أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر صالح - حريق هايبر ماركت الكورنيش - الكوت وبؤس نظام المحاصصة














المزيد.....

حريق هايبر ماركت الكورنيش - الكوت وبؤس نظام المحاصصة


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت مدينة الكوت العراقية مساء يوم الأربعاء الماضي كارثة أنسانية عندما ألتهمت النيران مركزا للتسوق والمكون من خمسة طوابق والمعروف بأسم " هايبر ماركت الكورنيش" وقد اودى بحياة اكثر من ثمانين ضحية إلى جانب عشرات الجثث المتفحمة والغير معروفة الهوية وعشرات المصابين الذين يرقدون في مستشفى المدينة, أنها مأساة وكارثة إنسانية بكل المقاييس في أوقات يذهب أليها اهالي المدينة للتسوق في هذا المكان أو للأستراحة وتمضية بعض من الوقت للأبتعاد عن مصاعب الحياة اليومية والبحث عن فرص للأسترخاء والتسلية .

وتأتي هذه "المأساة" لتجدد النقاش وتعيد إلى الذاكرة الحديث حول تراخيص المراكز التجارية ومدى التزامها بشروط السلامة والوقاية، في ظل غياب آليات رقابة صارمة، وتضاف إلى سلسلة من الحرائق الكارثية التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة. ة زفاف، أودى بحياة أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات. كما شهدت العاصمة بغداد، في عام 2021، اندلاع حريق ضخم في مستشفى "ابن الخطيب"، نجم عن انفجار خزانات الأكسجين في قسم المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19)، أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا وإصابة العشرات، معظمهم من المرضى.
وفي العام نفسه، شهدت مدينة الناصرية حريقا كارثيا آخر في مستشفى الحسينية، وتحديدا في جناح عزل مرضى (كوفيد-19)، وقد سبب الحريق بأكثر من 170 بين وفاة وجريح، وكان سببه خللا كهربائيا وانفجارا في خزانات الأكسجين.

وأنقل هنا تصريحين أحدهما لمحافظ الكوت محمد المياحي حيث قال:

أن مالك مركز التسوق الذي اندلع فيه الحريق لا يمتلك إجازة بناء أو استثمار، مشيرًا إلى أن "المول افتُتح قبل يومين فقط دون الحصول على الموافقات الرسمية، وأن صاحبه تحايل على الدوائر المعنية". والتصريح الٱخر للسيد رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني حيث أكد ووصف الحادث بأنه «شكل من أشكال القتل، والفساد الذي لا يقتصر على اختلاس الأموال فقط، وإنما (كذلك) في التساهل والتغاضي عن الإجراءات الفنية والإدارية المطلوبة بشأن إجراءات السلامة لهكذا مراكز تسوق». أما الفريق المشكل من قبل لجنة النزاهة في البرلمان لهذا الغرض فقد كانت سرديته: عدم توفر منظومة إطفاء متكاملة، مما تسبب بالتهام النيران الطوابق الأخرى، فيما فاقم النتائج عدم توفر مخارج طوارئ، منبهة إلى عدم وجود متابعة من مديرية الدفاع المدني لمنظومة الإطفاء عند افتتاح المركز، وفق وسائل إعلام عراقية.

عندما يصرح محافظ المدينة بهكذا تصريحات والمفروض أن يكون أول من يعلم بما يجري في محافظته من أنشطة وبناء وافتتاح مولات وما دور مجلس المحافظة من هذه الأنتهاكات اذا صدقت رواية المحافظ أم ان هناك تخادم وتحالف غير نزيه بين سلطات المحافظة واصحاب المشاريع التجارية. اما تصريحات رئيس الوزراء وفريق التحقيق النيابي وهم أعلى سلطة في البلاد فهي تعكس حجم الفساد السياسي والأجتماعي والعجز الحكومي في تأمين حياة ٱمنة من الكوارث وعدم مقدرتهم محاربة الفساد الذين يعرفون جيدا حجم تفاصيله ورموزه ولكن طبيعته المافوية وتخادمه المشترك مع مختلف رموز الطبقة السياسية يقف حائلا دون ذلك.

نظام المحاصصة فاقد لأي آلية لحماية المؤسسات المجتمعية من اي طارئ مفاجئ, لأن بنية النطام غير قادرة على توفير الحد الادنى من الضمانات ضد الكوارث المحتملة هذا على افتراض ان لم تكن الجريمة بدوافع سياسية مباشرة تكمن اسبابها في سر نطام المحاصصات البغيض الذي عرض كل البنية التحتية المجتمعية ومؤسساتها لسنة الصراع الطائفي السياسي والاثني القائم على تدمير الدولة ومؤسساتها بهدف احلال الخراب المستديم الذي تقتاد عليه مليشيات اللادولة في صراعها من اجل تدمير العراق وتحويلة الى كانتونات طائفية واثنية مسلحة تعم فيها مزيدا من الفوضى واللاخدمات وتحويل الحياة العامة الى مزيدا من العسكرة العبثية وفوضى السلاح الذي يتنافى مع منطق الدولة التي هي المحتكر الوحيد للسلاح.

ان هذا النوع من الجرائم المرتكبة وذات الطابع المقصود بسبب بنية النظام المتهالكة والفساد العام المقصود والمخطط له لتخريب مؤسسات الدولة في اطار العبث بمعايير الأداء السليم, وان كانت شرارتها اعمال فردية مقصودة وغير مقصودة, فهي تعكس حجم الهلاك والتردي الداخلي الذي يجسد بوضوح انعكاسات المحاصصة في الأطراف كما في القمة, انه عمل يحمل الكثير من القصدية في نتائجه النهائية لتخريب المجتمع ومؤسساته, وبالتالي فهي جرائم لا يمكن ان تسقط بالتقادم, أسوة بجرائم الحروب الطائفية والتهجير وتدمير المدن وسلب الممتلكات العامة والخاصة وقتل المحتجزين, وان من يحرض عليها ويرتكبها يجب ان يساق للعدالة, فهي جرائم ضد الانسانية, وقد انتهكت في العراق كل حقوق المواطن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بكل تفاصيلها بلغت حد تهجيره وقتله ومصادرة ممتلكاته.

السلام الأبدي لأرواح ضحايا هايبر ماركت الكوت والشفاء للمصابين والخزي والعار الفاسدين.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في سوريا؟
- ثورة 14 تموز في ذكراها ال 67 في العراق
- لاجديد في أزمة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق
- في سيكولوجيا الكراهية والتخوين وموسم الانتخابات البرلمانية ف ...
- بين التفكير النقدي والسلوك القطيعي في فهم ٱفاق الحرب ال ...
- البحث عن منتصر وأزدواحية المعايير
- هل محاربة الفساد بالتطبير وشق الرأس؟
- عندما يحكم منطق الحصان خلف العربة
- هل يجوز أجراء أستبيان لتعديل قانون الأحوال المدنية المرقم 18 ...
- بعض الملاحظات السايكولوجية والأجتماعية والسياسية في الهرولة ...
- مناظرة بادين ترامب: أذا كانت السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة ...
- الدعوة الى تشكيل الأقاليم في العراق وأزمة الديمقراطية
- التسامح وأزمة التحول الفكري والجنسي
- بعض من الأطر السايكو سياسية والدينية في الصراع الفلسطيني ا ...
- قراءة سايكوسياسية في حرق الكتب
- في الذكرى ال 65 لثورة 14 تموز في العراق
- قراءة سيكولوجية سياسية لبطولة -خليجي 25- لكرة القدم
- الحرب الروسية ـ الأوكرانية -رب كلمة باطل أريد بها حق-
- لماذا ممنوع علينا الحديث عن معاناتنا امام المجتمع الدولي؟
- السياسي والسيكولوجي في الحرب الروسية ـ الأوكرانية


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء
- صحوة تونس القادمة تبدأ من هنا
- داخلية سوريا تعلن توقف اشتباكات السويداء والعشائر تتوعد برد ...
- أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع الم ...
- مظاهرة في تل أبيب تدعو ترامب للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب ...
- لهذه الأسباب تبدو الهدنة في غزة قريبة جدا
- فعاليات احتجاجية في الأردن رفضا لتجويع غزة?
- السفير الأمريكي يدعو إلى محاسبة مهاجمي كنيسة في الضفة الغربي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر صالح - حريق هايبر ماركت الكورنيش - الكوت وبؤس نظام المحاصصة