أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - المؤامرة الدولية ومشروع القائد عبدالله أوجلان للحل الديمقراطي والسلام














المزيد.....

المؤامرة الدولية ومشروع القائد عبدالله أوجلان للحل الديمقراطي والسلام


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 8254 - 2025 / 2 / 15 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحل بعد أيام الذكرى الـ26 للمؤامرة الدولية التي قادها حلف الناتو، بزعامة أمريكا وإسرائيل، وشاركت فيها نحو 40 دولة ضد الشعب الكردي وإرادته الحرة ونضاله الديمقراطي في المنطقة. استهدفت هذه المؤامرة المفكر والقائد عبدالله أوجلان في عملية استمرت قرابة أربعة أشهر، تنقل خلالها بين اليونان وروسيا وإيطاليا وغيرها، وصولًا إلى كينيا وثم سجن جزيرة إمرالي، حيث تم اختطافه في العاصمة نيروبي وتسليمه للدولة التركية بتاريخ 15 شباط/فبراير عام 1999.
لماذا استهدفت المؤامرة الإرادة الحرة؟ تعرض الشعب الكردي لمؤامرة كبرى بالتزامن مع تقسيم المنطقة وفق الأجندات والاتفاقيات الدولية، بعد انهيار الدولة العثمانية. وقد تدخلت القوى المركزية في النظام العالمي، بقيادة بريطانيا وفرنسا، وبالتنسيق مع روسيا، حيث تم تقسيم كردستان بين أربع دول قومية أحادية، لا تعترف بوجود الكرد وحقوقهم، رغم إسهاماتهم في نضالات التحرر من الاحتلال والانتداب الأجنبي. نتيجة لذلك، جعلت القوى الدولية كردستان وشعبها بمثابة بؤرة توتر قابلة للاشتعال والاستخدام عند الحاجة. رفض الكرد هذا الواقع القاسي وقاوموا سياسة الإنكار والإبادة عبر عشرات الثورات والانتفاضات. وغالبًا ما كانت سياسة الإبادة، خصوصًا في شمال كردستان (جنوب شرق تركيا)، تتم من خلال قتل وإعدام قادة الثورات والانتفاضات للقضاء عليها بالكامل. مع انطلاق ثورة الكرد، بمشاركة العديد من مكونات كردستان منذ السبعينيات، بقيادة القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، استطاع الكرد للمرة الأولى في تاريخ نضالهم بناء إرادة ثورية ديمقراطية حرة، وامتلاك ذهنية تشاركية مكّنتهم من التحول من أداة مستغلة إلى فاعل مؤثر على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. رفض الكرد الإملاءات الخارجية وسعوا لبناء حياة حرة في كردستان والشرق الأوسط، وهو ما دفع قوى المؤامرة إلى التدخل مجددًا، فوضعت خطة لاختطاف القائد أوجلان.
كيف واجه المفكر والقائد عبدالله أوجلان المؤامرة؟ من الضروري الإشارة إلى نوعية المقاومة الفريدة التي أبداها القائد أوجلان تجاه المؤامرة، والتي تختلف عن السياق التاريخي للمقاومات الكلاسيكية المشابهة، رغم كونها امتدادًا لها في السعي لتحقيق الحرية. فقد أراد القائد أوجلان، بكل وعي وقوة، تحويل عملية الاختطاف والمؤامرة إلى فرصة للحل والتعايش، وإنقاذ الشعبين الكردي والتركي من الانزلاق إلى حرب أهلية دموية تمتد لقرن آخر، كما خططت لها قوى المؤامرة والإبادة. عمل القائد أوجلان على قراءة الحاضر والتاريخ بعمق، وقدم رؤية جديدة متكاملة ومتطورة، تستكمل أفكاره منذ التسعينيات، لفتح طريق الحل الديمقراطي عبر الآليات السياسية والقانونية والثقافية والدفاعية الذاتية. وقد طرح هذه الأفكار في مجلداته المهمة التي تحمل عنوان "الحضارة الديمقراطية"، والتي كتبها كمرافعات لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
العصرانية الديمقراطية تتمحور فلسفة القائد أوجلان حول تقديم اجتهادات معمقة في مختلف مجالات الحياة وبأبعادها المتنوعة، خاصة الاجتماعية والثقافية، ضمن إطار الحل الديمقراطي، مع التركيز على ريادة المرأة والشباب. وتهدف هذه الفلسفة إلى منح شعوب المنطقة والعالم القدرة على إدارة نفسها وحماية وجودها، عبر إيجاد بدائل عن النظام الرأسمالي القائم. ويطرح أوجلان في هذا السياق ثلاثة مبادئ أساسية: 1- الأمة الديمقراطية: القائمة على الإرادة الحرة والذهنية المشتركة والمجتمعية الديمقراطية، كبديل عن الدولة القومية الأحادية السلطوية. 2- الاقتصاد التشاركي الديمقراطي: الذي يلبي احتياجات المجتمع وتطلعاته، بدلًا من الاقتصاد الرأسمالي الذي يؤدي إلى التفكك والدمار الاقتصادي والأخلاقي والسياسي. 3- الصناعة الإيكولوجية: كبديل عن الصناعوية التي تسعى لتحقيق الربح الأعظم على حساب الإنسان والطبيعة والبيئة، مما يخدم مصالح طبقات وفئات ضيقة على حساب المجتمع. بهذه الرؤية، قاد القائد أوجلان مقاومة نوعية ضد المؤامرة وقوى التآمر على شعوب المنطقة، محققًا نقلة نوعية في النضال والحياة. فقد ركز على بناء المجتمع الديمقراطي، والمرأة الحرة، والبيئة السليمة، بدلًا من تعزيز أدوات العنف والسلطة أو السعي وراء بناء دول قومية جديدة. كما أن مفهوم حق تقرير المصير والاستقلالية، وفق المنظور الأوجلاني، بات يعبر عن التعايش المشترك بين الشعوب والمكونات، والإدارات الذاتية، واستقلالية الفكر والإرادة، وليس عن تقسيم المقسم والدخول في صراعات السلطة وتنفيذ أجندات القوى الخارجية.
الكلمة المنتظرة.. خارطة الطريق اليوم، مع انتظار الكلمة المصورة أو البيان أو الخطاب المحتمل للمفكر والقائد عبدالله أوجلان في ذكرى الـ26 للمؤامرة واليوم الأسود، نتوقع أن تحمل رؤى أكثر تطورًا ومرونة وسلاسة لحل القضية الكردية وقضايا المنطقة وتحول بذاك اليوم الأسود إلى يوم للحرية والنور. ومن المرجح أن يقدم خارطة طريق جديدة، تستند إلى المعطيات الحديثة والتطورات الإقليمية والدولية، وحقائق التاريخ والجغرافيا، وقيم وتقاليد الشعوب الديمقراطية، في سياق تطوير مفهوم الحداثة الديمقراطية، وأخوة الشعوب، وعملية التحول الديمقراطي الوطني في دول المنطقة، بما يحقق السلام والاستقرار القائم على الحرية والديمقراطية والحماية الجوهرية. ولتحقيق ذلك، لا بد أولًا وقبل كل شيء من تحقيق الحرية الجسدية للمفكر والقائد عبدالله أوجلان، والبدء بمسار الحل الديمقراطي، وفق الأسس السياسية والقانونية الملائمة. كما ينبغي لدول وسلطات المنطقة أن تدرك أهمية هذه الفرصة التاريخية التي يوفرها القائد، وأن تتخلي عن سياسة الإبادة الممارسة حتى هذه اللحظة، وإلا فإن المنطقة قد تواجه تدخلات خارجية تهدف إلى إعادة هيكلة المشهد الإقليمي في تركيا والشرق الأوسط، بما يخدم مصالح النظام العالمي في الهيمنة والنهب.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكامل ميزوبوتاميا والأناضول.. العلاقة الكردية-التركية
- مستقبل سوريا بين التشاركية الديمقراطية والاحادية الدكتاتورية
- المنطقة بين القومويين والإسلامويين: هل من طريق ثالث؟
- سوريا بين الأمس واليوم إلى أين؟
- تفاعلات المشهد السوري بعد 8 ديسمبر
- إرادة الحرية وعقليّة الإبادة
- تصاعد التوتر في المنطقة وإشكاليات الحل
- صراعات الهيمنة.. مستقبل الشرق الأوسط بين الإرفاق والحل
- من مانديلا لأوجلان نضالات الشعوب المحقة
- التوسع التركي في العراق وسوريا
- أزمة الدولة القومية في الشرق الأوسط
- الاستقرار بين أخوة/أخوات الشعوب ومصالح الدول والسلطويات
- قفزة 15 آب .. 40 عاماً من الدفاع المشروع أمام الإبادة الجماع ...
- السلطات التركية.. دعم التنظيمات المتطرفة واحتضان الإرهاب
- تركيا.. الاحتلال والإلحاق
- المنطقة بين مصالح شعوبها ومشاريع الهيمنة والنهب
- افتراءات الدولة والسلطات التركيّة وكذبها عن الانفصال والإرها ...
- الأمن الإقليمي بين احتياجات الشعوب ومصالح الدول ومراكز الهيم ...
- شهداؤنا الخالدون في قلعة شقيف.. مقتضيات المهام الثورية وقيمن ...
- نحو الحركة الدولية لحرية القائد أوجلان


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN ما يميل إليه ترامب للتعامل مع إيران: الحل ا ...
- رويترز: قمة مجموعة السبع تخلت عن نيتها إصدار بيان مشترك حول ...
- طهران على صفيح ساخن مع تحذيرات إسرائيلية وأمريكا من تدخل وشي ...
- واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب ...
- لقطات تظهر فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية بالتصدي لصاروخ إيرا ...
- نتنياهو يتحدث هاتفيا مع ترامب بعد اجتماعه مع كبار مسؤولي إدا ...
- خامنئي: المعركة بدأت ولن نساوم الصهاينة أبدا
- ترامب ينذر إيران.. -استسلام غير مشروط-
- انذارات واسعة في إسرائيل بعد تجدد القصف الإيراني وانباء عن ر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - المؤامرة الدولية ومشروع القائد عبدالله أوجلان للحل الديمقراطي والسلام