أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد سعيد - صدفة لن انساها (قصة قصيرة)














المزيد.....

صدفة لن انساها (قصة قصيرة)


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 7932 - 2024 / 3 / 30 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


اسكن في مدينة هادئة قليلة الصخب سكانها طيبين سلوكهم ملتزم بالاخلاق و السيرة الحسنة يحترمون الصغير و الكبير وذلك ما دفعني الى الاستقرار فيها بعد ان تركت وطني منذ اكثر من عشرة سنين ، احببت هذه المدينة واحببت اهلها ومناطقها ومحلاتها و اسواقها ، ورغم اني لم اعقد او ابني علاقات اجتماعية مع السكان وحتى الجيران الا اني كنت اعامل و اتعامل باحترام مع اي من التعاملات اليومية الطبيعية مع الباعة و اصحاب المحلات . فحياتي روتينية و رتيبة ومع ذلك فقد اعتدت ان اخرج للتسوق كل يوم اربعاء فأذهب الى سوق المدينة الرئيسي لاوفر احتياجات المنزل من مشتريات المواد الغذائية و الخضروات الطازجة المعروضة و المتوفرة في السوق والتي تكون هناك بأسعار رخيصة ولن احدثكم عن الخيرات والنِعم والجودة التي تجدها في سوق الخضار مما أنعم الله على مزارعهم الموسمسية ، وكنت اخرج قبل الظهر بقليل لكي اكون قرب احد الجوامع في مركز المدينة القريبة من السوق كي استطيع ان اؤدي فريضة الصلاة عندما يحين وقت صلاة الظهر . في ذلك اليوم حدث لي امر لن انساه طيلة حياتي فأنا لست ملتصق بشعائر الدين فأكون متدينا ولا رجل دين لكني اوفي التزاماتي الدينية على قدر المستطاع . في ذلك الاربعاء خرجت متأخرا قليلا وخلال تجوالي للوصول الى مركز المدينة كنت اتعمد ان ابطيء خطواتي في المشي و انا اناظر المحلات و معروضاتها ، و مر الوقت دون ان اشعر حين سمعت صوت اذان الظهر و انا امام باب الجامع ولما كنت متوضأ ومستعد للصلاة ، أسرعت بالدخول الى الجامع و وجدت مكانا لي في متنصف الصف الاول وما هي الا دقائق حتى سمعت صوتا يقول قفوا واصطفوا واعتدلو في صفوفكم يرحمكم الله فأنتظمنا فورا وكان إمام الجمع قد وقف في مقدمة الصف وقد رفع يديه ليقيم الصلاة بعد ان فرغ المؤذن من الاذان ، بدأ الإمام بالصلاة ثم السجدة الاولى ثم الثانية و عند النهوض من السجدة الثانية سمعت كما سمع غيري في الصف الاول صوت اطلاق غازات من جهة الإمام الذي يئم بنا ثم ساد الصمت لثوان ، ثوان مرت ثقيلة وكانت نظراتي موجهة اليه .. مرت الثوان الثقيلة وفجأة استدار ناحيتي والتقت عيني بعينه وهو يوجه كلامه لي قائلا ، اتمم الصلاة او اقمها من جديد يا اخي أجرك الله … وتركنا وخرج مسرعا وكان الخجل واضحا عليه … لكن في الحقيقة ان الخجل و الارتباك قد نالا مني اكثر منه وشعرت اني في موقف صعب لم اواحه مثله من قبل. لكني وقبل ان تمضي تلك الثوان الثقيلة تشجعت و تحركت لأكون في المقدمة لأقف في مكان الإمام لأكمل الصلاة مناديا الله اكبر وانا في مكاني أئم المصلين لكي نكمل الصلاة … وفعلا اتممت الصلاة بخير … وبعد ان سلمنا ذات اليمين و ذات اليسار و الدعاء الذي القيته قمت بالألتفاف للخلف لأشاهد المصلين وهم ينهضون ليغادرو المسجد فوجدت الإمام المفزوع خلفي وهو يبتسم ويقول احسنت اخي المسلم بارك الله فيك ومد يده ليصافحني فتناولت يده و انا اقول عفوا يا إمامنا انه فضل من الله نحمده و نشكره على فضله وعاد فشكرني مرة ثانية ، لم ولن انسى هذا الحدث الكبير في حياتي



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخري كريم
- حكايتي مع الزريبة
- الانتخابات في العراق
- حكام الشعوب .. من يحكم العالم
- الفلسطينيين و فخ النصر الوهمي
- الثقافة العربية في خطر
- البصر أم البصيرة
- علوم دينية و علوم دنيوية
- هل نتوقع وقوع كارثة
- على من يقع اللوم ... كل اللوم
- بين الواقع و الواقع الافتراضي
- العراق وكأس العالم للشباب
- من هو الأب
- أي أجراس ستقرع
- ألمٌ في العراق
- أهلك سبب بلواك
- العراق في المرآة
- ياما في الشوارع مجانين
- دهوك وضحايا غياب السيادة
- هل اشتعل الفتيل


المزيد.....




- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد سعيد - صدفة لن انساها (قصة قصيرة)