أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - حمساوى يهاجمنا !!















المزيد.....

حمساوى يهاجمنا !!


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 20:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن فتوى ( حماس شر الناس ) جاءنى هذا التعليق ، أنشره وأرد عليه . يقول : ( الاستاذ دكتور احمد صبحي منصور. تحية طيبة وبعد ، يؤسفني اقرأ هذه المقالة السيئة :
1- الكلام ده تقوله ل. مقاومة الجزائر وتقولهم : امبراطورية فرنسية و انتوا امارزيغ بربر مفيش مقارنة وهنفضل في استنزاف مدى الحياة . و دا محصلش و انتصرت الجزائر
2- حضرتك ريفي مصري جميل . قول كلام ده الوسية الشرقية... و احمد عرابي اللى اتهزم في معركة امبابة و انتصرت مصر على خديوي و كامب انجليزي و جواسيس مصريين
3- كلامك تقوله للبوسنة . انتوا اقلية مسلمة فتح عثماني ، و مش هتقدر على صرب و كروات وانتصرت البوسنة
4- اسوأ مقالة ليك مع كل احترام . انك تعتبر ان المقاومة في العموم شر . اووومال فين الخير في الخسيسي و نتياهو . حضرتك اصبحت رجل امريكي و ركنت الى الذين ظلموا. يؤسفني )
الإجابة :
لن أصحح الأخطاء الإملائية والنحوية أو التاريخية . ولكن أقول :
أولا :
1 ـ أنا مع المقاومة السلمية عندما يكون الطرف الضعيف في مواجهة خصم قوى جدا . وهذا رأيي المستمد من فهمى للقرآن الكريم . وكتبته كثيرا .
2 ـ عام 1987 كنت في السجن بسبب دعوتى الإصلاحية السلمية القرآنية . كان صاحبى في الزنزانة شابا فلسطينا من منظمة التحرير . كانت إنتفاضة الحجارة على أشُدّها ، وكان يحمل في يده راديو ترانسيستور ، ويطوف في الزنزانة صارخا مشجعا . رآنى غير مهتم . سألنى ، قلت : كنت أُفضّل أن يحملوا في أيديهم زهورا بدل الحجارة ، وأن يعطوها لجنود الاحتلال . " . غضب ، وشرحت له وجهة نظرى ، إزداد غضبا . عذرته ، فقد غسلوا له مخه .! ارسلوه لمصر في مهمة فقبض عليه الأمن المصرى وعذّبه ، وأودعه السجن .
3 ـ إن في داخل كل إنسان نوازع الشّر ونوازع الخير ، الفجور والتقوى . إذا خاطبت في خصمك القوى نوازع الخير إضطر الى أن يعاملك بالخير ( كأنه ولىُّ حميم ) قال جل وعلا : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)فصلت ) . إذا خاطبت فيه نوازع الشّر إستعمل معك قوته الهائلة وخسرت .
4 / 1 ـ تعرض النبى محمد عليه السلام والمؤمنون معه لاضطهاد هائل ، فهاجروا ، وتعقبتهم قريش بالغارات في المدينة ليردوهم عن دينهم . قال جل وعلا : ( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)البقرة )، وكان التشريع وقتها هو كفّ اليد ، وحين نزل تشريع القتال كرهوه ، فقال لهم جل وعلا ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) البقرة ) وطلب بعضهم التأجيل . فقال جل وعلا : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) النساء) .
4 / 2 : الاستعداد القتالى أخذ وقتا ، ولم يكن للإعتداء بل لارهاب العدو بردعه عن العدوان ، أي لحقن الدماء والسلام ، وإن آثروا السلام فلا بد من الاستجابة . قال جل وعلا : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60) وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال ) . وحين أتمُّوا إستعدادهم نزل لهم الإذن بالقتال ، وفيه مبررات هذا الإذن. قال جل وعلا : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)الحج ) . ونتذكر أن فريقا من المؤمنين في موقعة ( بدر ) كان معارضا للقتال ، وجادل في الحق بعد ما تبين . قال جل وعلا : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ( 5 ) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ( 6 ) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ( 7 ) الأنفال ).
4 / 3 : نزلت تشريعات القتال الدفاعى في قتال الجنود المعتدين في أرض المعركة فقط ، مع تحريم الإعتداء ، وأن يكون الاعتداء بالمثل ، وينتهى القتال الدفاعى بتوقف المعتدى عن إعتدائه . قال جل وعلا : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) 194) ) ( البقرة ).
5 / 1 : بل هناك أكثر من ذلك :
5 / 1 : فالمقاتل في الجيش المعتدى إذا نطق بكلمة السلام وجب حقن دمه ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (94) النساء ).
5 / 2 : وإذا إستجار في أرض المعركة وجبت حمايته وتوصيله الى مأمنه بعد إسماعه بعض آيات القرآن الكريم. قال جل وعلا : (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6) التوبة ).
6 ـ وأفظع جريمة أن تقتل إنسانا مسالما مؤمنا مأمون الجانب ، قال جل وعلا : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء ) .هذا عن قتل فرد واحد . فماذا عن قتل آلاف وملايين . وماذا إذا كان هذا القتل منسوبا الى الإسلام دين السلام والرحمة والعدل ؟! ألا يكون هذا ظلما لمن أنزل الدين واصبا ؟
7 ـ هذا التشريع السامى الاسلامى حطّمه ـ تحطيما ــ جواسيس قريش الذين بعثتهم مهاجرين ، وكتموا نفاقهم ومردوا عليه ، قال عنهم رب العزة جل وعلا وعن عدم توبتهم : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ). كانوا الأقرب للنبى محمد عليه السلام ، وبعضهم أصهاره ، فكان سهلا عليهم أن يتولوا الحكم بعده ، وأن يبدلوا شريعة الإسلام كفرا ، وباسم الإسلام . نتحدث عن الخلفاء أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، وعن الزبير وطلحة وسعد بن أبى وقاص وعمرو بن العاص ..إعتدوا على أمم لم تعتد عليهم ، سبوا نساءهم وذريتهم واحتلوا بلادهم ونهبوا ثرواتهم ، ثم تنازعوا فيما سلبوه فكانت الفتنة الكبرى . وتأسّست على تلك الفتوحات والفتنة الكبرى أديان أرضية شيطانية ، يحتل فيها أولئك الصحابة مرتبة الألوهية . وسيظل أولئك المحمديون في القاع أسفل سافلين طالما لا يزالون يقدسون أولئك الصحابة الملاعين .
ثانيا :
الغريب إن الذى قام بتطبيق الشريعة الإسلامية في النضال السّلمى كان ( غاندى ) و ( نيلسون مانديلا ) و ( مارتن لوثر كنج ) .!
1 ـ غاندى حقّق إستقلال الهند سلميا بلا عنف مطلقا ، مجرد عصيان مدنى سلمى ، خاطب به الطيبة في الانجليز فكسب . قال غاندي قبل وفاته ( سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر ) وانتصر ! .
2 ـ سار على نهجه في جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا ، تحمل السجن ، وانتصر في النهاية على نظام الأبارتيد العنصرى . مَكث مانديلا 27 عاماً في السجن ، وأصبح أشهر سجين في عصرنا . تولى رئاسة جنوب أفريقيا. (1994-1999)
3 ـ نفس الحال مع القس الأمريكي مارتن لوثر كنج ( 1929 : 1968 ). كان أصغر من حصل على جائزة نوبل للسلام ، وهذا في عام 1946 رفض كنغ العنف بكل أنواعه، لم يؤيده قادة السود الحربيون، وبدأوا يتحدّونه عام 1965م. طالبوه بالكفاح المسلح وأن لديهم بنادق فقال : عندهم بنادق أكثر . إختار النضال السلمى وتحمل السجن ، مدّ يديه للقيد الحديدى . ودخل السجن باختياره ، وفى النهاية إنتصر ، ثم إغتاله بعض رفاقه . كان قد زار الهند سنة 1959 وأعلن إقتناعه بالنضال السلمى الذى كان عليه ، ومنحته الهند عام 1966 جائزة نهرو للسلام .
ثالثا :
1 ـ في ظل تقديس الصحابة وشياطين الخلفاء الفاسقين سار المحمديون ، ولا يزالون . وحتى اليوم فالمستبد في كوكب المحمديين إما أن يحكم بنفسه بدون كهنوت يتكىء عليه ، فهو الكهنوت والحكم مثل ولاية الفقيه في إيران ، أو أن يركب الكهنوت الذى يركب الشعب . الفراعنة في كوكب المحمديين أدمنوا إستغلال القضية الفلسطينية لالهاء الشعوب المقهورة عن المطالبة بحقوقها الإنسانية والسياسية . بدأ هذا من عصر عبد الناصر وإستفحل بعده . وصار عادة أن ينهزم الفرعون أمام إسرائيل ، ولكن ينتصر على شعبه ، ويظل يرفع راية القضية الفلسطينية . ونشأت منظمات فلسطينية لمواجهة إسرائيل ، تناضل من الفنادق الفاخرة ، تمولها حكومات الخنوع لإسرائيل ، والتي أسّستها إسرائيل وأمريكا . ومن عجب أن بدأ النضال بخطف الطائرات المدنية وتعريض الأبرياء للخطر ، وهم لا ناقة لهم ولا جمل في موضوع الصراع العربى الاسرائيلى . وأصبح من المعلوم عندهم ـ بالضرورة ـ أن يقاتلوا بعضهم البعض بكل ضراوة ، حدث هذا بين الفصائل الفلسطينية ، وحدث بين الأردن والفلسطينيين . وأنشأت إسرائيل ( حماس ) لتشاكس منظمة التحرير ، فانقلب السحر على الساحر .
2 ـ وفى كل الأحوال فالنضال الفلسطيني لا يعرف التدرج في شريعة الإسلام في القتال ، ولا يرى بأسا في أن تتخذ من شعبك رهائن تحتمى بهم دروعا بشرية . حماس أو حزب الله لم يأخذوا رأى السكان الذين سيدفعون عنهم التكلفة ، وهى باهظة . حققوا الزعامة والشهرة والثروة ، ودفع الثمن أبرياء من أطفال ونساء وشيوخ . وطالما ظلّت هذه الثقافة ( تمجيد المجرمين ) فستكسب إسرائيل . إسرائيل ( بضعة ملايين ) تكسب بتخلف العرب وبتأييد أمريكا .
رابعا :
1 ـ في تدبر أعمق في القرآن الكريم نرى الموضوع في ( الأرض والانسان ).
2 ـ قصة خلق آدم وخداع إبليس له لم تأخذ التدبر الكافى . نكتفى هنا بقوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى (120) فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)طه ). قال له إبليس ( يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى ) . خدعه بشيئين : الملكية والخلود . هبط آدم للأرض ولا يزال الشيطان يخدع بنى آدم بالملكية للأرض والخلود فيها دون موت . هذا مع أن كل فرد يعرف أنه لا مفر من الموت ، وأنه لا ملكية خالدة لأى أرض ، وأنها " لو دامت لغيرك ما وصلت اليك " ، وأن الأرض التي تقاتل لتتملكها للأبد لا تلبث أن تتحول أنت الى تراب فيها . وليسأل كل منا نفسه : أين الفراعنة والأباطرة والأكاسرة والخلفاء .!! كل منهم أباد من أباد من إخوته البشر من أجل سراب ، هو تملك الأرض خالدا مخلدا ، فانتهى الى حفنة تراب تطؤه الأقدام .
3 ـ نفس الحال مع أرض فلسطين ، وقد تعاقب عليها امبراطوريات يحتلونها وينتهون . والآن تريد إسرائيل أرض فلسطين بلا سكان ، وسينتهى هذا إن عاجلا أو آجلا . ستبقى الأرض وسكانها ، بغض النظر عن العنصر والدين . وليس هناك حلُّ سوى السلام ، وأن نعيش المدة المقررة لنا في هذه الأرض أخوة متحابّين ـ لا متقاتلين .
4 ـ وهناك تفضيل الانسان على الأرض . فالله جل وعلا هو الذى كرّم بنى آدم وسخر له الأرض وما فيها ، قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الاسراء ). ولكن الانسان ـ بتسلّط الشيطان عليه ــ يسخّر نفسه عبدا للأرض يريد إحتكارها لنفسه ، فيصبح فيها ترابا .
أخيرا
عودة الى صاحبى في السجن الشاب الفلسطيني عام 1987. أرانى صورة لطفل فلسطيني يطارد جنديا إسرائيليا مدججا بالسلاح . الجند يفرُ أمام الطفل ليتفادى الحجارة . كان صاحبى في السجن مبهورا بشجاعة الطفل الفلسطيني . قلت له : الذى يستحق الانبهار والإعجاب هو الجندى الإسرائيلي . ما كان عليه إلا أن يطلق الرصاص على الطفل فيتحول لأشلاء ، ودون أن يتعرض لأى عقاب ، ولكنه حرصا على حياة الطفل الفلسطيني هرب منه .
غضب منى صاحبى في السجن .!!
2 ـ آه يا بقر .!!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( أسلوب التشريع القرآنى / استمرارية الخلق / خلال )
- ( الفصل الخامس):الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن ال ...
- عن ( بين الاحسان والتوقير / بين كسب واكتسب / الفاطر وأحسن ال ...
- ( الفصل الخامس):الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن ال ...
- ( الحج للناس جميعا سواء )
- ( الفصل الخامس):الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن ال ...
- عن ( مقيت و موقوت و مقت / فرج وفرج )
- ( الفصل الرابع ) : الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن ...
- عن ( الجبال الرواسى في الدنيا وعند قيام الساعة / مصير من ينس ...
- ( الفصل الثالث ) : لمحة عن ( الفقه الوعظي عند أبى حامد الغزا ...
- عن : ( شعب الجبارين / يأتمر ويتآمر )
- ( الفصل الثانى ) : لمحة عن ( الفقه الوعظي ) : كتاب ( الفقه ا ...
- عن ( حماس شر الناس / الشيخ ابن عثيمين / قارون والنصيحة )
- الفصل الأول : لمحة عن ( عن الفقه النظري / الفقه الصورى / وال ...
- عن ( اسطورة المستبد العادل )
- ( القصّاصون منبع الدين السُنّى ): الكتاب كاملا
- عن ( بيت الطاعة الزوجية / قارون والنصيحة )
- خاتمة كتاب ( القصّاصون منبع الدين السُنّى )
- عن ( الحيوان والحياة / إهلاك المسيح / الإلحاد في الأسماء الح ...
- ف 6 : عرض لكتاب إين الجوزى ( أخبار الحمقى والمغفلين )


المزيد.....




- ’مادونا’ تحث بابا الفاتيكان على زيارة قطاع غزة المحاصر
- مستشار رئيس فلسطين في مؤتمر الإفتاء: سنصلي جميعًا في القدس و ...
- إسبانيا تلغي حظر خوميا الاحتفال بأعياد إسلامية في الأماكن ال ...
- حماس تدعو الدول العربية والإسلامية لتفعيل قوّتها بوجه الاحتل ...
- حماس تدعو الدول العربية والإسلامية لتفعيل قوّتها بوجه الاحتل ...
- مفتي الأردن: الفتوى تتغير بتغيُّر الأشخاص والظروف ولا يمكن ل ...
- -لم يعد هناك وقت- - مادونا تحث بابا الفاتيكان على زيارة غزة ...
- حكومة إسبانيا تلغي حظر خوميا للاحتفالات الإسلامية في الأماكن ...
- وزير الشؤون الدينية بالجزائر: دمج الذكاء الاصطناعي في الفتوى ...
- -لا يمكن منعك-.. مادونا تناشد بابا الفاتيكان زيارة غزة ووقف ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - حمساوى يهاجمنا !!