أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 2















المزيد.....


محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 2


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 12:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأ الدكتور محمد الحسيني مقاله الثاني عن الدكتورة وفاء سلطان بتكرار ما قاله في المقال الأول عن الجنس في الإسلام، ثم أعاد التعريف بالدكتورة وفاء سلطان مرة أخرى، رغم أن الدكتورة غنية عن التعريف بعد أن طبّقت شهرتها الآفاق. يقول عنها الدكتور (ومنذ ظهورها الأكثر شهرة على قناة الجزيرة ، في برنامج الاتجاه المعاكس ، تم نشر سيرة وفاء سلطان مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز .. ولوس أنجلوس تايمز .. وصحيفة لوموند الفرنسية . كما تم تكريمها من قبل مجلة تايم بوصفها واحدة من أكثر 100 شخصية نفوذا في العالم ، وهو تصنيف تتشاطره مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ، وأوبرا وينفري .. صاحبة البرنامج الأمريكي المشهور " أوبرا " . فهذه هي وفاء سلطان في عجالة ) انتهى
ويبدو أن هذا هو بيت القصيد. فوفاء سلطان التي نشرت بعض المقالات، كما يقول، استضافتها كل هذه الصحف والمجلات العالمية، بينما الدكتور كان قد نشر، حسب زعمه، ثلاثة عشر بحثاً علمياً في أشهر المجلات العلمية، ولم تحفل به الصحف والمجلات العالمية كما حفلت بالدكتورة. ولكن دكتور محمد الحسيني إسمعيل لا يعزي هذه الشهرة إلى كون الدكتورة أول امرأة عربية تحاول تشخيص أمراضنا الاجتماعية التي عقلت مجتمعاتنا العربية كما نعقل إبلنا قبل أن نحلبها، فهو يعزي هذه الشهرة فقط إلى هجوم الدكتورة غير المبرر على الإسلام، فيقول ( وهي تؤكد ـ دائما ـ على أن الصراع القائم في العالم الآن هو صراع : " بين التخلف والحضارة ـ أو ـ بين البربرية والعقلانية " ، وذلك في مقارنة واضحة بين العالم الإسلامي والغرب المسيحي ( على التوالي ) . ولهذا كان علينا مناقشة حضارة الغرب المسيحي التي تعلن وفاء سلطان بأنها الحضارة التي سحرتها .. وتوافقت مع منطقها العلمي والعملي .. كما تروج لهذا دائما ..!!!) انتهى.
وهنا قدّم لنا الدكتور إعادة كاملة لما كان قد ذكره في المقال الأول من أن إله المسيحية واليهودية قد أصبح في نظرهم خروفاً مذبوحاً له سبعة قرون. ثم قال (ولا يصح التبرير هنا والقول بالرمزيات في سرد الكتاب المقدس ، لأن الكنيسة الأورثوذكسية ـ تأكيدا لهذا المعنى ـ قدمت برهانا ( رياضيا مفصلا ومطولا ) لإثبات أن " إله المسيحية " هو بما لا يدع مجالا لأي شك : [ .. خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون .. ] .. ويمكن للقارئ المهتم الذهـاب إلى موقع " http://www.truth-4u.com ") انتهى.
والموقع المذكور هو موقع الدكتور حيث الحقيقة المطلقة. وما دام التبرير بالقول بالرمزيات لا يصح، فكيف يفسر لنا الدكتور أوصاف إله المسلمين الآتية:
1- (أن الله مستوي على عرشه كما قال ( الرحمن على العرش استوى ) وأن له وجها كما قال ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وأن له يدين كما قال ( بل يداه مبسوطتان ) وأن له عينين كما قال ( تجري بأعيننا ) وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا وندين بأن الله يقلب القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله) (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 187)
2- الله له يدان، وكلتاهما يمين، لأن اليد الشمال للنجاسة والله لا يجوز أن تكون له يد شمال (ولما كانت اليمين في لغة العرب يراد بها الحظ للأفضل كما قال الشماخ، إذا ما راية رفعت لمحمدٍ تلقاها عرابه باليمين، يريد أنه يتلقاها بالسعي الأعلى فكان قوله وكلتا يديه يمين) (الملل والنحل لابن حزم الأندلسي، ج2، ص 2). أليس هذا مسخاً له يدان باليمين ولا يد بالشمال؟
3- لله رجل وساق (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (القلم 42). وفسرها ابن باز بقوله (الرسول صلى الله عليه وسلم فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة ، ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه وهي العلامة التي بينه وبينهم سبحانه وتعالى ، فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه) (فتاوى بن باز، ج4، ص 113). والله يضع رجله في جهنم ليختبر إذا كانت قد امتلأت (قال به شيخُ الإِسلام ابن تيمية في حديث أبي هريرة (لا تَزَالُ جَهَنم يُلقى فيهَا، وهي تَقُول: هَل مِن مَزيد؟ حتى يَضَعَ ربُّ العِزَّةِ فيها قدمَه، فَيَرْوِي بَعضُها إلى بَعْض)) (زاد المعاد لابن القيم الجوزية، ج1، ص 204)
4- الله له فم يتحدث به ويضحك. قال ابن القيم الجوزية (أَفْضلُ الشُّهَدَاء الَّذِينَ إِنْ يَلْقَوْا فى الصَّفِ لا يَلْفِتُونَ وجوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فى الْغُرَفِ العُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فى الدُّنْيَا، فَلا حِسَابَ عَلَيْه))
فالله بالنسبة للمسلمين رجلٌ مثلهم له كل أعضاء الرجل )باستثناء عضوٍ واحد) وكل صفاته من مكر ودهاء وغضب وضحك، بل حتى أنه يقترض منهم المال (من يقرض الله قرضاً حسناً يضاعفه له)، ويجلس على كرسي كبير وسع السموات والأرض، وله عرش يتسطح عليه أي يستوي عندما يتعب من الجلوس على الكرسي. فهل هناك فرق كبير بين أن يكون الإله خروفاً له سبعة قرون أو يكون رجلاً يغضب ويبطش. المهم أن الإله في كل الأديان شيء مجسد وليس هو تلك القوة غير المحسوسة التي تحدث عنها الفلاسفة. فالإسلام كذلك ملئ بالأساطير وإلهه ليس بأحسن حالاً من إله الديانات الأخرى. ثم أن إله الإسلام كان يعلم وصف اليهود والنصارى لإلههم في العهد القديم الذي نقل عنه الدكتور، فلماذا إذاً قال القرآن لمحمد (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) (العنكبوت 46). فما دام الله العالم بكل شيء قال لمحمد أن يقول لأهل الكتاب (إلهنا وإلهكم واحد) يكون الله هو نفس الإله الذي شّنع عليه دكتور محمد الحسيني. وهو نفس الإله الذي قال عنه فرعون قبل أن يغرق (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل). فإذاً نفس الإله الخروف ذي السبعة قرون هو إله المسلمين.

ويصل الدكتور من وصف الإله بالخروف إلى استنتاج غريب، فيقول (هي ليست صفات متدنية فحسب .. بل هي صفات مفرطة في الخرافة والأسطورة والوثنية أيضا ، ولكن يدفع الإيمان بها وجود الفطرة الدينية ( دوافع العبادة ) لدى الإنسان .. وهي الفطرة التي لم تتنبه إلى وجودها دكتورة علم النفس ..!!! حيث تأتي هذه الفطرة في قوله تعالى ..( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).ثم يستمر فيقول (وأتمنى أن تتنبه ـ دكتورة علم النفس وأمثالها من محدودي الفكر ـ إلى الإحكام المذهل في القرآن المجيد ؛ حيث تجمع هذه الآية الكريمة بين الفطرة الدينية وبين الغايات من خلق الإنسان على حسب قرائة حركة الحرف لِيَعْبُدُونِ (بالسكون).. أو بالكسر  .. لِيَعْبُدُونِ..  وكلاهما جائز في القراءة . أي بحركة حرف واحد جمع القرآن العظيملِيَعْبُدُونِ بين الفطرة الدينية في الإنسان ، وبين الغايات من خلق الإنسان .. وأتمنى أن تصل ـ دكتورة علم النفس الأمريكية وأمثالها ـ إلى هذا المستوى الرفيع من العلم في الفهم) انتهى.
ولأن الدكتور غير محدود الفهم مثل الدكتورة وفاء سلطان ومثلي فقد استنتج أن العبادة فطرة في الإنسان والدليل علىذلك هو الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ). والكلمة الأخيرة في الآية أصلاً مكسورة وكان يجب أن تُكتب (ليعبدوني) لكن الذين كتبوا القرآن في زمن عثمان بن عفان لم ينقطوا الحروف ولم يُدخلوا علامات الإعراب وأسقطوا الياء. ومن جاء بعدهم وأدخل علامات الإعراب لم يشأ أن يغير في رسم الكلمة فكسر النون بدل أن يضيف إليها ياء. وكل القراءات المعروفة هي بالكسرة. ولكن الدكتور أسكن النون وجعلها (ليعبدونْ) حتى يجعل من العبادة فطرة. ولكن دعونا نقرأ ماكتبه القرطبي في تفسيره لنفس الآية. يقول القرطبي: (قيل إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده، فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص. والمعنى: وما خلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلا ليعبدوني. قال القشيري: والآية دخلها التخصيص على القطع، لأن المجانين والصبيان ما أمروا بالعبادة حتى يقال أراد منهم العبادة، وقد قال تعالى:( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس) ومن خلقهم لجهنم لا يكون ممن خُلق للعبادة. فالآية محمولة على المؤمنين منهم. وفي قراءة ابن مسعود: (وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدونٍ). واعتمد الزجاج هذا القول، ويدل عليه (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) انتهى تفسير القرطبي. فأين هذه الفطرة التي يتحدث عنها الدكتور. وإذا كانوا قد فُطروا على عبادة الله، كيف يجوز لله أن بقول (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً). هل الإنسان المفطور على العبادة يحتاج إلى أمر ليتعبد؟ وإذا كان الإنسان مفطوراً على عبادة الله، والفطرة شيء في الجينات ولا نتعلمها، فلا بد أن يبدأ الطفل بعبادة الله، ولكن فقهاء الإسلام يقولون بضرب الصبي على الصلاة في سن العاشرة. هل نطبق الفطرة بالضرب؟ وفقهاء الإسلام قالوا إن الطفل غير ملزم بالعبادة وهم لا يتعبدون حتى يجبرهم الآباء، فكيف تكون عبادتهم لله فطرة؟ ولكن لأن أمثالي وأمثال الدكتورة وفاء محدودو الفهم، قد فات علينا أن الإنسان والجن مفطورون على العبادة. والغريب أن أول جن أو شيطان خلقه الله عصاه ورفض أن يعبده أو يسجد عندما أمره أن يفعل. ولا أدري ماذا حدث لفطرته التي فُطر عليها. ثم إذا كانت العبادة فطرة خلقها الله في الناس ألا يشعر الله بالحرج عندما يقول (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) (الإسراء 23) ثم يكتشف أن المسيحيين واليهود يعبدون إلهاً خروفاً، ونحن نعلم من القرآن أن الله قال (سبحانه إذا قضى أمراً أن يقول له كن فيكون). فماذا حدث لأمره الذي قضاه هنا؟ ألا يُثبت هذا أن المسيحيين يعبدون الإله الذي قضى أن يعبدوه، وهو الخروف ذو السبعة قرون؟
وموضوع الفطرة والأديان السماوية يجعلنا نسأل أنفسنا سؤالاً بديهياً. نحن نعرف الآن أن عمر الإنسان على هذه الأرض يصل إلى مليارين أو أكثر من السنين، وأن الإنسان العاقل Homo sabien قد عاش قبل أكثر من مائة وخمسين ألف سنة، ولكن الأديان السماوية الثلاث بدأت بموسى (ليس هناك أي سند تاريخي لآدم ونوح وإبراهيم) الذي جاء حوالي عام 1300 قبل الميلاد وانتهت بمحمد الذي جاء حوالي عام 610 ميلادية ومات عام 632م. أي أن الرسالات استمرت فقط لمدة 1800 سنة، ثم أوقف الله الرسل وجعل محمد خاتمهم. (ويجدر بنا هنا أن نذكر أن عيسى كذلك قال إنه آخر الرسل ولا رسول بعده) فماذا تمثل 1800 سنة من تاريخ الإنسان على الأرض؟ هل كان لله Window of opportunity ليرسل رسله فيه كما تفعل مؤسسة الفضاء الأمريكية NASA الآن مع مكوكها الفضائية التي يجب أن تُطلق في فترة زمنية محددة تُحسب بالساعات، لتفادي تصادمها مع أجسام سماوية أخرى؟ أم أن الله عرف أن إنسان القرن العشرين لن يصدق أي رسول يرسله لهم فأوقف الرسالة؟ لا بد أن العلم قد خلق غطاءً جوياً مانعاً (كطبقة الأوزون) يمنع الرسل وجبريل خاصةً، من النزول إلى الأرض.

ثم استمر الدكتور في تخبطه العجيب وتحدث عن قصة صلب المسيح وكيف أن الشيطان راهن ربه وكسب، فقال (وتتمحور قصة " الفداء والصلب " وهي أسطورة ـ غير واعية بكل ما في الكلمة من معنى ـ حول قيام الشيطان بسلب " سلطة الموت " من الإله ..!!! فعندما قرر الإله ـ من منظور الديانة المسيحية ـ خلق الإنسان قدّر له أن يحيا حياة أبدية ( واحتفظ لنفسه بسلطة الموت حتى يستطيع أن يمنحه هذه الحياة الأبدية ) .. ولكن بعد أن أخطأ الإنسان ـ بأكله من شجرة المعرفة / حيث كان مقدر له ( أي مقدرا للإنسان ) أن يحيا جاهلا ـ قام الشيطان بسلب هذه السلطة من الإله ( فكما يبدو كان يوجد رهان ما .. غير معلن .. بين الشيطان والإله على سقوط أو خطيئة الإنسان .. وبموجب هذه الخطيئة خسر الإله الرهان .. وفقد الإله بذلك سلطة الموت وانتقلت هذه السلطة إلى الشيطان ) ..!!! انتهى.
وربما لم يقرأ الدكتور محمد الحسيني في التراث الإسلامي قصة الرهان بين الله والشيطان على النبي أيوب. فقد تراهن الشيطان مع الله أنه يستطيع أن يجعل أيوب يكفر بالله، ووافق الله على الرهان وسلط الشيطان على أيوب. واستطاع الشيطان أن يقتل جميع مواشي أيوب، ثم حرق زرعه ثم جمع جميع أولاده في بيت أخيهم الكبير وهدم عليهم البيت فماتوا جميعهم، ثم أصاب جسم أيوب بالبثور، أي الطفح الجلدي المتقيح. (المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج1، ص 89). وبذا يكون الشيطان قد استلب من الله القدرة ليقتل ويحرق ويفعل ما يشاء ليكسب رهانه مع الله. فالرهان بين الله والشيطان ليس وقفاً على المسيحية فقط.
وبدل أن يدافع الدكتور العالم عن الإسلام ضد نقد الدكتورة وفاء سلطان، يحاول إظهار الخرافة في الأديان الأخرى كأنما الدكتورة مسؤولة عن معتقدات أهل الأديان الأخرى. وعندما قالت الدكتورة وفاء سلطان إن الأفكار المسيحية استهوتها فهي لم تقصد كل قصة في المسيحية إنما قصدت الأفكار العملية المطبقة حالياً من تحمل الآخر وإدارة خدك الأيمن أن صفعك أحد على خدك الأيسر، وما إلى ذلك. ولكن الدكتور العالم يصر على إظهار العيوب بالمسيحية ليدافع عن الإسلام، فيقول (ويتمخض فكر الإله عن حيلة سميت ـ فيما بعد ـ باسم : " قصة الفداء والصلب " وإطلاق صفة " الله محبة " على الإله . وتبدأ هذه القصة بقيام الإله ( الآب ) بالتجسد في صورة بشرية .. لينزل إلى الأرض .. ليحتل رحم السيدة العذراء مريم البتول .. أم الإله ..!!! وبغض النظر عن كيفية دخول الإله رحم السيدة العذراء ( من منظور الديانة المسيحية ) .. إلا أنه ظل ساكنا في رحمها مدة الحمل القانونية للإنسان على كوكب الأرض ، لتلده بعد ذلك مريم البتول ولادة عادية في صورة المسيح ( الابن ) . انتهى
وأنا شخصياً ما كنت أعلم أن هناك مدة قانونية للحمل، وأن المرأة إذا ولدت بعد ستة أو سبعة أشهر يكون حملها غير قانونيٍ. ولا أدري كذلك لماذا يغض الدكتور العالم النظر عن كيفية دخول الإله المسيحي رحم السيدة العذراء، وربما كان من الأفضل أن يقول الآنسة العذراء، ونسي أن يسأل كيف نفخ إله الإسلام في فرج تلك الآنسة أو السيدة (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا). هل يا ترى نفخ بفمه أو بطريقة إلهية خافية علينا.
وسوّد الدكتور بعد ذلك عدة صفحات تهكم فيها على فكرة التثليث في المسيحية، وهي فكرة لا يمكن الدفاع عنها، مثلها مثل كل الأفكار الدينية، مثل فكرة وجود إله خالق، سواء أكان إلها إسلامياً أو يهودياً أو مسيحياً، فكلها أفكار متناسخة كتناسخ أرواح البوذيين التي تنتقل من جسد إلى الآخر. فنفس أفكار اليهودية وأساطيرها قد حلت في المسيحية وفي الإسلام مع تغيير اللاعبين الأساسيين.
وبعد أن ملأ الدكتور ثلاث صفحات فلوسكاب عن قصة صلب المسيح وإلباسه تاجاً من الشوك، نقل لنا قولاً منسوباً للفيلسوف نيتشة، قال فيه (أن الإيمان بالعقيدة المسيحية معناه الانتحار المتواصل للعقل البشرى) انتهى. أما كان الأجد بالدكتور، لولا موقفه الأيدولوجي من الإسلام، أن يقول: إنّ الإيمان بالأديان معناه الانتحار المتواصل للعقل البشري؟ فالإسلام ملئ بخرافات تفوق الخرافات المسيحية. ماذا يقول الدكتور عن قصص شق صدر محمد وهو طفل وإخراج قلبه وغسله في طشت من ذهب؟ وماذا يقول عن إسراء محمد على البراق النبوي الشريف الذي يطير بجناحين تفوق سرعتهما سرعة الصواريخ التي تخصص بها الدكتور.؟ وماذا عن الشجرة التي كانت تأتي لمحمد لتحجبه عن الناس عندما يجلس في الخلاء لقضاء حاجته؟ ولا داعي أن نذكر الأحجار التي كانت تسلم عليه كلما مر من عندها. أليس هذا امتهاناً للعقل الحيواني، ولا نقول البشري. ولا ندري لماذا لم يذكر الدكتور أقوال الفلاسفة العرب المسلمين عن الإسلام مما دفع الحادبين على الإسلام لقتلهم وحرق كتبهم بدعوى الزندقة والإلحاد. أما كان الأجدر به أن يذكر لنا قول المعري:
في اللاذقية فتنةٌ ما بين أحمد والمسيح
قسٌ يعالج غيظه والشيخ في حنق يصيح (والشسوخ يصيحون منذ ذلك الزمن)
كلٌ يُمجّد دينه ياليت شعري ما الصحيح

أو قوله كذلك:
هفت الحنيفةُ والنصارى ما اهتدتْ ***** ويهودُ هامتْ والمجوسُ مضللةْ
اثنانُ أهل الإرضِ، ذو عقلٍ ***** بلا دينٍ وآخر ديّنٌ لا عقل له

وبماذا يرد على الوليد بن يزيد الذي لم يكن بعيد عهد ببداية الإسلام حينما قال:
تلاعب بالخلافةِ هاشميٌ ***** بلا وحي أتاه ولا كتابُ
فقل لله يمنعني طعامي ****** وقل لله يمنعني شرابي

ومن أغرب ما قرأت هو ما جاء به الدكتور العالم محمد الحسيني إسماعيل حين قال (لقد طالبتُ مرارا في كتاباتي السابقة من الكنيسة العربية أن ترفع لفظ الجلالة " الله " ( سبحانه وتعالى ) من الكتاب المقدس .. حيث لم يرد ذكر هذا اللفظ ـ الله ـ في الأصول الأولى للكتاب المقدس والتي كتبت باللغات العبرانية ، والكلدانية ، واليونانية . فالحقيقة ـ التي لا تقبل الجدل ـ أن الديانة المسيحية لا تعرف لإلهها اسما .. ولهذا استعارت الكنيسة العربية هذا اللفظ ـ الله ـ من الدين الإسلامي وألصقت به كثيرا من الوثنيات الفكرية على النحو الذي رأيناه) انتهى.
وأنا بدوري أطلب من المسلمين أن يزيلوا اسم (الله) من القرآن والأحاديث لأن الكلمة (الله) كانت معروفة لعرب ما قبل الإسلام منذ أيام العرب العاربة في ممالك اليمن من حضرموت وما قبلها. (ترك " شرحبيل يعفر " احد ملوك اليمن ( 420 – 455 للميلاد) نصاً مهماً وسمه علماء العربيات الجنوبية ب " Glaser 554 و, CIS 540" وهى وثيقة تتعلق بتصدع سد مأرب في ايامه و بأعادة بنائه. وقد ورد فى النص كلمات مهمة تشير الى عقيدة الملك والى انتشار عقيدة التوحيد فى ذلك الزمن بين اليمانيين ، ورد فيه : " بنصر وردا الهن بعل سمين وارضن " ومعناها " بنصر وعون الاله سيد السماء والارض". وتدريجياً تغيرت كلمة الإله إلى الله. وقال بعض المؤرخين أن كلمة الله مشتقة من اسم إله اليهود (ايل). والمهم أن العرب قبل الإسلام عرفوا كلمة (الله). يقول امرؤ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقبٍ *** إثماً من الله ولا واغلُ
وقال قصي بن كعب لقومة بمكة (إنكم جيران الله وأهل بيته ) (تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي، ج4، ص 195). والقرآن نفسه أثبت ذلك عندما قال (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) (الزخرف 87). فإذاً الإسلام استعار كلمة (الله) من العرب الجاهليين الوثنيين الذين استعاروها بدورهم من إله اليهود (إيل) وعليه يجب إزالة كلمة الله من القرآن.
وللحديث بقية



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1
- الإسلام وجراب الحاوي
- وثنية الإسلام
- نهرو طنطاوي ولغة القرآن
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 3-3
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 2-3
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - 1
- زغلول النجار والسموم الإسلامية
- الأديان ليست سماوية
- تغيير مهمة الإله
- الإسلام والشبكة العنكبوتية
- هل يحق لرئيس جامعة الأزهر أن يفاخر
- الإسلام هو القاسم المشترك
- أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 2-2 تعقيباً على عبد ...
- أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 1 -2
- مفردات الجنس عند العرب
- أسطورة العدل الإلهي
- الإسلام يذل المرأة
- أسماء الله الحسنى
- هل نصلب البابا أم نصلب المنطق لننصر النبي؟


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 2