- هل الامريكا دخلت في نظام التفاهة السياسية ام ماذا -

هوكر الشيخ محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل ايام ، سمعنا بان امريكا ارسلت سفيرها في تركيا الى سوريا لكي يمثل الولايات المتحدة ، في الجولة الاخيرة من المفاوضات بين السيد مظلوم عبدي و السلطة الجديدة في سوريا ، و هذا شيء طبيعي لدولة عظمى مثل امريكا التي هي الحليف الكبرى لروجافا و قوات قصد التي قاومت الداعش و اضحت بآلاف من خيرة ابنائها من الكورد و باقي المكونات من السريان و العرب و…الخ ، من الذين كانوا يتطلعون الى غدٍ افضل و حكمٍ رشيد بحيث يرعى حقوق الانسان و يؤمن بحقوق المرأة و المساوات . فامريكا هي الدولة العظمى التي نعرفها كراعية للسلام و الديمقراطية في العالم ، و يرأسها الان الرئيس دونالد ترامب الذي نتصوره كرجل السلام في العالم و يستحق بان نراه نائلاً لجائزة نوبل للسلام عن جدارة و على الاخص في هذه الدورة و في قيادته لاعظم دولة في العالم ، كما و تراكمت عنده خبرات هائلة عن العالم و الشرق الاوسط علىٰ وجه الخصوص ، و هو على دراية بما جرى و يجري في بلدانها ، و من هم الامم التي تعيش في هذه المنطقة . كما و نتصور بأن الرئيس ترامب و إدارته يعرفون حق المعرفة عن مائة عام مضت على شعوب هذه المنطقة من الويلات و عدم الاستقرار نتيجةً لاتفاقية سايكس -بيكو . و لكن و مع كل الاسف سمعنا قبل ايام بان السفير توماس باراك تفضل بكلامٍ غريب و عجيب و على العكس لما عرف بها امريكا ، كلام ان صح المراد منها سوف يدحض المباديء التي بنيت عليها الولايات المتحدة الامريكية ، عندما يقول بانهم وصلوا الى القناعة بان الفدرالية و الحكم الذاتي لا تصلح لا لسوريا ولا للعراق!. و ان صحت ما قاله معالي السفير و يعني ما يعنيه ، فهذا مؤشر على تراجع امريكا عن مبادئها و بالمقابل يكافئ الانظمة القمعية النابذ للديمقراطية و حقوق الانسان، و إلا ماهي نتيجة 14سنة من الويلات و الدمار على يد نظام الاسد الذي كان يحكم بقوة النار و الحديد مع كل شعوب سوريا مخلفاً الدمار و التهجير و…الخ. أ يصح ان يغير طاغية بطاغية اخرى و يقال للكورد والدروز و العلويين ارجعوا الى المربع الاول؟!، لان توم باراك اقتنع بان الفدرالية غير صالحة لهذه الدول !. اليس من حق الناس في سوريا ان يقولوا ما تفضل به توماس هي ليست الا ترجمةً لما يدور في خلد اردوغان عن سوريا ؟! ثم الغريب في الامر ان السيد توماس هو كما يقال رجل اعمال في مجال العقارات ، و حكام الشرق الاوسط الطغات لديهم الخبرة في استمالة بعض الاشخاص نحو ارتشاء و شراء الذمم ، علماً بانني استبعد هذا الاحتمال و لكن الناس احرار فيما يفكرون . عليه ارجو ان يكون ما قاله السيد توماس عن سوريا و العراق ، لا تعبر عن السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط ، بل ان يكون كلاماً دبلوماسياً لترضية بعض النفوس انياً و لتمرير ما يصح لامريكا و مصداقيتها و للمنطة و شعوبها .
و ان كان ما قاله السيد توماس تعبيراً عن السياسة الامريكية ، فهو بحق يكون بمثابة تصديق لما يروجه اعداء امريكا من الصينيين و الروس في العالم بان الامريكان غير صادقين فيما يدعون عن الديمقراطية و حقوق الانسان و المساوات . فعيون الناس في هذه المنطقة شاخصة على النتيجة ، و ان كانت النتيجة مطابقة لما يقوله السيد توماس ، فهي دليل على ان الولايات المتحدة يكيل بمكيالين ، و الاّ ماذا يعني ان الفدرالية صالحة لامريكا و سويسرا و كندا و…الخ ، و غير صالحة لسوريا . الناس في ظل النظام الفدرالي يتمتعون بحياة كريمة ، ولكن في الشرق الاوسط النظام الشمولي الاستبدادي احسن ملائمةً من الفدرالية! .
لذا نقول و بصراحة اذا سكتت الادارة الامريكية عن ما قاله السفير ، فهذا يدل على صحة المقولة التي تقول : " السكوت علامة الرضا " وان كانت النتيجة هكذا ، فلنا الحق ان نقول بان سياسة الولايات المتحدة قد دخلت في صلب نظام التفاهة التي تكلم عنها ( الان دونو )في كتابه المشهور .
أخيراً نرجوا ان لا تضحي الادارة الامريكية بهيبة و مصداقية امريكا تجاه الشرق الاوسط و شعوبها .

#هوكر_الشيخ_محمود (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل