أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمزاوي محمد - الحقوق المهضومة لأسر شهداء الصحراء المغربية بين 1975 و1991/














المزيد.....

الحقوق المهضومة لأسر شهداء الصحراء المغربية بين 1975 و1991/


احمزاوي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 23:23
المحور: المجتمع المدني
    


الحقوق المهضومة لأسر شهداء الصحراء المغربية بين 1975 و1991/ بقلم محمد احمزاوي ابن شهيد حرب الصحراء المغربية

خاضت المملكة المغربية، ما بين سنتي 1975 و1991، واحدة من أشرس معاركها دفاعًا عن وحدتها الترابية في الأقاليم الجنوبية. وقدم الآلاف من الجنود أرواحهم الزكية في سبيل الوطن، في معارك الشرف والكرامة. لكن، ورغم ما تحقق من نصر على الأرض، فإن أسر هؤلاء الشهداء – من أرامل وأبناء – ما تزال تعاني من ظلم صامت، وحقوق مهضومة، وتهميش غير مبرر، في واحدة من الملفات الإنسانية التي ظلت عالقة لعقود.
عانت أرامل الشهداء من التهميش المزدوج: مرة بفقدان معيلهن، ومرة بإقصائهن من الرعاية والدعم الاجتماعي. ورغم أن لقب "أرملة شهيد" يجب أن يكون عنوان كرامة وتقدير، إلا أنه ظل في كثير من الحالات مجرّد صفة إدارية لا تُترجم إلى امتيازات أو حقوق ملموسة. رحلت كثيرات منهن في صمت وقهر، دون أن يستفدن من سكن لائق، أو معاش كريم، أو رعاية صحية واجتماعية تليق بتضحيات أزواجهن.
أما أبناء الشهداء، فقد كبروا في ظل غياب سند حقيقي، وغابت عنهم الرعاية التعليمية والمواكبة النفسية والاجتماعية. بعضهم انقطع عن الدراسة، وآخرون تاهوا في دهاليز البطالة والتهميش، رغم أن القانون يمنحهم صفة "مكفولي الأمة". الأدهى، أن من واصل دراسته بتفوق، وحصل على شواهد جامعية أو مهنية، وجد نفسه خارج منظومة التشغيل والإدماج، وكأن الوطن لا يعترف بتضحيات آبائهم.
والمثير للاستغراب، أن عددا من أبناء الشهداء، حين قصدوا مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، قوبلوا بجواب محبط: "أنتم لا تتوفرون على الصفة". فهل يعقل أن يُنكر الحق على من فقد والده في معركة الدفاع عن الوطن؟ وهل يُقبل في بلد يقدّس الشهادة أن يُقال لابن شهيد إنه لا صفة له؟
الأكثر إيلامًا، أن هذه الفئة حُرمت أيضًا من العلاج المجاني في المستشفيات العسكرية، ومن الاستفادة من برامج السكن، والتشغيل، والمأذونيات، وبطاقة الإنعاش الوطني، وحتى من التعويض عن الضرر. بل إن مطلب جبر الضرر بقي حبيس الخطابات، ولم يُفعل إلى اليوم، رغم أنه أحد أبرز أوجه العدالة الانتقالية والإنصاف المؤسساتي. فهل جزاء من ضحى بروحه أن تُهمّش أسرته وتُنسى قضيته؟
ورغم صدور تعليمات ملكية سامية في أكثر من مناسبة، تدعو إلى تمتيع أسر الشهداء بكامل حقوقها، إلا أن هذه التعليمات لم تجد طريقها إلى التطبيق العملي. ولم يُفتح تحقيق أو يُحاسب أي مسؤول عن تقاعس الإدارات المعنية عن تفعيلها، ما يجعلنا أمام سؤال مشروع: من يعطل تعليمات الملك؟ ومن يحول دون إنصاف هذه الفئة المكلومة؟
لقد بات من الضروري، اليوم قبل الغد، معالجة هذا الملف الإنساني والوطني بتصور شامل، يعيد الاعتبار لأسر الشهداء، ويقر بحقوقهم غير القابلة للتصرف. فكرامة الوطن لا تكتمل دون صون كرامة من ضحّوا من أجله، ورد الاعتبار لهم ليس مكرمة، بل واجب وطني وأخلاقي ودستوري.
في الختام، يبقى مطلب تخصيص "بطاقة أسر شهداء الصحراء المغربية" أمرًا ملحًا، يُخوّل لهم الولوج إلى المؤسسات والخدمات الاجتماعية والصحية، أسوة ببطاقة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. فهؤلاء الشهداء سقطوا في الميدان من أجل وحدة التراب، وهم في طليعة المشاركين في المسيرة الخضراء، أليس من حقّ أسرهم أن تحظى باعترافٍ رسمي يُخلّد تضحياتهم، ويصون كرامتهم؟







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المجموعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم التجويع كسلا ...
- العدل الأمريكية: اعتقال متخصص في تكنولوجيا المعلومات لتعامله ...
- مسؤول بالأمم المتحدة: -غزة المكان الأكثر جوعا في العالم-
- ضابط احتياط إسرائيلي يرفض المشاركة بحرب غزة خشية على حياة ال ...
- منظمات إغاثة تطالب السويد بإعادة الدعم لوكالة الأونروا
- القاهرة: اجتماع عربي يقر آلية للمساهمة في إغاثة قطاع غزة
- اليمن.. منظمتان دوليتان تدعوان الحوثيين إلى إطلاق سراح العشر ...
- لحماية الأطفال... فرنسا تحظر التدخين في الشواطئ والحدائق الع ...
- الأمم المتحدة: غزة تتغذى بالتنقيط والجوع يقترب من مستويات كا ...
- آلية توزيع فاشلة بامتياز .. ومهينة ومذلة وحاطة بالكرامة الإن ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمزاوي محمد - الحقوق المهضومة لأسر شهداء الصحراء المغربية بين 1975 و1991/