رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 09:01
المحور:
قضايا ثقافية
بنظرة سريعة يمكن لأي متابع ان يجد الفرق في الحرب في غزة مقارنة مع الحرب في اوكرانيا اللتان تحدثان في نفس الزمن لكن بين اقوام و ملل مختلفة . ليس من باب حجم الدول المتحاربة و انما من ناحية الافعال التي تعكس كينونة طرفي الحرب و سلوكهم وفق ثقافتهم الاجتماعية . و قواعد القتال التي تدور في عقولهم و نفوسهم و ارتباطاتهم الانسانية و الاجتماعية .
روسيا تمتلك اعظم الاسلحة التدميرية و القتالية مع جيش من اكبر جيوش العالم . تقاتل اوكرانيا التي لا ترتقي الى نصف قوة روسيا ومع ذلك تجد ان الحرب بينهما متوازنة و تقليدية يميزها فرض القوة العسكرية وبشكل منضبط . فلن تجد اسلحة دمار شامل او ابادة او اي من انواع الاسلحة المحرمة او ذات التأثيرات القاتلة للبيئة لتحقيق المطالب والاهداف السياسية المعلنة او غير المعلنة مع احترام شكلي للكيانات السياسية من نواحي اختيار الكلمأت او حتى الشتائم مع حضور دبلوماسي اوربي وعالمي او حتى محلي .
لكن في طرف اخر من الارض تجد الحرب في غزة تأخذ منحى مختلف جوهريا فلا وجود لقواعد الاقتتال و الحرب من قبل اسرائيل فهي تستخدم كل الوسائل القذرة لمحاربة الفلسطينيين سواء في غزة او الضفة الغربية . فهي تستخدم كل انواع الاسلحة حتى المحرمة منها ناهيك عن انتهاك حرمة المستشفيات و قصف الملاجيء و المخيمات حتى المدارس ومواقع الصحفيين و مراسلي وكالات الانباء . اما الجانب العسكري فهي تستخدم كل انواع الابادة و القتل فتمنع الماء و الدواء و الغذاء وتستخدمها كسلاح لابادة الشعب الفلسطيني من اطفال و نساء و شيوخ ممن يتهافتون على مراكز التموين و المساعدات للحصول على لقمة عيش.
لا مقارنة بين حرب روسيا و حرب اسرائيل فالاولى تحارب وفق قواعد القتال لفرض القوة لاجبار المقابل بالقبول بالشروط و تحقيق الاهداف اما الثاني فهي تقاتل بأذان وعقل صمم وتسمح لنفسها باستخدام الحصار و التجويع كسلاح للابادة الجناعية حتى فاق عدد شهداء الحرب عن سيعين الف ويموت كل يوم ما لا يقل عن مئة فرد نتيجة الجوع والعطش و على مرأى و اعين العرب و العالم . فأي حرب هذه و اي حرب تلك اليسو جميع بشر و يحق لهم الحياة.
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟