أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد لفته محل - ملاحظات على حرب غزة















المزيد.....

ملاحظات على حرب غزة


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اهم ماجرى في عملية "طوفان الاقصى" ليس تهديد الأمن القومي الأسرائيلي، أو التغلب على الاستخبارات الاسرائيلية، أو تبخر اسطورة الجيش الاسرائيلي، انه هذه الاشياء واكثر. اهم من كل ذلك هو تغيير الواقع الذي فرضته اسرائيل على مدى 50 عام، واقع الرضوخ لشروطها لأنها متفوقة عسكريا. ولهذا كانت فلسطين ضعيفة، منقسمة، محاصرة، معرضة للاعتداء العسكري والابتزار السياسي ويشمل الوصف هذا جميع الدول العربية بدرجات مختلفة. ووصل الهوان الى التطبيع مع اسرائيل بدون مقابل، ولم يكن غريبا ان تبدل اسرائيل مبدأها من "الارض مقابل السلام" الى "السلام مقابل السلام" والحقيقة ان اسرائيل لا يمكن ان تعطي السلام، لان السلام لايمنح من القوي الى الضعيف، وانما من القوي الى القوي.
الواقع الجديد الذي فرضته المقاومة الفلسطينية هو ان حل القضية من طرف واحد على حساب طرف آخر بالقوة، قد انتهى. ولابد الآن ومستقبلا من الجلوس مع الطرف الآخر الذي اثبت وجوده بالقوة. والذي حسم المعركة لصالحه منذ اليوم الاول للحرب.
ان التغني السابق بالتفوق العسكري الاسرائيلي، اصبح بعد عملية "طوفان الاقصى" مصدر عار على اسرائيل، التي هز امنها القومي جماعات مسلحة اجتاحت اراضيها واسرت جنود ومدنيين، وهي دولة نووية.
بعض العقلاء قالوا ان عملية "طوفان الأقصى" كانت "مغامرة" لم يحسب حساب نتائجها. وهذه العقلانية للأسف لازالت تفكر بمقتضى الواقع الذي فرضته اسرائيل، والذي لم يعد موجودا بعد 7 اكتوبر. والحقيقة ان القتل والحصار والاجتياح كان موجوداً على مدى 15 عاما على غزة لكن بوتائر أقل ليس الا. واسرائيل لا تنتظر الحرب لتقتل او تجتاح لأنها تفعل ذلك باي زمان ومكان، والتبرير جاهز تحت الأبط.
اسرائيل تكذب بطريقة مفضوحة (على عكس دهائها السابق) وتستنجد مرعوبة، وامريكا تهرع بهيستيريا تكشف هشاشة هذه الدولة المصطنعة لحماية حلفها الشيطاني، وتصريحتها ادق تعبير عن ذلك "لو لم توجد اسرائيل لأوجدناها".
اسرائيل تقوم بحملة اعلامية لدعشنة حماس والصاق تصرفات بها مثل اغتصاب النساء وقطع الرؤوس واحراق الاسرى الخ دون اي دليل وانما كذب اعلامي فقط. للتمهيد لإبادة جماعية.
والفارق واضح بين الاثنين فداعش كانت تريد دولة بلا حدود تشمل العالم الاسلامي اما حماس فتريد دولة (فلسطين) لها حدودها التاريخية، داعش ميليشيا بلا قومية، اما حماس فميليشيا وراءها الشعب الفلسطيني، داعش تحارب كل الدول، حماس تحارب اسرائيل فقط.
وتستخدم اسرائيل لأباده الشعب الفلسطيني حيلة اعلامية وهي استبدال جملة القضاء على شعب غزة، بجملة "القضاء على حماس" للتغطية الاعلامية على الإبادة على شعب غزة، لكن الفيديوهات على الأرض تفضح الكذب وتكشف حقيقة البيوت المهدمة والبنى التحتية واجساد المدنيين. من هنا كان استهداف اسرائيل للإعلاميين حتى تحجب الحقيقة. ان حرب غزة هي حرب ارادة ووجود بين اسرائيل وشعب غزة.
اول مرة المحللين الاسرائيلين يتكلمون بعصبية وذل، وليس في يدهم سوى تبرير ارتكاب المجازر بالقصف والطيران، الذي لا تراه اوربا ارهابا، بل ترى الضحية حين تدافع عن نفسها ارهابا! الموقف الاوربي دليل على مسؤوليتهم في الارهاب الاسرائيلي. والاكثر ارهاباً حين برر الاوربيون "بتحقيقات" ان قصف مستشفى "المعمدان" هو من فلسطين وليس اسرائيل! او قول الرئيس بايدن انه لايثق بإحصائيات فلسطين عن عدد القتلى!.
انا ضد قتل المدنيين في اي دولة بالعالم حتى لو كانت الكيان الصهيوني (وهي ليست دولة طبيعية) لكن هذه الدعوى (جريمة قتل المدنيين) القائلون بها (اوربا وامريكا) هم اكثر الناس يرتكبونها تحت تبرير "حق اسرائيل في الدفاع...." و "حماس تتخذ المدنيين دروع بشرية"
وحتى للمقارنة بين حماس واسرائيل، فان حماس تقتل المدنيين على اراضيها المغتصبة، بينما اسرائيل تقتل المدنيين على اراضيهم التاريخية، حماس تقتل المدنيين وفق المثل العين بالعين، بينما الاسرائيليون يقتلون المدنيون باستراتيجية ارهاب الدولة والعقاب الجماعي. حماس تقتل المدنيين لان ليس لديها الوسيلة المكافئة للعدو في الوصول للعمق، بينما اسرائيل تقتل المدنيين عمدا رغم قدرتها على الوصول للأهداف العسكرية. واخيرا فان اسرائيل دولة يفترض التزامها بمعايير دولية، بينما حماس حركة تحرر والتزامها اخلاقي ومبدأي ليس إلا.
لأول مرة المساواة بين اسرائيل وحماس التي تنتهجها اسرائيل اعلاميا للمساواة بين الجلاد والضحية، تكون المساواة هذه المرة ضد هدف اسرائيل الاعلامي، حيث انهم بهذه المساواة كشفوا عن وجههم الحقيقي وهي (اسرائيل) انهم عصابة تحكم دولة، وراحوا يتصرفون كعصابة تقتل وفق مبدأ "العين بالعين" (تهّجر وتقتل كمليشيا) وكأنها ليست دولة ملتزمة بمعايير دولية.
كنت اتصور سابقاً ان خوف اسرائيل ان خوف اسرائيل الوجودي المتكرر اعلاميا "اعدائنا يريدون محو اسرائيل" الخ هو نوع من تقمص الذئب لجلد الخروف، لتبرير حروبها الاستباقية والتوسعية. لكن بعد طوفان الاقصى تبين ان هذه الدعوى (القلق الوجودي) لها اساس من الواقع تعرفه اسرائيل ولايعرفه الساسة العرب. نابع بالأساس من كونها دولة مصطنعة ضد الجغرافيا والتاريخ، وفزع امريكا لنجدتها فضح هشاشة هذه الدولة المصطنعة.
كان الشعب العربي بتضامنه اكبر من كل الساسة العرب، فشكرا للمقاومة الفلسطينية التي غيرت طريقة تفكيرنا بإسقاطها الواقع الذي فرضته اسرائيل وجعلنا نفكر من داخله فقط لخمسين عام.
المقاومة الفلسطينية اختارت توقيت العملية بدقة، اسرائيل تعيش ازمة شرعية رئاسة الوزراء وانقسام شعبي وسياسي بسبب التعديلات القضائي، امريكا متورطة في الجبهة الاوكرانية والخطر الصيني، والاطمئنان الاسرائيلي بسبب اوهام التطبيع والتركيز على الخطر الايراني فقط، وبعد الهجوم الخاطف، اسرائيل في اضعف لحظتها، ودخول "حزب الله" كجبهة ضغط والتهديد بحرب اقليمية لاتريدها امريكا واسرائيل، كلها امور غيرت مسار القوة في الشرق الاوسط الذي لن يكون كما كان ابدا بعد هذه الازمة. وحماس لعبت بملف الاسرى بحرفيه مثل القطرة قطرة بالتوازي مع تطور الموقف السياسي والعسكري.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة جندي عراقي على حرب 2003
- هوامش اجتماعية على احتلال العراق
- اجتماعيات الطقس الشيعي بالعراق (-زيارة الإمام الكاظم- انموذج ...
- خواطر سياسية في الشأن العراقي
- الحسد في المجتمع العراقي المعاصر
- الألٌوهَةً في علم الاجتماع
- افكار حول تظاهرات الشباب
- المِلكية في المجتمع العراقي الحديث
- تصورات اجتماعية حول تظاهرات الشباب
- مدخل اجتماعي لأسباب قيام تظاهرات الشباب في تشرين
- افكار حول تظاهرات الشباب (تشرين)
- مدخل اجتماعي لدراسة الإلحاد في المجتمع العراقي المعاصر*
- أزمة العراق الاجتماعية المعاصرة
- -رائد جورج- مسلة العراق الموسيقية
- دراجة ال-تكتك- بين الاستهجان والامتهان في المجتمع العراقي
- اجتماعيات العشيرة العراقية
- الثقافة الغذائية الصحية
- آداب قضاء الحاجة في المجتمع العراقي المعاصر
- العيد في المجتمع العراقي المعاصر
- المعتقدات الاجتماعية حول الدم في المجتمع العراقي


المزيد.....




- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: -اجتثاث للمعارضة- أم -تط ...
- حمزة يوسف يستقيل من رئاسة وزراء اسكتلندا
- ما هو -الدارك ويب- السبب وراء جريمة طفل شبرا؟
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر ...
- أكاديمي يدعو واشنطن لتعلم قيم جديدة من طلاب جامعاتها
- وزير خارجية نيوزيلندا: لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال ...
- جماعة الحوثي تعلن استهداف مدمرتين أميركيتين وسفينتين
- لماذا اختلف الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي هذا العام؟ ...
- إسرائيل قلقة من قرارات محتملة للجنائية الدولية.. والبيت الأب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد لفته محل - ملاحظات على حرب غزة