أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر الشيخ محمود - أأمم المتحدة أم الأنظمة المتحدة أم إتحاد المافيات؟















المزيد.....

أأمم المتحدة أم الأنظمة المتحدة أم إتحاد المافيات؟


هوكر الشيخ محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أأمم المتحدة أم الأنظمة المتحدة أم إتحاد المافيات؟
أ.د.هوكر الشيخ محمود
من ينظر بإمعان إلى الوضع الدولي الان خاصةً في العقد الثاني من مستهل الألفية الثالثة،يرى وبوضوح بأن الانسانية والقيم الاخلاقية قد تهجر المجتمع الدولي رويداًرويداً،في حين تملأ صيحات وتبجحات الحكام والانظمة وماكناتهم الإعلامية الجبارة خاصةً في الدول العظمى حيث يتشدقون بالتحدث عن الأخلاق والقيم وحقوق الانسان والديقراطية وما إلى ذلك من الكلام المعسول ليجعلوا منها رماداً يذرونها في عيون الشعوب المغلوبة على أمرها ،كي تبقى تنتظر غودو ليخلصها من أنيابهم الفتاكة ومن براثن الحكام المحليين المفروضة من قبلهم على رقابهم في الشرق الاوسط والدول المنكوبة الاخرى. الوضع بات واضحاً لمن يتقصى الحقائق الشاخصة على الارض ولا يحتاج إلى عناء البحث و الدراسة العميقة كي يكون على بينة مما يدور في العالم من تحركات الدول العظمى في تصنيع الحكام المهزوزين و تسليطهم على رقاب شعوبهم والاطاحة عند الحاجة بمن فيهم يفكر بمصلحة الشعب خارج نطاق ما خطط لها من لدنهم .بمعنىً آخر هم يبقون على بؤر الصراعات لا بل يبحثون عن أية فجوة كي يخلقوا منها مصدراً لنزاعات عند الطلب ومن ثم يلعبون دور حلال المشاكل وراعي الانسانية و ممول المساعدات التي تقدمها أممهم المتحدة (عفواً يدهم اللعوب! ).لحد الان أمريكا ومن وراءه الدول الأوروبية و روسيا لهم باع طويل في إستغلال مقولات حقوق الإنسان و حقوق المرأة وما الى ذلك ، ولكن على مستوى الكلام فقط ،وهي طريقة سهلة كي يتدخلوا من خلالها في أمور الدول والشعوب الاخرى ، وهم مسبقاً متفقون على إقتسام الكعكة كل حسب أتعابابها في التزمير للخطة التي تتبنونها في تأجيج الصراعات في الدول الغير مستقرة سياسياً .فالروس أيضاً يشاركهم في المسرحيات التي تعمل في هذا العقد ولكن دوره مختلف ،فهو يلعب دور الطرف الاخر، أي في العلن يتظاهر وكأنه على الضد مما يعمل عليه الأمريكان و شركائه ،أما في الخفاء فهم ممثلون في كل تلك المسرحيات ، التي نهاياتها دوماً تراجيدية بالنسبة لشعوب المنطقة التي إبتليت ببلاء من يسمون أنفسهم بالقادة في تلك الدول المنكوبة،وهم في الحقيقة بيادق بيد أصحاب نعمهم الذين أتوا بهم ويساندونهم كي يعملوا على إذلال شعوبهم و يكونوا على أهبة الاستعداد كي ينفذوا ما يؤمرون دون أي تفكير بما يؤول اليه مصير شعوبهم نتيجة ما ينفذونها ،فالنماذج من هذا القبيل كثيرة . أما الصين فهو ملتهي بالتقدم على عدة محاور منها الاقتصادية والتكنولوجية وخاصةً في مجال التصنيع العسكري بحيث هنالك مؤشرات بأنهم على طريق التقدم وبأشواط ماكانت تحلم بها سابقاً وهذا بالنتيجة تفتح باباً آخر للصراعات تكون ساحة حسمها الشرق الاوسط بالدرجة الاولى، اَي المنطقة والعالم لا يخرج من مأزق ليجد نفسه في الاخر . عليه فمنظمة امم المتحدة ليست إلا حلبة أو مصنع كي يصيغوا فيها صياغة مايرتئونها لصالحهم و يصبغون مبتغياتهم فيها بالصبغة الشرعية كي يبدأوا بتنفذ مايحسم بينهم كأعضاء الخمسة الدائميين ،و عندما يكون أحد الأعضاء يرى بأن إحدى القرارات لا تصب في مصلحته عندها يستغل حق الفيتو ليسكت الآخرون وهذه لعبة أخرى بينهم كي يوئدوا اَي قرار مالم يرى فيه احد الأعضاء مصلحته ،حتى ولو القرار يصب في مصلحة شعب يواجه الإبادة على يد حاكم ظالم . أليس من الغرابة و المفارقة عندما لا تساند منظمة الامم المتحدة تطلعات الامم في ممارسات الديمقراطية منها الاستفتاء و حق تقرير المصير ، وهي حقوق مشروعة تؤكد عليها مواثيقهم ، لكن تلك المنظمة بالنسبة للكورد تقف موقفاً مناقضاً حتى مع مبادئها هذه أيضاً مثلما جرت في كوردستان العراق . عليه أليس من الحق أن تسمى تلك المنظمة بمنظمتهم أو بمنظمة الأنظمة أو...لذا أرى بأن ماصطره "وليم غاي كار"في كتابه"أحجار على رقعة الشطرنج" كان صائباً،لابل ما يقوله" بيركينز "هو أيضاً يوضح كيفية تعامل الدول العظمى ،بحيث نشك بكل مايقولونه حول القيم وحقوق الانسان. خير مانأتي به كمثال حي في الآونة الاخيرة هي كيفية تعامل السلطان اردوغان مع الكورد في سوريا تحت مظلة الشرعية الدولية ،تلك الشرعية التي تصيغها وتدعمها أممهم المتحدة بغية صون مصالحهم و مصالح بيادقهم !،وكأنهم لم يسمعوا ولَم يروا بما فعله و يفعله اردوغان في دعم مجرمي داعش ،علماً بأن هنالك وثائق دامغة على تلك العلاقة بين نظام اردوغان وبين تنظيم داعش الإرهابي .فالسؤال هنا هل الدول العظمى يسعون الى إستئصال داعش و قنواتها الحيوية؟!،لو كان الجواب بنعم ،فلماذا يتغاضون عن نظام أردوغان كي يستمر في دعم وتسهيلات لتلك المنظمة المقيتة. كل تلك الدول تحالفت ضد ذلك التنظيم،كما وان الكورد في العراق وفِي سوريا كانوا ضمن ذلك التحالف المذكور و قاتلوا ببسالة منقطعةالنظير ضد قوات داعش،وهذا لايحتاج الى الشواهد ، مع هذا فالكورد في سوريا بدأوا بممارسة الحكم في مناطقهم حكماً ديمقراطياً بحيث لايوجد له مثيل في المنطقة وفي جميع النواحي ،ولاسيما من ناحية حقوق المرأة، فهم قد شرعوا قوانين لا يتجرأ أي نظام متبجح بالديمقراطية في الشرق الاوسط أن يتقرب منها كونها تتناقض مع ما تتخذها الأنظمة الشرق الاوسطية على انها مبادئ لايجوزالمساس بها. أما من ناحية التساوي بين مكونات العرقية والدينية في روج آفا ، فهم بحق مثال يشهد له المواطنون،وأما من ناحية إيواء الاجئين فهنالك مئات الألوف استوعبهم الادارة الذاتية هناك ،علما بأن الإمكانيات في أدنى مستوياتها . من ناحية أخرى فالكورد يؤكدون دوماً بأنهم لا يشكلون خطرا على أي من الدول الجوار،كل ماهنالك هو مطالبهم في العيش الكريم من على ارض اجدادهم و نبذ العنصرية والارهاب .مع هذا فالأنظمة و الدول التي ألحق بها وطن الكورد قسراً،لا يتوانون عن وصف الكورد بالارهابي كونه لا يسكت عن الحق وفِي المقدمة حقوقهم القومية التي لا ينكرها حتى أممهم المتحدة و كل الخيرين . فانظام التركي بدأ ومنذ فترة بالتهديدات والوعيد و بالتحضيرات عسكرياً ،حيث حشد قواته من كل الصنوف على الحدود ، كما وهيأ لفعلته هذه الأجواء السياسية الدولية كي يضرب تطلعات الكورد و معهم سائر المكونات المتعايشة معهم، فالظاهر ان اردوغان قد إستحصل على الضوء الأخضر كي تدخل بقواته على مناطق روج آفا وعلى الأخص كانتون عفرين، لان اردوغان ومعه باقي محتلي وطن الكورد يخافون كل الخوف من أن يحصل الكورد على ممر مائي على المتوسط كونهم يرونها على ان يكون بمثابة بداية النهاية لاحتلالهم و إذلالهم للكورد.والانكى من كل هذه الغطرسات فهم يستهزئون بمشاعر الانسان في العالم ككل كونهم سموا عملياتهم العدوانية ب(غصن الزيتون !)الآن قد دخلنا في الْيَوْمَ التاسع على بدء الجيش التركي العضو في ناتو وحليف روسيا أيضاً عملياته العسكرية المجنونة على مرئى و مسمع كل المنظمات الدولية ومن ضمنها أممهم المتحدة دون اَي رادع ،والعالم تنظر وببرودة اعصاب كي تذبح هذا الشعب المسالم كما فعل صدام بكورد العراق في عملياته المسماة ب(الانفال) السيئة الصيت وبالقصف الكيمياوي دون أن تنس أممهم المتحدة ببنت شفة. فالاغرب و الأهوج موقف من هذا العدوان التركي هي موقف تلك الدولتين التين أقسمتا ارض كوردستان بحسب إتفاقيتهم المشؤومة " سايكس-بيكو "التي مرت عليها مائة عام ،والتي جعلت من وطن الكورد صليباً ومن الأمة الكوردية مسيحاً مصلوباً لينزف من أطرافه الأربع دون أن يشفي غليل دراكولات السياسة الدولية ،ولاتزال تلك الدولتان لايكفون من إتخاذ المواقف المتعجرفة بحق الكورد،خاصة بريطانيا حيث تشدق حكامها حول مايقوم بها اردوغان على انه يصب ضمن ممارستهم لحقوقهم الشرعية الدولية ،هذا تجاه روج آفا ،أما بالنسبة لموقفهم من كوردستان العراق فكانت موقفاً إنتهازياً إن لم نقل عدوانياً حيث بدأت شركة بريتش بتروليوم بالاتفاق مع العراق حول نفط كركوك بعد يومين من إجتياح قوات الحشد الشعبي لكركوك وباقي المناطق المستقطعة من كوردستان العراق .فأما فرنسا فأظهر موقفاً خجولاً في البداية ولكن بعد مكالمة هاتفية مع الأتراك صمتوا صمت الأموات إن لم نقل تراجعوا عما بدت منهم. لكن الروس اَي الحليف الحديث لأردوغان ، فموقفهم صريح حول هجمة اردوغان على الكورد،بحيث سحبوا قواتهم من عفرين ليتسنى لجيش اردوغان أن يفعل ما يشاء من حمام دم بحق الكورد الذين كانوا ولإيزالون يحاربون الدواعش ضمن التحالف الدولي،ولكن طالما الكورد ليسوا اصحاب دولة،وليسوا اعضاءً في أممهم المتحدة،عليه لا ضير في إبادتهم و إتهامهم بالإرهابيين أيضاً . أما أمريكا و تصوراتها على إنها القوة العظمى و راعية حقوق الانسان و حقوق المرأة من جهة و من جهة تصرح مراراً و تكراراً على ان قوات سوريا الديمقراطية هي حليفتهم الموثوقة بها في حربها ضد داعش، كما وان هذه التصريحات اثارت أعداء الكورد أشد إثارة ضد تطلعاتهم بصورة جنونية أكثر من ذي قبل. عليه فمن البديهي بان أية هزيمة للكورد في هذه المعارك فهي من دون أدنى شك هزيمة لامريكا ومصداقيتها في المنطقة و العالم أيضاً.فالكورد قادرون على الدفاع عن وطنهم عندما يكون بحوزتهم وسائل الدفاع ،كونهم لا الان ولا على طول تاريخهم ماكانوا يطمعون في اراضي الغير . فأما الماكنة الإعلامية للدول المحتلةلكوردستان ،العلنية منها و غير العلنية بدأت هذه الأيام بتذكير الكورد على ان امريكا لها باع طويل في الخيانة بحق القضية الكردية سابقاً، عليه لا تراهنوا على ما يقوله الأمريكان الان ،فهم لا يهمهم الامم ولا قضاياهم، كل ما يهمهم هي المصالح و المكاسب السريعة عن طريق الأنظمة التسلطية و حكامها الطغاة.ولا يجهدون أنفسهم بغير ذلك مهما كانت القضية مشروعةً. لذا فالعالم و بضمنها الكورد يتطلعون الى ما يتخذه أمريكا من المواقف الجادة تجاه هذه القضية كي يبرهنوا على مصداقيتهم في معاداتهم للارهاب بشقيه أي إرهاب داعش وإرهاب اردوغان تجاه الكورد . فمن يتطلع الى قيادة العالم مثلما يدعيها أمريكا عليه ان يعمل على الامم لا على الأنظمة المضطهدة لشعوبها،وإن غداً لناظره قريب.
*كاتب واستاذ جامعي –جامعة السليمانية



#هوكر_الشيخ_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظ ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوكر الشيخ محمود - أأمم المتحدة أم الأنظمة المتحدة أم إتحاد المافيات؟