أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر الشيخ محمود - أمريكا في قلب الفوضى في الشرق الاوسط















المزيد.....

أمريكا في قلب الفوضى في الشرق الاوسط


هوكر الشيخ محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لاشك فيه ان الدول تبحث عن مصالحها دوماً ، منها الآنية أو الإستراتيجية . فالآن ما آلت إليها هذه المنطقة المهمة إقتصاديةً و جيوسياسياً هي بمثابة طبخة سياسية مستوية مهيأة لتوزع على من هم يحتسبون من ثلة العاملين اللذين ساهموا في إيجاد مستلزمات هذه الطبخة . و بالطبع الدول الغربية و على رأسهم أمريكا ، هم من عملوا و يعملون على تحضير و توجيه النار الهادئة تحت الموقد كي تكون الطبخة صالحة للاكل و الهضم أيضاً . هم انفسهم يديرون المنظمات الدولية ، لذا قراراتهم تسطر حسب مصالحهم ومن ثم يحركون ماكنتهم الاعلامية و قواهم الاقتصادية و العسكرية في قمع الثورات حيناً و تأجيجها أحياناً أخرى حسب متطلبات مواقفهم من الصالح والطالح المنسجم مع خطتهم التكتيكية و الإستراتيجية . و بحسب مصالحهم يطبلون لافراد مغمورين كي يهيئوا للعب دور القائد في هذه البلدان المنكوبة و ليبايع من قبل القطيع كقائد ملهم ، وهم في الحقيقة ليسوا الا بيادق على رقعة شطرنجهم الاستعماري الحديث .

هذه النماذج من القادة يديرون زمام الدول و الحكومات كأنهم قادة حريصة على مصالح شعوبها ، أما وراء الكواليس ، هم بيادق ليس إلا . و حين يأتي ساعتهم يطاح بهم كقرابين العيد على يد من هم اكثر خنوعاً من المقيّد السابق . فالنماذج في الشرق الاوسط كثيرة بحيث لا تحتاج الى عناء البحث . و على سبيل المثال لا الحصر انظروا الى سيرة شاه ايران محمد رضا و والده ، و الى دكتاتور العراق صدام و قذافي و حافظ اسد و ابنه بشار ، و و و …حدث ولا حرج . و زعماء باقي الدول الشرق الاوسطية هم من نفس الطينة بصفة مباشرة او غير مباشر . أمريكا و من في فلكها ، ما لا يحتسبون لها هي شعوب هذه المنطقة و منهم الكورد اللذين هم بحق ضحية سياسة الدول العظمى من بعد الحرب العالمية الاولى ، حيث جزأت وطنهم كوردستان بين خمس دول ، كي يعانوا ابشع انواع التنكيل على يد حكومات الدول المسلطة على رقابهم لاكثر من قرن من الزمان.
فالآن ما يدور في الشرق الاوسط هي بحق فوضى و هذه الفوضى هي ما تسمى بالفوضى الخلاقة من قبل الدول العظمى ، و الخناقة بالنسبة لشعوب المنطقة ، كونهم هم الضحية و وقود هذه الحروب التي تنشب في بقعة و تهدأ لكي تندلع في بقعة او في بلدٍ آخر . خلاقةٌ للدول العظمى ، كونها تسهل التدخل في مصيرها و في الأتيان بمن هم أكثر خنوعاً من سابقه . و لكن هذه اللعبة قد لا تفيدكم في المستقبل ، و هذا لكون بروز قوى ماردة مثل الصين التي تعمل حثيثاً كي تسبق قواكم التكنولوجية في كافة مجالاتها و لها قوى بشرية هائلة بحيث يستطيع أن يتحداكم ، ان لم يكن الآن ففي المستقبل القريب ترونها كيف يقلب الموازين و يعرض مصالحكم للخطر ! عليه اقترح عليكم ان تغيروا قواعد اللعبة القديمة التي اتخذتموها و كانت صائبة لمائة عام مضى ، حيث كانت تصب جلّ اهتماماتكم لصالح الحكام الطواغيت كي يلعبوا بشعوبهم كيفما شاءوا ، لكن في هذه الالفية و في ضوء كل هذا التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات و المكاشفة ، عليكم بمراجعة قواعد لعبتكم القديمة و تغيروا من طبيعتها ، أي بدل تصنيع القادة البيادق ، أن تهتموا بشعوب المنطقة ومنهم الكورد اللذين اضطهدوا على يد حكامهم في كل أجزاء وطنهم المُجزّأ كوردستان و اذكركم بأني بعد سقوط الطاغية صدام ، كتبت مقالة بعنوان :" أمريكا عند برزخ الشرق. الاوسط بين النصر و الهزيمة " و قلت فيها بانكم تستطيعون ان تحصدوا و تستفيدوا من وراء الاطاحة بصدام ، شريطة ان تعملوا و تحرصوا على مصلحة الشعب العراقي بكوردها و عربها ، بحيث يحسون بانهم بحق حرروا من نير الدكتاتور ، لا ان يندموا على ما حلّت بهم . و بهذا تصبحوا مرغوبين لدى عامة الشعب ، ولكن وا أسفا كنتم تغازلون السرّاق و استبحتم البلد كي تسرح و تمرح و تلعب الحرامية بمقدرات الشعب، لا بل تغاضيتم الطرف عن احتلال المناطق المستقطعة من كوردستان لصالح الدول الاقليمية المحتلة لأجزاء أُخرى من وطن الكورد. .
الكورد كانوا لديهم قوى منظمة نوعاً ما قبل سقوط النظام و كانوا مساعدين لكم ، ولكنكم وقفتم حتى على الضد من الاستفتاء في كوردستاننا الملحق بالعراق المصطنع من قبل البريطانيين و الفرنسيين . نتساءل أو ليس الاستفتاء نوعاً من الممارسة الديمقراطية عند الشعوب ، وانتم دوماً تتشدقون بانكم رعاة الديمقراطية و حقوق الانسان ؟!. و من ثم وقفتم وقفة متفرج عندما احتلوا مناطقنا من قبل القوات الموالية للدول الاقليمية و المسلحة بالاسلحة الامريكية و بتخطيط و مباركة الدول الاقليمية أيضاً ! . وحتى عندما انتهكت اكثر من خمسون مادة من مواد الدستور العراقي الجديد الذي سنت و حضيت بموافقة اكثرية الشعب العراقي و برعايتكم ، لا لشيء فقط لانه يتماشى مع حقوق الكورد . وانتم على دراية بما يجري في العراق و اين تتجه البلد في ظل هذه الاقلية الرافضة لحقوق الغير ، مع هذا لم نرى منكم موقفاً مطلوباً وكانكم مؤيدون لما يجري !. والآن في دولة اخرى من الدول المحتلة لجزء آخر من وطننا أي روجافا في سوريا ، اطيح بالنظام و هُرِب بالطاغية ، و على مايبدو قُدِم البلد لجماعة اسلامية وليدة من رحم القاعدة . و روجافا كانت القوة الفعالة التي قاتلت القوى الارهابية معاكم ، و لكن النظام التركي الذي فعل ما فعل بعفرين ، يصرح على ان هدفهم الوحيد هو ازاحة قوات سوريا الديمقراطية كونهم ارهابيين ! هنا نتساءل ان كانت تلك القوات ارهابية حسب ادعاء الاتراك ، أذن كيف الامريكان تحالفوا معهم لمقاتلة داعش ؟! وان كانت ادعاء الاتراك محض افتراء لكي يقضوا على مكتسبات الكورد في جزء من وطنهم ، فبماذا نفسر تغاضي الطرف من قبل الامريكان عن كل هذه الانتهاكات التي يمارسها النظام التركي على مرأى و مسمع العالم ؟! اليس من حقنا ان نؤيد المفكر (آلان دونو) و نقول بانه قد شرع نظام التفاهة في ادارة العالم !. فالآن كل العيون متجهة نحو دونالد ترامب الذي يتسلم مقاليد الرئاسة الامريكية بعد يومين اي في 20 يناير2024 ، كي نرى كيفية تعاطيه مع مايدور في سوريا و الشرق الاوسط ككل ، هل هو رئيس عظيم لدولة عظمى ، أم شريك لطغاة الشرق الاوسط . نحن نتأمل من هذه الدورة الرئاسية لدونالد ترامب الذي اكتسب خبرات كثيرة من دورته السابقة ، ان يكون بادرة خير لهذه المنطقة المنكوبة المبتلية بحكامها الطغاة ، كي يغير من تلك المقولة التي كانت اصحاب الايدولوجية اليسارية و الراديكالية يروجون لها. على ان أمريكا هي عدوة الشعوب و ليس براعي الديمقراطية و حقوق الانسان .

نحن نتصور بان الرئيس ترامب قد تعرف على قوات سوريا الديمقراطية و قادتها و هو بنفسه قد اشاد ببطولاتهم في مقاتلة داعش و في كيفية ادارتهم لتلك المنطقة ، كما و معاملتهم مع الاطياف القومية والدينية ، و من ثم حقوق المرأة و مساواتها بالرجل . كل هذا و الاتراك لا يتوقفون عن تسميتهم بالارهابيين ! وانتم تعرفون حق المعرفة من هم رعاة الارهابيين . نتمنى ان لا يتكرر ما فعله ساسة امريكا تلك السياسة أللاأخلاقية كما اعترف بها هنري كيسنجر ، مع الثورة الكوردية قبل نصف قرن ، أي عندما اتفق نظام شاه ايران مع صدام حسين في1975 في الجزائر ، ليحرر أيادي صدام كي يقوم بابشع انواع التنكيل بحق الكورد ، من الانفال و القصف بالاسلحة الكيميائية و…الخ . نحن نعرف بأن البريطانيين هم من قاموا بتجزئة كوردستاننا ، هم و لحد الآن يقفون دوماً على الضد من أي مشروع قرار دولي عندما يكون لصالح قضيتنا في أي جزء من وطننا ، ولكن مايثير العجب هي ان دولة عظمى مثل امريكا لماذا ينقاد من قبل البريطانيين لكي تكون على الضد من مصلحة الشعب الكوردي سياسياً في المحافل الدولية !. كما و نعرف لماذا لا تعترف النظام التركي بالحقوق الديمقراطية للشعب الكوردي و منها حقه في الدراسة بلغتهم الام . فالاتراك يعرفون حق المعرفة بان الكورد في تركيا ليسوا بأقلية كما يروج لها ، بل هم الاكثرية القومية . لذا تراهم مصابين بداء أل(كوردوفوبيا ) ، و يعيشون مع هاجس فقدان زمام الحكم ديمقراطياً .
نفس الهاجس يجعلهم ان يقفوا دوماً على ضد من نيل الكورد لحقوقهم في أي جزء من وطنه ، و يقولوا دون خجل بانهم يعادون أية دولة للكورد حتى ولو كانت على المريخ ! . و أقول بأن وطن الكورد جغرافياً أوسع مما هو معروف عند الكثيرين و حتى لدى بعض من سياسيي الغرب و ثنكتانكاتهم . لذا عليهم أن يراجعوا ما سطره المستشرقين و الرحالة الاجانب عن وطن الكورد و جغرافيته . بمعنىً آخر أقول بان على سياسيي أمريكا و ثنكتانكاتها عندما يضعون الخطط الإستراتيجية البعيدة المدى عليهم أن يضعوا هذه الناحية نصب أعينهم و يراعوا القضية الكوردية في كل أجزائها ، و بذا يكون لهم أثبت موطئ قدم في الشرق الاوسط ككل . فالامة الكوردية أمة وفية لمن يناصره ، وهي شيمة هذه الامة على مدى التأريخ . و أخيراً أذكِر بأن عدد الرؤساء الامريكيين الذين احرزوا مكانة ملفتة في تأريخ أمريكا و العالم أجمع ، لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، خاصة ممن كانوا مناصرين للحق و قضايا الانسانية . أما الرئيس السابع واربعون أي دونالد ترامب ، بعيداً عن دغدغة المشاعر ، أمامه فرصة كي يكون صانع تأريخ ، في حال مناصرته لقضية أكبر قومية حُرِمت من ان يكون لها دولة مستقلة على ارضه و ليبين للعالم من هم الارهابيين و من هم اعداء الارهاب. .



#هوكر_الشيخ_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على مهلك يا عدنان الطائي
- رداً على تفاهات عمر ميران حول الكورد و تأريخهم
- شكراً شكراً يا حضرة الشيخ نواف الاحمد أمير الكويت
- مستنسخ هتلر يهيأ من قبل القوى العظمى و بإيديولوجيا اكثر شراس ...
- دولة عظمى يحكمها خرف ابله
- بمباركة أمريكا ، وعلى مذبح روسيا ،ألخليفة اردوغان يذبح عفرين
- -رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي-
- ما هذا يا قداسة البابا فرنسيس؟!
- أأمم المتحدة أم الأنظمة المتحدة أم إتحاد المافيات؟
- رسالة مفتوحة الى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظ ...


المزيد.....




- أشهر معالم البتراء..صور تخطف الأنفاس لسماء الليل في الأردن
- نقص حاد في المساعدات وتعثر في المفاوضات واستمرار غارات الجيش ...
- سوريا: وزارة الدفاع تعلن بدء انتشار الجيش في السويداء عقب اش ...
- ماكرون يريد أن يجعل من فرنسا قاطرة الدفاع الأوروبي
- مشاركة مثيرة للجدل لإندونيسيا في العرض العسكري بفرنسا... و-ح ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي: إخفاق جهاز الخدمة السرية مسؤول عن محاو ...
- كيف يحصل -التعاقب البيئي- بعد حرائق الغابات؟
- تغير المناخ يسرّع ذوبان أنهار الجليد بجبال الإنديز
- الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن
- الخارجية الإيرانية: بعد الهجوم على منشآتنا النووية السلمية ل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر الشيخ محمود - أمريكا في قلب الفوضى في الشرق الاوسط