أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - فاجعة الكوت... حين يُستغل الألم لتصفية الحسابات














المزيد.....

فاجعة الكوت... حين يُستغل الألم لتصفية الحسابات


محمد ساجت قاطع
كاتب ومدون عراقي

(Mohammed Sajit Katia)


الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل مرة تتكرر فيها مأساة إنسانية في العراق، تكون فصولها مكتوبة بمداد الإهمال والفساد. الكوت اليوم ليست استثناءً، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الكوارث التي يذهب ضحيتها المواطن البسيط، بينما تبقى منظومة الحكم بمنأى عن المساءلة.

الصدمة ليست في الحادثة فقط، بل في ما تلاها. ففي مقابل الغضب الشعبي والأسى العام، ظهرت على السطح مجددًا تلك العقلية السياسية المريضة التي لا ترى في الكارثة سوى فرصة للمتاجرة بها، أو لتسقيط الخصوم، أو لتلميع صورة هذا الطرف أو ذاك. وهكذا، بدلًا من أن تتحول الفاجعة إلى لحظة تأمل ومراجعة شجاعة للأسباب العميقة، تتحول إلى ساحة للصراخ والدعاية والاتهامات المتبادلة.

ما جرى في الكوت، من مأساة إنسانية راح ضحيتها الأبرياء، هو نتيجة طبيعية لمنظومة مهترئة، لم تبنِ دولة، ولم تحترم الإنسان، ولا تزال تتعامل مع أرواح الناس وكأنها أرقام هامشية في معادلات السلطة. لكن الأبشع من ذلك هو الاستغلال السياسي الرخيص للكارثة؛ إذ خرجت جهات ووجوه إعلامية، بعضها في السلطة وبعضها في المعارضة الشكلية، لتستثمر الدماء في معارك كلامية تافهة، تصرف النظر عن المسؤول الحقيقي، وتعيد إنتاج التضليل.

هذا النمط من التعامل مع الكوارث لم يعد صادمًا فقط، بل بات جزءًا من الأزمة ذاتها. فعندما تتحول المآسي إلى مناسبات للدعاية السياسية، ووسيلة لذر الرماد في العيون، فإننا لا نكون أمام سلطة فاشلة فحسب، بل أمام مجتمع سياسي فقد أي إحساس بالأخلاق والكرامة الإنسانية.

إنّ من يسرق خبز الفقراء اليوم، ويهمل حياة الأبرياء، ثم يستثمر دماءهم في البروباغندا، ليس مجرد فاسد... بل مجرمٌ يُعيد ارتكاب الجريمة مرارًا وبدم بارد.

العدالة لن تتحقق ما لم تخرج من دائرة الخطابات إلى ميادين الفعل. ولن يُصان حق الضحايا إن لم نسمّ الفاعلين بأسمائهم، ونعري خطاب التضليل الذي يتواطأ مع الجريمة. الصمت، في هذا السياق، ليس حيادًا... بل شراكة في استمرار المأساة.



#محمد_ساجت_السليطي (هاشتاغ)       Mohammed_Sajit_Katia#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يصنع الجهل؟
- ماذا يشعر الجاهل؟
- التطبير... بین شجاعة الفتوى ومراعاة الجماهير
- متى يُصبح الجهل مقدسًا؟
- الجهل ... موت بطيء في هيئة حياة
- مضيق هرمز سلاح إيران ذو الحدين
- العراق وأزمة المياه: حين تتقدّم التجارة على السيادة
- قراءة في كتاب -آلهة في مطبخ التاريخ-
- قراءة في كتاب - حرب العاجز، سيرة عائد، سيرة بلد - لزهير الجز ...
- إِسْرَائِيل VS حِزْبِ اَللَّهِ. . . هَلْ مِنْ مُنْتَصِرٍ؟
- لمحات الوردي... النهاية والمصير
- خنساء الجنوب.. فدعة
- الرصافي.. نقده لقانون العشائر
- قراءة في كتاب -مصقولة- بطعم الحنظل لسلمان كيوش
- فضفضة علمانية
- الطابور الخامس.. تجلياته في سلوك القوى السياسية العراقية
- رأي للدكتور الوردي.. في ثورة العشرين
- قراءة في كتاب جولة في دهاليز مظلمة للسيد محمد حسن الكشميري
- ((ألمانيا المعجزة.. وعملية تدمير الأفكار المدمرة))
- قراءة في كتاب ايامُ بغداد.. لأمين سعيد


المزيد.....




- دبابات إسرائيلية تتوغل في دير البلح لأول مرة منذ بدء حرب غزة ...
- بينهم شارون وسنو وايت و-الجميلة النائمة-.. من هم الأطول غياب ...
- بيان مشترك لبريطانيا و24 دولة أخرى يطالب بإنهاء حرب غزة -فور ...
- راشفورد يدخل تاريخ برشلونة: ثاني إنجليزي خلال 100 عام
- كاميرات ذكية وعزلة مطلقة وصور لدمار غزة.. هكذا تحتجز إسرائيل ...
- وثائق مسرّبة وصفقات غامضة: -قطرغيت- تطارد مستشار نتنياهو في ...
- وزير الخارجية الفرنسي: مبادرة سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة ...
- لحظات رعب بالجو.. النيران تشتعل في طائرة أثناء إقلاعها بلوس ...
- في مسلسل -لا رحمة لأحد- الكاميرا حاولت منع البطل من قتل خصوم ...
- فرنسا توافق على إعادة طبل ملكي إيفواري نهب قبل 100 عام


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ساجت قاطع - فاجعة الكوت... حين يُستغل الألم لتصفية الحسابات