أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فراس صالح - نساء غزة بين مخاض الحياة ومخاض الموت














المزيد.....

نساء غزة بين مخاض الحياة ومخاض الموت


فراس صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 15:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


■ تحت سماء غزة التي إختلط فيها دخان القنابل وهدير الطائرات بصرخات المواليد، تحمل النساء معجزة الحياة في أحشائهن، بينما تحاصرهُنَّ أذرع الموت.
في قلب الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة، تتجلى قصة صمود لا مثيل لها، قصة المرأة الفلسطينية التي تواجه أهوال الحرب بقلب ينبض بالحياة، وعين ترنو إلى مستقبل أطفالها.
إنها حكاية نساء يصارعنَ بين مخاض الحياة ومخاض الموت، يحملن في أحشائهن الأمل، ويرضعن أطفالهن الصبر، بينما تتهاوى من حولهن كل مقومات الحياة.
ففي ظل القصف المتواصل، والحصار الخانق، ونقص كل ما هو ضروري للبقاء، أصبحت كل لحظة تمر على هؤلاء النساء معركة جديدة، وتحدياً يضاف إلى قائمة طويلة من التحديات التي لا تنتهي.
في قطاع غزة أصبحت الولادة معركة والرضاعة ملحمة يومية، تتحول الأمومة الى رحلة عذاب، تجربة الحمل في الظروف العادية رحلة مليئة بالتحديات والآمال، لكنها في غزة تتحول إلى كابوس حقيقي.
فوفقاً لتقارير اليونيسف، هناك أكثر من 17 ألف إمرأة حاملاً على حافة المجاعة، بينما تعيش 11 ألف إمرأة حاملاً في ظروف تشبه المجاعة.
هذا الواقع المرير ينعكس سلباً على صحة الأم والجنين، حيث يؤدي سوء التغذية والقلق المستمر إلى تفاقم الأوضاع الصحية، مما يزيد من مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة والوفيات أثناء الولادة.
إن ندرة الرعاية الصحية قبل الولادة وبعدها، وتدمير البنية التحتية الطبية، يفاقم من هذه المأساة، فمن أصل 36 مستشفى في القطاع، لم يتبقَ سوى 16 مستشفى يعمل جزئياً، وثلاثة منها على وشك الإغلاق.
وفي مشهد يدمي القلب، يضطر ثلاثة أطفال حديثي الولادة إلى مشاركة حاضنة واحدة في مستشفى ناصر، في حين يرتفع معدل حالات الإجهاض وتشوهات القلب بين الأطفال حديثي الولادة بشكل مقلق.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي قصص إنسانية مؤلمة، ووصمة عار على جبين الإنسانية.
لا تتوقف معاناة المرأة الفلسطينية في غزة عند مرحلة الحمل والولادة، بل تمتد لتشمل تحديات الرضاعة ورعاية المواليد في ظل ظروف الحرب القاسية.
فسوء التغذية والضغط النفسي الذي تتعرض له الأمهات، يؤثر بشكل مباشر على قدرتهن على الرضاعة الطبيعية، مما يحرم الأطفال حديثي الولادة من الغذاء الأساسي الذي يحتاجونه لنموهم وتطورهم.
ومع نقص حليب الأطفال، يواجه 135 ألف طفلاً دون سن الثانية خطر سوء التغذية الحاد، وهو ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.
إن مشاهد الأطفال الذين يموتون ببطء بسبب الجوع وسوء التغذية، أصبحت واقعاً مؤلماً، دون أن تحرك هذه المشاهد ضمائر العالم المتواطئ.
إن معاناة نساء غزة، وخاصة الأمهات الحوامل والمرضعات، هي صرخة مدوية للعالم أجمع، إنها دعوة عاجلة لوقف إطلاق النار الفوري، وحماية السكان، وتوفير المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، لا يمكن للإنسانية أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المأساة التي تتكشف فصولها كل يوم.
هذا الواقع المرير يتطلب تحركاً جدياً من المجتمع الدولي لإنقاذ الأمهات والأطفال في غزة، وتوفير لهم الحق في الحياة الكريمة والرعاية الصحية اللازمة.
فصمود المرأة الفلسطينية، وقدرتها على الإستمرار في رعاية أطفالها رغم كل الظروف، هو تأكيد على أن الأمل لا يموت ما دامت هناك قلوب تنبض بالحياة، في جحيم الحرب والدمار■



#فراس_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الدولتين: تحديات الواقع وآفاق الاستمرارية
- دعوة للإنتخابات أم حالة إنكار سياسي
- أطفال غزة تحت نيران الإبادة الجماعية «طفولة تحت الأنقاض»


المزيد.....




- خيوط أولى في قضية سرقة متحف اللوفر في باريس.. إليكم التفاصيل ...
- السعودية: أول تصريحات لصالح الفوزان بعد تعيينه في منصبه عن م ...
- نتنياهو: إسرائيل ستحدد القوات الدولية التي لا نقبل بوجودها
- النواب الفرنسيون يستأنفون مناقشة الميزانية بعد رفض تجميد ضري ...
- تدريبات عسكرية أمريكية قبالة سواحل فنزويلا
- الخط الأصفر يحجز الفلسطينيين في خيامهم رغم وقف الحرب
- محاكمة -سريعة ومفاجئة- للمتهمين في قضية -التآمر 1- بتونس
- غريزة البقاء في الذكاء الاصطناعي تحير الخبراء
- أناتولي كاربوف.. أسطورة الشطرنج الروسي الذي تطارده العقوبات ...
- نتنياهو: نحن من سيحدد أي قوات دولية ستدخل غزة


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فراس صالح - نساء غزة بين مخاض الحياة ومخاض الموت