أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - الكومونات الاشتراكية ومناهضة الإمبريالية: النهج الماركسي















المزيد.....



الكومونات الاشتراكية ومناهضة الإمبريالية: النهج الماركسي


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 20:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تمهيد
هذه هي ترجمتي للمقال بالعنوان أعلاه، بقلم كريس جيلبرت، المنشورة في عدد:1 تموز، 2025 للمجلة الإشتراكية الأمريكية المستقلة "المراجعة الشهرية" (Monthly Review). وكاتبها الدكتور كريس جيلبرت يعمل حالياً أستاذاً للدراسات السياسية في جامعة "بوليفاريانا" في فنزويلا، ومؤلف كتاب "الكومونة، أو لا شيء!: الحركة المجتمعية في فنزويلا ومشروعها الاشتراكي" (دار نشر مونثلي ريفيو، ٢٠٢٣). وهو المبتكر والمقدِّم المشارك للبرنامج التلفزيوني التعليمي الماركسي والبودكاست "مدرسة الكوادر (Escuela de Cuadros)". يحلل هذا المقال بعمق دراسة ماركس وانجلز وروزا لوكسمبورغ ومن بعدهم عديد المفكرين الماركسيين والمتمركسين لمختلف أنواع الكومونات التي أسستها بنجاح شعوب العالم في القارات كافة بدون استثناء وذلك قبل اجتياح قطعان جيوش ومتستوطني حكومات بربرية رأس المال الغربي لتلك القارات وتدميرها لها وفق سياسة الإباداة الجماعية والنهب التي تشكل عصب نشوء واستمرار النظام الرأسمالي. كما يتتبع بدقة تطور افكار ماركس بصدد مفهوم الكومونة وشروط إدامتها وتطورها، ويفند المحاولات السخيفة والسقيمة من طرف هذا وذاك من المتمركسين الغربيين وغيرهم ممن ربطوا مستقبلهم بالامبريالية لتقسيم ماركس إلى ماركس ثوري وآخر رجعي، مؤكداً وحدة منظومة ماركس الفكرية وانسجامها على طول الخط من شبابه حتى آخر يوم في حياته. ومن ثم يعرّج على المحاولات المعاصرة الناجحة لإحياء الكومونة في بلدان قارة أمريكا الجنوبية: كولومبيا، وبوليفيا، والبرازيل وآفاق تطورها. وهو يوضح أخيراً في أولى ملاحظاته كيف أن الكيبوتسات الصهيونية عمومًا تُعدّ جزءًا من المشروع الاستعماري الاستيطاني ذي الأبعاد العسكرية العدوانية حتماً، ولا علاقة له البتة بالتطبيقات الاشتراكية الحقيقية [الملاحظات في متن المقال بين قوسين كبيرين تعود لي].
نص المقال:

"إن النقيض المباشر للإمبراطورية كان هو الكومونة."
كارل ماركس ، الحرب الأهلية في فرنسا.
إن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة، والتي تزامنت مع هجماتها الوحشية على الضفة الغربية ولبنان وإيران واليمن وسوريا، بدعم وتمويل أمريكيين متحمسين، كانت بمثابة جرس الإنذار للعالم أجمع بشأن الآثار المدمرة للإمبريالية. إن هذه الإبادة الجماعية، التي نُفذت بتواطؤ من جميع الحكومات الغربية، ينبغي أن تفتح أعيننا أيضًا على النظام الإمبريالي الأوسع نطاقًا بقيادة الولايات المتحدة. هذا النظام، حتى وإن لم يشن حربًا صريحة على دول الجنوب العالمي، فإنه يضع معظمها تحت حصار شامل، أحيانًا من خلال العقوبات (على سبيل المثال، فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا والصين وإيران) أو محاصرتها بقواعد عسكرية (كما في حالات الصين وكوريا الشمالية وفنزويلا، من بين دول أخرى)، ناهيك عن الاستنزاف المنهجي للقيمة وللموارد المادية من هذه البلدان، والذي له آثار اجتماعية وبيئية مدمرة.
في هذا السياق، حيث يُمثل الاستعمار في مواجهة الأمم والشعوب المضطهدة التناقض الرئيسي بوضوح، قد يتساءل المرء عن أهمية الكومونة الاشتراكية. لماذا نتحدث عن الكومونات أصلاً؟ ما علاقة الكومونات بالنضال المُلحّ ضد الاستعمار، والذي يُمثل بلا شك النضال المركزي اليوم؟ والسؤال الأكثر إثارة للقلق هو: كيف وظّف المشروع الإمبريالي الصهيوني نفسه الكومونات، الكيبوتسات، لاستعمار الأراضي الفلسطينية، مُسلّحًا إياها بالميليشيات لإبادة الفلسطينيين في مشروعه الاستعماري الاستيطاني؟ لقد كانت بعض هذه الكيبوتسات/الكومونات أهدافًا - أهدافًا مفهومة، بالنظر إلى حق الشعب المُستعمَر في محاربة مُضطهديه - لعملية طوفان الأقصى التي قادتها حماس عام ٢٠٢٣ (1). وهناك أيضًا منظمات مجتمعية في أماكن أخرى من العالم، وإن لم تكن استعمارية استيطانية كالكيبوتسات، إلا أنها تجد صعوبة في رؤية ما وراء أراضيها المستقلة، مما يعيق مشاركتها في مشاريع أوسع للتحرر الوطني من الهيمنة الإمبريالية. لكل هذه الأسباب، سيكون من المفهوم ألا تُعتبر الكومونات الاشتراكية لها الأولوية في النضال الحاسم ضد الإمبريالية، وهو التحدي المركزي في عصرنا.
هناك شخص واحد يشعر بخلاف ذلك، ويبدو أنه يشعر بذلك بشدة، ألا وهي المناضلة الثورية الفلسطينية الشهيرة: ليلى خالد. في تشرين الثاني الماضي، جاءت ليلى خالد إلى كاراكاس كجزء من فعالية مناهضة للفاشية ومؤيدة لفلسطين نظمتها الحكومة البوليفارية. وبمجرد وصولها، توجهت على الفور تقريبًا إلى كومونة "إل بانال" في حي "23 دي إنرو" العمالي. وفي حديثها إلى أعضاء الكومونة وأفراد الجمهور المجتمعين هناك، أعربت عن حماسها وإعجابها بالكومونة. وأشارت إلى أن هذا المشروع الذي يبلغ من العمر 20 عامًا، مثل غيره من الكومونات في فنزويلا، يتخذ خطوات ملموسة نحو ضمان السيادة ذاتها التي كان شعبها على الجانب الآخر من المحيط يناضل من أجلها في تلك اللحظة. وعلى الرغم من الاعتداءات الأمريكية، ساعدت الكومونات الفنزويليين على أن يكونوا "أحرارًا في أراضيهم"(2). كانت كلمات ليلى خالد مؤثرة، بينما ردد أعضاء كومونة إل بانال المجتمعون صدى معاداتها الصادقة للإمبريالية والمستنيرة أيضًا، حيث أشاروا إلى أوجه التشابه بين النضال في فنزويلا وفلسطين. حتى أن بعضهم عبّر عن رغبته في الانضمام إلى حركة المقاومة الفلسطينية، متبعين بذلك التقليد العريق للأممية النضالية في حي 23 دي إنرو العمالي. إلا أن ليلى خالد رأت أن عملهم في مجتمعهم بالغ الأهمية، ما يستدعي بقاءهم في كوموانتهم. بالنسبة لليلى لخالد وأعضاء الكومونات في "إل بانال"، كان المشروع الكوموني الذي بنوه مرادفًا تقريبًا للنضال ضد الإمبريالية. ومع ذلك، يبقى السؤال: ما هي العلاقة بين مناهضة الإمبريالية ونشوء الكومونة اشتراكية؟ ومتى وأين يمكن أن تُعتبر الكومونة مناهضة للإمبريالية؟ وكيف يمكن للكومونات أن تندرج ضمن الاستراتيجية الأوسع لمناهضة الإمبريالية في النضال الاشتراكي الذي ينتهجه اليساريون، وخاصة الماركسيون، في العالم؟ هذه هي الأسئلة ستحاول هذه المقالة الإجابة عليها.
المشاريع المجتمعية المعاصرة
في جميع أنحاء العالم، ولكن بشكل خاص في أمريكا اللاتينية، يشيع حاليًا الاهتمام الكبير بالكومونات؛ والأهم من ذلك هو التواجد أيضاً للمشاريع الفعلية للبناء الجماعي. ومن الأمثلة الأكثر إقناعًا على هذه المشاريع الفعلية هي تلك الجهود المبذولة لبناء "الاشتراكية الجماعية" التي ظهرت في فنزويلا وبوليفيا على التوالي. ففي فنزويلا، اقترح الرئيس هوغو شافيز في عام 2009 أن يتم بناء الاشتراكية الفنزويلية - وهو مشروع بدأ قبل ذلك بثلاث سنوات - على أساس الكومونات باعتبارها "الخلاياها الأساسية" للحكم الذاتي الديمقراطي والإنتاج الجماعي. وفي بوليفيا، اقترحت عملية التغيير التي بدأت في عام 2006 - والتي لها جذورها في كل من مقاومة السكان الأصليين في البلاد ونضالات عمالها أيضًا - نوعًا مختلفًا من الاشتراكية المجتمعية المتصل بمفهوم "الحياة الجيدة" وذلك على غرار الكومونات البوليفية التاريخية الأصلية، أو ممجموعة الآيلو (ayllu) ، كواحدة من "روافعها" الرئيسية [أنظر مقالتي: "نمط الإنتاج الأنديزي؛ الإشتراكية التوزيعية: من كل حسب إنتاجه ولكل حسب حصته" في موقعي هذا]. ويمكن إيجاد مثالٍ آخر مُشابهٍ في حركة العمال المعدمين (MST) البرازيلية، التي تُناضل من أجل الإصلاح الزراعي من خلال احتلال الأراضي، ومن ثمّ إقامة الترتيباتٍ المشتركةٍ للعيش والإنتاج والتي تُسمى " أكامبامينتوس" و "أسينتامينتوس". وعلى الرغم من كونها حركةً اجتماعيةً، فلطالما دافعت حركة العمال المعدمين عن هدف بناء الدولةٍ ذات السيادةٍ في وجه الإمبريالية. ومنذ عام ١٩٩٠، أدرجت هذه الحركة "الاشتراكية" كأحد أهدافها الاستراتيجية. هذه، في رأيي، هي أبرز الأمثلة الواعدة.
ومع ذلك، قد يكون كلٌّ من خطاب وممارسة بناء الكومونات متناقضين للغاية فيما يتعلق بمشاريع البناء الاشتراكي والتحرر الوطني. في بعض الأحيان، قد يفشل المشروع المجتمعي المدّعي بالاستقلالية الجذرية - والذي غالبًا ما يتأثر بنظريات الاستقلالية أو ما بعد الحداثة أو الفوضوية- في تجسيد عملية التحرر الوطني من الإمبريالية القابلة للتطبيق، أو قد يُدير ظهره للجهود القائمة. هذا بلا شك هو جزء من تاريخ حركة الزاباتيستا الجديدة (جيش الزاباتيستا للتحرير الوطني، (EZLN) في تشياباس، وهو أيضًا انتقاد متكرر يُوجَّه إلى المجتمعات الكردية المستقلة [في سوريا] (3). علاوة على ذلك، غالبًا ما تُروّج المنظمات غير الحكومية للعمل المجتمعي تحديدًا لتجنب قضايا أكبر مثل إصلاح الأراضي والسيادة الوطنية في مواجهة الإمبريالية. فيما يلي، وبهدف تحديد متى وأين تُعتبر الكومونة الاشتراكية مناهضة للإمبريالية، سأتناول تأملات كارل ماركس حول الكومونة، التي اكتسبت أهمية مركزية أكبر في رؤيته للتغيير الاجتماعي في سنواته الأخيرة، معتبرًا إياها نموذجًا لما يعنيه أن تكون الكومونة اشتراكية مناهضة للإمبريالية. هدفي هنا هو إظهار كيف أن هذه التأملات لماركس، على الرغم من تطورها الكامل في فترته الأخيرة (1870-1883)، مرتبطة بمنظومته النظرية ومشروعه بأكمله. يتضمن هذا المشروع تدخلاً ثوريًا في الدولة، يتبعه تحول في الاقتصاد والمجتمع ككل، وهو بطبيعته معارض للإمبريالية. وبالتالي، إذا ما افتُرض وجود الكومونات بالطريقة التي دافع عنها ماركس، فستكون جزءًا من استراتيجية مناهضة للرأسمالية والإمبريالية التي تتكشف معالمها.
ستستمر الحجة من خلال إظهار، أولاً، كيف سارت تأملات ماركس الأكثر شهرة حول الكومونات التقليدية أو الزراعية، مثل تلك الموجودة في دفاتر الإثنولوجيا ورسائله ومسوداته الأخيرة إلى فيرا زاسوليتش، جنبًا إلى جنب مع دفاعه عن الشعوب المستعمرة والهامشية ضد التوسع الرأسمالي. هذا جانب من الماركسية التقطته روزا لوكسمبورغ، بحساسية مثيرة للإعجاب للمسألة الاستعمارية. ومع ذلك، ذهب ماركس إلى أبعد من ذلك من خلال تأييد للكومونة الريفية كأساس للاشتراكية في مشروع للتحرر الوطني، حتى مع وضعه شروطًا واضحة للغاية يمكن أن يحدث ذلك في ظلها. في الخطوة الثانية، سأوضح كيف أن ادعاء ماركس بأن الكومونة يمكن أن تكون لبنة بناء للاشتراكية، حتى لو كان ذلك أكثر وضوحًا في عمل ما يمكن تسميته "ماركس الراحل" (1870-1883)، لا يمثل قطيعة مع مجمل أعماله. لقد أُغري الكثيرون بالاحتفال بهذه الفترة المتأخرة من حياة ماركس باعتبارها شيئًا متميزًا بشكل حاد عن بقية أعماله، مع أصداء "القطيعة المعرفية" التي ادعى ذات مرة فيما يتعلق بماركس الشاب (4). في الواقع، ومع ذلك، فقد نشأ دفاع ماركس في أواخر حياته عن الكومونة الريفية من جوهر النظرية الماركسية: مناقشة علاقات القيمة في نقده للاقتصاد السياسي الذي قام به في منتصف القرن. علاوة على ذلك، نظرًا لأن الجهاز النظري لماركس المتمركز حول القيمة يتكشف ليشمل فئات أخرى تُستخدم لبناء نقد لتركيز رأس المال وتكوين الاحتكار والسوق العالمية، فمن الطبيعي أن البديل الأساسي لماركس لتبادل السلع - والذي كان الإنتاج الجماعي منذ أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر على الأقل - لا يمكن فصله عن نقده المتطور بالكامل للرأسمالية وميلها التوسعي والإمبريالي. ولا يمكن فصلها عن الاستراتيجيات التي رسمها ماركس للطبقة العاملة في النظام الرأسمالي العالمي، مثل مشروع التحرر الوطني الذي اعتقد أنه تجسد، وإن كان ناقصًا، في كومونة باريس. في القسم الأخير، سأتناول كيف تتوافق المفاهيم الفنزويلية والبوليفية للاشتراكية الجماعية، كلٌّ بطريقته الخاصة، مع الرؤية الاستراتيجية الماركسية للمشروع الجماعي، الذي لا يقتصر على بناء كومونات معزولة أو مستقلة ذاتيًا جذريًا، أو حتى شبكات من الكومونات، بل ينطوي على دمجها في مشاريع وطنية استراتيجية تُعارض الإمبريالية. وينطبق الأمر نفسه على مشروع حركة العمال غير النظاميين (MST) المتمثل في "الإصلاح الزراعي الشعبي" الذي يُركز على التنظيم الجماعي والتعاونيات، ولكنه يعمل ضمن إطار شامل مناهض للإمبريالية والرأسمالية.
كان "ماركس الراحل" ماركسًا ثلاثي القارات
هناك العديد من التحقيقات التي تتناول الفترة الأخيرة من حياة ماركس، والتي درس فيها ودافع عن الأشكال الجماعية كأساس محتمل للبناء الاشتراكي. ويذهب بعض المؤلفين إلى حد الترحيب بهذا باعتباره اكتشافًا، معلنين ظهور ماركس جديد وغير معروف حتى الآن (5). ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الحماس للفترة الأخيرة من حياة ماركس، فإنه نادرًا ما يتم التأكيد بشكل كافٍ على أن تأملات ماركس في المجتمعات الريفية في ذلك الوقت كانت تركز دائمًا تقريبًا على محيط النظام الرأسمالي العالمي: الريف الروسي، والقرية الهندية، والمجتمع الفلاحي الجزائري، والمجتمعات الأصلية في أمريكا الشمالية والجنوبية. إن عمل ماركس حول الحياة الجماعية الريفية خلال فترته الأخيرة متناثر عبر الملاحظات والمسودات والمراسلات. على سبيل المثال، تظهر مناقشة المجتمع الريفي الروسي في "رسالة إلى هيئة تحرير أوتيشيستفيني زابيسكي " غير المرسلة عام 1877، ورسالته ومسوداته إلى فيرا زاسوليتش، وملاحظاته على عمل مكسيم كوفاليفسكي. تظهر تأملاته حول مجتمع الفلاحين الجزائريين في سلسلة من الرسائل التي كتبها خلال رحلته الأخيرة، لأسباب صحية، إلى مدينة الجزائر عام ١٨٨٢، وكذلك في ملاحظاته حول كوفاليفسكي. في هذه الفترة، دوّن ماركس أيضًا ملاحظات حول حيازة الأراضي الهندية، التي كانت محل اهتمامه منذ فترة طويلة، وحول التنظيم الاجتماعي للسكان الأصليين الأستراليين، استنادًا إلى عمل إثنوغرافي لريتشارد بينيت (6). على الرغم من التنوع الواسع لهذه المواد واتساع نطاق دراسات ماركس في ذلك الوقت، إلا أنها تشترك جميعًا في شيء واحد: أن الأشكال الجماعية التي كان يدرسها تقع جميعها على حدود التوسع الرأسمالي، ومن المهم أن نضيف أنها كانت مواقع مقاومة للاستعمار.
في ملاحظات ماركس حول هذه المجتمعات الزراعية، لم يسلط الضوء فقط على كيفية تعرضها للهجوم من قبل الرأسمالية المتوسعة ولكن أيضًا على مدى مرونتها في الدفاع عن نفسها ضدها. وأشار باستمرار إلى مقاومة السكان الأصليين، حتى مع انتقاده للمستعمرين بعبارات لا لبس فيها. في الجزائر، لاحظ ماركس كيف قام المستعمرون الفرنسيون، بـ "غطرستهم السافرة"، بمصادرة أراض العرب بهدف تزويد المستوطنين الفرنسيين بمزيد من الأراضي و"كسر قوة اتحادات العشائر" (7). ومع ذلك، لم يكن الشعب الجزائري سلبيًا، ولاحظ ماركس بموافقة كيف قاومت حيازتهم الجماعية للأراضي مثل هذه الهجمات. بالنظر إلى الهند، وصف ماركس قمع المستعمرين للملكية الجماعية بأنه "عمل من أعمال التخريب الإنجليزي، يدفع السكان الأصليين ليس إلى الأمام بل إلى الخلف" (8). في الوقت نفسه، أشار ماركس باستمرار إلى أن مثل هذه المجتمعات القروية قد عاشت أكثر من جميع أنواع الغزاة على مر القرون، واحتفل بتمردات الهنود ضد من وصفهم بـ "الكلاب والحمير البريطانية" (9). إن دراسات ماركس عن الكومونة الفلاحية في روسيا هي الأكثر شمولاً التي أجراها على المجتمعات الزراعية في أي مكان (10). لقد قادته إلى الاعتراف بإمكانية أن تصبح الكومونة الريفية في سياق محيطي نقطة ارتكاز للبناء الاشتراكي. ومع ذلك، فقد أشار أيضًا إلى أن هذا سيتطلب الإطاحة بالدولة القيصرية التي كانت تابعة للقوى الغربية، والتي عززت النمو التابع فقط من خلال "توطين بعض الشركات" (11). وفي معرض تعليقه على تركيز ماركس الراحل على المجتمعات المقاومة في آسيا وأفريقيا والأمريكتين، قال المؤلف الأرجنتيني نيستور كوهان ذات مرة مازحًا أنه في تأملات ماركس حول المجتمعات الريفية في المحيط كان يطور "ثلاثية القارات" قبل الحرف ، في إشارة إلى المؤتمر المناهض للإمبريالية الذي نُظم في كوبا الثورية في القرن التالي (12). إن هذه الروح الثلاثية القارية، التي كانت حاضرة بقوة في أعمال ماركس، هي على وجه التحديد ما يفتقده الكثير مما نُشر عن تحقيقات ماركس الأخيرة في المجتمع الريفي.
على الرغم من أن معظم المفسرين قد قللوا من أهمية الطابع المناهض للاستعمار لعمل ماركس الأخير حول الكوميونات، إلا أن هناك ماركسية من الجيل الثاني اتبعت خطًا فكريًا مشابهًا. هذه هي روزا لوكسمبورغ، التي اهتمت اهتمامًا عميقًا بالشعوب والأمم فيما يسمى اليوم بالجنوب العالمي. إذا كانت تأملات لوكسمبورغ تتطابق بشكل وثيق مع تأملات ماركس الراحل، فذلك بسبب منهجها واهتماماتها ومصادرها المماثلة، لأنها لم تتمكن من الوصول إلى ملاحظات ماركس ومسوداته من سنواته الأخيرة، والتي لم تتوفر إلا لاحقًا. يظهر معظم عمل لوكسمبورغ حول التكوينات الاجتماعية وأنماط حياة الشعوب والأمم غير الرأسمالية في كتابها غير المعترف به، مقدمة في الاقتصاد السياسي ، استنادًا إلى الدورات التي قدمتها في مدرسة الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) بدءًا من عام 1907. يقدم الكتاب نظرة شاملة رائعة على ما يسمى الآن بالجنوب العالمي. على سبيل المثال، يتناول الكتاب مجتمع القرية الهندية ومظاهره المتنوعة، مشيرًا إلى أن "ملكية الأرض كانت تتوافق ببساطة مع مجتمعات الفلاحين الهنود الذين عملوا فيها على مدى آلاف السنين... ثقافة اجتماعية عظيمة، حيث لا تكون الأرض وسيلة لاستغلال عمل الآخرين، بل هي ببساطة أساس وجود العمال أنفسهم" (13). كما يحلل الكتاب ما أسمته لوكسمبورغ "الشيوعية الزراعية" في بيرو والمكسيك، والتي زعمت أنها كانت الشكل السائد قبل الاستعمار في تلك السياقات(14). وعندما توجهت لوكسمبورغ إلى شمال إفريقيا، احتفت بعلاقات الملكية الجماعية المرنة للشعوب العربية والبربرية و"مقاومتهم العنيدة" لـ"قبضة رأس المال الأوروبي"(15).
بينما اتبعت لوكسمبورغ خطى ماركس الراحل عن كثب (وإن كان ذلك دون علمها إلى حد كبير)، فقد تزامنت أيضًا مع ماركس الراحل في تقديم تقييم إيجابي عام لما فهمته على أنه أمثلة على الشيوعية الأصلية أو، على حد تعبيرها، "المؤسسات الشيوعية". التناقض بين هذه الأشكال الجماعية والتوسع الرأسمالي هو أيضًا جزء من رواية لوكسمبورغ. على سبيل المثال، لاحظت أن الغزو الاستعماري يؤدي إلى "إلغاء عنيف للملكية المشتركة" مما يؤدي إلى تدمير "المجتمع الشيوعي" (16). كانت رسالتها، التي يمكن رؤيتها بأثر رجعي من خلال عدسة شعارها " الاشتراكية أو البربرية "، هي أن الرأسمالية تتصرف بوحشية في توسعها حول العالم وفي معاملتها للشعوب غير الرأسمالية ومجتمعاتها. بعيدًا عن تحقيق التقدم، كان تأثير التوسع الرأسمالي ضارًا ببساطة، مع "إبادة الروابط القديمة واستبدالها بالنزاعات والشقاق وعدم المساواة والاستغلال" (17). ما أبرزته لوكسمبورغ ، والذي يتناغم تمامًا مع أعمال ماركس الأخيرة، هو الطابع المناهض للاستعمار والإمبريالية للكومونات وإمكاناتها. أي أن كلاً من ماركس الراحل ولوكسمبورغ درسا الكوميونات الريفية على حدود التوسع الرأسمالي - حيث غالبًا ما تُلمس ديناميكية المصادرة بقدر ما يُلمس الاستغلال - وقد فهم كلا المنظرين هذه المجتمعات على أنها مواقع مقاومة صامدة للرأسمالية.
نواتات الاشتراكية، ولكن مع الشروط والسياق
أُجريت تحقيقات لوكسمبورغ في سياقٍ مُعادٍ للغاية، اتسم بموقف قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المُعتذِر عمومًا تجاه الاستعمار(18). وهذا ما جعل دفاعها عن الشعوب المُستعمَرة، واحتفاءها بالمقاومة التي حافظت عليها من مجتمعاتها "الشيوعية"، أكثر إثارةً للإعجاب. كما كانت تُدرك الروابط المُحتملة بين النضالات المُناهضة للاستعمار في الأطراف ونضالات الطبقة العاملة في البلدان الأساسية، مُلاحظةً أن البرجوازية الأوروبية قد شعرت "بوجود صلة بين بقايا الشيوعية القديمة التي قاومت بعناد في البلدان المُستعمَرة... والإنجيل [الثوري] الجديد... للجماهير البروليتارية في البلدان الرأسمالية القديمة" (19). بل يُمكن القول إن تأملات لوكسمبورغ المُوسّعة حول مُجتمعات الأطراف، التي لم يكن التوسع الرأسمالي بالنسبة لها مُجرد قضية عمالية بل تهديدًا وجوديًا، قد سلّطت الضوء ضمنيًا على الفاعلية الثورية لشعوب الأطراف ومجتمعاتها. مع ذلك، لم تتخذ لوكسمبورغ الخطوة الإضافية المتمثلة في السماح للكومونات الزراعية أو مجتمع السكان الأصليين بأن يصبحوا ركائز أساسية لمجتمع اشتراكي جديد. هنا، تجاوز تحليل ماركس، ربما بسبب الأهمية الكبرى التي أولاها لحق تقرير المصير الوطني، تحليلها، إذ أكد في سنواته الأخيرة أن هذه الكوميونات لديها القدرة على أن تكون نقاط ارتكاز للتجديد الاجتماعي، أو خلايا للاشتراكية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الإمكانية جاء مشروطًا ببعض الشروط، إن تحققت، أي إذا ساهمت الكومونات الريفية في الاشتراكية الحديثة.
ما هي أنواع الظروف التي نتحدث عنها؟ يمكننا أن نرى ذلك بوضوح في مناقشة ماركس للتشكيل الجماعي القائم الذي درسه بشكل كامل وكان لديه أكبر قدر من المعلومات عنه: أوبشينا في روسيا. وقد عبر عن وجهة نظره في "رسالته إلى هيئة تحرير أوتيشيستفيني زابيسكي " (1877)، والرسالة والمسودات إلى زاسوليتش (1881)، ومقدمة عام 1882 للترجمة الروسية للبيان الشيوعي ، والتي كتبها فريدريك إنجلز ولكن حصلت على موافقة ماركس. في هذه الوثائق، استغرق ماركس وقتًا لرسم كيف يمكن للكومونة، مع الملكية الجماعية ودرجة معينة من الحكم الذاتي الداخلي، أن تندرج في استراتيجية الانتقال الاشتراكي والتحرر الوطني في بلد هامشي. كانت إحدى القضايا هي القوى الإنتاجية: جادل ماركس بأن على الكومونة أن تدمج الإنجازات التكنولوجية للنظام الرأسمالي، وهو ما رأى أن الكوميونة الروسية مناسبة بشكل خاص لأنها، كشكل كوميونيتي متأخر لم يكن قائمًا بشكل أساسي على علاقات القرابة، كانت "قادرة على التطور على نطاق أوسع" (20). وبالتالي يمكنها بسهولة استبدال "الزراعة المجزأة بزراعة واسعة النطاق بمساعدة الآلة". كانت هذه القوى الإنتاجية الجديدة مهمة أيضًا لأنها ستسمح للكومونة بالانتقال "من العمل المجزأ إلى العمل الجماعي"، حيث أن العمل الجماعي مهم بشكل خاص في منظور ماركس للإنتاج الجماعي (21).
كانت المسألة الثانية هي ضرورة ربط الكومونات ببعضها البعض. ووفقًا لماركس، كان من "السمة المنهكة" أن تكون الكومونات القائمة "عوالم مصغرة محلية"، بل اقترح أن عزلتها كانت "الأساس الطبيعي" للاستبداد (22). ثالثًا ، كان لا بد من ثورة سياسية من شأنها أن تُحوّل الدولة القائمة وتُنشئ علاقة جديدة مع الكومونات فيما كان في جوهره عملية تحرير وطني. أدرك ماركس أن روسيا في أواخر القرن التاسع عشر كانت ما نسميه اليوم "دولة تابعة". ومثل العديد من دول العالم الثالث اليوم، لم يُطوّر النظام القيصري سوى "فروع معينة من النظام الرأسمالي الغربي" التي كانت "أسهل تأقلمًا" (23). فبدلاً من مساعدة الكومونات الريفية في روسيا، غذّت تلك الدولة التابعة مجموعة من الطفيليات والمرابين والرأسماليين المضاربين. ( وقد أطلق عليهم ماركس اسم "الآفات الرأسمالية"، وهم يتطابقون تقريباً مع البرجوازية الكومبرادورية في التشكيلات الاجتماعية في العالم الثالث اليوم) (24).
بشكل عام، عندما ننظر إلى مناقشة ماركس المتطورة نسبيًا للكومونة الروسية، يمكننا أن نرى كيف رأى ماركس فيها ليس الكمال الاشتراكي ولكن الإمكانات الاشتراكية . لقد أدرك أن الكومونة الريفية هي موقع للتناقضات الداخلية - بما في ذلك التسلسلات الهرمية الناشئة - والتي كانت تخضع بالتالي لتطور مستمر. وبالتالي، إذا أكد ماركس أن أوبشينا يمكن أن تكون نقطة انطلاق لنظام اشتراكي، فقد كان حريصًا على عدم الوقوع في المثالية الرومانسية أو عزلها عن الاعتبارات الاستراتيجية والجيوسياسية (25). على سبيل المثال، أدرك الحاجة إلى استبدال جمعيات فولوست التقليدية للكومونات ، التي يرأسها شيوخ الذكور، "بجمعية فلاحية تختارها الكومونات نفسها" (26). وبالمثل، فقد اشترط دفاعه عن الكومونة الروسية على تكاملها مع الاهتمامات الاستراتيجية، وتحديدًا العملية الثورية الوطنية، التي ستحتاج إلى دمجها. كان هذا لأنه، كما قال ماركس، "يندمج التطور الإضافي للكومونة مع المسار العام للمجتمع الروسي". كان الاستنتاج الحاسم الذي توصل إليه ماركس هو: "لإنقاذ الكومونة الروسية، لا بد من ثورة روسية" (27).
نقد ماركس للاقتصاد السياسي يلجأ إلى السيطرة الجماعية
تشير فكرة أن ماركس الراحل يمثل ماركساً غير معروف ومتميز إلى الرغبة في فصل ماركس إلى ماركسين اثنين لا واحد (28). من مصانع أحلام الماركسية العصرية، يتم تشجيعنا أحيانًا على الاعتقاد بوجود ماركس أكثر حداثة وصديقًا للبيئة (وحتى لـ"النمو السلبي") ولما بعد الاستعمار وصديقًا للمجتمع والذي ظهر حوالي عام 1870، والذي يمكن مقارنته بـ "ماركس المتوسط" الكئيب الذي كتب عن الطبقة والاقتصاد السياسي وسلطة الدولة والأحزاب السياسية وربما يكون ستاجيتيًا و"ستالينيًا" أيضًا. هذا الفصل المفترض هو أمر مريب في حد ذاته. ألا يشير إلى الرغبة في الترويج لماركس "محدث" يركز على المجتمعات، منفصل عن نقد ماركس نفسه للرأسمالية وعن تحليل الماركسية اللاحق للإمبريالية؟ ألا يُخاطر هذا بتكرار البادرة التي استُخدم بها ماركس، الذي يُزعم أنه أكثر إنسانية في مخطوطات عام 1844 ، لتغذية تيارات الماركسية الغربية التي نأت بنفسها عن مساهمات وعمليات تعلم الاشتراكية القائمة بالفعل، بل ورفضت في كثير من الأحيان النقد الماركسي للإمبريالية؟ أعتقد ذلك. ومع ذلك، فإنه يعتمد أيضًا على تفسير زائف نصيًا. فالاهتمام بالشكل الجماعي يعود إلى وقت مبكر من ماركس ويتخلل مجمل عمله الناضج (29). ويمكن رؤية ذلك بوضوح في تأملات ماركس المتطورة حول التبادل القائم على القيمة بعد مشاركته الأولى في الاقتصاد السياسي التي حدثت في أربعينيات القرن التاسع عشر. ومع تقدم القرن وإدراك ماركس لأهمية القيمة كشكل اجتماعي - وهو ما يمكننا رؤيته يحدث في مخطوطات الغروندريسه 1857-1858 - فقد طرح على الفور التبادل الجماعي باعتباره النقيض الأساسي لتبادل السلع. ومن هناك، بدأ يرى أن بعض الأشكال الاجتماعية التي تنطوي على الإنتاج الجماعي، والتبادل الجماعي، والاستهلاك الجماعي ستكون ضرورية للتغلب على الشكل الاجتماعي للقيمة.
دعونا نرى كيف يحدث هذا. في بداية كتاب الغروندريسه (Grundrisse) ، في الفصل الخاص بالمال، يوضح ماركس الطبيعة الاجتماعية للقيمة. ويلاحظ كيف أن قيمة التبادل في المجتمع المعاصر تعبر عن الرابطة الاجتماعية؛ فهي تجسد التبعية المتبادلة والعامة للأفراد الذين لا علاقة لهم ببعضهم البعض إلا كمنتجين خاصين متصلين من خلال السوق (30). قيمة التبادل هي رابط اجتماعي يواجه الفرد كشيء غريب وشبيه بالأشياء (كما يقول، يمكنك حمله في جيبك مثل النقود). وبسبب هذه الشخصية الشبيهة بالأشياء، يخلص ماركس إلى: "تتحول العلاقة الاجتماعية بين الأشخاص إلى علاقة اجتماعية بين الأشياء" (31). ومع ذلك، يدرك ماركس على الفور أن الرابطة الجماعية هي النقيض الأساسي لهذا الوضع. ويلاحظ أن هناك علاقة عكسية بين سيطرة المجتمع وبين حكم القيمة: "كلما قلت القوة الاجتماعية التي تمتلكها وسيلة التبادل... كلما زادت قوة المجتمع". هنا يقارن ماركس بين نظامين متعارضين أساسًا. من جهة، هناك النظام الرأسمالي للعلاقات السلعية المعممة، وما يتسم به من طابع اجتماعي غير مباشر، من خلال تبادل النقود والسلع. ومن جهة أخرى، هناك النظام الجماعي الذي يرتبط فيه "نشاط العامل الإنتاجي وحصته في الإنتاج بشكل محدد من العمل والمنتج" (32). وفي هذه الترتيبات الجماعية، يوجد عمل اجتماعي مباشر نتيجة التخطيط أو السيطرة المسبقة على العمل وتوزيعه.

من هنا، بدأ ماركس في تطوير فكرة أن الإنتاج الاجتماعي في المستقبل إنما يحتاج إلى أن يكون خاضعًا لسيطرة نفسه مثل التراث المشترك ("الثروة المشتركة"، هي الترجمة الإنجليزية المعتادة). وبالتالي، فهو يتوقع وضعًا مستقبليًا لما بعد الرأسمالية حيث "تصبح العلاقات الاجتماعية للناس علاقاتهم الجماعية الخاصة بهم [ gemeinschaftlich ، أو القائمة على المجتمع] ... خاضعة لسيطرتهم الجماعية" (33). ويسمي هذا الترتيب المستقبلي بـ "الإنتاج الجماعي" ويشير إلى أنه يتطلب عملًا اجتماعيًا مباشرًا - أو "عامّاً مباشرًا" (34). وبالتالي، فإن ما يتم اقتراحه هنا هو التبادل المنظم للأنشطة بدلاً من التنشئة الاجتماعية غير المباشرة بعد المهرجان التي تتحقق في تبادل السلع. ومن هذه المقاطع ومسلماتها الإضافية فيما يتعلق بالمجتمع المستقبلي، ستكون خطوة قصيرة إلى دفاع ماركس عن الكومونة الفلاحية الروسية كنقطة ارتكاز للتجديد الاجتماعي (35). تجدر الإشارة إلى أن ماركس، في هذه المقاطع ذاتها من كتاب "الأسس" التي تُقارن بين التبادل الجماعي والتبادل الخاص، يُحافظ باستمرار على منظوره للرأسمالية ككل. فبعد بضعة أسطر فقط من عرضه للتناقض الأساسي، يُلاحظ ماركس كيف أن تبادل السلع وتقسيم العمل المُرتبط به يُؤدي إلى "التكتل، والتركيب، والتعاون، وتناقض المصالح الخاصة، والمصالح الطبقية، والمنافسة، وتركيز رأس المال، والاحتكار، وشركات الأسهم... والتجارة العالمية... والاعتماد على ما يُسمى بالسوق العالمية، والنظام المصرفي والائتماني" (36). وبالتالي، يُفهم ضمنيًا أن إنهاء التبادل الخاص واستعادة نوع من التنسيق الجماعي لأنشطة العمل فقط كفيلان بتجاوز تركيز رأس المال وتكوين الاحتكارات، اللذين يُشكلان أساس الإمبريالية.
هنا يمكننا أن نرى الطريقة التي يرتبط بها التبادل الخاص للسلع، في وقت مبكر جدًا عند ماركس، بالهيكل الكامل للمجتمع الرأسمالي وبالتالي أيضًا بالتطور اللاحق للرأسمالية نحو تركيز رأس المال والتوسع والمالية والإمبريالية. وكما يقول ماركس لاحقًا في الغروندريسه، "يجب اعتبار العلاقات اللاحقة تطورات قادمة من هذه الجرثومة" (37). على النقيض من ذلك، يُقترح التبادل الجماعي للأنشطة والروابط الجماعية التي تُخضع الإنتاج للسيطرة الجماعية كبديل أيضي للنظام المغترب الذي يصدر إلى الاحتكار والائتمان. (هذه هي النقطة ذاتها التي يطرحها ماركس في وقت مبكر من الغروندريسه بإصراره على أن تناقضات الرأسمالية لا يمكن حلها من خلال نوع الإصلاح المصرفي أو النقدي الذي اقترحه بيير جوزيف برودون وأتباعه). تنشأ هذه الأخيرة من اغتراب العمل وعملية العمل التي تصاحب ديناميكيات تبادل السلع المعمم. وبما أن رؤية ماركس في هذه المقاطع تنتقل من الجزئيات الدقيقة (السيطرة الجماعية مقابل التبادل السلعي الخاص) إلى الكل الكلي الذي يشمل التجارة العالمية، وتوسع السوق، والاحتكار، فمن المنطقي أن طرح ماركس لنموذج بديل للإنتاج الجماعي ــ يقوم في الأساس على السيطرة الجماعية على الأنشطة الإنتاجية ــ لا يمكن فصله عن نقده للاقتصاد والمجتمع الرأسمالي ككل، بما في ذلك تشكيلات الدولة والاحتكار والتنافس الإمبريالي الذي يلعب دوره في السوق العالمية.
النظام المجتمعي في مرحلة الانتقال إلى الاشتراكية
من خلال نظرية ماركس في الغروندريسه ، استند الفيلسوف المجري إشتفان ميزاروس ( István Mészáros) في حججه على الحاجة إلى نظام جماعي للتغلب على نظام رأس المال ، حيث طور أطروحات كانت فيما بعد بمثابة الإلهام لمشروع شافيز لبناء اشتراكية جماعية في فنزويلا (38). يركز العمل الرئيسي لميزاروس، Beyond Capital ، في الفصل 19 على قانون القيمة، الذي يقع في قلب نظام رأس المال. واتباعًا منه لماركس، قال ميزاروس أن قانون القيمة، الذي يقيس الثروة الاجتماعية من خلال وقت العمل المجرد، لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال خلق تكوين اجتماعي آخر، وهو النهج الذي يتضمن مشاركة جميع أفراد المجتمع في تنظيم مخطط للعمل ويخصص الوقت المتاح بطريقة عقلانية (39). ما هو الإطار الاجتماعي للتغلب على القاعدة المفروضة لوقت العمل المجرد؟ أبرز ميزاروس أن ماركس يصر دائمًا على أن صنع القرار الجماعي المتعمد هو الذي يتغلب على القانون الاجتماعي العام للقيمة المفروض خلف ظهور المنتجين (40). ومن هنا جاء النظام المجتمعي الذي اقترحه ميزاروس كبديل جذري للنظام الرأسمالي.
ولكن الأهم من ذلك، أن نهج ميزاروس تجاه النظام الجماعي - مثل النهج الذي ألهمه في تشافيز، كما سنرى لاحقًا - لم يكن قصير النظر أبدًا: إنه لم يغفل أبدًا عن الصورة الأكبر. فكلاهما اقترح مشروعًا جماعيًا، وفيًا لنهج ماركس الشامل، سينتقل من الجزئي إلى الكلي ، ويتضمن استراتيجية شاملة تدعو إلى ثورة سياسية (إدخال هيكل قيادة جديد في الدولة) يتبعها بناء أيض اجتماعي بديل قائم على الكومونات والذي من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى تحول كامل للمجتمع بأكمله وإلغاء جميع المؤسسات السياسية المنعزلة. وبما أن هذا المشروع ينطوي على نهج شامل لكامل النظام الرأسمالي، فقد اعترف أيضًا بأن الكومونات كانت جزءًا من استراتيجية للانتقال ، وأن تنفيذ أي خطوة وساطة معينة يجب أن يأخذ في الاعتبار ليس فقط الأفق الاستراتيجي، ولكن أيضًا الحقائق الملموسة لموقف معين، بما في ذلك الجغرافيا السياسية العالمية وارتباطات القوى المحلية. وعلى هذا الروح، أصر ميزاروس على الحاجة إلى "استراتيجيات وساطة محددة تاريخيًا" وقبل أن "يتطلب التحقيق الكامل لهذه الرؤية الماركسية التعبير التاريخي الممكن عن الوساطات المادية الضرورية في سياقها العالمي" (41).
لم يُظهر ميزاروس ولا تشافيز أي اهتمام خاص بماركس الراحل وتعليقاته على الكومونة الريفية، على الرغم من تقاربهما مع هذا الخط الفكري (42). ومع ذلك، فمن الحقائق أنه بعد وضع المخطط الأساسي للإنتاج الجماعي في الغروندريسه المشار إليه لاحقًا باسم ("الإنتاج من قبل الأشخاص المرتبطين بحرية" في رأس المال ) سيبدأ ماركس، في العقد الأخير من حياته، بالتحقيق في أمثلة ملموسة للإنتاج الجماعي في كل من الكومونات الريفية التاريخية والحية، مثل تلك الخاصة بشعب "الهاودنوسوني" (Haudenosaunee) [المعروف أيضًا باسم اتحاد الإيروكوا أو الأمم الستة، هو شعب امريكي-شمالي شرقي أصلي في منطقة "ألباني" بولاية نيويورك يعني اسمه "شعب البيت الطويل" تألف من ست قوميات: الموهوك، والأونييدا، والأونونداغا، والكايوجا، وسينيكا، وتوسكارورا. وقد لعب شعب الهاودينوسوني دورًا هامًا في صياغة المبادئ الديمقراطية للولايات المتحدة باعتباره أحد أقدم الديمقراطيات التشاركية في العالم ، وقد استمر الاتحاد حتى القرن الحادي والعشرين.- الموسوعة البريطانية]، وكذلك في الكومونات والمجتمعات الجزائرية والروسية والهندية. هذه هي الطريقة التي نصل بها إلى ماركس الراحل، والذي لهذا السبب بالتحديد نرفض الانفصال عن بقية أعماله . تجدر الإشارة إلى أن هناك استمرارية كاملة ومتعددة المستويات بين ماركس الأوسط ونهج ماركس الراحل للكومونات. ولكن هذا ليس مجرد انتقال مباشر نسبيا من اقتراح ماركس للسيطرة الجماعية على الإنتاج الاجتماعي في "غروندريسه" إلى دفاعه اللاحق ــ الذي تزامن مع نيكولاي تشيرنيشيفسكي ــ عن الكومونة الروسية باعتبارها محور التجديد الاجتماعي، بل إنه من الصحيح أيضا أن البديل الجماعي الذي يقترحه في كل من حساباته المتوسطة والمتأخرة يظل متصلا دائما بنقده الأوسع للفئات الرأسمالية ومجموع النظام الرأسمالي (الإمبريالي لاحقا).
الدليل على هذا النوع الثاني من الاستمرارية - تضمين البديل الجماعي في المشروع الأكبر - يمكن العثور عليه في إصرار ماركس الراحل على أن الكومونة الروسية، إذا كانت ستكون محورًا للتجديد الاجتماعي، يجب أن تكون مصحوبة بثورة سياسية تتضمن الاستيلاء على سلطة الدولة والتغلب على حالة التبعية. وبالتالي، وكما ذكر أعلاه، لم يكن ماركس الراحل يدافع عن الكومونة الروسية المستقلة تمامًا في حالة من الكمال، بل الكومونة كجزء من ثورة تقوم بها الطبقة العاملة المنظمة، على الأرجح في حزب سياسي، لها أبعاد وطنية ودولية أيضًا. يصبح هذا الجانب من نهج ماركس تجاه الكومونة الروسية واضحًا بشكل خاص في مقدمة عام 1882 للترجمة الروسية للبيان الشيوعي ، والتي تشير إلى الحاجة إلى "ثورة بروليتارية"، إذا كانت الكومونات ستبقى وتتقدم. ومن المهم أيضاً أن إنجلز (بموافقة ماركس) كتب نقداً للكاتب الروسي بيوتر تكاتشيف مشيراً إلى أن الدولة الروسية القائمة ليست مجرد "معلقة في الهواء"، كما زعم تكاتشيف، بل إنها مرتبطة هيكلياً بالطبقات الحاكمة (43).
إن نهج ماركس المستنير جيوسياسيًا والقائم على الطبقة بشكل أساسي تجاه الكومونة الريفية الروسية يتردد صداه أيضًا مع نهجه السابق إلى حد ما تجاه كومونة باريس عام 1871. ففي مناقشته لكومونة باريس، التي أطلق عليها ماركس "الشكل السياسي الذي تم اكتشافه أخيرًا والذي يمكن من خلاله تحقيق تحرير العمل [أي الطبقة العاملة]"، أكد أنها نشأت من الصراع ضد القوة الأجنبية والحكومة الاستسلامية (44) [يقصد جيش بسمارك البروسي الذي احتل باريس عام 1870 وحكومة تيير المستسلمة له بدفعها غرامة بمبلغ خمسة مليارات فرنك فرنسي]. كما أكد ماركس على عدم توافق الكومونة مع التكوين الحالي للدولة (كانت "نقيض الإمبراطورية" المشار إليها في مقولتي). ومثل الدولة الروسية، لم تكن الدولة الفرنسية " معلقة في الهواء " بل كانت "الشكل النهائي لسلطة الدولة" للبرجوازية (45). لذلك كانت أداة للحكم الطبقي يجب على العمال الاستيلاء عليها وإعادة استخدامها بشكل جذري (46). هذا النوع من الاستمرارية بين آراء ماركس في عامي 1871 و 1881 ليس مفاجئًا على الإطلاق، نظرًا لحجج الإنتاج الجماعي التي أسسها ماركس في عمله المتعمق في الاقتصاد السياسي. تلك الرؤية الشاملة، التي ربطت نموذج الإنتاج (الجماعي أو الخاص) بالتكوين الاجتماعي الشامل، بما في ذلك البنى الوطنية والدولية، هي ما دفع ماركس إلى الاحتفاء بكومونة باريس باعتبارها شكلت "حكومة وطنية حقيقية"، كان "الشعب المسلح" ركيزتها الأساسية - أي جيشًا شعبيًا ذا سيادة (47). من الواضح أن الطابع السياسي الصريح للمشروع، على الرغم من أمميته القوية، شمل بُعد التحرير الوطني، وهو ما كان سيشكل سببًا رئيسيًا لتوافقه مع رؤية ماركس لكيفية تحقيق التحرر من خلال الاعتماد على الشكل الجماعي (48).
فنزويلا: "الكومونة المعزولة مضادة للثورة"
من الشائع جدًا - بل هو أحد أوضح تجليات المركزية الأوروبية بين المثقفين - الإعلان المتسرع عن انتهاء عمليات التغيير في الجنوب العالمي كلما واجهت أدنى انتكاسة. في نظر المثقفين السائدين، تتجه هذه العمليات نحو الانحدار، كما يتضح من جوقة أصوات الخبراء المستعدة دائمًا للإعلان عن "نهاية دورة" أو انحسار أحدث موجة تقدمية (49). ومع ذلك، ففي أغلب الأحيان، وجدت الثورة الفنزويلية، التي يبلغ عمرها الآن 25 عامًا، سبلًا للصعود في عملية إعادة ابتكار إبداعية ونقد ذاتي ضمني. في الواقع، لا شيء يمكن أن يوضح بشكل أفضل بناء الكومونات كجزء من استراتيجية شاملة مناهضة للإمبريالية والاشتراكية من النوع الذي سيؤيده ماركس من الطريقة التي تراكمت بها العملية البوليفارية التعريفات؛ فقد أصبحت مناهضة للإمبريالية في عام 2004، ثم أدرجت الاشتراكية في عام 2006، ثم بدأت في استخدام الكومونات كخلايا أساسية لمشروعها الاشتراكي المناهض للإمبريالية في 2009-2010. والجدير بالذكر أنه في نفس اللحظة التي اقترح فيها تشافيز الكومونات كوحدات بناء للاشتراكية، فقد صد أيضًا أي فكرة عن مشروع كومونة مستقل، من خلال الإشارة إلى أن الكومونة المعزولة كانت "مضادة للثورة". كان ذلك في Aló Presidente Teórico رقم 1 في عام 2009 (50). علاوة على ذلك، في العام التالي، سنت الحكومة القانون الذي يعزز فكرة أن الكومونات يجب أن تكون متصلة من خلال المدن المشتركة والاتحادات، وأخيرًا، "الدولة المشتركة" (51). من الواضح إذن، وكما رأى ماركس أن الشكل الجماعي جزء من نظام كامل يُمثل نقيضًا للنظام القائم على تبادل السلع والذي شمل أيضًا الاحتكار والأسواق العالمية والإمبريالية؛ كذلك كانت الكومونة الفنزويلية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية ثورية اشتراكية مناهضة للإمبريالية. لقد كانت استمرارًا، بل تصاعدًا، لمشروع وطني مناهض للإمبريالية، وبالتالي استمرارًا لجهود التحرير الوطني التي كانت جزءًا لا يتجزأ من العملية البوليفارية منذ بدايتها. ومن اللافت للنظر أنه عندما صاغ تشافيز شعار " الكومونة أو لا شيء! "، كان يردد بوعي شعار سيمون بوليفار "الاستقلال أو لا شيء!". كان المضمون هو أن بناء الكومونة كان ضمانًا للاستقلال والسيادة، بينما كان خيار اللا شيء الذي تم تجنبه يتضمن احتمال الهيمنة الإمبريالية (52).
حظيت الشخصية المناهضة للإمبريالية للكومونة الفنزويلية بتأكيد مستمر في السنوات التي تلت وفاة تشافيز. وكان هذا صحيحًا، في المقام الأول، من الناحية الاقتصادية. ففي ظل الآثار المدمرة للعقوبات الأمريكية والحرب الاقتصادية ضد فنزويلا التي بدأت في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أصبحت الكومونة الموقع الذي ضُمِّن فيه إعادة الإنتاج الاجتماعي للعديد من الفنزويليين، حيث طُوِّرت عمليات إنتاجية فعّالة وتبادل تضامني داخل الكومونات وفيما بينها للتغلب على آثار الندرة التي فرضها الحصار. هذا ما وثَّقته أنا وسيرا باسكوال ماركينا في سلسلة كتبنا "مقاومة الكومونة" ، التي تتناول ردود فعل الكومونات على الحصار (53). ومع ذلك، لم تكن الكومونة الفنزويلية معقلًا اقتصاديًا شعبيًا فحسب ، بل كانت أيضًا معقلًا سياسيًا (54). فمن خلال الكومونات، إلى حد كبير، أُعيد تأكيد المشروع الاشتراكي في فنزويلا من خلال سلسلة من الخطوات التي شملت بناء الاتحاد الكوموني وغيره من الجمعيات الكوميونية (55).
ومع ذلك، فإن التعبير الأوضح عن الإمكانات المناهضة للإمبريالية للكومونات الفنزويلية حدث في ربيع وصيف عام 2024، عندما أصبحت الكومونات القوة الشعبية التي لجأ إليها الرئيس نيكولاس مادورو في ظل الهجوم الإمبريالي الخطير الذي حدث في سياق الانتخابات الرئاسية الأخيرة. في تلك المرحلة، عندما كان التيار المؤيد للأعمال التجارية القوي سابقًا لوزير النفط طارق الأسامي في حالة سقوط حر، أصبح المشروع الجماعي مرة أخرى الدعامة الأساسية الواضحة للاستراتيجية الوطنية للحكومة. إذا فهمناها بشكل صحيح، فقد كانت استراتيجية أصبح استمرارها ممكنًا سياسيًا من خلال رفض الحكومة العنيد للخضوع للمطالب الإمبريالية وإبداعها في البقاء على قيد الحياة في ظل الحصار، بينما أصبح ممكنًا اجتماعيًا بفضل العمل الشعبي الذي طورته الكوميونات. بهذه الطريقة، تم التأكيد على إمكانية تحول سلطة الدولة في تعزيز السلطة الشعبية والاستفادة منها - أحد أهم دروس الثورة البوليفارية - في "تحالف الدولة والبلدية" الذي قدم المفتاح لمقاومة الإمبريالية (56). سيتم تعزيز مركزية البلديات في الكتلة الثورية الجديدة والتصديق عليها من خلال تنفيذ عمليات التشاور المجتمعي الفصلية في أوائل عام 2024، وتوسيع الدعم المالي للبلديات، والإصلاح الدستوري المتوقع في عام 2025 الذي يمنحها المزيد من الصلاحيات (57).
مشاريع مجتمعية موازية في بوليفيا والبرازيل
كما هو الحال مع المشروع المجتمعي الفنزويلي، فإن تلك التي تروج لها حركة العمال بلا عمل في البرازيل وفي عملية التغيير البوليفية تتوافق أيضًا بشكل عام مع الاستراتيجية المجتمعية الماركسية، ذات التوجهات الاشتراكية والمعادية للإمبريالية. للمشروع البوليفي للاشتراكية المجتمعية جذور تعود إلى ما قبل تولي إيفو موراليس أيما الرئاسة عام 2006. فقد صُمم حزبه، الحركة الاشتراكية (MAS)، كأداة سياسية للحركات الاجتماعية، واستند بشكل خاص إلى نضالات السكان الأصليين والمزارعين، حيث كان هناك دفاع طويل الأمد عن مجتمع الأيلو الأصلي كوحدة تنظيمية، بالتنسيق أحيانًا مع نموذج النقابات العمالية أو كبديل له (58). وقد دخل موراليس نفسه المشهد السياسي كزعيم لحركة كوكاليرو (مزارعي الكوكا)، دائمًا تحت أعين "الحرب على المخدرات" الأمريكية ذات الدوافع السياسية. وهذا يعني أن قيادته أعطت للمشروع طابعاً مناهضاً للإمبريالية بشكل واضح، كما جلب معه الممارسة الحاسمة المتمثلة في ترجمة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المحلية دائماً إلى قضايا وطنية ودولية (59). وعلى المستوى النظري، كان نائب رئيس موراليس، والمنظر الماركسي والمقاتل السابق ألفارو غارسيا لينيرا، هو الذي طور المفاهيم الأكثر طموحاً للاشتراكية المجتمعية.
يكشف مسار تأملات غارسيا لينيرا حول الكومونة والبناء الاشتراكي عن أوجه تشابه لافتة مع تطور المشروع الفنزويلي. كجزء من جيش توباك كاتاري (EGTK) في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بدأ غارسيا لينيرا بدراسة شكل الكومونة بدقة في نصوص ماركس المتأخرة، مثل الملاحظات التي جُمعت في كتاب " كوادرنو كوفاليفسكي" الذي نشرته منظمته السرية عام ١٩٨٩ (ترجمته من الإنجليزية راكيل غوتيريز، الناشطة في جيش توباك كاتاري) (60). وبصفته منظّرًا ملتزمًا، ربط غارسيا لينيرا بين مقولات ماركس حول الكومونة الفلاحية الروسية ومجتمع الأيلو الأنديزي في السياق البوليفي. تجنب غارسيا لينيرا الفكرة العقائدية التي تبناها اليسار البوليفي على نطاق واسع بأن الأيلوس كانت ببساطة أشكال إقطاعية متخلفة وبالتالي يجب حلها، وتبع ماركس الراحل في التأكيد على أنها يمكن أن تصبح "قوة ثورية" في الحركة الاشتراكية (61). في البداية، كانت رؤية غارسيا لينيرا للدولة مجرد رؤية عدائية بين المجتمع والدولة (62). ومع ذلك، سرعان ما أدرك أن المجتمعات لا يمكن أن تظل منفصلة جغرافيًا ولكنها ستحتاج إلى التنسيق في مشروع استراتيجي يستخدم سلطة الدولة على المدى المتوسط أو حتى الطويل.
بحلول عام 1997، كان غارسيا لينيرا يقترح أن جهاز الدولة المُحوّل يمكن أن يُعزز إمكانات المجتمعات (63). وبهذه الطريقة، استطاع نائب الرئيس المُستقبلي، مُستجيبًا للأحداث المُتكشفة بتحليلات ملموسة، أن يُحدد دفاعه عن "المحور الاشتراكي" للمجتمع في هيكل أكبر يشمل الوضع الجيوسياسي وجهاز الدولة المُعاد توظيفه. وبحلول مطلع القرن الواحد والعشرين، كان قد أدرك أهمية دمج مختلف القطاعات الاجتماعية في "الكتلة العامة" الثورية، مُتجاوزًا بذلك ما تبقى من الرؤية المجتمعية ذات الاستقلال الذاتي الضيق التي ربما كانت لديه في السابق. من الواضح، بالنسبة لغارسيا لينيرا الناضج، أن المجتمع الذي دافع عنه لم يُنظر إليه على أنه شيء معزول - مثل الكومونة "المضادة للثورة" الافتراضية التي حذر منها تشافيز - ولكن كجزء من مشروع وطني يسعى إلى التحرر من الإمبريالية. وبالمثل، كان هناك إدراك، والذي تأكد منذ ذلك الحين، بأن هناك حاجة إلى فترة انتقالية طويلة، والتي أشار إليها باسم "جسر" في عام 2010 (64). ومن منظور الحاضر، يمكننا أن نرى كيف حقق المشروع البوليفي، القائم على "الاشتراكية المجتمعية" كتوجه استراتيجي، تقدمًا مهمًا في عدد من المجالات. وتشمل هذه حقوق المرأة والسكان الأصليين، والإنجاز التاريخي المتمثل في دستور يؤسس بوليفيا كدولة متعددة القوميات، وتأميم الهيدروكربونات، من بين العديد من التطورات الأخرى. ومع ذلك، فقد أعاق الانقلاب العسكري عام 2019 وآثاره الدائمة التقدم في تحقيق الاشتراكية المجتمعية بالمعنى الملموس، فضلاً عن الصعوبات التي تواجهها القيادة في وضع برنامج يتجاوز التفويضات المتنوعة التي توفرها قاعدتها الاجتماعية المجزأة في بعض الأحيان.
إن مشروع حركة العمال غير المستغلين في البرازيل هو أيضًا مشروع يشير إلى أفق استراتيجي واسع يتجاوز المشاريع الجماعية المتجسدة في احتلالها للأراضي. وعلى الرغم من أن الحركة بدأت في منتصف الثمانينيات بهدف مباشر يتمثل في تعزيز الإصلاح الزراعي من خلال الاستيلاء المباشر على الأراضي غير المستخدمة وغير المستغلة (متبوعة بالإدارة الجماعية في المخيمات والأسينتامنتو)، إلا أنها لم تنفصل أبدًا عن المجال السياسي (65). في عام 1990، اتخذت الحركة، التي يبلغ قوامها الآن مليون عضو، خطوة إعلان نفسها اشتراكية، ودافعت دائمًا عن السيادة الوطنية في مواجهة الإمبريالية ("الأرض والعمل والسيادة الوطنية" هو أحد الشعارات الرئيسية للمنظمة). وبالمثل، سعت حركة العمال غير المستغلين إلى علاقات تكافلية مع الأحزاب التقدمية (وبشكل رئيسي حزب العمال ولكن أيضًا حزب الاشتراكية والليبرالية) والحكومات على المستويين الإقليمي والوطني عندما تكون في أيدي تقدمية. علاوة على ذلك، تطورت حركة "أمة بلا أرض" على مدار أربعة عقود من وجودها، من التركيز على نضال محدد - هو في جوهره "المسألة الزراعية" - إلى تحدي النظام الرأسمالي الإمبريالي برمته. وفي الوقت نفسه، أدركت الحركة أن هذا يتطلب تنظيم الطبقة العاملة البرازيلية بأكملها، في المناطق الحضرية والريفية (انظر مقابلتنا مع جواو بيدرو ستيديل في هذا العدد). ومن الأمثلة على المشروع السياسي الاستراتيجي الذي تبنته الحركة في السنوات الأخيرة النضال الطويل والمكلف الذي نظمته لتحرير لويس إيناسيو "لولا" دا سيلفا من سجنه في ولاية بارانا، مما أتاح له فرصة الفوز في حملته الرئاسية لعام 2022. كانت تلك الحملة بمثابة تدخل في السياسة الوطنية تجاوز أي هدف اقتصادي أو محلي محدود، وأدت إلى هزيمة المرشح الفاشي.
استراتيجيات شاملة لمكافحة الإمبريالية
الحركات الثلاث التي درسناها سابقًا تشترك في الكثير، على الرغم من اختلاف سياقاتها وتاريخها. ولا شك أن الحوار بين الحركات عامل مهم ساهم في تطورها المتوازي وأهدافها الاستراتيجية المشتركة. ومع ذلك، لا يزال المرء يتساءل عن المزيج اللافت بين العمل الجماعي القاعدي ومناهضة الإمبريالية الاستراتيجية في هذه المشاريع الأمريكية اللاتينية المتميزة. في الواقع، يمثل هذا المزيج تقليدًا عريقًا في أمريكا اللاتينية. فقبل قرن تقريبًا، أعلن خوسيه كارلوس مارياتيغي، الذي يُعتبر غالبًا مؤسس الماركسية الأمريكية اللاتينية، أن الاشتراكية هي الشكل الذي ستتخذه مناهضة الإمبريالية في أمريكا اللاتينية. وفي سياق اتسم بالتدخل الإمبريالي العلني في نيكاراغوا أواخر عشرينيات القرن الماضي، كتب مارياتيغي: "لا يمكن معارضة الولايات المتحدة الرأسمالية البلوتوقراطية الإمبريالية بفعالية إلا من خلال أمريكا اللاتينية الاشتراكية" (66). وبذلك، أقام مارياتيغي صلة وثيقة بين مناهضة الإمبريالية والمشاريع الاشتراكية في القارة، التي أبرز طابعها الجماعي أيضًا (67). هذا رابطٌ صامدٌ حتى اليوم. وكما رأينا، تُجسّد المشاريع الثلاثة التي ناقشناها أعلاه ادعاء الماركسيين البيروفيين من خلال تنفيذ مشاريعهم الاشتراكية المجتمعية ضمن أفق استراتيجي مناهض للإمبريالية، أفقٌ يشمل التحرر الوطني.
فيما سبق، حاولنا الإجابة على السؤال: متى وأين تكون الكومونة معادية للإمبريالية ؟ لقد اتبع ردنا خط تفكير ماركس العام في تحديد الشروط والسياق للكومونة المناهضة للإمبريالية. لاحظنا أولاً كيف أن الكومونات القائمة بالفعل والتي نظر إليها ماركس ودافع عنها كانت في الغالب في أوضاع تابعة أو استعمارية، واعتبرها مواقع لمقاومة الاستعمار. في الكوميونة الريفية التي بحث فيها بدقة أكبر، وهي الكومونة الروسية، وضع ماركس الشروط - وأهمها الحاجة إلى مشروع ثوري وطني - اللازمة إذا كانت الكومونة ستصبح خلية من خلايا الاشتراكية الحديثة. بعد ذلك، نظرنا في كيف أن بحث ماركس في الكومونات، حتى لو حدث بشكل مكثف في فترته الأخيرة (1870-1883)، لم يمثل تحولاً كبيراً في فكره، بل كان استمرارًا لنتائج عمله الناضج في الاقتصاد السياسي. رأينا كيف أدرك ماركس، منذ مخطوطة "غروندريسه" (1857-1858)، أن العلاقات الجماعية هي النقيض الأساسي لعلاقات التبادل السلعي. وأشار إلى كيفية وجودها قبل الرأسمالية، لكنه استنتج أيضًا أن شكلًا من أشكال الإنتاج الجماعي المُستعاد سيكون جزءًا من المجتمع المُتحرر في المستقبل.
هذا يعني أنه يمكن استخدام الكومونات لبناء الاشتراكية، وحيثما وُجدت بالفعل، يمكن دمجها في المشروع الاشتراكي. ومع ذلك، أدرك ماركس، في ذلك الوقت وفيما بعد، أن القيام بذلك يتطلب مراعاة تطور الرأسمالية برمته، بما في ذلك الدولة، والخدمات المصرفية، والائتمان، والسوق العالمية. كما يتطلب استراتيجية شاملة تتضمن عناصر جيوسياسية، مثل معارضة التوسع العدواني للرأسمالية في العالم، والذي أصبح في عصرنا توسعًا وإبادةً إمبريالية. لذلك، إذا استُخدمت الكومونات كخلايا للاشتراكية بالطريقة التي اقترحها ماركس، فستكون جزءًا من استراتيجية مناهضة للإمبريالية لا تتجاهل الحاجة إلى التدخل في سلطة الدولة واستخدامها. في الختام، نظرنا في كيفية التزام مختلف مشاريع أمريكا اللاتينية بهذه الرؤية، من خلال الجمع بين البناء الجماعي ورؤية اشتراكية مناهضة للإمبريالية. ومع ذلك، وللوصول إلى ما هو أبعد من أمريكا اللاتينية، من الواضح تمامًا أنه على النقيض تمامًا من الكيبوتسات الاستيطانية الاستعمارية التي تُوظّف الإمبريالية فعليًا، فإن المقاومة الفلسطينية المسلحة الموحدة (بما فيها حماس) بكفاحها البطولي ضد الإمبريالية وإصرارها على التحرر الوطني، هي الأقرب إلى المثل الاستراتيجي الماركسي للكومونة. هذا ما لمسه أعضاء كومونة "إل بانال" خلال زيارة ليلى خالد لحيّهم - وكانوا مُحقّين.
الملاحظات
1. الكيبوتسات عمومًا، مهما كانت دوافع الأفراد المشاركين فيها، تُعدّ جزءًا من مشروع استعماري استيطاني ذي أبعاد عسكرية حتمية. وعادةً ما يتضمن تسليح السكان أو استخدام فرق "أمنية" خاصة. ابتداءً من ثمانينيات القرن الماضي، تخلت معظم الكيبوتسات عن بُعدها المساواتي وطابعها الاشتراكي، لتتجه نحو الخصخصة بشكل متزايد من خلال عملية سُميت مجازًا "الإصلاح"، وأدت إلى تطبيق واسع النطاق لعلاقات الرواتب. حول عمليات الخصخصة في الكيبوتسات، انظر كتاب ريموند راسل، وروبرت هانيمان، وشلومو جيتز، " تجديد الكيبوتس: من الإصلاح إلى التحول" (نيو برونزويك، نيو جيرسي: مطبعة جامعة روتجرز، 2013).
2. أندرينا تشافيز ألافا، "يوم زارت ليلى خالد إحدى البلديات الفنزويلية"، فنزويلا أناليسيس، 6 يناير/كانون الثاني 2025، venezuelanalyse.com. مع أن ليلى خالد تنتمي إلى منظمة أخرى، هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلا أنها تدافع عن حماس، معتبرةً المنظمتين جزءًا لا يتجزأ من حركة المقاومة الفلسطينية الأوسع.
3. لم يكن الاستقلال الإقليمي الهدفَ الأولي لمشروع جيش زاباتيستا للتحرير الوطني، بل كان نتيجةً حتمية. عندما شنّ جيش زاباتيستا للتحرير الوطني تمرده، كان هدفه التدخل في السياسة الوطنية، بل وحتى إسقاط الحكومة المركزية، ولكن دون الاستيلاء على السلطة. ومنذ البداية، نجح جيش زاباتيستا للتحرير الوطني أيضًا في حشد تعاطف ودعم واسعين، على الصعيدين الوطني والدولي، وسعاه في مرحلة ما إلى التحالف مع حزب الثورة الديمقراطية. مع ذلك، أجبرت الظروف المتغيرة والنكسات العسكرية والسياسية المنظمة على الاكتفاء بإقامة سيطرة مستقلة على أراضيها، وهو موقفها طوال القرن الحالي رغم جهود مثل "الحملة الأخرى" عام ٢٠٠٥. فابيولا إسكارزاغا، " المجتمع الأصلي المتمرد: بيرو، بوليفيا، المكسيك (١٩٨٠٢٠٠٠)" (كويواكان، المكسيك: UAM، ٢٠١٧)، ٣١١٤١٠. لياندرو فيرجارو كامو، " الأرض والحرية: حركة العمال غير النظاميين، الزاباتيستا، والبدائل الفلاحية للنيوليبرالية" (لندن: بلومزبري أكاديميك، ٢٠١٤)، ٢٥٧٢٨٤.
4. من بين الذين أكدوا على حداثة ماركس الراحل إنريكي دوسيل، وهاروكي وادا، وكوهي سايتو، وتيودور شانين (بشكل مشروط). حتى أن سايتو يستخدم مصطلح "القطيعة المعرفية" للإشارة إلى قطيعة مزعومة حدثت لدى ماركس حوالي عام ١٨٦٧، مدعيًا أن ماركس أصبح "شيوعيًا رجعيًا" بعد ذلك، بل وتخلى عن المادية التاريخية. كوهي سايتو، ماركس في عصر الأنثروبوسين: نحو فكرة شيوعية رجعية (كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج، ٢٠٢٢)، ٢٠٨؛ إنريكي دوسيل، ماركس الأخير (١٨٦٣١٨٨٢) وتحرير أمريكا اللاتينية (مكسيكو سيتي: سيجلو ٢١، ١٩٩٠)؛ هاروكي وادا، "ماركس وروسيا الثورية"، وتيودور شانين، "ماركس المتأخر: الآلهة والحرفيون"، كلاهما في كتاب "ماركس المتأخر والطريق الروسي: ماركس وأطراف الرأسمالية "، تحرير تيودور شانين (نيويورك: مطبعة مونثلي ريفيو، ١٩٨٣). لرؤية بديلة تُشدد على الاستمرارية، انظر ديريك ساير وفيليب كوريجان، "ماركس المتأخر: الاستمرارية والتناقض والتعلم"، الذي نُشر في كتاب "ماركس المتأخر والطريق الروسي" . يُجادل مارسيلو موستو أيضًا بشأن الاستمرارية ويُشكك في مواقف دوسيل ووادا وشانين في كتابه " السنوات الأخيرة لكارل ماركس: سيرة فكرية" (ستانفورد: مطبعة جامعة ستانفورد، ٢٠١٦).
5. انظر الملاحظة رقم 4.
6. موستو، السنوات الأخيرة من حياة كارل ماركس ، 23.
7. موستو، السنوات الأخيرة من حياة كارل ماركس ، 109، 21.
8. موستو، السنوات الأخيرة من حياة كارل ماركس ، 66.
9. موستو، السنوات الأخيرة من حياة كارل ماركس ، 23.
10. يلاحظ شانين أن ماركس كان لديه معلومات أكثر عن روسيا، لأن "روسيا كانت أقرب ليس فقط من الناحية الجغرافية [من الصين والهند] ولكن أيضًا بالمعنى الأساسي للتواصل البشري، والمعرفة المحتملة باللغة وتوافر الأدلة والتحليل، التي تولدت ذاتيًا من قبل السكان الأصليين". شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، 19.
11. يُفترض أن الحاجة إلى استبدال الدولة القيصرية التابعة والمشوهة كانت جزءًا مما دفع ماركس إلى التعاطف مع جماعة نارودنايا فوليا الطليعية، التي كانت تحاول الإطاحة بالقيصرية ثوريًا. للمزيد عن تعاطف ماركس مع شعبويي جماعة نارودنايا فوليا، انظر: شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، ص ٢٠٢١.
12. حدث هذا خارج الشاشة في برنامج مدرسة كوادروس ، "نيستور كوهان: ماركس جبهة الاستعمار"، فيديو مدرسة كوادروس ، فيديو يوتيوب، 1:51:55، 7 نوفمبر 2023.
13. روزا لوكسمبورغ، الأعمال الكاملة ، المجلد ١، تحرير بيتر هوديس (لندن: فيرسو، ٢٠١٣)، ١٥٧.
14. لوكسمبورغ، الأعمال الكاملة ، المجلد 1، 155.
15. لوكسمبورغ، الأعمال الكاملة ، المجلد 1، 154.
16. لوكسمبورغ، الأعمال الكاملة ، المجلد 1، 249.
17. لوكسمبورغ، الأعمال الكاملة ، المجلد 1، 153.
18. نيستور كوهان، "كارل ماركس ولا ديالكتيكا ديل سور العالمية،" في الماركسية والفكر النقدي من دي إل سور العالمية ، محرران. نيستور كوهان ونايار لوبيز كاستيلانوس (بوينس آيرس: إديسونيس أكال، 2023)، 28-33.
19. لوكسمبورغ، الأعمال الكاملة ، المجلد 1، 163.
20. وفقًا لماركس، كان دمج التكنولوجيا الغربية في الكومونة الروسية ممكنًا لأنها "توجد في سياق تاريخي حديث: فهي [الكومونة] معاصرة لثقافة أعلى، وهي مرتبطة بسوق عالمية يهيمن عليها الإنتاج الرأسمالي". شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، 102.
21. اعتقد ماركس أن عملية الانتقال من العمل المجزأ إلى العمل الجماعي ستُسهّلها معرفة الفلاحين الروس بالجمعيات التعاونية المسماة "أرتيل" . شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، 121-122.
22. شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، ص 103.
23. شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، 115.
24. شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، ص 115.
25. اختلف نهج ماركس عن نهج لويس هنري مورغان، الذي اقترب من مُثُل "الإنسان النبيل المتوحش". فبدلاً من العودة إلى نمط حياة سابق، رأى ماركس في الاشتراكية "شكلاً أرقى للمجتمع". انظر موستو، السنوات الأخيرة لكارل ماركس ، 30.
26. شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، 111. هناك نقد ضمني للنظام الأبوي في تعليقات ماركس على الفولوست ، الذي أطلق عليه "جمعية من الرجال الملتحين".
27. شانين، ماركس المتأخر والطريق الروسي ، ص 116.
28. انظر الملاحظة رقم 4.
29. يمكن إيجاد تعبير مبكر جدًا عن دفاع ماركس عن الملكية المشتركة في مقالاته عام ١٨٤٢ التي دافع فيها عن حقوق فلاحي راينلاند في جمع الحطب من الأراضي المشتركة في جريدة راينشه تسايتونج . كارل ماركس وفريدريك إنجلز، الأعمال الكاملة (نيويورك: الناشرون الدوليون، ١٩٧٥)، المجلد ١، ٢٢٤٢٦٣.
30. في كتابه "الأسس النظرية" ، لم يفرق ماركس بعد بين القيمة وقيمة التبادل.
31. كارل ماركس، المبادئ الأساسية: أسس نقد الاقتصاد السياسي (لندن: بنغوين، 1973)، 157.
32. كارل ماركس، غروندريسه ، ١٥٧.
33. كارل ماركس، غروندريسه ، ١٦٢.
34. كارل ماركس، غروندريسه ، ١٧٢.
35. لا يتناول هذا المقال قسم " النماذج" الشهير من " الأسس" الذي يتناول التشكيلات الاجتماعية ما قبل الرأسمالية، لأن ماركس يناقش هناك الأشكال الجماعية التي يراها تنتمي إلى الماضي بشكل أساسي، دون أن ينظر في الكيفية التي يمكن أن تكون بها نواة الاشتراكية الحديثة.
36. كارل ماركس، المبادئ الأساسية ، 159. يشير مخطط ماركس لعمله المستقبلي في المبادئ الأساسية ، والذي يتضمن كتبًا متوقعة عن الدولة والتجارة الدولية والسوق العالمية، أيضًا إلى نهجه الشامل.
37. كارل ماركس، غروندريسه ، ٣١٠.
38. كريس جيلبرت، الكومونة أو لا شيء!: الحركة المجتمعية في فنزويلا ومشروعها الاشتراكي (نيويورك: دار نشر مونثلي ريفيو، 2023)، 85-102.
39. إشتفان ميزاروس، ما وراء رأس المال: نحو نظرية التحول (نيويورك: مطبعة المراجعة الشهرية، 1995)، القسم 19.5.1، 763–65.
40. مزاروس، ما وراء رأس المال ، 19.1.1، 764.
41. مزاروس، ما وراء رأس المال ، 19.3.1، 753؛ القسم 19.5.3، 769.
42. هناك مناقشة مختصرة لمراسلات فيرا زاسوليتش في كتاب "ما وراء رأس المال" لميزاروس ، القسم 13.6، 487–88.
43. فريدريك إنجلز، "حول العلاقات الاجتماعية في روسيا" (1875)، في كارل ماركس وفريدريك إنجلز، الأعمال المختارة ، المجلد 2 (موسكو: دار التقدم للنشر، 1977)، 388.
44. ماركس، "الحرب الأهلية في فرنسا" (الخطاب الثالث)، في كتاب كارل ماركس وفريدريك إنجلز، " كتابات عن كومونة باريس "، تحرير هال درابر (نيويورك: مطبعة مونثلي ريفيو، ١٩٧١)، ص ٧٦.
45. ماركس، "الحرب الأهلية في فرنسا"، 72.
46. من المؤكد أن الدولة سوف تحتاج في نهاية المطاف إلى الإلغاء، ولكن هذا يتطلب عملية موسعة، وخلال هذه الفترة سوف يتعين على سلطة الدولة المتحولة أن توجد.
47. ماركس، "الحرب الأهلية في فرنسا"، 80.
48. يتجلى الطابع الطبقي لكومونة باريس في ادعاء إنجلز أنها كانت نموذجًا لدكتاتورية البروليتاريا، وذلك في مقدمته لكتاب ماركس " الحرب الأهلية في فرنسا" عام ١٨٩١. تجدر الإشارة إلى أن ماركس دافع عن الكومونة، ولكنه فعل ذلك بانتقاد، مشيرًا، كما فعل لينين من بعده، إلى أنها لم تكن حاسمة بما يكفي، ولم تكن مركزية بما يكفي، ولم تكن حكومة وطنية كافية ، وربما لم تكن لديها رؤية استراتيجية كافية . إنجلز، مقدمة في كتاب ماركس وإنجلز، كتابات عن كومونة باريس ، ٣٤.
49. جسّد سيل المقالات والندوات التي أعلنت "نهاية الدورة التقدمية" أو تراجع المد الوردي - وهو مهرجان حقيقي في الشماتة - الذي حدث في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين هذا المنظور الأوروبي المركزي. وكان هذا موضوعًا مفضلًا لجمعية دراسات أمريكا اللاتينية ومؤتمراتها.
50. هوغو شافيز فرياس، ألو بريزيدنت تيوريكو ، العدد 1، 6 سبتمبر 2009، نسخة مكتوبة على todochavez.gob.ve.
51. Ley Orgánica del Poder Popular، الجريدة الرسمية للجمهورية البوليفارية لفنزويلا ، 21 ديسمبر 2010.
52. جيلبرت، الكومونة أو لا شيء!، 27-39.
53. كريس جيلبرت وسيرا باسكوال ماركينا، سلسلة كتب Resistencia Comunal (كاراكاس: Observatorio Venezolano Antibloqueo، 2021–2025).
54. سيرا باسكوال ماركوينا وكريس جيلبرت، فنزويلا، الحاضر كنضال: أصوات من الثورة البوليفارية (نيويورك: دار نشر مونثلي ريفيو، 2020.
55. جيلبرت، الكومونة أو لا شيء!، 126-139.
56. إن النهج الراسخ للثورة البوليفارية ــ والذي يؤكد على بناء قوة الشعب من خلال علاقة جدلية ثنائية الاتجاه مع الدولة ــ يتناقض مع المبادئ الاستقلالية الأكثر صرامة التي تتبناها الحركة الزاباتيسية الجديدة.
57. ابتداءً من مايس 2024 ، بدأت عمليات التشاور المجتمعي الفصلية. تتضمن هذه العمليات تنظيم انتخابات في البلديات لتحديد استخدام الأموال التي توفرها الدولة للمشاريع التي ناقشها أعضاء البلديات في جمعيات سابقة. في أواخر عام 2024، التزمت الحكومة بتوفير 600 مليون دولار أمريكي لنحو خمسة آلاف بلدية ودائرة مجتمعية في البلاد (الدائرة المجتمعية هي في جوهرها بلدية قيد التأسيس). تُعد عملية التشاور مهمة لأنها، بالنسبة للبلديات القائمة، تزيد من مشاركة أعضائها وتعزز مكانة البلدية في نظر دوائرها الانتخابية. أما بالنسبة للبلديات التي لا تزال في طور التأسيس، فتُمثل هذه المشاورات حافزًا قويًا لأفرادها للمضي قدمًا في عملية تعزيز البلدية.
58. يتجسد هدف الحزب في كونه أداة سياسية للحركات الاجتماعية في الاسم الكامل لحزب MAS: Movimiento al Socialismo—Instrumento Político por la Soberanía de los Pueblos (حركة الاشتراكية - الأداة السياسية لسيادة الشعوب). شهدت سبعينيات القرن العشرين طفرة في الحركات الأصلية في بوليفيا، حيث برزت ذكرى توباك كاتاري، وهو ثوري أيمارا في أواخر القرن الثامن عشر، بشكل بارز. تأسست حركة Ayllus Rojos التي أسسها فيليبي كويسبي هوانكا عام 1986، وروجت لأشكال التنظيم الأصلية وكذلك تقرير المصير في المجتمعات. حدث معلم مهم آخر في عام 1988 عندما تقدمت منظمة Confederación Sindical Única de Trabajadores Campesinos، وهي منظمة ريفية متأثرة بشدة بالكاتاريستا آنذاك ، للدفاع عن "السلطة المجتمعية". فابيولا إسكارزاغا، المجتمع المحلي المتمرد ، 217–18، 230–32.
59. سوليداد فالديفيا ريفيرا، الشبكات السياسية والحركات الاجتماعية: العلاقات بين الدولة والمجتمع البوليفي في عهد إيفو موراليس 2006-2016 (نيويورك: بيرغهان بوكس، 2019)، 138، 145.
60. كارل ماركس، إل كواديرنو كوفاليفسكي ، ترانس. راكيل جوتيريز (لاباز: أوفينسيفا روجا، 1989)؛ كارل ماركس ، “ مقتطفات من إم.
61. ألفارو غارسيا لينيرا، “Introducción al Cuaderno Kovalevsky ” (1989) في كارل ماركس، Comunidad، nacionalismos y Capital: Textos inéditos (La Paz: Vicepresidencia del Estado Plurinacional de Bolivia، 2018)، 22، 37–38.
62. . Fabian Cabaluz and Tomás Torres Lópezئ،Aproximaciones al marxismo latinoamericano: teoría، historia، y politica سانتياغو دي تشيلي: Ariadna ediciones، 2021)) 93. يُبيِّن كابالوز وتوريس أن غارسيا لينيرا لم يتزامن أبدًا تمامًا مع النهج المستقل لغوتييريز والبوليفي كومونا هي مجموعة من المثقفين، ابتعدت عن مواقفها مع تقدم القرن الحادي والعشرين.
63. ألفارو غارسيا لينيرا، شكل الشجاعة وشكل المجتمع: التقريب النظري الملخص لأساسيات الحضارة التي تسبق الآيلو العالمية (لاباز: CLASCO/Muela del Diablo Editores، 2009 [1997])، 203–29. لمزيد من المعلومات حول هذه الرؤية المتحولة للدولة، راجع مؤتمر السوربون الذي عقده غارسيا لينيرا حول نيكوس بولانتزاس: "الحالة والديمقراطية والاشتراكية"، في ألفارو غارسيا لينيرا، Socialismo Comunitario: Un Horizonte de época (La Paz: Vicepresidencia del Estado، 2015)، 34–66.
64. ألفارو غارسيا لينيرا، "الاشتراكية المجتمعية: Un aporte de Bolivia al mundo،" Revista Análisis 3، no. 5 (7 فبراير 2010): 7,
65. في عملية استيلاءها على الأرض، تُنشئ حركة العمال الزراعيين المعدمين (MST) أولاً مخيماً ( acampamento) حيث يُجهّز الفلاحون المعدمون ويخططون، وغالباً ما يحتفظون بجزء من الأرض التي يسعون للحصول عليها. بمجرد اعتراف الدولة بملكيتهم للأرض، تُصبح مستوطنة دائمة .
66. المحرران هاري إي. فاندن ومارك بيكر، خوسيه كارلوس مارياتيغي: مختارات (نيويورك: دار نشر مونثلي ريفيو، ٢٠١١)، ص ١٢٩.
67. اعتقد مارياتيغي أن "الاشتراكية العملية" موجودة في مجتمعات الإيلو الأنديزية وجادل بأنها يجب أن تكون أساسًا لبناء الاشتراكية في هذا السياق. خوسيه كارلوس مارياتيغي، Siete Ensayos de Interlación sobre la Realidad Peruana (كاراكاس: Biblioteca Ayachucho، 1979). انظر بشكل خاص الفصل المعنون "مشكلة الأرض"."
انتهى.

المصدر: مجلة المراجعة الشهرية: ، المجلد 77، العدد 03 (يوليو-أغسطس 2025).
https://monthlyreview.org/2025/07/01/socialist-communes-and-anti-imperialism/



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلام عراقية شامخة: الأستاذ المتمرس الدكتور عبد اللطيف علوان ...
- أعلام عراقية شامخة: الأستاذ المتمرس الدكتور عبد اللطيف علوان ...
- الفنان التشكيلي العراقي الكبير غازي السعّودي في كتاب مهم
- فيزياء الرأسمالية
- إلى روح الشاعر الفذ: موفق محمد أبو خُمْره
- الطفل حيدر يريد الزواج
- خطبة الأسقف نعنول بن نمنم
- فيروس جائحة كورونا صناعة أمريكية 99%
- حكاية مؤرّخ الخرّيط
- إيضاحات بصدد مقال الرفيق أ. د. علي طبله المحترم / 2-3
- إيضاحات بصدد مقال الرفيق د. علي طبله المحترم / 1-3
- قاريء الكف: الدكتور ماكس
- التركيبة الطبقية لفاشية ترأمب
- عرس سعيدة وسعيد
- تمساحٌ في الدار
- رُبى الجَمَال: نجمة فوق قمم مطربات العرب كافة
- مرقة موزموزموز
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
- حرامي -البدون-
- أنا متأكسدة


المزيد.....




- الرفيق عزوز الصنهاجي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتر ...
- أحمد العبادي عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب ضيف بو ...
- تيسير خالد : تفوقوا على النازيين الهتلريين في - كرمهم الانسا ...
- تركيا تفرج عن أحد  مساعدي عبدالله أوجلان بعد 31 عاما في السج ...
- الولايات المتحدة تنتقد إفراج فرنسا عن المناضل جورج عبد الله ...
- الجبهة الشعبية تدين بأشد العبارات القرصنة الصهيونية على سفين ...
- الولايات المتحدة تنتقد إفراج فرنسا عن المناضل جورج عبد الله ...
- الشيوعي العراقي: نحذر من التفريط بحقوق شعبنا في خور عبد الله ...
-  رحيل أرنست ماندل آخر المكملين الكبار لماركس ولينين وتروتسكي ...
- جورج إبراهيم عبد الله: أربعون عاما من الأسر… وحياة كاملة في ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - الكومونات الاشتراكية ومناهضة الإمبريالية: النهج الماركسي