مستنسخ هتلر يهيأ من قبل القوى العظمى و بإيديولوجيا اكثر شراسةً من سلفه

هوكر الشيخ محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليس بخافِ على أحد بأن العالم مقتبل على كوارث جم بحيث لا تحصى،منها البيئية والتي هي من صنع الانسان خاصةً قادة الدول العظمى الذين تسنموا تلك المقاليد عن طريق التجارة واحابيلها،أو سنح لهم الفرص من قبل اللاعبين المتخفين وراء الكواليس ،كي يقفزوا على السلطة و لينفذوا ما يملئ عليهم دونما رادع. أما من ناحية سباق التسلح فالعقول منشغلة كي تنتج منها مايكون اكثر فتكاً بالحرث و النسل فقط في سبيل ملء عيون الجشعين التي لا تملئها الا التراب . فالحروب أصبحت تجارة مربحة مادامت هنالك أوباش في دول شتى يحكمون بقوة الحديد والنار، و شعوبهم
ليسوا الا قطعاناً من النعاج ليس لهم هم الا إشباع بطونهم و مابين افخاذهم، لذا فالاوباش يخلفون أوباشاً أكثر شيطنةً من اسلافهم وأكثر خنوعاً و خضوعاً لأرباب نعمهم الذين قلدوهم تلك المناصب بأيادِ خفية أو حتى علنية في بعض الأحيان . والآن تطورت آلية الحروب وأساليبها كي يدمروا الانسان معنوياً من ثم جسدياً،فجائحة كورونا ليست الا آحدى هذه الأساليب .فالمتابع عندما يقارن كلام أوباما مع مايقوله ترامب ، يكون على بينة من أن كورونا ليس الا حلقة من تلك السلسلة أي الحرب والتجارة معاً، و من يدفع الثمن ليسوا الا الناس البسطاء. فأما ماكيناتهم ألإعلامية تنشر و تبث الرعب في العالم كي تدمر المعنويات لدى الناس وهذا أيضاً هي حرباً نفسية بإمتياز لتدمير البشر. الغريب في الأمر هو ان أمريكا و الصين يتهمون البعض على ان الآخر هو السبب في تفشي الوباء ، هذا في العلن،أما في الخفاء فترامب كان يساوم مع الصين لكي يفوز في الانتخابات . وكما يقال بان الروس كانوا لهم يد خفية لنصرة ترامب في حملته الانتخابية .اية لا أخلاقية تلك المساومات السرية التي يعملها قادة الدول العظمى.عليه أليس من حقنا أن نقول بان ما سطره وليم غاي كار و بعدها بيركينز في كتبهم ، ما كان إلا عين الصواب والحقيقة ؟!.
كل تلك المقدمة اريد منها ان أضع القاريء الكريم في موقف ليفكر معي ويتساءل هل مايدور في تركيا وسوريا والعراق ومن ثم ايران، هل هي أوضاع نابعة من رحم أمم المنطقة أم هي مصطنعة من قبل الدول العظمى كي تكون المنطقة مهيئة دائماً لصراعات قومية ودينية و مذهبية .لنرى ما يدور الان في تركيا، ونتابع ما يفعلها اردوغان وحكومته داخلياً و خارجياً، داخلياً يوجد في تركيا حركة سياسية و عسكرية يمثلها pkk أي حزب العمال الكوردستاني ، الذي ينتمي له ليس فقط الكورد ، بل يوجد في صفوفه أبناء و بنات كل القوميات بما فيهم الأتراك ،ومن الدوافع التي تشجع الناس على الإنتماء له ، هي تلك الممارسات التي تمارسها حكومة AKP ضد تطلعات الناس وخاصةً الكورد،حيث قُتِل ألآلاف من الكورد المدنيين على يد الجندرمة و أجهزة أردوغان ألأخرى بحجة ميولهم أو إنتمائهم لذلك الحزب . فأما ألإغتيالات التي تنفذها أجهزة أردوغان القمعية حتى في قلب أوروبا، فهي مسألة فيها نظر من قبل الدول ألعظمى،و خير دليل على ذلك إغتيال الناشطة سكينة جانسز و صديقاتها في أوروبا ،من غير أن يحركوا ساكناً طالما ألضحيات من الكورد . عبدألله أوجلان كان يدعو إلنظام قبل بروز AKP وأثناء حكم أردوغان،لا بل أعلنوا وقف إطلاق النار من طرفهم مراراً وتكراراً،لكن ألقوى العظمى مناغاتاً لأردوغان يصفون PKK حزباً إرهابياً،على الرغم مما يرون كيف كان مرتزقة أردوغان يذبحون أنصار الحزب المذكور و ينشرون الفيديوهات ألمروعة ،مع كل تلك الأعمال الإجرامية لنظام أردوغان ،فالدول ألعظمى مصر على أن AKP له حق في مطاردة PKK خارج حدوده أيضاً ، وكأن ألمقاييس قد تقلبت . نفس التعامل التي تقوم بها جمهورية إيران ألإسلامية من ألإعدامات المستمرة داخلياً و إغتيال ألنشطاء والقادة ألكورد في أوروبا مثل الدكتور عبدالرحمان قاسملو و ألدكتور صادق شرفكندي و آخرون دون أن يقال لهذه الأنظمة على عينهم حاجب من قبل ألمنظمات الدولية التي هي ليست إلا ألعوبة بيد ألدول ألعظمى ليحركها حسب مقتضيات مصالحها لا غير . لذا يحق أن نتسائل هل هذه ألخطوات منسجمة مع القيم الدولية و ألسماوية و الأخلاقية ، أي متماشية مع مواثيق الامم المتحدة؟!. هل يعقل أن يتحدى اردوغان العالم و يبعث بالسفن ليبحث في البحر عن الغاز والنفط في المياه اليونانية وفي المتوسط دون أن يأخذ الضوء من الدول العظمى؟! ثم هل إرسال المئات بل الآلاف من الجنود و الآليات الحربية الى سوريا و ليبيا وكوردستان العراق ، هل هي مجرد عنتريات من قبل اردوغان دون غض الطرف من قبل لاعبي الشطرنج الدولي؟! ثم هل الدول العظمى لا يصلهم الأخبار عما يقوله و ينفذه اردوغان؟! نحن نسمع و نرى مايقوله جو بايدن و حتى بولطن في كتابه الجديد عن تركيا،أيعقل أن لا يعرفها مصادر القرار في امريكا؟
الروس و مخابراتهم يعلمون علم اليقين بما يقوم به اردوغان، كما يعلنونها في بعض الأحيان الى الصحافة أيضاً ، و يرون ما أقترفه جيشه و مرتزقته في عفرين و روجافا ، مع هذا لم ينبسوا ببنت الشفة .لذا اليس من حقنا أن نقول بأن ما يعمله اردوغان هي تنفيذ لخطة جهنمية كي تحرق الشرق الاوسط و شمال أفريقيا وإرجاع المنطقة لحكم الأتراك الذي ذاقت تلك المناطق إبانه الويل و العلقم قرابة اربعمائة سنة . عندما نرجع بالذاكرة الى الثلاثينيات من القرن الماضي ، نرى بان هتلر ماكان يعلن عن نياته في البداية ، بل ركب موجةالديمقراطية ليصعد سلمها على انه يداوي كل الجراحات التي خلفتها الحرب العالمية الاولى التي تحطم على اثرها أقتصاد ألمانيا وكسرت شوكتها ،فمن الطبيعي بأن الشعوب تبحث عن حياة أفضل دوماً خاصةً في تلك المنحدرات ، الشعب يبحث عن المنقذ ليخلصه ممن عانى على أيديهم الفشل و الحرمان . فهتلر استغل تلك الفرصة ، حيث كانت كل صراخاته تبجحات لخدمة الشعب الألماني حتى اشتد عوده وتمكن من مسك الخيوط بيده ، عندها بدأ بالإبتعاد عن الديمقراطية خطوة خطوة ، من ثم كشر عن انيابه النازية متمسكاً بتلك الإيديولوجية العنصرية المقيتةالتي كانت له الإصغاء لدى مئات الألوف من الشعب الألماني لينخرطوا بعدها ضمن الحزب النازي ، ثم أقبل هتلر على إبعاد رجالات الدولة لإزاحة ألعقبات عن طريقه ، ليبدأ بالإنقضاض على الدول الاخرى وانتشر جيوشه في دول عدة و استمر الحرب كي يخلف كل تلك الدمار و ليحصد ارواح عشرات الملايين من البشر...فهل الدول العظمى آنذاك ماكانوا يعلمون عما يدور في خلد هتلر ، أو هل كل تلك المقدمات التي كانت تدور في ألمانيا ، ماكانت تولد شكاً لديهم؟!
لذا أقول بأن ما يقدم عليه اردوغان أشبه مايكون بالثلاثينيات القرن الماضي،فالفارق بينه وبين هتلرهو ان الأيديولوجية الدينية الاخوانية لأردوغان هي أفتك و أكثر قوةً للملمة التيارات الأصولية ومن ثم ليتعاظم جمهوره من التابعين لا في تركيا فقط بل في بلدان شتى،حتى يحين له الفرصة كي يعلن عن خلافته العثمانية الحديثة رسمياً ، وبذا يبسط يديه على تلك الدول . وبطبيعة الحال تولد تلكئالخطوة رد فعل و روح الثورة لدى أصحاب الدراية في تلك الدول ، بعدها تنقسم الشعوب المظلومة على نفسها بين المؤيد لاردوغان وبين المناوئ له بالضبط مثلما يدور في ليبيا الآن، وبهذا تبدأ لعبة القوى العظمى الحقيقية في نصرة الفلان تارة والعلان تارةً أخرى،وبهذا تضيع كل الامال امام تلك الدول كي تلحق بالركب التطور ،لابل تدمر بالأكثر،وهذا بحد ذاته هي الهدف المنشود لدى ألدول العظمى، وبالنتيجة تكون ثروات تلك الدول مباحاً لهم ،لا بل حتى العقول تجبر على الهجرة لتستقر في اوطان القوى العظمى، بالضبط كما حدث لالشعب الألماني إبان الحرب العالمية الثانية، عندما هاجر خيرة العقول و النخب ليستقروا في امريكا، ليس فقط الألمان بل من كثير من الدول الأوروبية الأخرى . إستمرار تلك الممارسات و الحروب ، و حتى هذه الجائحة الجهنمية اللتي يعاني منها العالم هذه الأيام ، يجعلنا أن نعتقد بأن كل الأعمال البربرية تصب في خانة تطبق نظرية مالطوس لترشيق سكان العالم كي يبقى منظري الحروب من اصحاب رؤوس الأموال ليعيشوا في عالم ذات البيئة الطبيعية ، لا هذه التي أفسدوها و خنقوها في سبيل مصالحهم السخيفة . فالنظام التركي ليس إلا نموذاً او مستنسخاً لهتلر و نظامه النازي ، كيف لا و هو يصرح بأن دخوله في كوردستان العراق هو كدخوله لبيته،لا بل يقول هل على صاحب البيت أن يستئذن أحداً عندما يدخل !. العجيب في هذا هو موقف الامم المتحدة التي هي كانت وريثة عصبة الأمم ، والعراق من ١٩٣٢ دولة ذات سيادة و عضو في تلك المنظمة الدولية و له دستور ،وحكومة اقليم كوردستان إقليم دستوري ضمن العراق الاتحادي،ولكن اردوغان لا يعترف بعراق يكون فيها الكورد صاحب إقليم دستوري. كما ويعادي سوريا طالما هنالك في روجافا قواتاً كوردية يسطر على مساحة من الارض ويحكمها ويدافع عنها ضد الدواعش ، و للمرأة فيها مكانة لا توجد في كل الشرق الاوسط مثيلاً لها .كل هذه يجدها اردوغان على الضد من تطلعاته الاخوانية و ألعنصرية، و ينعت قوات سوريا الديمقراطية بالإرهابيين ، في حين إنهم ضحوا بالآلاف من خيرة شبابهم في المعارك ضد الدواعش الإرهابية،والعالم يشهد على ما قامت به تلك القوات، مع هذا فالأمريكان و الروس يغضون الطرف عما يقوله و يفعله اردوغان من القتل و قلع أشجار الزيتون و تخريب الآثار التأريخية و نهبها طالما يشهد تلك الآثار على تأريخ أسلاف الكورد من الخوري ميتانيين و من الكاردوخيين و...عليه أو ليس من حقنا ان نقول بأن دول العظمى هيأ أردوغان ليقفز إلى السلطة عن طريق الديمقراطية و من ثم ينبذها خطوة خطوة حتى وصل به الأمر أن يفكر بأن يحرم شعوب تركيا من الشبكات الإجتماعية . أليس ألسؤال وجيه عندما نقول من سنحت له الفرصة كي يكون مستنسخاً لهتلر ؟!.

#هوكر_الشيخ_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات