أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - الشهيد البطل محمد صلاح يردُّ على موشي دايان














المزيد.....

الشهيد البطل محمد صلاح يردُّ على موشي دايان


أسامة عرابي
(Osama Shehata Orabi Mahmoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أهم الدروس المستلهمة من احتفالنا اليوم بعيد ميلادك المجيد في 30 يونية، هو التشديد على أن صراعنا الرئيس كان وسيظلّ مع عدونا التاريخي إسرائيل؛ لهذا لم تجدْ حيال تخاذل قادتك العسكريين عن الأخذ بثأر زميلك الذي اغتاله العدو الصهيوني سوى أن تأخذ المبادرة وتتولَّى الردَّ.
ومن ثَمَّ، بدَّدتَ الرِّهان على نظام تابع، وعلى مفاوضات عبثية وتسويات سياسية تصبُّ في التحليل الأخير في مصلحة إسرائيل، وتقوِّض المشروع الوطني الفلسطيني.
لقد استطعت أن تثبت أن اتفاقية العار المسمَّاة بكامب ديفيد التي أبرمها فقيد الإمبريالية الأميركية والصهيونية العالمية محمد أنور الساداتي - لأنه حذف الياء من اسمه عمدًا ليوهم الناس بصلة نسب مزعومة مع نقيب الأشراف عبد الخالق السادات، وهو منه براء - لا قيمة لها، وأن تحييد مصر عن دائرة الصراع العربي - الإسرائيلي خداع كبير لا ينطلي إلَّا على السُّذَّج والبُلْه.وأن مصر ستظلّ القوة القادرة على ضخّ الحيوية في شرايين هذا الصراع، بزخْمٍ وطني يؤرِّق إسرائيل حاضرًا ومستقبلًا.
إن القيمة العظيمة لاضطلاع الجندي المصري الأصيل محمد صلاح بعمليته الفدائية التي أفضت إلى قتل ثلاثة من جنود الصهاينة الغزاة وجرح آخرين، هو الردُّ على ما توهَّمه مناحيم بيجن وموشي دايان مهندسا كامب ديفيد، بأن المفاوضات السياسية وليس العمل العسكري هو الطريق الوحيد للتسوية بيننا وبين الاستعمار الكولونيالي الاستئصالي العنصري الذي يُدعى إسرائيل.
وهو ما عبَّر عنه بجلاء موشي دايان أحد قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في كتابه الذي عنونه باسم "أنا وكامب ديفيد" بقوله:"إن مَنْ يرفض الطريق العسكري كوسيلة لتحقيق التسوية، يجب أن يختار طريق المفاوضات.فاليوم لا توجد للسكان العرب في المناطق المحتلَّة زعامة مستقلَّة، ولا القوَّة والقدرة على الانفصال عن منظمة التحرير. ولهذا فإن واجب العمل ملقى على عاتق إسرائيل".
وهو عين ما رمى إليه دايان ورفاقه من اتفاقية كامب ديفيد، أي "التوقيع على اتفاقية سلام مع إسرائيل دون التوصُّل إلى اتفاق على القضية الفلسطينية، وأن القوات العسكرية الإسرائيلية وليست القوات المصرية والأردنية هي التي ستظلّ في المناطق المحتلَّة".
لهذا رأى دايان أن مِفتاح التسوية يكمن في المسافة بين ما يريدونه هم، وبين ما سيُسلِّم به العرب.وبذلك بنوْا تحليلهم لطبيعة الصراع على أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب بينهم وبين الأمة العربية، بعد أن عجزت سوريا عن استعادة هضبة الجولان، ولم تستطع مصر دحر إسرائيل من سيناء، وباتت القوات الإسرائيلية أقرب إلى القاهرة ودمشق ممَّا كانت عليه من قبل.
ولا شكَّ أن تطبيع أنظمة الخيانة الوطنية علاقاتها مع العدو الصهيوني، وانسداد الآفاق النهائية، وتهرؤ ما يُسمَّى بالسلطة الفلسطينية التي فاقمت من معاناة الفلسطينيين بالقمع والعسف وتنسيقها الأمني مع إسرائيل، وتعميق المأزِق الداخلي الفلسطيني اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وضعف المجتمعات والأحزاب العربية، وعدم صياغة برنامج وطني نهضوي..تقدمي متكامل للتحرير والتغيير.. أسهم في تردي الوضع العام، وتكريس مفاعيله السلبية على المواطن العربي؛ ما خوَّل لإسرائيل ان تقول على لسان موشي دايان : (إن اتفاق السلام المصري - الإسرائيلي ليس اتفاق سلام رعويًّا، ولا تجسيدًا لنبوءة يوم الآخرة القائلة:"ولا يرفع الغريب على الغريب حربة"، إنه اتفاق سلام له ملاحقه العسكرية، إنه اتفاق سلام مصحوب ببناء مطارات، ومعه وعود بزيادة قوَّة الجيش الإسرائيلي، إنه اتفاق سلام سياسي. ولكنه أيضًا اتفاق سلام واقعي ومثالي".
ثم أضاف :"إن المصريين - يقصد بالطبع الوفد الرسمي المصري بقيادة السادات- لم يحاولوا مرَّة واحدة خلال المفاوضات التي أجريناها، أن يتهربوا من أي بند أو فصل هدفه الوصول إلى وعدٍ بتطبيق علاقات طبيعية كاملة بين إسرائيل ومصر. لم نرَ من جانبهم أيَّ محاولة للتوصل إلى تسوية مرحلية أو جزئية، بل حرصوا على التوصل إلى اتفاق كامل وإلى ثورة كاملة في العلاقات".

وهنا يكمن مغزى العملية الفدائية التي نهض بها الجندي المصري محمد صلاح نيابة عن الشعب المصري في موقفه الأصيل ضد مشاريع التسوية السياسية المطروحة عَنوة واقتدارًا على المِنطقة العربية، وضد عقم المفاوضات التي تتحدث عمَّا يزعمونه عن "حقَّيْن متساوييْن يستوجبان تنازلاتٍ متبادلةً"؛ ما جعل الإرهابي مناحيم بيجن يطرح في قمَّة كامب ديفيد الثانية مسألة السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي، ودفع السفَّاح أرئيل شارون إلى اقتحام الحرم القدسي تأكيدًا على مطلب السيادة الإسرائيلية. ومن ثَمَّ؛ سنستمرّ بمناسبة وبغير مناسبة في التأكيد على أن إسرائيل كانت وستظلّ مخفرًا أماميًّا لحراسة المصالح الأميركية والغربية في الشرق الأوسط، ولإجهاض حركة التحرُّر العربية.

وبذلك جاء ردُّ الشهيد البطل محمد صلاح مزلزلًا لما ابتغاه وسعى إليه موشي دايان ونخبته العسكرية والسياسية من أن تكون ما يدَّعون أنها "معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل": اتفاق سلام واتفاق تسليم. اتفاق سلام يضع حدًّا لحالة الحرب، ولواقع الحرب، ولصراعنا التناحري مع المشروع الاستعماري الصهيوني، ولإقامة علاقات طبيعية معه. واتفاق تسليم بوجود إسرائيل، ولطريق إسرائيل. حتى إن دايان يتبجح فيقول :"إن ما آلت إليه المعارك الأربع الضارية التي خاضها الجيش الإسرائيلي مع مصر، كانت هزيمة مصر، والدليل على ذلك، أنه في نهاية كل حرب أو كل معركة يرابط الجيش الإسرائيلي بالقرب من القاهرة أكثر من الماضي.إننا لم نفرض السلام عليهم، وإنما فرضنا عليهم محاسبة النفس"!

طبتَ حيًّا وشهيدًا يا بطل مع رفيقيْ نضالك وطريقك الشهيديْن البارَّيْن: سليمان خاطر وأيمن حسن.



#أسامة_عرابي (هاشتاغ)       Osama_Shehata_Orabi_Mahmoud#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد أبو الغيط والتجربة الإنسانية في رِهاناتها المتجدِّدة
- صفحة بغيضة من صفحات الاحتلال البريطاني لمصر
- ألبير آريِّه.. قصة مرحلة..ورحلة وعي ودور
- الشيخ يوسف القرضاوي..إمام التيارات المحافظة والسلفية
- محمد الطراوي..والحلم بوطن حر
- ملك التنشين.. أزمة مجتمع يعيش حالة استقطاب سياسي واقتصادي
- بهاء عبد المجيد... الساعي إلى اكتشاف جذوره في هُويته
- عباس أحمد.. شيخ المخرجين
- في ذكرى تصريح بلفور الاستعماري.. 102 عام على التآمر على القض ...
- أكتوبر والأدب
- في ذكراه السَّابعة.. حلمي سالم: ونصي ما ثَمَّ إلَّا حيرةٌ
- في ذكراه الحادية عشرة.. حين تغتني الرِّحلة بالصدق
- اشتهاء العرب، واختراع الآخر
- لماذا يلجأ الإخوان المسلمون إلى ليِّ عنق الحقائق؟
- خواطر حول وفاة الرئيس السابق
- حلمي شعراوي.. الحضورُ الفكريُّ الفاعلُ في ثقافةِ التَّحرُّرِ ...
- عبد الغفَّار مكاوي.. التَّعدُّدُ الإبداعيُّ والثَّقافيُّ وال ...
- المكتبةُ وطنُهُ.. والكتُبُ أصدقاؤه
- -أيام الإمام / البشارة-، أو قلقُ الذّات في مرآةِ التَّاريخِ
- -زمن العشق والجنون-.. أو استعارة القوَّة التَّشكيلية للحياة


المزيد.....




- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - الشهيد البطل محمد صلاح يردُّ على موشي دايان