أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمزاوي محمد - الصحراء المغربية: بين استرجاعها و تنمية أقاليمها.. تضيع حقوق محرريها!*














المزيد.....

الصحراء المغربية: بين استرجاعها و تنمية أقاليمها.. تضيع حقوق محرريها!*


احمزاوي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 08:16
المحور: المجتمع المدني
    


حاربوا انفصاليي البوليساريو و الجزائر و تحالف المعسكر الشرقي خلال سبعينيات و ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي، و صنعوا مجد المغرب و حرروا الصحراء مضحين بأقدس ما يملكه الإنسان في الوجود فداء للوطن.. فإذا بالمطاف ينتهي بهم على هامش التاريخ، و يطالهم النسيان و تغتصب حقوقهم و حقوق ذويهم في تناف تام مع وعود العاهل الراحل الحسن الثاني رحمه الله، و في خرق سافر للحقوق التي يخولها لهم القانون العسكري و التشريع الوطني، و في عصيان مستمر غير مفهوم للأوامر الملكية السامية!!!
إنهم شهداء و مفقودو و أسرى حرب الوحدة الترابية الذين استشهدوا و فقدوا و أسروا من أجل مغربية الصحراء و من أجل فرض الأمن و الإستقرار بأقاليمنا الجنوبية العزيزة.. عن هؤلاء أتحدث...
أهكذا تجازي الأوطان خدامها الأوفياء؟!
أهكذا تربى الأجيال على حب الأوطان؟!

إن الحديث حول قضية الصحراء و عن الحلول الكفيلة لإرضاء جميع الأطراف من أجل إنهاء النزاع المفتعل الذي عمر زهاء خمسة عقود و الطي النهائي للملف يفرض على جميع المتدخلين و على جميع مكونات المجتمع المغربي استحضار التضحيات الجسام لجنودنا الأشاوس، شهداء و مفقودين و أسرى و معطوبين، و حقوق أسرهم المسكوت عنها لعقود، لأن الملفات الحقوقية لهاته الفئة هي جزء أساسي من المعادلة و التي لا يكتمل حلها إلا بإنصاف هاته الأسر و تمكينها من حقوقها كاملة غير منقوصة، و التطبيق الكامل للتعليمات الملكية السامية بهذا الخصوص.

لقد أطل علينا السيد بوانو مؤخرا من خلال ملتمس داخل البرلمان بالتفاتة لفئة قدماء المحاربين و العسكريين و أراملهم و ضرورة تحسين معاشاتهم و تحسين أوضاعهم الاجتماعية. و حتى و إن استحسن البعض صنيعه هذا، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ألم يكن بإمكان حزب بوانو "العدالة و التنمية" القيام بما يطالب به السيد بوانو الآن و بإنصاف هاته الفئة بأكثر من ذلك، و تحديدا حينما كان حزبه يترأس الحكومة لولايتين اثنتين ( بنكيران + العثماني) بالرغم من إمطار رئاسة الحكومة حينها برسائل مطلبية و تقارير مفصلة عن الأوضاع الاجتماعية المزرية لهاته الفئة و عن ملفها الحقوقي المنسي؟!
إنها مجرد تصريحات سياسية المراد منها دغدغة مشاعر الشعب لغاية في نفس "يعقوب" ، و كأن أبناء هذا الوطن بدون ذاكرة! و إلا، كيف لذات الشخص، أن يقوم بعد ذلك بمجاملة الإنفصاليين أعداء وحدتنا الترابية الذين كانوا سببا في مآسي لا تحصى، و كبدوا المغرب خسائر فادحة إن على المستوى البشري أو الإقتصادي، و ينعتهم بالمغاربة المخطئين و اعتبارهم إخوانا "له" و يرفض تصنيف تنظيمهم كمنظمة إرهابية!!!
مواقف بعض السياسيين الحربائية ليست بغريبة. لذلك، فحتى في كلام أمثال هؤلاء عن أوضاع فئة أسر الجنود ضحايا حرب الصحراء المغربية نجدهم يتفادون الحديث عن تسوية الملف الحقوقي لهؤلاء الشرفاء و لا يتحدثون عن حقوقهم المسلوبة و المسكوت عنها، بل يكتفون بملتمسات استعطافية "فضفاضة" من قبيل المطالبة بتحسين أوضاعهم الإجتماعية المزرية و بالتفاتة عطفية و مراجعة معاشاتهم الهزيلة.. و كأن هؤلاء معدومون في حاجة إلى العطف و الشفقة و ليسوا شرفاء أمة و أصحاب حقوق مشروعة لاتزال في ذمة الدولة.

إن الصمت المطبق على الملف الحقوقي لأسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية من طرف المؤسسات الحكومية و الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و باقي مكونات المجتمع المغربي لفترة فاقت أربعة عقود ليعتبر أكبر وصمة عار على جبين المملكة و نقطة سوداء ستظل ورقتها تستغل من طرف أعداء الوحدة الترابية و من طرف التنظيمات الحقوقية الدولية و الدول المعادية لمصالح المغرب.

و الحديث عن تضحيات جنودنا الأشاوس من أجل مغربية الصحراء و عن حقوقهم و حقوق أسرهم الضائعة يجرنا بالضرورة إلى الحديث عن المستوى التنموي الرفيع ‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬لبلادنا‭ ‬نتيجة ‬‭ ‬للمجهودات الهائلة التي بذلت على المستوى الأمني و العسكري، و عن الميزانيات ‬الضخمة ‭ ‬التي خصصت لنماء المنطقة على المستوى الإقتصادي ‬منذ‭ ‬سنة‭ �‭ ‬إلى‭ ‬اليوم. ‬و لعل ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية من ارتفاع واضح‭ ‬قياسا‭ ‬بباقي‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة لخير دليل على ما سلف ذكره. ‬لذلك، أفلم يكن من الواجب ‬تعبئة‭ ‬مجتمعية شاملة‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على عناصر الجيش المحورية التي لولاها لما تم استرجاع 266 ألف كلمتر مربع من الأراضي، و لولاها لما تحقق ما تم تحقيقه من استقرار و نماء في المنطقة التي تزخر بالخيرات و الثروات المختلفة؟

إن أفراد الجيش المغربي، حماة الوطن، الذين استشهدوا و فقدوا و أسروا من أجل استكمال الوحدة الترابية للبلاد باسترجاعهم لأراضي الصحراء و ثرواتها إلى حضيرة الوطن، و بإقرارهم للأمن و بفرضهم للنظام داخل المناطق الجنوبية للبلاد يشكلون، هم و ذووهم، عناصر بشرية أولى بالدرجة الأولى بالتنمية جنبا إلى جنب بأبناء المنطقة، و هم أجدر و أحق بالإنصاف و التكريم مع الإعتذار عوض التنكر لحقوقهم على مدى أكثر من أربعة عقود و السخاء المنقطع النظير ، موازاة مع ذلك، مع الخونة قتلة و جلادي الأمس.



#احمزاوي_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آباؤنا الشهداء: رجال صدقوا العهد في الدفاع عن الصحراء المغرب ...
- أبناء شهداء ومفقودي الصحراء المغربية بين تهميش الإدارات وصمت ...
- أسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية و المصير البئيس و ...
- عيد الأضحى.. حين تتحول فرحة العيد إلى حنين مؤلم لدى أرامل وأ ...
- الحقوق المهضومة لأسر شهداء الصحراء المغربية بين 1975 و1991/


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد مقتل 5 أطفال في قصف صاروخي جنوب غربي اليمن
- خطة إسرائيلية لاقتطاع 40% من غزة وتحويل رفح إلى -معتقل غوانت ...
- محامية أبو صفية: موكلي فقد 40 كيلوغراما تحت التعذيب والإهمال ...
- جريمة مركبة في سنجل: عنف استيطاني ممنهج برعاية جيش الاحتلال ...
- بعد رفع العقوبات الدولية.. آمال الإغاثة في سوريا تصطدم بواقع ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف نقاط توزيع المياه على النازحين في غز ...
- الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال 373 عاملاً من الضفة و61 مشتبه ...
- نكبة فلسطينية -تتجدد-.. مخيم طولكرم تحت الجرافات وحق العودة ...
- رشيد حموني يطلب رأي كل من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئ ...
- 3850 حالة اعتقال خلال النصف الأول من 2025


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمزاوي محمد - الصحراء المغربية: بين استرجاعها و تنمية أقاليمها.. تضيع حقوق محرريها!*