أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - المادة والادراك















المزيد.....

المادة والادراك


علي محمد اليوسف
كاتب وباحث في الفلسفة الغربية المعاصرة لي اكثر من 22 مؤلفا فلسفيا

(Ali M.alyousif)


الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 07:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقديم:
جرى إحتدام شديد بين كلا من ديكارت وجون لوك وجورج بيركلي حول حقيقة الإدراك للواقع المادي هل هو إدراك تطابقي تام حقيقي في التعبير التجريدي عن الأشياء في وجودها الواقعي المستقل , أم أن ألإدراك التجريدي لا يتعدّى أن يكون الصورة ألفوتغرافية ألمستنسخة عن الشيء المادي ألموجود المدرك في صورته الخارجية, وهذه الصورة من الإدراك تمّثّل الزيف الإدراكي في عدم إحتوائه المدرك الواقعي الشيئي في تمام حقيقته الموجودية كما هي في الواقع وعالم الاشياء. هذه الإشكالية تشبه الى حد بعيد تداخل إدراك ألشيء مع تعبير اللغة عن ألشيء الموجود حيث يكون متعذّرا علينا ترجيح مصداقية الإدراك الحسّي للشيء عن مصداقية التعبير اللغوي عنه. ومن الفلاسفة مثل ديكارت وجون لوك إعتبرا الإدراك ألقائم على أي نوع من التعبير اللغوي التجريدي ألمتداخل مع تجريد اللغة الذي يجرى فيه التعبير عن الأشياء هو في حقيقته لا يحمل ألأصل والصورة ألإدراكية معا في وحدة متداخلة لا يمكن التفريق بين زيف الإدراك عن أصالة الادراك الحقيقية.
من الملاحظ أن الإختلاف بهذه القضّية الفلسفية لا يدور حول الإختلاف الفلسفي بين الوجود بذاته فينامينالوجيا في عدم إمكانية إدراك ألجوهر, الذي يعبّر عنه أحيانا في عدم إمكانية إدراك الجوهر المحتجب خلف الصفات الخارجية الاولية المدركة للاشياء. فذاك موضوع خلافي فلسفي آخر يختلف عما تتناوله هذه المقالة عن حقيقة أو زيف ألمدرك في وجوده ألواقعي.
الإشكالية الفلسفية الإدراكية
نتساءل ما هو جديد بيركلي حول الإدراك؟ بيركلي على العكس من ديكارت وجون لوك اللذين يعتبرهما خاطئين " في إعتبارهما الفكرة ألمجردة عن الموضوع في حقيقته ألواقعية مختلفتين, وأثارا إشكالا مهمّا, هو كيف يمكن للأفكار أن تتطابق بصورة صحيحة تامة مع وجود موضوعات العالم الخارجي التي هي ليست أفكارا بل هي مدركات مادية مستقلة؟ وقد إتخذ بيركلي منهما موقفا مضادا سمّي بالواحدية الأبستمولوجية وليس الثنائية الأبستمولوجية التي قالا بها كلا من ديكارت ولوك, التي هي أننا لا ندرك الموضوع ألواقعي بالفعل بل ندرك صورة ذلك الواقع,) . 1 كما وجد ديكارت وجون لوك أن بيركلي كان مخطئا في إعتباره الموضوع فكرة ذهنية في حين أن الموضوع الواقعي المدرك هو فكرة مادية ليست ذهنية بمعنى الذهن يخلق وجودها الواقعي بالفكركما يذهب بيركلي, (يعني أن الموضوع ليس ذهنيا على الأطلاق كون الذهن هو وظيفة مجردة محايدة يدخل فيها الموضوع الواقعي ويخرج منها كما هو دون أن يتغّير ألمدرك الذي يمّر فيه على الإطلاق, وألنظر لأي موضوع لا يغّير منه شيئا). 2
تعقيبنا التوضيحي لهذا التضاد نجمله بالإختصارات التالية:
بدءا نقول كل إدراك هو فكرة ذهنية مجردّة صادرة عن إحساسات الحواس معبّرا عنها تجريدا لغويا , وألذهن ليس مصدر التفكير النهائي بألمدركات الواصلة اليه كما هو ألشائع ألمتداول بالفلسفة, والتعبير ألمنسوب لبيركلي أن الموضوع المدرك يدخل الذهن ويخرج منه بلا أدنى تغيير عليه تعبير صائب موفق... معناه الذهن لا ينوب عن الدماغ ولا يمتلك قابلية التفكير بألمدركات وإعطاء ردود ألأفعال الإنعكاسية عنها التي هي خاصّية تفكير الدماغ وليس خاصية الذهن.
واحدية الابستمولوجيا لدى بيركلي صحيحة أننا ندرك الموضوع الواقعي كموضوع بالفعل ولا ندرك فقط صورة ذلك الواقع مجردا من حقيقته ألواقعية, رغم أن حقيقة الإدراك لصور ألاشياء إنما هو تجريد صوري - لغوي يجمع مقولتي الواحدية الابستمولوجية ألكليّة بألإدراك عند بيركلي والثنائية الابستمولوجية عند ديكارت وجون لوك . الفكرة لا تعبّر عن حقيقة الموضوع المدرك واقعيا تماما في حالتي واحدية وثنائية الابستمولوجيا. وتوضيح هذا أكثر في السطور القادمة.
نعود تكرار ألفقرة ألاولى من التعقيب حسب بيركلي قولنا الذهن لا يقوم بمهمّة التفكير الإدراكي بمعنى الذهن لا ينوب عن العقل المصدر الأعلى للتفكير. بل يقوم بمهمة توصيله إحساسات ألإدراكات للدماغ وإستلامه مقولات الدماغ ألإنعكاسية العقلية الواردة له, وقول ديكارت وجون لوك أن الفكرة تختلف عن موضوعها الذي ليس هو الموضوع بذاته ليس خاطئا, فالإدراك الحقيقي للاشياء هو فكر تجريدي لا يعبّر تعبيرا تطابقيا عن الموجود في حقيقته ألمادية تماما ولا عن الموجود بذاته, فألإحساسات الصادرة عن الشيء لا يمكنها التعبيرألتام عن حقيقة الشيء, وإلا لما كانت ألإحساسات المنقولة عن موجودات العالم الخارجي تحتاج الإنتقال عبر الجهاز العصبي والذهن وصولا الى الدماغ للبّت في تفسيرها وإعطاء ردود الافعال الإنعكاسية عنها الذي هو مرتكز فعالية العقل في تحليل وتفسير كل مدرك يصله ويعطي مخرجاته عنه بما أطلق عليه كانط مقولات العقل عن مدركاته. ولا يمكن للأفكار المجرّدة التعبيرعن الموضوع الواقعي المدرك تماما. فالإحساسات عن الشيء منقولة عن قصور طبيعي ثابت في كل من الحواس واللغة المعبّرة عن المدركات معا. وهذا التقصير محال الخلاص منه أن الفكرة تمثيل حقيقي صادق تماما بالتعبير عن موضوعه. ولا يتوفر للمنظومة الادراكية العقلية آلية أخرى تستطيع بها أدراك موجودات الواقع بغير دلالة ألفكرة الصوريّة المجرّدة لغويا عن الشيء أو الموضوع.
كما أن الشيء المتعيّن أنطولوجيا وصورته التي تدركها الحواس وتعبير الفكر عنها هي دلالة صورية تجريدية عن الشيء ولا بديل أفضل منها يستطيعه إدراك العقل. الإدراك هو تجريد الفكر عن موضوعات إدراكه التي هي موجودات الأشياء في واقعها. أما مدى مطابقة الفكرة مع ألمدرك ألشيئي في حقيقته فليست ممكنة لسببين ذكرناهما هما خداع الحواس في عجزها الطبيعي الثابت علميا أولا, وقصور اللغة التعبير التام عن حقيقة الشيء وإلإلمام ألتام به ثانيا. بما يوحي عدم خطأ كلا من ديكارت وجون لوك في تعبيرهما أن الشيء في واقعه ليس هو الشيء في تصوره الإدراكي والتي هي صحيحة. دليل ذلك عجز الإدراك واللغة مهما إمتلكا من قدرات كفوءة يستطيعان التعبير المتطابق مع الشيء في وجوده الإدراكي. ويترتّب على هذا الإستنتاج ألترجيحي توضيح أن التفكير الذهني بالشيء يختلف تماما عن لغة التعبير عنه بالفكر واللغة. وتفكير الذهن مستمّد من القشرة الدماغية عبر شبكة الجهاز العصبي.
قول بيركلي إننا في حالة الإدراك ندرك الموضوع الواقعي بالفعل ولا ندرك صورة ذلك الواقع أو الشيء, هو صحيح يحمل محذوره معه إذا أقررنا توافر مشروطية أن حقيقة إدراكنا لأي شيء في الواقع وعلى أية صورة كانت هو لا يعني إدراكنا ذلك الشيء كما هو في وجوده الحقيقي المستقل في عالم الموجودات الخارجية, كون إدراكاتنا للأشياء بالوجود وفي العالم الواقعي من حولنا هو إدراك صوري تجريدي لغوي في حقيقته. وتلعب مخاتلة ومخادعة الحواس وتمثّلات اللغة الاحتوائية القاصرة المستمّدة منها عن الشيء المدرك أمر مسّلم الشك القاطع بحيازته الصواب ألتام ألكامل. كما يرغبه الإدراك العقلي..والشيء الذي له أهمية لا يستهان بها هي محدودية قدرات العقل الادراكية.
لا توجد صورة محسوسة عن شيء لا تعبّرتلك الصورة عن صفات ذلك الشيء الخارجية البائنة المدركة فقط من جانب أحادي هو ما تدركه منها الحواس. وسبب ذلك تناقض فكرة التعبيرعن صورة الشيء المدرك. الإحساسات ومنظومة العقل الإدراكية بحلقاتها جميعها لا تتمكن معرفة الشيء على حقيقته أكثر من الصورة الخارجية المتمّثّلة تجريدا تصورّيا في الصفات الخارجية له التي تنقلها الحواس, والتي تدركها المنظومة العقلية كصفات للشيء وليست ماهيّة غير مدركة له. وبهذا المعيار لا يوجد تناقض سببه ألافكار في عدم أستطاعتها التعبيرعن حقيقة الشيء بذاته بدلا من صورته الخارجية بالصّفات فقط. ثم آلية الإدراك تقوم على نقل الصّفات الخارجية عن الشيء وليس نقل حقيقة ماهيّة الشيء بذاته ولا توجد آلية إدراكية متاحة غير هذه. لذا يكون بيركلي صائبا وليس مخطئا إعتباره إدراك صورة الشيء هو إدراك الشيء كما في وجوده المستقل في عالم الاشياء وليس كما نريده أن يكون في حقيقته الذهنية كاملا تماما. هذا التفسير الذي ذهبنا له يؤكده كانط وهوسرل في منهج الفينامينالوجيا...وما يرغبه العقل من عملية الإدراك لا تستطيع الافكار المتعالقة باللغة والحواس تلبيته, لأنه يمّثل إعجازا إدراكيا لهذه الحلقات الإدراكية التي يكون العقل عاجزا عن إدراك أكثر مما تستطيع تنقله له حلقات عملية الإدراك بدءا بالحواس والجهاز العصبي والإدراك الذهني الذي هو غير إدراك العقل والوعي وإن كانوا جميعا حلقات مترابطة ضمن عملية الإدراك ألمتجانسة الواحدة في مرجعية الجهاز العصبي والدماغ واخيرا العقل بمحتوياته.. كذلك قول بيركلي الموضوع ألمدرك ليس ذهنيا لم يكن مخطئا أيضا. بأعتبار الذهن حسب العبارة الواردة لنا قبل أسطر هو علاقة توسيط وليس ماهية تفكير يتساوى فيها الذهن والوعي والدماغ بوظيفة واحدة معا بنفس الأهمية الفيسيولوجية الوظائفية هي ادراك الاشياء.
العبارة التي مررنا سابقا بتثبيتها تذهب الى تأكيد ذلك بأن المواضيع التي تدخل الذهن تخرج منه كما هي لم يطرأ عليها أدنى تغيير أو تبديل. فماذا يكون الذهن أذن؟ غير أنه توسيط نقل المدركات التي ترسلها ألمحسوسات عبر الجهاز العصبي ليقوم بإيداعها الدماغ. وهو الأرجح بدلالة أن رقابة الدّماغ عقليا على جميع حلقات منظومة الإدراك العقلية لا تكون خارجة عن مهام تفكير العقل بمجمل حلقاته التي هي مواضيع إدراكه.
الذات وألإدراك
يعتبر بيركلي (الأنا) أوالذات المدركة للأشياء محورا إرتكازيا في إدراك الموضوعات والموجودات والأشياء من حولنا, وألمدركات التي لا تكون الأنا مرتكزا بها لا يمكننا إدراكها كما وليست موجودة بإستقلالية في العالم الخارجي, والمدركات التي لا تزامنها وتحتويها الذات لا قيمة وجودية لها في الواقع.هذه المثالية المفرطة في إلغاء الوجود المادي الخارجي الذي لا تداخله الأنا أو الذات, لا تغّير من حقيقة وجود العالم ألمادي من حولنا كواقع مستقل سواء أدركناه أم لم ندركه, ولا يتوقف وجود الأشياء في إستقلاليتها على ذات تلزم الموجودات المزامنة لها الإحتوائية معها كي تكون مدركات واقعية. فتخطئة مثل تلك الأفكار الفلسفية أصبحت من مهملات دراسة إدراك الوجود...لكن ما يهمّنا خارج مناقشة هذه الأخطاء حول الإدراك هو أن بيركلي يعتبر الذهن مصدر التفكير في مصادرة باقي وظائف حلقات الإدراك العقلي المترابطة العديدة بخلاف عن جون لوك ومن قبله ديكارت. بيركلي صاحب مقولة الذهن واسطة تعبير لمدركات الحواس للدماغ, وناقشنا ذلك بمقارنة وظائفية فسلجية ما هو عمل الذهن وبماذا يختلف عن كل من عملية الوعي وعمل الدماغ في عملية الإدراك. إن أفضل الفروضات مقبولية هو أن الذهن كحلقة ضمن منظومة وظيفة الإدراك هو ليس عضوا بايولوجيا بل منطقة عصبية بالدماغ, حلقة إدراكية حقيقية وظائفية إدراكية لكنها مجردّة عن ميزّتين الأولى أن الذهن ليس هو مستودع التفكير في ألمدركات ألواصلة له عبر الحواس ولا يمتلك خاصّية الدماغ في الحكم على تلك ألمدركات بالوعي بها., ادراك الشيء هو غير معرفته.
والثانية أن الذهن حقيقة إفتراضية تجريدية بلا ماهيّة فيزيائية ولا صفات يدركها العقل كموضوع مستقل...وأهمّية الذهن هي أهمية كل الموضوعات التي نتعامل بها تجريدا فلسفيا لكنها في حقيقتها الجوهرية ليست موضوعات مدركة عقليّا وإنما هي موضوعات إستدلال تجريدي في معرفة غيرها من موضوعات فقط..الذهن ليس عضوا بيولوجيا يرتبط بالدماغ بل هو تجريد في التعبير عن تفكير العقل بمدركاته الواصلة اليه لغويا.
ألذهن قيمته الوظائفية الإستدلالية أنما هو حلقة تداخل توسيطي مع بعض أجزاء عضوية من تركيبة الدماغ في معرفة وتفسير مدركات العقل. .من غير المتاح المقبول أن نجعل من تفكير الذهن بديلا حقيقيا عن تفكير مناطق محددة بتركيبة الدماغ. بل من الإحتمالات الواردة أن يكون الذهن هو مستودع مخرجات تفكير الدماغ وترجمة تلك المخرجات من قبل الذهن في خلق الوعي الفكري التعبيري عن تلك المدركات لغويا.
هنا ننجّر قسرا الى إلتباس تعالق كلا من الذهن و (الذاكرة) في عمل الدماغ, فاذا ماكان الذهن مستودع تفكير الدماغ, فما هو وأين يقع مستودع الذاكرة كوحدة وحلقة مركزية في منظومة الإدراك العقلي بأرتباطها بعمل التخليق الإدراكي للدماغ في تعبيره عن مخرجاته؟ من غير الدخول في تفاصيل علم وظائف الدماغ التي أصبحت اليوم حقائق علمية تركن الفلسفة جانبا كما سبق للعلم أن ركن الدين جانبا من قبل , يمكننا التمييز بين تعالق الذهن بالدماغ أنما يقوم على تفسير مدركات الواقع الخارجي المادي المدرك , بينما تبقى علاقة ألذاكرة بألدماغ هو على مستوى (الخيال) لموضوعات تستحدثها ألذاكرة من مخزونها الخيالي الكبير جدا الخاص بألماضي, ويكون تعالق الذاكرة بألدماغ على مستوى التفكير بمواضيع تأريخية ماضية وخيالية لا وجود واقعي لها في عالم الموجودات المحسوس. ويكون البّت بمخرجات الدماغ عنها ينتظمه الجهاز العصبي وصولا الى تشكيل الوعي حول الموضوع, ولا يمكن أن يكون بهذه العملية الإدراكية لموضوعات الخيال من الذاكرة المرور بمرحلة الإدراك الذهني لها إلا فقط على صعيد تشكيل الوعي بمخرجات الدماغ., فقد أستمّد كلا من الذهن والذاكرة مخرجات الدماغ النهائية عن ألمدركات العقلية في إلتقائهما بصناعة الوعي التعبيري عنها. بهذا المعنى يكون فرق الذهن عن الذاكرة هو في فرق الموضوع ألمدرك إذا كان ماديّا خارجيا, أو يكون الموضوع مصدره الذاكرة إستذكارا إستبطانيا خياليا. ولا يلتقي الذهن بالذاكرة إلا على مستوى تشكيل الوعي بالأشياء بدلالة العقل لهما.
الذهن والإدراك
الحقيقة التي لا يمكننا العبور من فوقها أن نتصور تفكير الذهن بديلا عن تفكير ألدماغ في إعطائه مقولاته النهائية ومخرجاته ألتفكيرية بألمدركات. والحقيقة التي تصدم التلفيقية ألتي تسعى مساواة مهمة تفكير الدماغ مع نفس تفكير الذهن ليس في تلازمهما الوظائفي بل في إختلافهما الفيزيائي – الفيسيولوجي. ممثّلا بحقيقة أن الدماغ عضو بيولوجي من أعضاء جسم الانسان الأخرى وهذا ما لا ينطبق على ماهيّة الذهن إطلاقا كتجريد إدراكي معرفي لا عضوي من تكوينات ملحقات الدماغ من ضمنها القشرة الدماغية الجبهية الامامية في الجمجمة.الدماغ جهاز عضوي معقّد في تركيب الجسم يضطلع بمهام خاصّة لا يمتلكها أي جزء من أجزاء جسم الانسان العضوية منها وغير العضوية ألأخرى, بخلاف ألذهن أنه وسيلة تفكير توصيل مخرجات الدماغ الى ألوعي وألفكر وتعبير اللغة عنهما. خلاصة في كلمتين الذهن لا ينوب عن القشرة ألدماغية في التفكير العقلي.

الهوامش,
1. وليم رايت/تاريخ الفلسفة الحديثة ص 189.
2. نفسه ص 199



#علي_محمد_اليوسف (هاشتاغ)       Ali_M.alyousif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة البنيوية / التاريخ البدائي والنزعة الانسانية
- قطوعات فلسفية اشكالية
- المعرفة انتظام تخاررجي مع الاشياء
- الحداثة في الفكر العربي
- قطوعات فلسفية 2
- قطوعات فلسفية (1)
- الادراك خاصية العقل وليس خاصية المادة
- الجنس في حياتنا المعاصرة
- المرأة والمال / التملك والمشاعية
- المعرفة والمكان
- اللغة ومصطلح ما فوق اللغة
- الازدواجية في معرفة حقيقة الواقع
- الزمكان الفلسفي
- الذات وتحقيق الوجود
- فلسفة و كلمات
- الفلسفة والمعرفة
- قراءة في افكار هيجل وشوبنهاور
- فيض اللغة في التجربة الصوفية
- النفس والمادة
- اللغة والادراك


المزيد.....




- انهيار المنظومة الكهربائية في العراق مع تجاوز الحرارة معدلات ...
- لاريجاني يبرم اتفاقا أمنيا في بغداد قبيل زيارة رسمية إلى بير ...
- مقتل ستة صحافيين في ضربة إسرائيلية على غزة يثير موجة إدانة د ...
- إعلام إسرائيلي: شرخ في القيادة الأمنية بسبب تعيينات في الجيش ...
- ذعر في شرق أوكرانيا بسبب -صفقة ترامب وبوتين- المحتملة.. ما ا ...
- قمة ألاسكا.. كيف يمكن لترامب أن يحقق نجاحا خلال التفاوض مع ب ...
- -سنتحول من دولة ميتة إلى فاشلة-.. -العدل- الأمريكية تحذر من ...
- هل تحتاج روسيا إلى 100 عام للسيطرة على أوكرانيا؟
- ترامب يقول إنه سيحاول إعادة أراضٍ لأوكرانيا في محادثاته مع ب ...
- ترامب يمدد الهدنة التجارية مع الصين تسعين يوما قبل ساعات من ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - المادة والادراك