أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - الهوية السورية الجديدة؛ يجب أن تكون قضية وطن ومكونات وليست -أكثرية وأقليات-.














المزيد.....

الهوية السورية الجديدة؛ يجب أن تكون قضية وطن ومكونات وليست -أكثرية وأقليات-.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنني سأبدي وجهة نظر في الحكومة الانتقالية الحالية في دمشق، قد تفاجئ الكثيرين منكم وذلك لم هو على خلاف مع الرأي السائد في الشارع الكردي؛ بأنها "حكومة طائفية سنية جهادية تعادي حقوق باقي المكونات السورية ومتورطة بارتكاب عدد من الجرائم في الساحل ومؤخرًا بالسويداء، ولا ننسى بأن الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء ما يسمى بالجيش الوطني السوري العائد لهذه الحكومة، قد أرتكبت العديد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا الكردي إبان الاحتلال الاخواني الميليشاوي التركي لمناطقنا!" هذه هي عموماً الصورة النمطية في الشارع الكردي وكذلك السوري عموماً، ما عدا جماعة أو طائفة النظام الحالي من الإسلاميين الراديكاليين وبعض الجماعات المرتبطة بالمصالح الإقليمية وفي المقدمة تركيا وبعض الدول العربية الخليجية.

ما تقدم وكما أشرنا؛ بأن تلك هي الصورة النمطية في رؤية العديد من القوى والمكونات المجتمعية السورية، وللعلم هي رؤيتنا عموماً للحكومة الانتقالية، لكن ما يمكن أن تكون نقطة خلافنا مع العديد هو إننا نجد في هذه الحكومة ضرورة مرحلية هامة لنا نحن السوريين، وبالأخص "المكونات الأقلوية"، كما يسموننا نحن الكرد والعلويين والموحدين وقسم من المسيحيين ومعهم العلمانيين المدنيين، وهذه قد تكون فكرة صادمة ومفاجئة للعديد منكم حيث المعلوم والمتفق عليه بين "الأغلبية والأقلويات"؛ بأن الحكومة الحالية هي في صالح وخدمة الطرف السني، بينما نراها تخدم أكثر "الأقليات"! وسأوضح وجهة نظري أو سأحاول قدر الامكان توضيح رؤيتي للمسألة وذلك من خلال تسليط الضوء على عدد من النقاط لتوضيح الفكرة كما قلنا:

أولاً؛ سقوط نظام مافيوي استبدادي كنظام البعث العروبي الأيديولوجي الأمني والذي كان يحكم البلاد لأكثر من نصف قرن، بمعنى المجتمع السوري كان منضبط أو بالأحرى خاضع بحكم القمع الأمني البوليسي وبالتالي أي انفلات دون وجود سلطة بديلة تحكم بنوع آخر من الأيديولوجيا الضابطة للشارع، فإن الأمور سوف تذهب للفوضى والحرب الأهلية، وهذه دعت إسرائيل والقوى الغربية وعلى رأسها أمريكا؛ بأن تستعين بقوات "هيئة تحرير الشام" لاستلام السلطة مؤقتاً كي لا تذهب البلاد للمزيد من الحروب الداخلية.

لكن مشكلة البعض في دمشق هو عدم استيعابه للدور والمهمة المناط بهم، فهم يعتقدون بأن قد تم تسليم البلد لهم، وبالتالي من حقهم أن يقمعوا كل من يرفض الخضوع لقراراتهم فيذهبون باتجاه القمع وارتكاب المجازر على مبدأ "من يحرر يقرر"! وإذ يتفاجؤون برد حاسم وقاس أحياناً من القوى الدولية وبالأخص إسرائيل والتحالف الدولي، وقد رأينا نتائج حماقات النظام في كل من الساحل والسويداء وإلى أين أوصلت الأمور حيث الاتفاقية الأخيرة مع إسرائيل بخصوص كل الجنوب السوري وليس فقط السويداء بحيث باتت منطقة شبه مستقلة بحكم ذاتي خاص بالموحدين وتحت النفوذ والمراقبة الإسرائيلية، وهو تالياً؛ أي إعادة رسم الخارطة السياسية والإدارية في سوريا دون شوشرات والدخول في أزمات وردود فعل ترفض الفكرة من مفهوم "تقسيم البلاد"!

ثالثاً؛ وبعد أن يصبح واقع الإدارات الذاتية أو المحلية، لسنا هنا بوارد المسميات، أمر حتمي وذلك بفعل الأمر الواقع، كما الحال الآن في الجنوب، سيصبح جلوس هذه المكونات والإدارات حول طاولة الحوار لصياغة دستور جديد للبلاد هو الآخر أمر حتمي، وهنا لن تكون القضية قضية "أكثرية وأقليات"، بل قضية وطن ومكونات مجتمعية سياسية تحاور بعضها للاتفاق على صياغة لدستور يراعي حقوق مختلف مكونات البلد وحينها ستكون المواطنة السورية وفق المبادئ الدستورية.

رابعاً؛ إننا لا نريد "شيطنة السلطة الحالية"، لكن المرحلة التاريخية وما سوف تفرزها من نتائج نحن جميعاً مجبرين على الخوض فيها والقبول بها وذلك بحكم المصالح الدولية والإقليمية، والأهم بحكم السيرورة التاريخية، سيجعل هذه السلطة الحالية في نظر الكثيرين من مؤيديها ومؤازريها الحاليين سلطة مرفوضة، قسمت البلاد بين عدد من الأقاليم وبالتالي إضعاف الحكومة والمركز، بعد ان تفقد الكثير من قاعدتها الشعبية، طبعاً لا نتهم حكومة الشرع بأنها متورطة عن سابق معرفة بهذا المسار، لكن ما ينفذ بها تقودها لتلك المآلات، وربما يكون البعض منهم على دراية بالمخطط والمشروع وينفذها بطريقة واعية ولأسبابه الخاصة.

خامساً وأخيراً؛ سوريا وبقناعتي ستبقى جغرافيا سياسية موحدة، لكن بحكومات محلية واسعة الصلاحيات في مناطقها المختلفة وعلى النمط الغربي الأوروبي حيث البلديات لها صلاحيات إدارية واسعة، كما للأقاليم وكانتوناتها برلماناتها ومجالسها وميزانيتها ومشاريعها وخططها الاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية الخاصة بها؛ أي لا انفصال وتقسيم كما يروج لها البعض ولا دولة مركزية تعيدنا للاستبداد والدولة المافيوية الأيديولوجية، كما يريدها البعض الآخر، وإنما بلد حر ديمقراطي مدني لكل المكونات، كون الإرادة الوطنية والمصالح الدولية والأهم منها؛ سيرورة التاريخ تقتضي حتمية بناء دولة وطنية تضم كل مكونات سوريا! هو ليس حلماً طوباوياً، بل حتمية تاريخية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة وإستنتاج في المشهد السوري الأخير!
- تعليق وتوضيح حول تصريح بهجلي و-ممر الشيطان-
- رسالة للسوريين: لن ينقذنا إلا وحدتنا في دولة واحدة لنا جميعا ...
- جرائمكم يدفع الآخرين للمطالبة بالحماية الدولية.
- رسالة للمطبلين ل-توم براك- وتصريحاته المزورة
- رسالة أمريكا الأخيرة للسوريين
- الكرد أصحاب أكبر التضحيات وأكثر السياسيين فشلاً!
- الكرد والمؤامرات الدولية
- إسرائيل مرّغت أنف إيران بالتراب
- الضربة لإيران والتهديد لتركيا!
- رسالة إلى من يريد -شقلبة التاريخ-.
- أين نحن الكرد من اليهود؟!
- ملاحظة على بوست الأخ إبراهيم برو
- شمال سوريا هو شمال قبرص آخر!
- رسالة موجزة لمؤيدي ومعارضي الكردستاني
- تصريحات -هاكان فيدان- والرد عليها!
- ملاحظات أولية بخصوص القضية الكردية
- إن كان -ظفر بنتك بكل روژآڤا- فلا تبيعنا وطنيات
- تركمان سوريا -حصان طروادة- أردوغان.
- ماذا جرى في السحل السوري؟!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعترض سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة
- أستراليا وبريطانيا توقّعان معاهدة شراكة نووية تمتد لـ50 عاما ...
- تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين ...
- حزب بريطاني يهدد بفرض إجراء تصويت للاعتراف بدولة فلسطين
- بحثا عن الأطعمة الفاخرة والأرباح على ساحل غرب أفريقيا
- لقاء سوري-إسرائيلي رفيع بباريس: تهدئة مشروطة أم بداية تطبيع؟ ...
- حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أميركا
- الشرطة الهندية توقف رجلا يدير سفارة -وهمية-
- صحافي روسي ينجو بأعجوبة من هجوم بمسيرات أوكرانية


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - الهوية السورية الجديدة؛ يجب أن تكون قضية وطن ومكونات وليست -أكثرية وأقليات-.