أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - دهام حسن - مسالك الإصلاح














المزيد.....

مسالك الإصلاح


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 02:47
المحور: المجتمع المدني
    


إن الإصلاح بركيزتيه الأساسيتين -السياسي والاقتصادي- أخذ يتصدر سلم الضرورات من بين المهام الوطنية الملحة في البلاد في ظل الظروف الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي وتكاد تجمع على أهميته مختلف القوى من أصحاب الرأي والفعاليات السياسية والأوساط الشعبية. والإصلاح ضرورة تستوجب الإسراع والمباشرة فيه بحزم دون تردد أو إرجاء أو تباطؤ . بيد أن مسألة الإصلاح رغم وضوح العبارة إلا أنها كما يبدو غير واضحة المسالك على الأقل عند الذين في أيديهم زمام المبادرة وعلى صدق أقوالهم وحسن نواياهم تتوقف ترجمتها إلى واقع حي وملموس واقع سينبض بالحراك والحيوية لو حصل ذلك فعلا... لكن ما سبب هذا التوجس الذي يراود أحدنا من إن عملية الإصلاح قد لا تأخذ مسارها الصحيح المنشود؟ السبب هو أن ثمة متنفذين تميزوا بـ(حنكة سياسية) مافتئوا يختلقون الأعذار والمبررات عند أي منعطف نحو الانفتاح على القوى الداخلية لهذا نقول إن أية خطوة في طريق الإصلاح لابد من توفر قناعة كاملة بجدوى الإصلاح عند الداعين إليه في الحكم, والجدية والجرأة في السير به, وتفهم وإدراك ما قد يحمل من نتائج سوف تنعكس بالسلب في أحد جوانبه على مجموعةٍ تتضرر دون شك عند التناول والمعاجلة, وتلك ضريبةٌ طبيعيةٌ لأي تقدم على الصعيد الاجتماعي وهؤلاء المتضررون سوف يبدون مقاومة وسيحولون دون المضي في طريق الإصلاح, وسيعمدون إلى حرفه عن مساره وإفراغه من محتواه, لأن هؤلاء اعتادوا أن يغتذوا في مراتع الركود ويؤسسوا على خمود الشعب, فيفزعهم بالتالي تفعيل الحياة السياسية.
ففي عملية الإصلاح من الطبيعي أن تتباين الرؤى والمواقف وفقاً للمصالح الطبقية والمواقع التي تشغلها مختلف القوى في حياة البلاد, وما تحمل النخب البيروقراطية من مفاهيم تدخل في إطار العناصر المعوقة للإصلاح. من المعلوم أن الإصلاح في أحد مقاصده يعني التحديث الاقتصادي لكن من الوهم الاعتقاد بأنه من الممكن لبدأ بالإصلاح الاقتصادي وإرجاء الإصلاح السياسي أو بالعكس فكلا طرفي الإصلاح يكمل أحدهما الآخر فإصلاح جانب يستلزم إصلاح الآخر.
وعلى العموم لا يمكن للإصلاح في أي بلد أن يتم على أيدي نخبٍ بيروقراطية مستبدة تتحكم في مفاصل الدولة, لأن الإصلاح مشروطٌ بإطلاق الحريات والانفتاح على طاقات الشعب وإفساح المجال أمام القوى كافةً للمساهمة في الحياة السياسية للبلاد. ومن هنا تأتي أهمية إصدار قانون للأحزاب والجمعيات استناداً إلى الدستور والقوانين, وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني وتطويرها وتوسيع العلنية وإتاحة الفرص أمام المواطنين للتعبير عن آرائهم بحرية واعتماد الأسلوب الديمقراطي في التعامل بين سائر القوى دون وصاية أو قسر.
إن الحريات تعيد للفرد ذاكرته الوطنية وتقوي لديه روح الانتماء والشعور العالي بالمسؤولية تجاه وطنه وتميت فيه روح الاغتراب واللامبالاة. في مثل هذه الأجواء سوف تنطلق الأحزاب والمؤسسات والأفراد مسلحة بالوعي والجرأة والروح الوطنية الوثابة, تسعى بقسطها للنهوض بالوطن والمساهمة في بنائه وتقويم الاعوجاج أنى وجد. فتقوم بتشخيص الظواهر المرضية بغية معالجتها والتنبه لمواطن الضعف لتجاوزها, كما تقوم بمحاربة الفساد والمفسدين بهدف إقصائهم بالتالي. إن الإصلاح سوف ينقل البلاد إلى مرحلة جديدة من التحول فلا بد من التحول إذا أردنا مجانية ما يحمله لنا المستقبل من محاذير, وأخطار التخلف عن الركب الحضاري الذي يغذ السير. أما أن نظل في طاحونة الإصلاح بحيث نسمع جعجعة ولا نرى طحناً فتلك هي الطامة التي تحبط كل رجاء.



#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العربي والخطاب الموقوف!
- المقاومة بين غايات نبيلة وتساؤل مشروع
- الحضارة والإنسان
- الوحدة الوطنية .. دعوة أم شعار !
- عن العراق ..من القلب و العقل
- الاشتراكية..بين الثورة والإصلاح
- الديمقراطية...والنظام العربي. ! عرض نقدي من منظور يساري
- الماركسية .. داخل وخارج الأطر الحزبية وسياج الدولة .!
- الأنظمة الشمولية ومرايا الرأي الواحد !
- قراءة ماركسية و الآفاق الحزبية
- الطريق الى السلطة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...
- اعتقال عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين من جامعة كولومبيا الأمي ...
- استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - دهام حسن - مسالك الإصلاح