أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحميد برتو - البحث المتواصل طريق خيرالله سعيد














المزيد.....

البحث المتواصل طريق خيرالله سعيد


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


نشرنا قبل خمسة أعوام بحثًا، حول أحدى الدراسات العميقة والجميلة للباحث الدكتور خيرالله سعيد، موسومة بـ"الموّال السومري". تقع تلك الدراسة في خمس حلقات. هذه فقرة منها: "يتصف الدكتور خيرالله سعيد بدرجة عالية من الدأب والصبر، على طريق خدمة الثقافة والبحث العلمي والإبداع الشعري. وهو غني عن التعريف. يكفينا القول هنا، بأنه أعد "موسوعة بغداد الثقافية بالعصر العباسي". تقع في 21 مجلدًا. أخذت منه جهدًا إستغرق 35 عامًا. غطت الموسوعـة واحدة من أهم الحقب التاريخية عراقيًا وعربيًا وإسلاميًا".

قدّم الباحثُ محاضرة حول الإتجاهات الجديدة في الموّال العراقي. شاركتُ في تلك الندوة بمداخلة حول الموّال السومري أنشرها اليوم. أنشرها بمثابة تحية لمحاضرته الجديدة، الموسومة "الجذور الثقافية والدينية للعراق"، التي ستقدم في فعاليات أيـام الثقافية العراقية بكــندا، ليوم 17 / آب - أوغسطس / 2025. أتمنى للدكتور سعيد في غربته، بأن يبقى باحثًا جادًا على طريق خدمة الحقيقة والوطن، كما أتمنى لكل المغتربين العراقيين الحريصين على مستقبل بلدهم، مواصلة عطاءاتهم العلمية والأدبية للوطن وكذلك حيث هم أيضًا.

جاء في الدعوة للمحاضرة: "العراق موطن لبعض أولى الحضارات العظيمة في تاريخ البشرية، وهذا ما أكسبه لقب مهد الحضارة؛ ففي العراق ولد مفهوم العجلة، وكتب اول حرف، وتم تطوير أول نظام للزراعة. وعلى مر القرون، كان العراق موطناً للعديد من الحضارات القديمة إبتداءً من الإمبراطوريات السومرية والأكدية والآشورية والبابلية. وكل امبراطورية تركت بصماتها على المنطقة وعلى التاريخ. سيتطرق الباحث الدكتور خير الله سعيد في محاضرته إلى الجذور الثقافية والدينية للعراق، و إلى أهم الأسباب والعوامل التي ساهمت في تشكل الدين والثقافة في الحضارات المتعاقبة في بلاد ما بين النهرين". يحتضن المشاركين مقرُ الجمعية العراقية الكندية في اوتاوا.

نص المداخلة:
"في البدء أحيي الصديق العزيز د. خير الله سعيد، وكذلك بقية السادة الأفاضل المشاركين في هذه الندوة، التي تعالج حقلاً إبداعياً مهماً وواسع النطاق والتأثير. وأهم دليل على أهمية الموّال وصفه الغالب عند المعنيين مباشرة، وحتى في مساحات أبعد، بأنه زاد المجالس. ولا غرابة أن تَفْتَتح ورقة الباحث الشاعر د. خيرالله ديباجتها بأوصاف تليق بموقع الموّال ليس عند الشعراء حسب، إنما عند الدائرة الأوسع من العراقيين خاصة والعرب عامة.

إن المنحى الرئيسي الذي سار عليه الموّال خلال مسيرته المديدة، هو مشهد الحزن والتعبير عنه: نغمة وكلمة وحالات نفسية ـ إجتماعية. لأنه لصيق بالحياة نفسها. إتسعت دائرةُ الإهتمامِ به ونطاقِ استخدامِهِ والطربِ لإبداعاتِه.

في التقويم الإجتماعيِّ للموّال، يُعد تعبيرًا فنيًا عن الحزن كحالة نفسية، وكذلك كردِ فعلٍ على بعض الوقائِعِ وأنماط الحياة. لم تنحصر عملية التذوق من حيث المكان والزمان والعلاقات الإنسانية، التي يتخذها الموّالُ مسرحاً له، بالطبقات الإجتماعية المسحوقة، بل وصل الى القشرة العليا في المجتمع، خاصة تلك التي ظلت لديها أواصر قوية مع الفقر لأسباب فكرية أو أن مدة إنفصالها عن الفقر ليست مديدة. إلا أن حالة الإنغماس الأكثر إحساساً بمعاناة بعض مضامينه، وتصل عندهم الى شغاف القلوب، تكاد تكون من حصة الفقراء والمتعبين وكل الذين لا يملكون فرصاً مريحة في الحياة، وبصورة خاصة من الناحية المادية.

وقفت طويلاً أمام فكرةِ ربطِ نشأةِ المؤالِ و ولاتِهِ، بما عُرِفَ بنكبة البرامكة في فترة حكم هارون الرشيد. والنظر إلى تلك الحادثة التي أخذت شكلاً مفجعاً بمعايير عصرنا كنقطة بداية، فإن تلك الخلاصة تحتاج إلى المزيد من التأمل والتدقيق والبحث، إذ من الصعب ربط نشوء فن رفيع و واسع الإنتشار بلحظة تاريخية ما. قد تضخ الأحداث العاصفة قوة غير إعتيادية في أي فن ولكن لا تخلقه فجأة.

نعم شَـكّلَ الحـزنُ والشجى هو اللاّزمة الأقوى والأغلب في معظم مُفرداتِ الموّال. ولكن هذه الحالة الذوقية والشعورية عمرُها عمرُ الإنسانِ على ظهر البسيطة. منذ ظهور العلائم الأولى للإنقسام الإجتماعي تحديداً. كان المؤال بأشكاله الأولى وحتى البدائية سلاح كل مظلوم أو عاشق أو مكلوم، هو النغمة الشجية الحنونة، ربما كان حتى في الكهوف. طبعاً هذا الى جانب الإعتراف بأن النكبة التي أصابت أصابت البرامكة قد أثارت الكثير من القرائح.

أكتفي في هذه الندوة المتخصصة بطرح هذه الإشكالية غير الملتهبة المتعلقة بنقطة البداية ـ "الولادة" على السادة الباحثين الأفاضل للتأمل المستقبلي، ولا سيما، على وأمام شاعرنا الشعبي المجتهد د. خير الله. الذي أكدت ورقته المطروحة للنقاش، بأن مـا يتوجّـب الإشارة إليه، أن هذا اللّـون من النَـظمِ بـدأ من الشعر الفصيح ثم دخلت عليه بعض المفردات الشعبية العـاميّـة. كما شَـكّل الحُـزن والشجى، اللاّزمة الأقوى في أغلب مُفرداتهِ. وبـدايات هذا الشعر، كانت تُؤشِّـر الى أنّـهُ كان مُخصّـصاً الى "نظـم الـرثــاء".

ومن أجل عدم الإطالة، فيما أستطيع تسميته، بالحرفة أو الإختصاص أو الممارسة أكتفي بالقول: إن شاعرنا ساهم بصورة جدية بتطوير الموّال، بل وأدخله بهموم الشعب اليومية، ولا سيما في إنتفاضة تشرين. والى جانب الرغبة بعدم الإطالة، فإن شؤون المعالجات التي تتعلق بنشأة المـوّال وتطوّرهِ، وبالأوزان والبحور، وأنواع الموّال، وصولاً الى "المـوّال الزهـيري" وأشكاله، والمدرسة العراقية على وجه التحديد، وفيما يتعلق بمكانة وجهود شاعرنا ومـوّاله السومري. فقد سبق أن أشرت إلى دراستي عن هذه القضايا في 3/9/2020 الموسومة بـ"الموّال السومري".



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ حجر الزاوية
- حين أبحر جمال العتابي
- رواية -كدمات اليمام- (3 والأخيرة)
- رواية -كدمات اليمام- (2)
- رواية -كدمات اليمام- (1)
- في عالم الذكاء الإصطناعي
- أوامر ترامب العجولة
- إهانة التضحية
- يحيى علوان رحل مسالماً
- حميد الحريزي يرسم واحةَ الهذيان
- جولة مع الروائي راسم الحديثي
- الشاعر والمناضل مخلص خليل
- حين يَتولى مُنصفون مهماتٍ
- باب المنفى
- لحظة مجيدة في نضال الشعب الفلسطيني
- لماذا يحمل الطلبة الراية الأعلى؟
- أمينة الرحال بطلة من بلادي
- الترقب السياسي السلبي
- الذكرى الخامسة لرحيل مناضل
- بين الساهر و الدكتور صالح


المزيد.....




- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحميد برتو - البحث المتواصل طريق خيرالله سعيد