أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة عرابي - عاشت عظيمة، ورحلت عظيمة، وستبقى في وجداننا ووعينا عظيمة














المزيد.....

عاشت عظيمة، ورحلت عظيمة، وستبقى في وجداننا ووعينا عظيمة


أسامة عرابي
(Osama Shehata Orabi Mahmoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


رحلت أستاذتنا.. أستاذة الفلسفة وعلم الجمال بكلية الآداب-جامعة القاهرة؛ الدكتورة أميرة حلمي مطر التي كان لها الفضل في إدخال دراسة مادتي الفلسفة السياسية وعلم الجمال في قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، وعمَّقت شغفنا بالفلسفة، وبالتفكير النقدي، وبالقيم الإنسانية، وبأهمية طرح السؤال أكثر من العناية بالحصول على إجابات جاهزة مستهلكة، ومُشدِّدَةً على أن"الإنسان يُصبح شاعرًا إذا ما لامس قلبَه الحبُّ".
درست الفلسفة وتخصَّصت فيها؛ لأنها وجدت" أن المرأة المصرية في تاريخ الفلسفة في هامش الفكر، وكأن سلطة المجتمع الذكورية أقوى من مشاركتها في وجودها الفكري الذي يتحرك في حدود ضيقة نحو الأفضل".

كانت تقول لنا: لا بدَّ أن تتقنوا اللغة اليونانيّة القديمة واليونانيّة والفرنسيّة والإنجليزيّة، وأن تعنوا بقراءة الشعر وسماع الموسيقى الكلاسيكيّة، وأن تتذوقوا الفنون التشكيليّة، بل يتعيَّن أن يشكِّل الفنُّ عندكم وبجميع أشكاله جانبًا مهمًّا وأساسيًّا من حياتكم، كما فعلتُ أنا"، مضيفة:"فأنا لم أصبح أستاذة للفلسفة وعلم الجمال إلَّا حين أتقنتُ كل ما سلف، وحرَصْتُ على موالاة الاهتمام بهم".
علَّمتنا أن الفلسفة«ليست حديثًا حافلًا بالغموض تُثير مشكلات لا علاقة لها بالواقع ولا هي كَنز من الأسرار يستعصي على العقل فهمه، ولكنَّها مُرشد للفكر يشحذه للإبداع ويُلقي الأضواء على كثير من الأفكار التي يسلِّم بها أكثرُ الناس تسليمًا بغير نقد ولا اختبار».
مؤكِّدة أنه برغم ما راجَ عن السوفسطائيين من أنهم كانوا يتكسبون من تدريسهم للفلسفة، فإنهم «نقلوا مشكلة البحث من عالم الطبيعة إلى عالم الأخلاق والسياسة، فكانوا أوَّلَ من أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض على نحو ما فعل مُعاصرهم سقراط".
كانت مهتمة بشكل خاصِّ بأفلاطون، وترجمت له "محاورة فايدروس"؛ لأنهلا"«من أكثر محاورات أفلاطون حيويّة وخصوبة وثراء في الأفكار»، ولأن فلسفته تتكئ على مرجعية سقراطية «تتمسَّك بالاتجاه العقلي، والتشدّد الأخلاقي، والقضاء على كلّ اندفاع وجداني أو حماسة»، مُشدِّدة على مقولته (أفلاطون) :"ففي وسعي إذن أن أقول إن الله إنما وهب الإنسان فنَّي الموسيقى والرياضة البدنية من أجل هذيْن الهدفيْن: الشجاعة والفلسفة، فهو لم يهبنا إياهما من أجل النفس والجسم، ما لم يكن ذلك بطريقة عارضة، وإنما كان هدفه الأساسي هو هاتيْن الصفتيْن: الشجاعة والفلسفة، كيما يتمُّ انسجامهما بقدر ما نشدُّهما أو نُرخيهما على النحو الملائم".
وتابعت على نحو ما جاء في "جمهورية أفلاطون": كما أن أواني الفخار تُمتحَن بأصواتها إذا قرعت فيعرف بالصوت المسموع منها الصحيح من المتصدع، كذلك يُمتحَنُ الإنسان بمنطقه ليعرف به عقله وجزالته وطريقته". كانت تضحك وتقول بعفويتها العذبة:"اللي حواليَّه كانوا بيستغربوا، خصوصًا الأهل والمعارف. ليه بتضيعي وقتك في الكتب؟ ما بتجيش تزورينا ليه؟ ما بتقعديش تتكلمي مع الجيران مثلًا تزوريهم ليه والقرايب وتحضري الأفراح وأعياد الميلاد؟ ما كنتش منتبهة أوي للحاجات الاجتماعية”، إلا أنها أصرت على اتخاذ طريق العلم والتعليم والدراسة للنهاية. وترى أن دراسة الفلسفة قد أثَّرت فيها بشكل كبير، وجعلت عندها درجة عالية من التفكير المستقلّ، فتقول : ” كانت عندي نوع من الثورة على بعض المفاهيم والتقاليد المتوارثة في المجتمع…. حاجات كثيرة في المجتمع الفلسفة علَّمتني إني أنظر لها بنظرة نقدية أكثر منها نظرة متقبلة أوي؛ مش متقبلة حاجات كثيرة أوي في المجتمع”. لذا دافعت عن حقوقها بشكل كبير، وتحدت الكثير من الأعراف والتقاليد، وتحملت نتيجة ذلك وحدها : “حسيت إني أنا دافعت عن حقوقي وشخصيتي واستقلالي وحريتي بقدر إمكاني، وده كان ضروري أعمله وده اللي اتعلمته من الفلسفة، بس أنا دلوقتِ لا زلت وحيدة إلى حد كبير ومش متكيفة مع المجتمع أوي”.

كانت إنسانًا (لأن إنسان لفظ مستوٍ يتشارك فيه المذكَّر والمؤنث كما يقول لغويونا العرب القدماء) واسعة الأفق، وناصحة أمينة، وعونًا لنا في البحث والدرس، ومستمعة جيدة، وخير داعمِ معنويٍّ لنا.

رحمها الله فقد قدَّمت لنا الكثير.



#أسامة_عرابي (هاشتاغ)       Osama_Shehata_Orabi_Mahmoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلياس خوري تاريخ مجيد من الإبداع والمقاومة
- روح مصر كما جسَّدتها الخواجاية
- رحيل الكاتب الصحفي الكبير بلال الحسن أحد مؤسسي الصحافة العرب ...
- هل رحل كريم مروة حقًّا؟
- في عيد ميلاد عميد الرواية العربية نجيب محفوظ 11/ 12 .. نجيب ...
- القاء الحواري بين عمرو موسى وأهداف سويف بالجامعة الأميركية م ...
- رحيل الفقيه..دارس الفلسفة أسامة خليل
- رحيل الكاتب الصحفي العربي الكبير طلال سلمان
- زكريا محمد..بالموت اكتمل
- الشهيد البطل محمد صلاح يردُّ على موشي دايان
- محمد أبو الغيط والتجربة الإنسانية في رِهاناتها المتجدِّدة
- صفحة بغيضة من صفحات الاحتلال البريطاني لمصر
- ألبير آريِّه.. قصة مرحلة..ورحلة وعي ودور
- الشيخ يوسف القرضاوي..إمام التيارات المحافظة والسلفية
- محمد الطراوي..والحلم بوطن حر
- ملك التنشين.. أزمة مجتمع يعيش حالة استقطاب سياسي واقتصادي
- بهاء عبد المجيد... الساعي إلى اكتشاف جذوره في هُويته
- عباس أحمد.. شيخ المخرجين
- في ذكرى تصريح بلفور الاستعماري.. 102 عام على التآمر على القض ...
- أكتوبر والأدب


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة عرابي - عاشت عظيمة، ورحلت عظيمة، وستبقى في وجداننا ووعينا عظيمة