أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أزاد خليل - جولاني.. مغتصب السلطة ومجرم الدم السوري: الوجه القبيح لدمشق المغتصبة














المزيد.....

جولاني.. مغتصب السلطة ومجرم الدم السوري: الوجه القبيح لدمشق المغتصبة


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قلب الأزمة السورية المستمرة، حيث انكشفت أوجه متعددة من الصراع على السلطة، برز شخص لم يكن يوماً سوى مغتصب للشرعية، غاصب لمستقبل سوريا، ومجرم دموي تورّط في أبشع الجرائم ضد أبناء وطنه. إنه أبو محمد الجولاني، الرجل الذي نصب نفسه حاكماً على سوريا دون تفويض أو شرعية، وحوّل الحلم الوطني إلى كابوس من الدم والخراب.

تنصيب بلا شرعية.. استيلاء على الحكم بيد من حديد

لم ينل الجولاني أي شرعية شعبية أو تفويض حقيقي من السوريين، فهو لم يُنتخب ولا اعتمد من أي جهة تمثل الشعب أو الشرعية الوطنية. بدلاً من ذلك، استخدم نفوذه العسكري وجماعاته المسلحة لينصب نفسه رأساً للحكم في مناطق تحت سيطرته، مستفيداً من الفوضى والانقسامات العميقة التي تعيشها البلاد.

منذ البداية، رفض الحوار الوطني الحقيقي الذي يشمل جميع أطياف الشعب السوري، فقام بتهيئة “حوار وطني” مزيف، كان مجرد مسرحية هزلية جلب فيها شخصيات فاقدة للقرار والتمثيل الشعبي، أغلبها من المنافقين والمنتفعين، فيما استبعد عمدًا الكرد والمسيحيين، وكذلك العرب السنة المعتدلين الذين يشكلون عماد أي حل سلمي ومستقبلي. هذا الحوار لم يكن سوى عملية غطاء لإضفاء صفة شرعية زائفة على حكمه الاستبدادي.

لم يكتفِ الجولاني بذلك، بل ذهب أبعد من ذلك، فجعل نفسه بيد واحدة “رئيس الحكومة ورئيس الدولة والقائد الأعلى للجيش”، وهو احتكار استثنائي للسلطة لم تشهد له سوريا مثيلاً، ومخالف لكل المبادئ الديمقراطية وأبسط قواعد التمثيل السياسي. بتلك الخطوة، أنهى أي أمل في مشاركة حقيقية، وحول دمشق إلى مملكة عائلية يحكمها هو وعائلته المسلحة.

العائلة… نفوذ يمتد إلى السرقة والنهب

من بين أبرز مظاهر حكم الجولاني هو تورط عائلته في نهب ثروات سوريا. إخوة الجولاني، ماهر الشرع، حازم الشرع، وجمال الشرع، لم يكونوا مجرد أقارب بل شركاء في شبكة فساد واسعة. وثقت وكالة “رويترز” تحقيقاً صادماً يكشف كيف استغلوا النفوذ العائلي لتدفق ثروات ضخمة من موارد سوريا، خاصة من المناطق التي يسيطر عليها الجولاني.

لم تكن هذه مجرد سرقة عادية، بل نهب ممنهج يستهدف مستقبل الشعب السوري، حيث استُنزفت الخزائن العامة، واستُغل الوضع الميداني المضطرب لاستثمارات مشبوهة، ونهب البنية التحتية، واحتكار السلع الأساسية، ما عمّق الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي تعانيها البلاد.

جرائم في الساحل والسويداء… دم لا يُغتفر

لم يكن حكم الجولاني محصوراً في العاصمة أو مناطق سيطرته المباشرة، بل امتدت جرائمه لتشمل الساحل السوري ومحافظة السويداء، حيث ارتكب مجازر وعمليات قمع دموية بحق المدنيين.

في الساحل، حيث التعايش والتنوع الديني والعرقي، أسس الجولاني وأتباعه سياسة رعب تهدف إلى قمع أي صوت معارض، مستخدماً أساليب إرهابية كالاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والقتل خارج نطاق القانون. مجازره هناك ليست سوى صفحات سوداء في تاريخ سوريا الحديث.

أما في السويداء، التي تُعرف بوفائها لدمشق وللشعب السوري، فقد استخدم الجولاني التكتيكات القمعية نفسها، مهدداً بدمار شامل، ومُسخّراً الفصائل المسلحة والمرتزقة لتنفيذ أجندته، متجاهلاً دماء الأبرياء وأرواح الأطفال.

استهداف الشعب الكردي… تهديد بالسكوت عن تركيا

ولم يكتفِ الجولاني بقتل السوريين فحسب، بل استهدف الشعب الكردي بشكل خاص، معتمداً على دعم تركي صريح لا يخفيه، واستقوائه بالجيش التركي الذي يشن حملات إبادة ومجازر في مناطق شمال وشمال شرق سوريا.

تهديداته المتكررة ضد الشعب الكردي، وتحالفاته المشبوهة مع أنقرة، كشفت الوجه الحقيقي له كعميل يخون أرضه ويخدم أجندات خارجية ضد مصلحة سوريا ووحدتها الوطنية. لم يتردد في استغلال أي فرصة لقمع الكرد وتهميشهم، رغم أن الكرد هم أحد الأعمدة الأساسية للسلم الأهلي والاستقرار في البلاد.

خلاصة.. قاتل مكلّف بحماية مصالح عائلته

أبو محمد الجولاني ليس سوى مغتصب، مجرم، وعميل، يسيطر على مفاصل الحكم في دمشق بيد من حديد، وبشبكة عائلية فاسدة تستغل الأزمة السورية لنهب ثروات البلاد، وارتكاب أبشع الجرائم ضد المدنيين في الساحل والسويداء، مع تهديد الشعب الكردي بالقتل والتشريد، مستفيداً من الدعم التركي.

هذا الرجل الذي نصب نفسه رئيساً ورئيس حكومة وقائداً للجيش، دون أي شرعية، يمثّل تهديداً حقيقياً لوحدة سوريا، ومستقبل شعبها، وحاجزاً أمام أي حوار وطني حقيقي يمكن أن ينهي هذه الحرب.

دعوة للوحدة والرفض الحازم

إن سوريا التي حلم بها أبناؤها وأجدادها لن تقوم على نموذج إرهابي يغتصب السلطة ويقتل الإنسان ويدمر الوطن. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تتطلب سوريا تكاتف مكوناتها الأصيلة: العرب والكرد، المسيحيين والسنة، وكل مكونات الشعب السوري، ليقفوا صفاً واحداً ضد هذا النموذج الدموي.

إن رفض هذا الحكم المستبد، وبناء سوريا تقوم على العدالة، والقانون، والمؤسسات الحقيقية، هو الطريق الوحيد للخروج من نفق الظلام. سوريا تستحق أكثر من أن تُصنع بأيدي مجرمين وتقتل فيها الإنسانية، وتدمر فيها الأرض والإنسان.

علينا أن نُعلنها بوضوح: لا سلام ولا استقرار مع استمرار هذا النظام الذي يُبقي سوريا في دائرة الحرب والدمار. الوحدة الوطنية الحقيقية هي الضمانة الوحيدة لسوريا حرة، آمنة، ومتقدمة



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين فكّي الشرع والفوضى: من مجازر السويداء إلى هشاشة ال ...
- في حضرة الوحدة: تأملات من أقصى شمال الأرض
- سوريا الجديدة والدستور الموعود: كيف نبني عقداً اجتماعياً لا ...
- الدولة الكردية: ضرورة تاريخية في مواجهة الإرهاب وصراع الهويا ...
- سوريا بين رماد البعث وشبح الدولة الدينية: معركة على هوية الو ...
- رحلة العودة من السويد إلى بلاد - قسد
- رحلة العودة من سوريا إلى بلاد - قسد
- “لن نُقصى من وطننا… أنا كوردي ودستوركم لا يمثلني!-
- - ليلة إبادة العلويين: عندما صار القتل طقسًا مقدسًا -
- اتفاق دمشق – القامشلي: واقعية سياسية أم بداية مرحلة جديدة؟
- - مجزرة الساحل: حين ذُبح العلويون على مذبح الكراهية -
- إبادة العلويون 6 و7 آذار… يوم العار والذبح على الهوية
- سوريا للجميع: لا مكان للتهميش أو الإنكار في وطن متعدد الهوية
- “زانيار وتيمور: حكاية الأرض المسلوبة والمقاومة التي لا تموت-
- كوباني: هوية لا تُمحى وتاريخ لا يُزوّر – في مواجهة محاولات ا ...
- لماذا اجتماع جنيف الموسع: نحو رؤى وطنية لسوريا المستقبل
- اجتماع جنيف الموسع للقوى والشخصيات الوطنية نحو سوريا ديمقراط ...
- - حمار بدرجة بروفيسور : عندما يصبح الجهل ذكاءً اصطناعيًا!
- المثقف الاصطناعي: عندما يكتب الذكاء الاصطناعي بدلاً عن الكات ...
- - الطبقية: قيدٌ آخر للاستبداد، متى نحطّمه؟


المزيد.....




- أمام عدسات الإعلام الأجنبي ..نتنياهو يدافع عن خطته للسيطرة ع ...
- نتنياهو يعتبر خطته للسيطرة على غزة -أفضل طريقة- لإنهاء الحرب ...
- مصر.. بيان من الداخلية بعد فيديو -تعدي ضابط على منادي سيارات ...
- الأردن يستضيف اجتماعًا حول سوريا بحضور الشيباني وتوم باراك
- الأردن يستضيف اجتماعاً ثلاثياً مع سوريا والولايات المتحدة ال ...
- نتنياهو ينكر وقوع مجاعة في غزة ويهاجم الإعلام العالمي: سننتص ...
- الجيش الكوري الجنوبي يتقلّص 20% خلال 6 سنوات.. و-الدفاع- تحذ ...
- واشنطن تتوقع اتفاق سلام لا يُرضي موسكو ولا كييف
- عائلات الرهائن الإسرائيليين تدعو إلى -إقفال شامل- في 17 أغسط ...
- -يمكن للصداقة تحمّله- - ميرتس يدافع عن قرار وقف تسليم أسلحة ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أزاد خليل - جولاني.. مغتصب السلطة ومجرم الدم السوري: الوجه القبيح لدمشق المغتصبة