أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دهام حسن - عن العراق ..من القلب و العقل














المزيد.....

عن العراق ..من القلب و العقل


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعيش العراق مأساة ، كارثة إنسانية , تتجدد مشاهدها المفجعة كل يوم 00 أما آن لهذا الشعب المنكوب أن يستريح ؟ بعد ليل سرمدي من الظلم والظلام ؛ هل كتب عليه أن يضحي ، أن ينزف ليل نهار فحسـب ؟ وتظل قواه الوطنية عرضة للنهش والتجريح 0ألا ينبغي لهذه الأقلام أن تكف عن التنظير بالشؤون العراقية بما يحلو لها ويتراءى من بعيد ؟ فاقل ما يقال في أصحاب هذه الأقلام أنهم ليسوا عراقيين ، أكثر من أبناء الرافدين 0 هل يحق لنا أن نزايد على هذا الشعب بمسألة القومية والوطنية ؟ هل يحق لنا أن نفكر بدلا عنه وننظر ونخطط في مسائله الداخلية ؟ من منا عاش مأساة هذا الشعب حتى يعطي لنفسه حق التحليل والتنظير أقل ما يقال فيها هو التدخل بشؤون العراق الداخلية ؟ تحليلات تلفها رؤية ضبابية وتحكمها أفكار مسبقة ، أفكار مفبركة إيديولوجيا 00 دعوا هذا الشعب يلملم جراحه ، دعوه بمبادراته الداخلية ، يدير شؤونه ، ويقرر مستقبله ، هو أدرى بماله وبما عليه أن يفعله ، وهل هناك أدرى من أهل مكة بشعابها ؟
لقد وصل عدد المقابر الجماعية المكتشفة إلى ما يقرب من ثلاثمائة مقبرة ؛ شاهدناها كشريط لمسلسل تلفزيوني لا تنتهي حلقاته ؛ تأثرنا قليلا أو كثيرا ، لكن سرعان ما انشغلنا بأمورنا وهمومنا ، هل فكرنا مليا بهؤلاء الضحايا كيف قضوا؟ ولماذا هذا المآل الفاجعة كان مصيرهم ؟ ماذا حل بأطفالهم من بعدهم ؟ كيف عاشوا ، وتربوا، وكبروا ؟ لقد وأدت أحلامهم ، لقد حرموا من دفء حنان الأم ، وحدب ورعاية الأب ؛ هؤلاء كانوا يحلمون كأترابهم بقلم ودفتر ومقعد مدرسي 000 ما حال الثكالى والأرامل واليتامى ؟ ما الجرم الذي ارتكبه هؤلاء الصبية ، والأطفال وحتى الرضع لكي يدفنوا في هذه المقابر ؟ آلاف القرى هدمت على رؤوس أصحابها من الأكراد ، حولت إلى أنقاض ، وسويت بالأرض ، وفي كل قرية غالبا ما بني مسجد و مدرسة00 هذا ما فعله الرئيس المؤمن ، محب العلم والعلماء في حروبه المقدسة منها الأنفال بحق الشعب الكردي ؛ هل فكرنا بأهالي تلك القرى . التي أزيلت عن بكرة أبيها ، وسويت بالأرض كما أسلفنا،ما أخبارهم ؟ أين حلوا ورحلوا ؟ ربما بيعت الصبايا في سوق النخاسة ، وأعدم الشباب ، ودعي المسنون ليؤدوا أدوارا تمثيلية بين تباح ونهيق ! هل أرقنا ذلك المشهد المأساوي المفجع ، ضحايا الأسلحة الكيميائية ؟ حيث كنت ترى الأطفال يفرون فرقا وعلى وجههم يهيمون ، فلم يجدوا غير أحضان أمهاتهم ملاذا آمنا، فرقدوا مع أمهاتهم رقدتهم الأبدية الأخيرة
كل هذا يمر أمامنا كشريط سينمائي كما بينا آنفا ، والشعب العراقي المنكوب في قلب هذه المأساة ، لا يغفل عنها اليوم ولن ينساها أبدا لما خلفته تلك المأساة من آلام وتداعيات وكلوم لن تندمل بسهولة 00
هل شاهدنا قصور شهريار بلياليها الملاح ، تعج بالضحايا ، وعلى الأريكة يفح سادي كالأفعى ، يتلذذ بهتك الستور؟ أما لامست أسماعنا ونخوتنا استغاثة تلك الحرة لما عانت وقاست من عذابات وانتهاكات تقشعر لها الأبدان ويشيب لهـا الولدان ؟ بعد هذا ! 0هل يحق لنا نحن المراقبين من خارج الحدود،أن نفكر بدلا عن هذا الشعب ، وننظر عنه , ونتفلسف على حسابه ، ونخطئه ونترحم على القتلة واللصوص ؟00

إذا ما تجاوزنا هذا التناول الوجداني لهذه المأساة , واحتكمنا إلى منطق العقل ، باعتقادي أن العقل والوجدان لن يختلفا في الحكم القاسي على النظام البائد ، وبأنه كان نظاما لعصابة من المارقين 0 بل قل وكرا للمجرمين مثل هذا النظام لا يمكن أن يترحم عليه أي متابع منصف 0 ثماني سنوات من حرب عبثية ضد إيران ، أي ما يقارب ضعف فترة الحرب العالمية الأولى ، والحصيلة كانت عشرات الآلاف من الضحايا ، بل قل مئات الآلاف 0 ثم كان غزو الكويت وما رافقه من سطو على البيوت ن ونهب مقتنياتها ، وأسر الأهالي وسوقهم إلى العراق ،وتصفيتهم فيما بعد على مايرجح0 ألم نقل بأنهم عصابة من المجرمين القتلة ، واللصوص ؟ ثم 0 لماذا سقط النظام بهذه السهولة ؟ رغم ما أشيع عن تمتعه بقوة عسكرية هائلة ، وأخطبوط أمني مرعب ؟ السبب هو أن النظام كان في واد ، والشعب في واد آخر ؛ لقد كان النظام آفة كارثة على الشعب العراقي ، وحربا على دول الجوار ، فخذله الشعب , وهذا هو المتوقع أبدا ، وهذا هو المصير المتوقع لكل طاغية ، عندما تحل ساعة الحساب 0 رغم ما زال لدى البعض أوهام معلقة على هؤلاء القتلة ، يمنون أنفسهم بعودة عقارب الساعة إلى الوراء ، لهذا فهم يخلعون على هؤلاء المجرمين القتلة رداء المقاومة 0 هذه هي السياسة البراغماتية لا مبادئ ، لا قيم 00
إن الشعب العراقي الباسل ، الذي تخلص من النظام السابق ن لقادر أن يتعامل مع قوى التحالف لإنهاء تواجـده إما عبر التفاهم مع الحكومة العراقية ، أومن خلال معارضة وطنية منظمة ، تعلن عن هويتها الوطنية ، وتجهر ببرنامجها النضالي ، ولا تعمل في الظلام 00 لابد من النضال الجاد والحثيث ، لكي تعود سيادة العراق للعراقيين كاملة غير منقوصة ، يرسم الشعب العراقي مستقبله ، ويقرر شكل الحكم الذي يرتضيه وخريطة بلده دون وصاية أو تدخل ؛ ليشهد العالم ميلاد عراق جديد ـ وطن حر وشعب سعيد – وإن غدا لناظره قريب 000



#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية..بين الثورة والإصلاح
- الديمقراطية...والنظام العربي. ! عرض نقدي من منظور يساري
- الماركسية .. داخل وخارج الأطر الحزبية وسياج الدولة .!
- الأنظمة الشمولية ومرايا الرأي الواحد !
- قراءة ماركسية و الآفاق الحزبية
- الطريق الى السلطة


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دهام حسن - عن العراق ..من القلب و العقل