودي يثير تفاعلا بعد قيادته شاحنة مشتعلة بعيدًا عن محطة وقو ...
- لباس الدبلوماسية: أسلوب زيلينسكي الجديد ينال الثناء في اجتما ...
- الميكروفون يلتقط حديثًا جانبيًا بين ترامب وماكرون: -بوتين ير ...
- برعاية أمريكية.. اجتماع سوري - إسرائيلي في باريس يبحث الترتي ...
- اجتماع استثنائي لرؤساء أركان الناتو لبحث مستقبل الحرب في أوك ...
- نتنياهو يتهم ماكرون بتأجيج معاداة السامية وباريس ترد بحدة
- هل تحولت اليونيفيل إلى ورقة ضغط إسرائيلية ضد لبنان؟
- ميزانية إضافية لنفقات الحرب بـ9 مليارات دولار في إسرائيل


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنها دولة مافيات... فأي -قضاء عادل- تتحدثون عنه؟!