أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - شعوب الشرق الأوسط بين المجتمعية والدولة القومية














المزيد.....

شعوب الشرق الأوسط بين المجتمعية والدولة القومية


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل استمرارأزمة الشرق الأوسط، ومحاولة تجديد الدولة القومية لنفسها عبر الثورة المضادة، تبرز المجتمعية الديمقراطية كبديل وحلّ سلمي، وسبيلٍ لبناء الحياة الحرة.

تعيش شعوب الشرق الأوسط منذ قرنين تقريبًا في دوامة من الأزمات السياسية والاجتماعية، حيث تتعاقب موجات الفعل الاعتراضي والحراك الشعبي مع موجات الثورة المضادة. وقد فرضت القوى الدولية المهيمنة نموذج الدولة القومية على المنطقة بعد الحربين العالميتين، فكان هذا النموذج أداة لترسيخ السلطة المركزية والأحادية وقمع التنوع المجتمعي، خدمةً لقوى السلطة والدولة ورعاتهم الدوليين، بدل أن وسيلة لبناء حياة ديمقراطية تشاركية، تنقذ مجتمعاتنا وشعوبنا وتبلور إرادتهم الحرة. تشير هذه المقالة إلى الصراع بين المجتمع والدولة، ودور الدولة القومية والثورة المضادة، كما تبين المسار البديل الذي اقترحه القائد والمفكر عبد الله أوجلان، والقائم على المجتمعية الديمقراطية كضمانة للحياة الحرة والسلام الحقيقي.
أزمة غياب الفعل المجتمعي الديمقراطي
إن تفاقم القضايا والأزمات التي تعاني منها شعوب ودول المنطقة يؤكد أن مجتمعاتنا ما زالت غائبة عن الفعل الإرادي المؤسساتي، رغم ما شهدته، وما تزال تشهده، من موجات فعل اعتراضي وحراك ثوري في العديد من دولها بين الحين والآخر. ويعود ذلك إلى هيمنة نسق الثورة المضادة السلطوية على معظم التحركات والثورات بالفكر والسلوك، حيث تجدّد الهياكل والتحالفات السلطوية الفوقية نفسها غالبًا عبر ضخ دماء ووجوه جديدة في عروق السلطوية الدولتية، من دون العمل على بناء المجتمعية الديمقراطية أو تجاوز ثقافة السلطة والدولة والذكورية.
الدولة القومية كأداة للثورة المضادة
في منطقتنا، الشرق الأوسط، ومع التقسيمات والدويلات التي رسمتها القوى الخارجية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، أضحى النموذج الدولتي المفروض على المنطقة ـ وهو نموذج الدولة القومية ـ من أهم أشكال الثورة المضادة وفق ما أشار له القائد عبدالله أوجلان في كتبه، فقد جلب هذا النموذج الخراب والقتل والتهجير والذكورية والإبادات الجماعية على مجتمعاتنا، رغم تاريخ طويل من التعايش والتنوّع والأخوّة. ومع سيطرة هذا النموذج، لم تهدأ المشاكل ولم تُحلّ القضايا، لأنه هو نفسه الذي ينتج الأزمات، باحتكاره عناصر القوة وحق التنظيم والتعبير باسم مصلحة الدولة وأمنها، التي غالبًا ما تخدم فئة ضيقة على حساب المجتمع.
الربح كأداة للهيمنة على الإنسان والمجتمع والطبيعة
أصبح الربح هدفًا اقتصاديًا وسلطويًا يتجاوز الإنسان والمجتمع ليطال الطبيعة ذاتها، بحيث وُضِع الثلاثة في خدمة قوى السلطة والدولة، رغم كل أشكال التمويه والشكليات والأيديولوجيات المصطنعة والمحرفة، حتى من الأديان والعلوم الوضعية، لتشرعن هذه الهيمنة والنهب المنظم لقوت الشعب وموارده الأساسية. وهنا، تحوّل الربح إلى ثورة سلطوية دولتية مضادة ضد المجتمع والطبيعة، التي باتت تعاني على نحو يهدد استمرار الحياة، مع تغيّر المناخ والطقس، وارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الأوبئة والأمراض.
الأحادية القومية وطمس التنوع المجتمعي
ولعل الأحادية التي يمتاز بها هذا النموذج من التراكم السلطوي القمعي لا مثيل لها في تاريخ البشرية؛ فهي أحادية تسعى إلى فرض لون واحد للحياة بشكل قسري، وفرض هوية الدولة القومية المصطنعة على مجتمعات متنوّعة ومختلفة، بعيدًا عن حق هذه المجتمعات والشعوب في الحفاظ على خصوصياتها وثقافاتها ولغاتها، وإدارة شؤون مناطقها، حتى ضمن الدول التي فُرضت عليها وأُلبِسَت كالثوب غير المناسب لشعوب وجغرافية الشرق الأوسط.
الركائز الأيديولوجية للهيمنة
في الأيديولوجية والفقه الرسمي للدولة القومية، كانت ـ وما تزال ـ القوموية والإسلاموية ركنين أساسيين. وهذان الركنان شكّلا القاعدة لمشروع الهيمنة على شعوب المنطقة ونهب مواردها، بدعم من النظام العالمي المهيمن. وقد استُخدما كأداتين لتبرير الاستبداد الداخلي وإدامة التبعية الخارجية، عبر شرعنة القمع، وتكريس الانقسام، ورفض وإقصاء الآخر المختلف، وإجهاض أي مشروع ديمقراطي يعبّر عن إرادة الشعوب وحقها في التعددية والحرية.
استهداف قوى الحرية والديمقراطية في ظل هيمنة الثورة المضادة
أما قوى الحرية والديمقراطية وفي مقدمتهم المرأة والشباب ـ أي قوى المجتمع الأساسية ـ فقد كانت ولا تزال تحت ضغط شديد من معظم الأطراف التي تنشط ضمن إطار الثورة المضادة، بدءًا من النظام العالمي وتابعته وأداته المتمثلة في الدولة القومية، مرورًا بمرتكزاتها من القوموية والإسلاموية. ويجري التضييق عليها وسدّ الطريق أمامها، لأنها القوى التي تعمل على تحقيق هدف بناء المجتمعية الديمقراطية كبديل عن الدولة القومية الأحادية. وهو ما يتعارض مع مصالح النخب السلطوية ومنظومة الهيمنة العالمية والإقليمية.
نحو دستور يضمن المجتمعية الديمقراطية
يمكن القول إن الصراع الأساسي في المنطقة، بل وحتى في التاريخ البشري، هو بين المجتمع والدولة، كما يشير القائد عبدالله أوجلان في كتبه. وإن فهم الثورة المضادة، وضمان القدرة على التغيير، يتطلبان إدراك ماهية هذا الصراع عبر التاريخ، وفهم أن الدولة وخاصة بصيغتها القومية تعمل على إضعاف النسيج الأخلاقي والسياسي للمجتمع، وفرض الفردانية كمنهج حياة، بما يسهل التحكم به، مهما ادّعت غير ذلك. ولقد فشلت أغلب محاولات الإصلاح والتغيير والتحول الديمقراطي في دول المنطقة، لأن الدولة القومية أعادت إنتاج نفسها بعد كل حراك شعبي أو ثورة وبسلطة دولتية جديدة. وباعتقادنا، يكمن الحل في جعل المجتمع، بكل فئاته وقواه الحرة، محور العمل والبناء والتحول الديمقراطي، من خلال مأسسة الحياة الديمقراطية، وبناء ذهنية تشاركية، وصياغة دستور ديمقراطي يضمن التعددية والشراكة بين المجتمع والدولة، ويحفظ حقوق كافة المكونات، بعيدًا عن استبدال سلطة بأخرى، كما هو الحال في معظم دول المنطقة



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية المجتمع والدولة: منبع الأزمة وطريق الحل
- سوريا بين الأمس واليوم: هل تم التغيير؟
- الشرق الأوسط بين السلام والحرب
- ترتيبات المشهد وتقاسم النفوذ ونداءعودة العلاقات التاريخية
- نوروز... مسيرة الشعوب نحو السلام والمجتمع الديمقراطي
- المؤامرة الدولية ومشروع القائد عبدالله أوجلان للحل الديمقراط ...
- تكامل ميزوبوتاميا والأناضول.. العلاقة الكردية-التركية
- مستقبل سوريا بين التشاركية الديمقراطية والاحادية الدكتاتورية
- المنطقة بين القومويين والإسلامويين: هل من طريق ثالث؟
- سوريا بين الأمس واليوم إلى أين؟
- تفاعلات المشهد السوري بعد 8 ديسمبر
- إرادة الحرية وعقليّة الإبادة
- تصاعد التوتر في المنطقة وإشكاليات الحل
- صراعات الهيمنة.. مستقبل الشرق الأوسط بين الإرفاق والحل
- من مانديلا لأوجلان نضالات الشعوب المحقة
- التوسع التركي في العراق وسوريا
- أزمة الدولة القومية في الشرق الأوسط
- الاستقرار بين أخوة/أخوات الشعوب ومصالح الدول والسلطويات
- قفزة 15 آب .. 40 عاماً من الدفاع المشروع أمام الإبادة الجماع ...
- السلطات التركية.. دعم التنظيمات المتطرفة واحتضان الإرهاب


المزيد.....




- شاهد.. رجال إطفاء يكافحون لاحتواء حرائق الغابات في كندا
- عودة -كاسر العظام-.. قصة إنقاذ النسر الملتحي المهدد بالانقرا ...
- الخاتم الماسي يسرق الأضواء.. والمجوهرات الفخمة لا تغيب أبدا ...
- بسترات واقية من الرصاص.. عملاء FBI وإدارة مكافحة المخدرات يق ...
- هل يستعين بوتين بترامب للإطاحة بزيلينسكي؟- مقال رأي في التاي ...
- الترويكا الأوروبية تهدد بفرض عقوبات على إيران إذا لم تعد للم ...
- عقد بقيمة 1.6 مليار دولار بين دولة أوروبية وشركة -إلبيت سيست ...
- لاريجاني من بيروت: لا ننظر لأصدقائنا كأداة.. وعون يرى أن لغة ...
- تحذير لقسد؟.. توقيع مذكرة تفاهم دفاعية بين أنقرة ودمشق
- مباشر: زيلينسكي وقادة أوروبيون يسعون لإقناع ترامب بالدفاع عن ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - شعوب الشرق الأوسط بين المجتمعية والدولة القومية