أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - رحيل الكاتب الصحفي العربي الكبير طلال سلمان














المزيد.....

رحيل الكاتب الصحفي العربي الكبير طلال سلمان


أسامة عرابي
(Osama Shehata Orabi Mahmoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7715 - 2023 / 8 / 26 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غيَّب الموت الأستاذ طلال سلمان أحد أعلام الصحافة العربية، وأذكاهم وأقدرهم.انشغل طَوالَ حياته بالقضايا العربية في فلسطين وسوريا ولبنان ومصر وبغداد.حاملًا بين جوانحه الفكرة العربية في استنادها إلى الشعور القومي والمبدأ الديمقراطي.
وقف ضد الطائفية اللبنانية، محذِّرًا من تداعياتها الكارثية على الوعي والثقافة في المجتمع.وفتح جريدته"السفير- صوت الذين لا صوت لهم" لكل القوى والتيارات الوطنية والتقدمية. وظلَّ قريبًا من كل التيارات والأجيال، حتى إنه سارع إلى تلبية دعوة أتته من مجموعة من شعراء قصيدة النثر اللبنانيين الشباب للاحتفال معه بعيد ميلاد جريدة السفير في "حانة جدل بيزنطي"الشهيرة في بيروت، ذهب إليهم محاورًا ومساجلًا وسخيًّا في مودته وظُرفه؛ فهو ابن نكتة وقفشة وطُرفة ونادرة، يحفظ الكثير من شعرنا العربي القديم والحديث.
وظلَّ على مسافة آمنة وغير آمنة من النظاميْن السوري والليبي، ولوجودهما المؤثر على الساحة اللبنانية.
وبسبب فلتان السلاح وصراعات الأحزاب والطوائف والمذاهب، وإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة تحريرها من النهر إلى البحر ودعمه للمقاومة اللبنانية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، تعرَّض في 14 من تموز/يوليو 1984، لمحاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجرًا تركت ندوبًا في وجهه وصدره. وكانت قد سبقتها محاولات لتفجير منزله، وتفجير مطابع "السفير" في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1980.
كان مثقفًا نقديًّا يربط أسئلة الحياة بأسئلة التحرُّر الإنساني والاجتماعي، ساعيًا إلى مصالحة الفكر القومي العربي مع الخيار الديمقراطي دربًا صحيحًا لتحقيق الوحدة العربية، مؤمنًا بأن إسرائيل هي العدو الرئيس للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية قاطبة.وهو عدو سياسي وعسكري وثقافي واجتماعي، ووجودها هو الخطر الأساس المباشر الذي يُهدِّد الفلسطينيين والعرب على جميع الصُّعد.
لهذا وقف بعناد ثوري أصيل ضد كل المفاوضات والتسويات السياسية التي وأدت المشروع الوطني الفلسطيني بدءًا من كامب ديفيد، مرورًا بأوسلو، وصولًا إلى وادي عربة؛ مما أدَّى إلى حكم ذاتي منقوص ومشوَّه، من دون المسِّ بالتوسُّع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني.

لا أنسى لمسته الإنسانية البديعة يومَ تكفَّل بعلاج الأستاذ محمد دكروب الناقد والمناضل الشيوعي على حسابه بعد أن عجز الرجل عن الوفاء به، وهذا ليس بغريب على قامة وطنية كبيرة مثله.

غير أنه اضطُرَّ آسفًا إلى إغلاق جريدة"السفير" في الرابع من كانون الثاني/يناير 2017 بسبب تعثره في الحفاظ على مصادره التمويلية التي كانت تؤمِّن له في السابق استمرارها؛ ما شكََّل ضربة قاتلة لإعلام وطني ملتزم.
بعد إغلاق السفير، بقيَ طلال سلمان يكتب عبر موقع دعاه باسم "على الطريق"، الذي كان عنوان زاويته الأسبوعية في الجريدة.

له مؤلفات عدة بينها :"مع فتح والفدائيين"، و"إلى أميرة اسمها بيروت"، و"سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق"، و"هوامش في الثقافة والأدب والحب"، وغيرها...

بَيْدَ أنني لا أنسى كلما هاتفتُ صديقتي الغالية التي رحلت قبل الأوان عناية جابر أو صديقي الرائع عباس بيضون أمدَّ الله في عمره، جاءني صوت موسيقارنا الكبير محمد عبد الوهَّاب مصافحًا أذني عبر هاتف السفير وهو يشدو بأغنية علي محمود طه"أخي جاوز الظالمون المدى/ فحقَّ الجهاد وحقَّ الفدا"؛ فأحسُّ من فوري بأنني مدعوٌّ على وجه الاستعجال لحمل السلاح والتوجُّه إلى أقرب ميدان قتال! لكنها اقتناعات طلال سلمان القومية العروبية الغلَّابة.

كان كثير التردد على مصر التي حفظ لها دورها الناصري على الساحتيْن الدولية والإقليمية، وحافظ فيها على علاقاته الوثيقة بالأستاذ محمد حسنين هيكل، وبالمفكر الكبير إبراهيم عامر الذي شهدت جريدة السفير صولاته وجولاته، وبصديقه اللدود مصطفى الحسيني، وأصفيائه : مصطفى نبيل وأمين رضوان وعلاء الديب وبهجت عثمان ومحيي اللباد رحمهم الله جميعًا، وجلساتهم الممتعة وهي تتجوَّل وتُحلِّق في سماوات الأدب والفن والسياسة.

مات طلال سلمان، لكن دروسه الوطنية والقومية، ومسيرته المهنية المشرِّفة لن تغيب عنَّا.



#أسامة_عرابي (هاشتاغ)       Osama_Shehata_Orabi_Mahmoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زكريا محمد..بالموت اكتمل
- الشهيد البطل محمد صلاح يردُّ على موشي دايان
- محمد أبو الغيط والتجربة الإنسانية في رِهاناتها المتجدِّدة
- صفحة بغيضة من صفحات الاحتلال البريطاني لمصر
- ألبير آريِّه.. قصة مرحلة..ورحلة وعي ودور
- الشيخ يوسف القرضاوي..إمام التيارات المحافظة والسلفية
- محمد الطراوي..والحلم بوطن حر
- ملك التنشين.. أزمة مجتمع يعيش حالة استقطاب سياسي واقتصادي
- بهاء عبد المجيد... الساعي إلى اكتشاف جذوره في هُويته
- عباس أحمد.. شيخ المخرجين
- في ذكرى تصريح بلفور الاستعماري.. 102 عام على التآمر على القض ...
- أكتوبر والأدب
- في ذكراه السَّابعة.. حلمي سالم: ونصي ما ثَمَّ إلَّا حيرةٌ
- في ذكراه الحادية عشرة.. حين تغتني الرِّحلة بالصدق
- اشتهاء العرب، واختراع الآخر
- لماذا يلجأ الإخوان المسلمون إلى ليِّ عنق الحقائق؟
- خواطر حول وفاة الرئيس السابق
- حلمي شعراوي.. الحضورُ الفكريُّ الفاعلُ في ثقافةِ التَّحرُّرِ ...
- عبد الغفَّار مكاوي.. التَّعدُّدُ الإبداعيُّ والثَّقافيُّ وال ...
- المكتبةُ وطنُهُ.. والكتُبُ أصدقاؤه


المزيد.....




- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - رحيل الكاتب الصحفي العربي الكبير طلال سلمان