أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - المغرب أَكَلَ عليها وشرِب















المزيد.....

المغرب أَكَلَ عليها وشرِب


مصطفى منيغ

الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المغرب أَكَلَ عليها وشرِب
تطوان : مصطفى منيغ
المغرب الرَّسمي له في القضية مواقف اغلبها ناسخة نفسها عن نفسها ، ورسائل مُرسَلَة لمن لهم رأي ومن ليس لهم رأي عبر الدنيا كلها ، إنه مؤيد للفلسطينيين في مطلبهم سلميا في تحرير أرضهم وإقامة دولة فلسطينية لها علمها ، وأنه مدعّْم خيرياً بما تجود به أريحيته المعروفة ومُسيِّراً لما يُوضع من صدقات في صندوق القدس الخاص بالأخيرة حفاظاً عليها ، تلك الصدقات المالية المجهولة المصدر كمقاديرها ، من طرف الممتدة إقامتهم من المحيط إلى الخليج وكأنها من الأسرار الواجب عدم إفشائها ، وبالتالي يسمح للشعب المغربي أحزاباً سياسية كانت أو منظمات نقابية أو جمعيات وهي بالآلاف أعدادها ، بنظام وانتظام التظاهر تضامناً مع المسألة الفلسطينية بكل مضامينها ، وهنا ينتهي الأمر ومن أراد التفلسف بالاستفسار فيما هو أكبر من ذلك وأهم من الأحسن الابتعاد عن الأجوبة المعطاة وأحوالها ، من طرف الحاكمين المطلعين عن سبب الأسباب وليست كلها ، المسألة واضحة في جوهر السياسة الرسمية المُعتمدة مند عقود أرادها المغرب حلاًّ له ولها ، التخلِّي ما أمكن عن التدخل بالعنف اتجاه أية معاملة لا تستمد من القوانين الدولية حقها ، كأنه ينأى عن فهم ما يقع من سلوكيات لا تقيم بها بعض الدول ما تعنيه هذه القوانين من تطبيق العدالة بين المتخاصمين مكتفية تلك الدول بما تراه ولو عن خطأ في مصلحتها ، ليس لأنه عاجز عن الفهم لكنه اختار طريقاً وإن كان صعباً المسير فوقها ، فهي ألأضمن لمن أراد عن طيب خاطر وتحدي اجتيازها ، ارتكازاً على مسؤولية لا دخل للعواطف في قواعدها ، بل مقتضيات الاستمرار على نهجٍ من الاستقرار الداخلي بأقل الخسارة الممكنة المضبوطة على نسبة لا تتحداها ، خاصة والمغرب ربع سكان إسرائيل مرتبط قانوناً بانتمائهم له كحالة لا يمكن تغييرها ، مهما غابوا عن أصلهم الأصلي عائدون اليه بنفس الأسماء والماضي وما إلى ذلك من أشياء ليس المجال الآن لشرحها ، وكل هؤلاء ما غيَّروا قيد أنملة من انتمائهم المفتخرين به وتكريس المُنْتَسَب لتراثه الحضاري أكانوا داخل تل أبيب أو نيويورك أو فيينا أو باريس أو مراكش أو وزان فتطوان او أي مدينة بين القارات الخمس سكنوها ، وهم يهود لهم ملة كما شاؤوا أبا عن جد يعتنقونها ، المغرب متسامح ومع أديان أخرى متمتعة بحرية تشييد دور عبادتها ، وحراسة مقابرها ، واحترام حرمة مقدساتها ، إلى هنا إدراك لب المعنى قد انتهى حتى بما يليها ، بالنسبة لمن يرفض واقع المنطق عن مجريات الأحداث المتجدِّدة وفروض تطوراتها ، إسرائيل بالنسبة لغالبية الشعب المغربي مكروهة وكاتب هذا المقال واحد منهم الأشد غضباً عليها ، لكن بين المغرب وإسرائيل يهود مغاربة لا يمكن مسحهم من الجنسية المغربية إلا بشروط بين يدي العاهل المغربي كلها ، ولا أحد سواه حق التدخل في أدق تفاصيلها ، هناك من يُظهر عدم رضاه عن التطبيع مع تلك الدولة الكيان المصطنع علماً أن ذاك البعض مَن وقَّع على وثيقة التطبيق وبنودها ، و في مقدمتهم حزب العدالة والتنمية بزعامة العثماني رئيس الحكومة ساعتها ، و كل التباكي عن الفاعل مجرَّد مسرحية عنوانها ، الانتخابات المقبلة ونتائجها ، لكن الشعب المغربي قوي الذاكرة لا ينسى من حاربه في إرادته وتصرَّف عكس ما يريد بها ، تاركا ما يحدث في غزة جالباً العار لمن يذكر على لسانه تلك الاتفاقية بما لها وما عليها . معادلة لا يعادلها أي تعديل غير انتظار فرج مالك الموجودات من بدايتها لنهايتها .
... المغرب منكب حالياً على الاستعداد لمواجهة صعاب لا يمكن التقليل من تأثيرها ، إن تُركت دون مراقبة قوة وسرعة زحفها صوبه لإغراقه بسلسلة إجراءات ، منها الدفاع عن النفس لأقصى ما يملك ، وما يتطلبه هذا "الأقصى" من تعبئة شاملة لجبهته الداخلية ، مادام الأمر مرتبط بوجود دولة وأمة ، وعلى رأس من يكن له العداء الشديد الجمهورية الجزائرية بنظامها العسكري الخالي ، التي لا تترك فرصة إلا وتستغلها في تشويه سمعة المغرب ، والأخذ من استقراره ما تخطِّط له بديلاً ، بدفع جهاز مخابراتها المتمركز بعضه في مدينة وجدة المغربية ، لابتداع افتراءات وترويجها بغرض زحزحة هذا الاستقرار ، في إطار حرب باردة نفسية ، تمهِّد لما هو أكبر الاقتتال بالسلاح ، وللجزائر منه ما اقتنته خصيصاً لملاءمة قربها من مرمى الهدف حسب تعبيرها ، وفق مفاجأة تتهيأ لها ، متطابقة مع تلك التي نفذتها إسرائيل في حربها مع إيران مؤخراً ، لكنها تعامت أن إسرائيل واقفة مع المغرب ، وستقف معه أكثر في حينه لربح الشعب في صفها ، و الامارات ستصرف من صناديقها السيادية على جعل المغرب في تلك الحالة ينتصر ، والولايات المتحدة الأمريكية ستصفع الجزائر صفعة لن تتركها حتى الالتفات للوراء ، بل لتقف مجمَّدة في مكانها ، لتتحوَّل لسخرية تاريخ يُروَى ، إذ لأمريكا مصالح إستراتيجية مع المغرب لا يمكن للجزائر الغوص في معرفة خباياها ، ومعظم أوربا ستنحاز للحق المغربي لأنها مالكة الحقيقة والمعلومات الصحيحة ، مؤيدة بحكم محكمة العدل الدولية في شان الصحراء ، بكونها مغربية الانتساب والجذور ، ومسائل أخرى لا نريد تذكير الجزائر بها ، لتتأكد أن سياسة المغرب سخرت كل جملة صحيحة خاطبت برموزها العالم وبمختلف اللغات حتى غير الحيَّة منها ، لتحافظ على وحدة المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة ، لذا عالجت مشكل الصراع العربي الإسرائيلي ، في إطار التوافق بين تأييدها للفلسطينيين في حدودٍ مسموح بها ، ومصالح رافعة شعار الوطن فوق كل اعتبار ، ولولا الجزائر لتبدَّلت السياسة ، إلا أن الجارة الشرقية خادمة ناجحة لإسرائيل ، حينما تضغط على المغرب ، ليختاط مع كل خطوة يخطوها في هذا الصدد ، وبتصرفات الجزائر هته جلبت على نفسها خصومة دولة مالي ودول كثيرة افريقية ، ولم يبقى لها سوى موريتانيا التي حاولت في اجتماع عسكري في تندوف ، عقدته لجرها نحو عداء بلا مبرِّر للمغرب ، لكن موريتانيا أعقل من تونس ، وأدرى بمصلحتها مع مَن ، إن أرادت أن تختار ، مركّزة في هذا الاختيار على تحكيم الحق مالك الحقيقة المُطلقة .
... السياسة المغربية المكرَّسة من الألف إلى الياء ، يمثل فيها الوزير مهمة ساعي البريد لا غير ، متى طُلِبَ عَجَّلَ بالحضور ، فيتسلَّمَ المعلومة وينسحب ليُنفِّذ بالحرف الواحد المطلوب ، مقبِّلاً الأيادي مرتين ، إحداهما مع حضوره ، وثانيهما عند الانصراف ، مبدياً الطاعة مُخفِيا "طاعتين"، بإحداهما يحافظ على استمرار وظيفته ، والثانية لتأهيله لها بالصمت ، مكتفياً بتلقي الأوامر والسرعة في فهم محدودية ما يجب عليه فهمه ، دون زيادة أو نقصان.

مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في
سيدني – أستراليا
212770222634
https://assafir-mm.blogspot.com/
[email protected]



#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن صفرو باهتماماتهم انصرفوا
- سبع رواضي أسوأ من الماضي
- الجزائر مسعاها خاسر
- المغرب عليهم ليس بالرقيب
- هذيان يستفيد منه الأمريكان
- كانت مصر وستظل هي هي مصر
- القمة في العراق فكرة لا تطاق /1من2
- العراق ولا شيء آخر على الإطلاق
- جدار العار مصيره الانهيار
- الأردن وزواج بغير مأذون
- في الظلام لا تمييز للمقام
- القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)
- القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (1من 3)
- خطاب العرب فيه وعنه غياب
- في لوس أنجليس العجز جالس
- أجل العرب مع قضاياهم أغراب ؟؟؟
- اختيار سمحت به الأقدار
- اليمن بمن حضر فذاك الوطن
- اليمن مهما اتفق الطرفان
- اليمن بين الرياض وطهران


المزيد.....




- ما هي خلفية الأزمة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر؟
- المرصد السوري: السويداء أفرغت من سكانها
- من هم العشائر في السويداء؟
- سفير أميركا بتركيا: إسرائيل وسوريا تتوصلان لوقف إطلاق النار ...
- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - المغرب أَكَلَ عليها وشرِب