حوار صحفي أجرته - الحملة الإستعجاليّة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ! - ICE /مع الكاتب الإيراني الشهير ناصر مهاجر

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 23:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

حوار صحفي أجرته " الحملة الإستعجاليّة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ! " ICE /مع الكاتب الإيراني الشهير ناصر مهاجر
جريدة " الثورة " عدد 916 ، 4 أوت 2025
www.revcom.us

ملاحظة ناشر revcom.us : بلغنا التالي من " الحملة الإستعجاليّة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ! " . ICE /
---------------------------------------------
مقدّمة : عقب " حرب ال12 يوما " غير المبرّرة بقصف الولايات المتّحدة – إسرائيل إيران ، و التدمير الفاجر الإسرائيلي لسجن أفين ، و الهجوم المميت للنظام الإيراني على مساجين غزال هيزار ، نتشرّف بالحديث مع ناصر مهاجر عبر الفيديو بواسطة الأنترنت . و ناصر مهاجر أكاديمي مستقلّ مختصّ في التاريخ المعاصر لإيران ن و قد كتب مطوّلا عن نظامها السجنيّ و الحركات النسائيّة و اليسار الإيراني. وهو مؤلّف كتاب " أصوات مجزرة ، قصص حياة و موت لم تُروى بإيران، 1988 ". و هنا نقتبس لكم و نعرض عليكم بعض الفقرات المفاتيح من حوار صحفيّ مطوّل نعتقد أنّه يقدّم رؤى ثاقبة هامّة عن صمود المساجين السياسيّين الإيرانيّين ، و الخطر الذى يواجهونه راهنا و المتأتّى من النظام الإيراني .
" الحملة "ICE : تحيّاتنا و أهلا و سهلا بك ناصر .
ناصر مهاجر : أنا سعيد جدّا بان أكون معكم و آمل أن أساهم و لو بالقليل في إنارة فهمكم لما يجرى في إيران وهو ما تقع تغطيته كما يجب في الجرائد و المجلاّت الأوروبيّة و بأمريكا الشماليّة .
" الحملة "ICE : في المدّة الأخيرة ، تحدّث مسؤولون إيرانيّون عن ضرورة و إمكانيّة تكرار مجزرة 1988 ( 1 ) . و دعنى أقتبس ممّا ورد على لسان وكالة أنباء فارس Fars News Agency ، القريبة جدّا من الجهاز الأمني للنظام الإيراني :" لماذا لا يجب أن نكرّر تجربة إعدامات 1988 ؟ ألا تعتقدون أنّ وقت تكرار تلك التجربة الناجحة قد حان الآن ؟ و أنّه يجب أن نكرّر التجربة التي ساعدتنا على تسيير البلاد لعدّة سنوات دون مشاكل و لم يكن علينا أن نتعاطى مع مشكل الإرهاب و الآن بعد ما تعلمونه عن هذه الحرب و العدوان المريعين ضد إيران يمكن أن نشعر بالأمن و الأمان إن تخلّصنا من أعدائنا بالضبط بالطريقة نفسها التي تخلّصنا بها منهم سنة 1988 . "
هذا ما كتبوه و نشروه في 8 جوان 2025 . ما رأيكم حول ما سيحدث بشأن هذا التهديد ؟
ناصر مهاجر : لا نعلم إلى حدّ الآن . ما نعرفه هو أنّ في الأسابيع القليلة الأخيرة قد أعلنوا أنّ حوالي 2000 إنسان وقع إيقافهم و سجنهم ... و قد شاهدنا إعدامات كلّ يومين أو ثلاثة أيّام . و هم يقيمون حالة طوارئ في المدن الكبرى ... و عدد الأفغانيّين الذين وقع إيقافهم – حوالي مليونين منهم – كمهاجرين جرى ترحيلهم من إيران في أحد أكثر الأعمال لاإنسانيّة التي يمكن أن يتصوّرها المرء ، مجرّد ترحيل أناس كانوا يعيشون هنا و نظّموا حياتهم على العيش في إيران ، و قد إشتغلوا و عاشوا بإحترام و ساعدوا كثيرا المجتمع ... على ألقلّ ستّة منهم تمّ إعدامهم في الأسبوع الماضي بزعم تقديمهم خدمات للموساد الإسرائيلي ...من العسير ، طبعا ، المضيّ للتفتيش عن المسؤولين الكبار ضمن قيادة الحكم الإيرانيّة ، وقول إنّهم عملاء للموساد ، المخابرات الإسرائيليّة . لكن اليسير العثور على أفغانيّين فقراء و قول إنّهم كانوا يجمعون المعلومات لمصلحة الموساد .
هذا تكتيك من أبشع التكتيكات التي إستخدموها في الأشهر القليلة الماضية . و كلّ هذا بهدف خلق جوّ من الرعب و الخوف في مجتمع يشهد بعدُ نوعا من المزاج المضطرب للغاية بسبب الحرب التي جدّت فجأة . لا يزال الناس يتساءلون كيف حدث ذلك ، اين نحن ، و هل سيحصل مجدّدا ؟ هل سيواصلون الحرب أم لا ؟ هذا وضع تسوده الأسئلة و الحيرة حول مستقبل كلّ شيء .
" الحملة "ICE : إلى أيّ مدى تعتقدون أنّ الطلبة أو الإيرانيّين الذين يعيشون خارج البلاد أو الناس عبر العالم على علم بما جدّف ى مجزرة 1988 ؟ الآن ، المساجين السياسيّين عبر إيران برمّتها يشاركون في إضراب الجوع " ثلاثاء دون إعدامات " الأسبوعي . لكن إلى هذه اللحظة ، لم يتحوّل ذلك إلى حركة جماهيريّة في إيران و كذلك لا يولى الناس عبر العالم قاطبة الأمر إهتماما . ما الذى ظلّ سرّيّا في 1988 يدعو إليه بسفور النظام الآن . إذن ماذا يجرى ؟
ناصر مهاجر : هذا السؤال جيّد جدّا . كيف أعدموا أولئك المساجين السياسيّين ، و كيف حُوكموا في نوع من المحاكم القروسطيّة – أو من الأجدر بى قول المزعومة محاكم – لأنّها لم تكن حقّا محاكم بالمعنى المعاصر للكلمة كما نعلم ... و ما من أحد يعلم علم اليقين كيفيّة محاكمة أولئك المساجين السياسيّين .
نعلم أنّ 5000 إلى 6000 سجين سياسي تمّ إعدامهم في تلك الصائفة . لكن الناس يعلمون القليل جدّا ، إن علموا شيئا ، أنّهم حُوكموا في محاكم صوريّة بفقط القليل من الأسئلة من مثل " هل تؤمنون باللّه ؟ "؛ " هل تؤدّون الصلاة ؟ " ؛ " هل تؤمنون بالمنظّمات التي تعملون معها ؟ " إن كانت الأجوبة [ لا ، لا و نعم ] على هذه الأسئلة عندئذ كان يقع شنق السجناء . تفاصيل هذا غير معروفة . ظلّت من أسرار الدولة . لم يتحدّثوا عن ذلك في جرائدهم و مجلاّتهم ...
الناس خارج إيران في الهجرة يعلمون أكثر من غيرهم ما حصل ، ببساطة لأنّ عديد المساجين السياسيّين الذين أطلق سراحهم إثر تلك التجربة قصدوا أوروبا و أمريكا الشماليّة ... و الناس يكتبون ذكرياتهم عن ما حدث .
و نحن نعيش في وضع مختلف جدّا عن وضع 1988... و أعتقد أنّه علينا أن نرى هذه الإختلافات لكن علينا جميعا أن نكون أيضا على إستعداد لمشاهدة بعض التكتيكات الجديدة ، بعض ما يسمّى بالتحديثات الجديدة من طرف جمهوريّة إيران الإسلاميّة في هذه الجولة . كيف سيحصل ، و الشكل الخاص الذى ستتّخذه عسير عليّ جدّا توقّعه ... من واجبنا أن نكون منتبهين للغاية و علينا أن نكون حذرين جدّا . و من الممكن بدرجة كبيرة جدّا أن يحصل ذلك . و ، بقدر ما يُدرك الناس مثل هذه الإمكانيّة ، بقدر ما يكون ذلك أفضل .
" الحملة "ICE : كان هذا في منتهى الأهمّية . اليوم ، مع وسائل التواصل الاجتماعي ، هناك طرق مختلفة لإبلاغ هذا الفهم للناس كي يتحلّوا بالحذر . شيء أعجبنى هو أنّك منشغل جدّا بالدقّة و بصحّة الوقائع . و الأكثر دلالة ، يتحدّث كتابك عن آمال و أحلام الذين ظلّوا على قيد الحياة و أقارب و أعزّاء الذين خسرناهم في تلك المجزرة .
عنوان قصّة من قصص كتابك هو " أبقى رأسه مرفوعا " . للصورة معنى كبيرا بالنسبة إلى المساجين السياسيّين الإيرانيّين اليوم – لم يُظهروا خوفا و وقفوا مرفوعي الرأس . قرأت رسالة من غلروكه إيراي ، الموجودة في سجن غهارشاك الآن . ضمّنتها شعرا لناظم حكمت " إلى آخر نفس ، أعلم أنّهم كانوا يضحكون طوال الوقت وهم يحدّقون في العدوّ . لم يستسلموا". و هناك شيء يحتاجه الناس أن يعلموه – بطولة المساجين السياسيّين ، و مالذى كانوا يقاتلون من أجله – عالم مختلف يرغب [ الكثير منّا ] في بلوغه . و يقدّم كتابك إنسانيّة أولئك الأعزّاء ، و ثقافة المقاومة ، للناس الفخورين بما قاموا به [ في المقاومة ] .
ناصر مهاجر : إنطلق ذلك قبل الثورة الإيرانيّة لسنة 1979 (2) ، و خلال ال10-15 سنة قبل ذلك . تطوّر موقف جديد ضمن النشطاء السياسيّين . سيحتاج الحديث عن الثقافة التي تطوّرت وقتها كتابا كاملا . و عنصر هام من هذه الثقافة كان أنّه من المهمّ القتال . من المهمّ عدم الإستسلام . من المهمّ عدم القبول ببساطة بما يحدث . إن كنّا أناسا يعتقدون في شيء معيّن ، سنتمسّك به . لقد صغنا هويّتنا و ما من أحد بوسعه كسر هذه الهويّة . قد نُسجن و حتّى بعد التعرّض إلى الضرب بشراسة من قبل الجلاّدين في السجن ، لن يقول المساجين السياسيّون ، أجل نقبل بكلماتكم ، سنكون من المطيعين و المطيعات و نقبل بكلّ ما تقولونه لنا . لا !
و قد جدّ حينها شيء ، كانت السجون تُعتبر جبهة أخرى للنضال – أن يُسجن المرء لا يعنى أنّ النضال قد إنتهى . السجن يعنى مرحلة جديدة في النضال من أجل حقوقنا الديمقراطيّة قد بدأت . و يتطلّب كلّ مكان طرقه الخاصة و وسائله الخاصة للنضال . في السجن ، نحن مساجين سياسيّين ، و كمساجين سياسيّين لدينا حقوق معيّنة . و يترجم هذا في " ثلاثاء دون إعدامات " . لأكثر من سنة ، كلّ ثلاثاء ، المساجين السياسيّين في ال50 سجنا في إيران ، و حتّى خارج إيران ، هناك تحرّكات تضامنا مع المساجين ، ينفّذون إضراب جوع .
قبل حوالي 60 سنة ، قبل الثورة الإيرانيّة ، كان النضال الجاري في السجون الإيرانيّة نضالا [ جماهيريّا ] ، و عصيان مدنيّ . كانت السجون تسمّى مدارس للثورة . كان السجناء و السجينات يقرأون الكتب . و كانت العديد من الكتب تُقرأ بصوت عال – كتب بسيطة ، و روايات كانت تعدّ غير قانونيّة من قبل نظام الشاه . كانت كتب التيّارات اليساريّة تعدّ غير قانونيّة . و عديد الجرائد و المجلاّت التي كانت حرّة عبر العالم قاطبة و مع ذلك كانت تعدّ غير قانونيّة بالنسبة إلى نظام الشاه .
لذا من أجل الحقوق الأساسيّة جدّا كان عليهم أن يقاتلوا و كان عليهم قول ، " تقولون لا يمكننا الحصول على كتب ؟ لا يمكننا أن نقتني كتبا من مكتبات خارج السجن ؟ و بشكل مات كنّا نمرّر الكتب إلى السجن ، و نقرأها هناك ". كنّا نتعلّم أشياء و نفهم ما يجرى في العالم – ما كان يجرى في الفيتنام حينها ، و ما كان يجرى في الولايات المتّحدة ، و في حركة 1968 و كلّ شيء .
أعتقد أنّ هذه الخلفيّة ستساعد في فهم ما يحدث الآن في السجون ، و لماذا حتّى في هذه الفترة العسيرة جدّا ، خاصة عقب قصف القوّات العسكريّة الإسرائيليّة لسجن أفين الشهير ، نرى عديد التقارير الشجاعة جدّا عن ما كان يجرى تماما في تلك الأيّام في سجن أفين . لأوّل مرّة ، لدينا تقارير عن ما وقع ليلة أمس ، و ليلة قبل يومين . في يومين ، 24 ساعة ، بلغتنا تقارير مفصّلة من مساجين مختلفين في مختلف أنحاء سجن أفين ، تشرح ما حدث و كيف حدث و كيف كان مسؤولو النظام و جلاّدوه يعاملونهم طوال تلك الأيّام و الليالي العصيبة للغاية .
" الحملة "ICE : شجاعة هؤلاء المساجين السياسيّين في منتهى الدلالة – خاصة السجينات من النساء الذين بات نضالهنّ بارزا حقّا .
ناصر مهاجر : إنّ النظام الإسلامي الإيراني من أكثر الأنظمة الكارهة للنساء التى يمكن أن نجدها في العالم . و قد كان الأمر كذلك حتّى قبل ثورة 1979 . عندما تكون لديك مسيرات كبيرة ، مظاهرات كبيرة ، سيأتى المتعصّبون و يهاجمون خطوط المتظاهرين و يهدّدون النساء على أنّ لباسهنّ ليس كما يجب – يعنى لا ترتدى هذه النساء الحجاب – و يأمرونهنّ بلباس الحجاب أو مغادرة المسيرة . لذا في أحداث سابقة للثورة ، كان بوسع المرء مشاهدة إشارات عن المستقبل .سيخفون هذا عند الحديث إلى الصحافة العالميّة ، بقول إنّ الرجال و النساء ستكون لديهم حقوق متساوية ، لن نفرض أيّ شيء على النساء ، المرأة مشيّأة في المجتمع الرأسمالي و نحن سنعطيها هويّتها الحقيقيّة ، و ما إلى ذلك . هكذا كانت الدعاية . لكن في الوزاقع كان شيء آخر يحدث . و أوّل مسيرة ضد جمهوريّة إيران الإسلاميّة كانت في 8 مارس 1979 ، بالضبط إثر الثورة . نزل الناس إلى الشوارع و قالوا لا نريد إرتداء الحجاب للخروج إلى الشارع أو العمل ، أهذا مفهوم ؟ و مذّاك نرى كلّ سنتين أو ثلاث ، عمل آخر للنساء ، بقيادة النساء ضد النظام .
لذا ما حدث هو أنّ النظام الإسلامي الإيراني توصّل إلى فرض الإنضباط على النساء في إيران و إلأى وضعهنّ في مكانهنّ و المقصود هو العناية بالمنزل و تربية الأطفال و الطبخ . حصُل العكس . رأت النساء الإيرانيّات أنفسهنّ في صراع حياة أو موت : إذا لم نتحرّك ، إذا لم نقاتل ، إذا لم نقاوم ، سيكون مستقبلنا سيّئا للغاية . أقصد أنّ النظام نظام أبارتايد / فصل عنصريّ ، نوع من النظام حيث ليست للنساء سوى حقوق قليلة . حركة " المرأة ، الحياة ، الحرّية " غيّرت الوضع إلى درجة كبيرة .
تاريخ النساء السجينات في إيران يشبه كثيرا ال45 سنة من نضال النساء خارج السجون في إيران . في كلّ مرّة رأينا النساء أكثر نضاليّة ، النساء أكثر عنفا و أكثر ذكاء في عملهنّ و في مطالبهنّ . و الآن يمكن للمرء أن يقول بسهولة إنّ النساء تلعبن الدور الأكثر حيويّة داخل سجون الجمهوريّة الإسلاميّة .
لذا هذا شيء هام بشأن فهم دور النساء الإيرانيّات في هذا الوقت ، و محاولة فهم لماذا النساء ناشطات جدّا في كافة مجالات الحياة ، في كافة حقول المجتمع . أعتقد أنّه كان مع النساء أنّ مفردة " ضحيّة " جرى منعها داخل السجون . " ماذا يعنى أنا ضحيّة ؟ أنا لست ضحيّة . لقد قرّرت حياتى الخاصة . أدرك ما أقوم به . أتحرّك كموضوع . و لست شيئا . أنا لست ضحيّة . لا أريد أن أكون ضحيّة ." جدّت عديد النقاشات مثل هذه بمعنى فلسفي عميق .
" الحملة "ICE : هل بوسعك الحديث عن مسألة " لا يجب أن يحدث هذا من جديد أبدا " / Never Again ، و كيف ينبغي أن يصبح ذلك شيئا معديا ؟ ما يمكن أن نفعله ل " لا يجب أن يحصل هذا من جديد أبدا " ليصبح " لا يجب أن يحدث هذا من جديد أبدا لأيّ كان " ، و ليس في إيران فحسب ، ليس في السجون فحسب ، و ليس في الولايات المتّحدة فحسب ، و إنّما عبر العالم قاطبة ؟
ناصر مهاجر : " لا يجب أن يحدث هذا من جديد أبدا " شيء عالمي الآن – و ثمّ تنظرون إلى إسرائيل ! أن نقول حقّا لا يجب أن يحدث هذا من جديد أبدا ، إن أردنا أن يحدث شيء من جديد ، يجب علينا أن نعمل من أجله . علينا أن نربّي الناس أن نتوجّه إلى المدارس و المعاهد ، و لدينا كتب نقرأها . و لدينا أشرطة علينا مشاهدتها . و لدينا أساتذة يأتون إلى أقسامنا و يتحدّثون إلينا . لو أردنا التخلّص من هذا الوضع الذى نعيش فيه ، و إن كانت لا يجب أن يحصل هذا من جديد أبدا أن تكون كما هي ، تتطلبّ عملا ، عملا بجهد و فوق كلأّ شيء تعليم . و طبعا ، لا يمكن أن يقلّص إلى التعليم أو يحدّد في التعليم ...
نحن بشر . و نحتاج أن تكون لدينا بعض الحقوق . نحتاج العيش بكرامة . و نحتاج أن نعيش بمساواة . نحتاج أن يكون لدينا مستقبل أفضل ...مجتمع منظّم بطريقة مغايرة و متعلّم و مدرّب بطريقة مغايرة ، صراحة ، أتذكّر بوضوح كبير حركة الحقوق المدنيّة في ستّينات القرن العشرين ، و مكاسب تلك الحركة في ما يتّصل بتحقيق قدر صغير آخر من المساواة بين الرجال و النساء . و هذا مهدّد بالنظام السياسي الآن . أعتقد أنّ أهمّ شيء هو إعادة التربية ، إعادة تنظيم النظام و القدرة على النظر إلى الأشياء من زاوية مختلفة و الحياة بطريقة مختلفة عن تلك التي نعيش بها حاليّا .
" الحملة "ICE : هناك حدث سيجدّ في بدايات سبتمبر في أوروبا لإحياء ذكرى مجزرة 1988 . هل بوسعك الحديث عن هذا ؟
ناصر مهاجر : شكرا جزيلا لطرح هذا السؤال . أعتقد أنّ أهمّ شيء في هذه اللحظة هو التضامن من المساجين السياسيّين في إيران . أيّ حملة للتضامن ببعث رسائل وتنظيم برامج تناقش الوضع الحقيقي في إيران و في الشرق الأوسط. و الشرق الأوسط يعرف وقتا صعبا جدّا ، و حيويّا . نعيش في عالم سيّء للغاية ... يجب أن توجد حركة تضامن أوسع بكثير ممّا هي عليه في صفوف المساجين السياسيّين الإيرانيّين أو النشطاء السياسيّين أو الناس الذين ليسوا مع جمهوريّة إيران الإسلاميّة . و الآن يمكن أن نقول بصفة أكيدة إنّ الغالبيّة العظمى من الشعب الإيراني لا تساند و لا تشعر بالتماثل مع جمهوريّة إيران الإسلاميّة ... لا ندرى ما الذى سيجرى بعد بضعة أشهر من الآن . يشهد المجتمع الكثير من التغيّرات. هناك الكثير من النقاش في صفوف مختلف أجنحة النظام الإيراني . لا ندرى ما الذى سيحدث إلى النزاع الداخلي الجاري هناك .
حتّى و إن كان المجتمع الإيراني في لحظة ضعف ، لحظة حيويّة من حياته ، أعتقد أنّ التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزّة أهمّ بكثير . هذا عار على الإنسانيّة . حينما أشاهد التلفاز و أنظر في هؤلاء الأطفال الذين يموتون كلّ يوم ، خمسين منهم ، ستّين ، أقصد لا يمكن القبول بهذا . سيصدر التاريخ حكما على جيلنا مثلما فعل مع أجيال أواخر الثلاثينات و أربعينات القرن العشرين في أوروبا . أعتقد أنّ أكثر من أيّ شيء آخر هناك أهمّية التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزّة. هذه كلمتى الأخيرة .
هوامش المقال :
1- من " أصوات مجزرة ..." : " في جويلية 1988 ، وافقت جمهوريّة إيران الإسلاميّة على وضع حدّ لحربها العنيفة طوال 8 سنوات مع العراق . و طوال الشهرين المواليين ، تحت أوامر القائد الأعلى آية الله الخميني ، وقع تقديم المساجين السياسيّين عبر البلاد إلى محكمة صوريّة ستُعرف لاحقا بلجنة الموت . لم يقع إخبارهم بما كان يجرى و لم يعلموا بأنّ إجابة " خاطئة " بشأن معتقداتهم أو إنتمائهم السياسي سترسلهم إلى المشانق . آلاف الرجال و النساء صدر ضدّهم حكم بالإعدام و دُفن الكثيرون منهم في مقابر جماعيّة في مقبرة كفران على مقربة من طهران ..."
2- سنة 1979 تمّت الإطاحة بشاه إيسران الموالي للولايات المتّحدة بثورة قامت بها قوى متباينة منها القوى الأصوليّة الإسلاميّة التي سيطرت و أسّست الجمهوريّة الإسلاميّة .

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل