أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد لفته محل - الحرب الامبريالية على ايران















المزيد.....

الحرب الامبريالية على ايران


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لهذه الحرب (حرب استمرت 12 يوما شنتها اسرائيل بمساندة دول العظمى على ايران) اهمية خاصة في المنطقة العربية، لأنها حرب بين الامبريالية وآخر مناوئيها في الشرق الاوسط. انها الحرب التي اعتبرتها من اليوم الاول حرب مفترق الطرق. لو تحققت اهدافها لدخلنا عقدا امريكيا من الابتزاز باسم السلام (السلام الاستسلامي) والتطبيع وعدم التسلح والتغول الاسرائيلي المضاعف، لكن الردع الايراني الصاروخي افشل اهداف الحرب التي كانت ابعد من تدمير المفاعلات النووية الايرانية.
بكل بساطة انتهك القانون الدولي من قبل الدول التي شرعته وكأن شيئا لم يكن، بل تم تغيير الموضوع لأشياء جانبية وتحويلها لمواضيع اساسية! ( تحويل الموضوع من اعتداء على دولة الى خطر ايران النووي، ودور ايران المزعزع، وهما موضوعان مستقلان) وهذا الانتهاك جاء في سياق الانتهاك الانساني في الحرب غزة وهو مؤشر اضافي على حقيقة ما تعتقده هذه الدول من ارتباط القانون بالقوة وليس بقوة القانون. هذه الحرب كانت متوقعة منذ عقد او اكثر، وطبول الحرب كانت تدق طول هذه الفترة، وهناك تحركات كانت متخذة لهذا اليوم المنتظر.
هناك مسالة اساسية في تقييم هذه الحرب وهي انها لم تكن حربا بين دولتين ابدا، بل كانت حربا بين دولة نامية ودول عظمى (امريكا، بريطانيا، فرنسا، المانيا) دولة مفروض عليها عقوبات شاملة لعقود، امام دولة مفتوح عليها توريد السلاح وتبادل التكنولوجيا والاستخبارات والاقمار الصناعية والدفاع العسكري المباشر. من هنا فان صمود ايران وعدم واستسلامها بل وتحقيق الردع في ظروف متفاوته كهذه، لاشك يعتبر نصر رغم الخسائر الفادحة عسكريا واقتصاديا.
في اليوم الاول للحرب انطلقت حرب ناعمة في الاعلام الغربي والعربي الدائر في الفلك الامريكي يؤلف "حقائق" تساهم في الحرب الناعمة التي تعيد انتاج الحقيقة الى نقيضها (حقائق مزيفة) لخلق وعي تبعي يدور في الفلك الامبريالي.
ففي الايام الاولى للاعتداء الاسرائيلي على ايران وبدء الحرب راحت وسائل الاعلام تتحدث عن "الخداع الاستراتيجي"! وكان هذا الطرح مثار دهشة بعض المحللين الذين تحدثوا عن توقع الحرب بعد قرع الطبول قبل عام، وبعد انتهاء مدة الستين يوما، واخيرا بعد سحب بعض الدبلوماسيين الامريكيين في الشرق الاوسط. والحقيقة ان الهجوم الذي شل ايران عن الرد الجاهز لهذا الهجوم الاسرائيلي المتقن هو الذي اربك الرد، والمفاجئة في نوع الهجوم وليس توقيته. وهذا ماتم تحريفه لاعادة صناعة اسطورة الجيش الاسرائيلي التي انهارت في طوفان الاقصى. وهناك من قارن بين هذا الهجوم على ايران وبين نكسة 1967، وهذه المقارنة تجديف بحق الوقائع. لان المفاجئة لم توجد قط، ولان ايران استوعبت الصدمة بنفس اليوم، بعكس القادة المصريين الذين فقدو توازنهم في اليوم التالي. ومع فارق ايضا ان المصريين استطاعوا بناء حائط الصواريخ في ظرف 7 سنوات، بينما عجز الايرانيون عن بناء هذا الحائط على مدى عقود.
على مستوى التصريحات الغربية (الساسة الاوربيون والامريكان) كانت التصريحات جزء من الحرب الناعمة. فاولا استبدلت كلمة الحرب بكلمة "تصعيد"!، وتجاهل فعل المعتدي والمعتدى عليه! بل والقول بكل صلافة ب"حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" (وهي المعتدية)! واتهام ايران (المعتدى عليها) بالزعزعة والارهاب! وكأن اسرائيل لا تزعزع في سوريا ولبنان! ورئيس وزراءها مطلوب للمحكمة الدولية!. وكأن الدول يحق معاقبتها خارج القانون من قبل الدول العظمى.!
من الاكاذيب المدسوسة كحقائق هو تصوير الحرب (التي يسمونها تصعيد) كقتال بين دولتين، بينما الحقيقة انها بين ايران والدول العظمى (امريكا، بريطانيا، فرنسا، المانيا، وما خفي كان اعظم) حرب بالدرجة الاولى بين الامبريالية وبين من يقف ضدها في الشرق الاوسط. هذا ما يحاول اخفائه الاعلام في حربه الناعمة.
كانت التوقعات هي "الاستسلام ايران" او "اسقاط النظام" او استبداله في ايران، فاذا بالصواريخ الايرانية هي من تحقق الردع وتوقف الحرب على ايران وليس الرئيس الامريكي هو من اوقفها. هذه الصواريخ التي كسرت ستراتيجية اسرائيلية حربية وهي نقل الحرب الى اراضي العدو. وتدخل امريكا المباشر في الحرب جاء لانقاذ اسرائيل بعد ان فشلت في تدمير المفاعلات تحت الارض، وراح الرئيس الامريكي يبرر فشله في عدم اخضاع ايران انه "لايرغب باسقاط النظام حتى لاتحدث الفوضى"!
ضرب الشعب الايراني المثل الحضاري على اصالته عندما تلاحم ضد الحرب للمرة الثانية كما حدث في الحرب العراقية الايرانية، تجاوز فيها خلافاته بوجه الوحشية والبربرية، وهذه الجزئية الحضارية هي من يجهلها الساسة الامريكان ولذلك صدموا عندما كانت النتائج مخالفة للتوقعات.
اجتماع حلف الناتو مع وزير الخارجية الايراني نموذج على النفاق الاوروبي، اذ لم يكتفوا بعدم الادانة القانونية للاعتداء (وهم من يستنكرون الاعتداء الروسي على اوكرانيا) بل يتكلمون عن الخطر النووي الايراني واسرائيل دولة نووية! رغم ان ايران تتكلم عن حق التخصيب فقط ولم تتكلم قط عن حق حيازة القنبلة النووية التي يمتلكونها وحدهم! والوكالة "الدولية" للطاقة الذرية كانت جزء من النفاق بل والاداة التبريرية للحرب. الموقف الروسي لم يكن اقل نفاقاً حيث عرض الرئيس الروسي "وساطة" لايقاف اطلاق النار واكتفى بادانة الاعتداء على ايران فقط، وبرر عدم مساعدة ايران بعدم وجود اتفاقية دفاع مشترك. رغم ان ايران ساندت روسيا في حربها على اوكرانيا. بينما الموقف الامريكي كان داعما ومشاركا لاسرائيل عسكريا وسياسيا دون اي داع لاتفاقيات دفاع مشترك.(خطورة الموقف الروسي والفرنسي انه على عكس الموقف الامريكي الواضح يفعل بالسر بعكس تصريحاته)
صحيح ان الحرب العسكرية انتهت لكن ايران تعرف ان الحرب الشاملة مستمرة والجولات القادمة يجب ان تكون مستعدة لها.
والسؤال الذي يطرح: الى متى يبقى عالم القطبية الاحادية قائما الى الآن دون ان ينهار او يستبدل؟ بعدما فقد فعاليته السياسية والاخلاقية في ادارة العالم وتحقيق السلام العادل.؟
من المعروف ان الامبراطوريات لاتنهار فوريا عند تآكلها، انما قد تستمر عقد أو عقدين بعد تفسخها، ولنا في الامبراطورية العثمانية والبريطانية نماذج على ذلك.
ان هذا العالم الاحادي الذي ظهر بعد الحرب الباردة بدأ بتدمير العراق (1991) والحرب في كوسوفو واحتلال افغانستان والعراق ثم الهزيمة في افغانستان والفشل بالعراق، وانتهاء بالمشاركة العسكرية والتغطية السياسية في الابادة والتطهير العرقي في غزة. كل هذا افقد كل مبرر وجودي لبقاء هذا العالم حيا. ويكفي ان نرى مخرفا (بايدن) ثم مجنونا (ترامب) يقود هذا العالم لندرك مدى تفسخه.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات ميدانية لبيع الملابس النسائية في منطقة الشعب ببغداد
- مراجعة نقدية للحرب على غزة
- قراءة في كتاب -الوالي والولي-
- حرب غزة والعالم
- ماذا لو كنت رئيسا للعراق
- السفير الاخير للأغنية العراقية
- قراءة في كتاب -يقين بلا معبد-
- حرب غزة وتوازن الردع
- حرب غزة واعادة رسم عملية السلام
- ملاحظات على حرب غزة
- شهادة جندي عراقي على حرب 2003
- هوامش اجتماعية على احتلال العراق
- اجتماعيات الطقس الشيعي بالعراق (-زيارة الإمام الكاظم- انموذج ...
- خواطر سياسية في الشأن العراقي
- الحسد في المجتمع العراقي المعاصر
- الألٌوهَةً في علم الاجتماع
- افكار حول تظاهرات الشباب
- المِلكية في المجتمع العراقي الحديث
- تصورات اجتماعية حول تظاهرات الشباب
- مدخل اجتماعي لأسباب قيام تظاهرات الشباب في تشرين


المزيد.....




- ما هي الحالة الصحية لترامب بعد ظهور تورم في ساقيه وكدمات في ...
- فرنسا - السنغال: نهاية الوجود الفرنسي في أفريقيا؟
- 32 منظمة وجمعية تطالب بوقف تجريم وعرقلة أنشطة البحث والإنقاذ ...
- فرنسا: اللبناني جورج عبدالله يرى أن التعبئة الشعبية كانت حاس ...
- الرئاسة السورية تصدر بيانا عن -خرق جماعات مسلحة لوقف إطلاق ا ...
- نتنياهو يؤكد إستراتيجية إسرائيل القائمة على -القوة- لتكريس ه ...
- عاجل | الديوان الأميري القطري: أمير قطر اعتبر الاعتداءات الإ ...
- الرئاسة السورية: ملتزمون بمحاسبة المتورطين في أحداث السويداء ...
- فرنسا تنهي الوجود الدائم لقواتها العسكرية في السنغال
- إسرائيل: يجب أن يتوقف مسلسل القتل بحق الدروز في سوريا


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد لفته محل - الحرب الامبريالية على ايران