أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - شآبيب المعفرفة الأزلية














المزيد.....

شآبيب المعفرفة الأزلية


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 13:04
المحور: الادب والفن
    


شعر: آدم دانيال هومه.
لم يزل قلبي يرضع رحيق التراب
الناضح من أغصان شجرة التوت
القائمة في صحن الدار المهجورة
وروحي ترفرف فوق قباب قريتي المنسية
في غياهب الأزمان
حيث تتناسخ أطياف الأحباب
وتغرد عصافير الذكريات
بين جوانح أعشاش الحمائم
تحت رذاذ الضوء
قبور أجدادي تنضح ببخور السموات
وعظامهم تضيء فوق قمم الجبال
وقيعان الوديان
تحوم أطياف الملائكة حولها
مرددين:
فلتتبارك الأرواح التي تقف على تخوم الموت
في انتظار بزوغ فجر جديد.

صورة أبي تميمة منسوجة في تلافيف ذاكرتي
كل صباح تتألق في مرايا النجوم
حين تنبجس الشمس من أكمام الفجر.

عندما أرى ظل أمي في مرآة الغيب
أعود طفلا يتأرجح بين يديها
وألملم من بين ضفائرها سنابل الضوء.

تحت الظلال الممتدة من نهر الفرات
إلى أقاصي أفغانستان
أسير مفتوناً بهديل الله على الشطآن
تحت السماء الملطخة بدماء المؤمنين
بدين العقل
على مر الأحقاب والعصور.

أحب أن أكرع ماء زلالا من النبع الثر
لأتمكن من عبور نهر الموت
إلى شاطئ الحياة المترفة
ليبتسم قلبي المخضل بالحزن
ولتنير معبد أفكاري شآبيب المعرفة الأزلية
لأشع كأيقونة النور بين سراديب الغياهب.

كل شيء يبدأ من ذاته
كابتداء الكون من وميض البرق
وزغاريد الرعود
ومن ارتجاجات الزلازل
انشقت أردية السموات
وتشكلت بيضة الأرض
وأفرخت الإنسان
ليمتطي صهوة الأحلام
مفتوناً بجنّة الأوهام
أبدعها المؤمنون الأتقياء المتقشفون
الذين يشيدون على الأرض قلاعاً وحصونا
وسجونا لاتساع جميع المارقين والملحدين
وغداً سيمضون بلا هوادة
وتبقى قبورهم الفارهة ملعنة الأجيال.

سؤال يخطر ببال كل الأبرياء
والسذج
والمجانين
من خلق الله؟

كارتعاش الريح بين أغصان الشجر
وكاغتسال حوريات الجنّة في غدائر الشمس
استدعي طفولتي لنمرح معاً
في حديقة مضمخة بالفراشات
لنقص ناصية الريح
ونحلق في أراجيح السموات
كعصافير تعربد في بيادر الصباح.

ماجدوى الكتابة بماء الذهب على بوابة عشتار؟
لقد وصل البرابرة المؤمنون
سكارى... وماهم بسكارى
حاملين صلواتهم ومطارقهم
وتحت آباطهم كتاب الله
ليحتفلوا بتحطيم تماثيل الثيران المجنحة
وتمزيق المخطوطات الأثرية
وتنجيس مساكن الآلهة
إنهم يتباركون بمقابر الأولياء
ويتلذذون بنكهة الطيور الساقطة من السماء
على موائدهم
وهم مستلقون على أرائك النشوة.

لقد شاخت المآذن الرقطاء
لم تعد تأوي إليها العصافير الغضّة
عند اكتظاظ الهجير
في قلب الصحراء المقفرة
حيث ينيخ على جذع نخلة جرداء
مسيلمة الكذاب... وصحبه الأتقياء
يحيكون عباءة من شجرة الأنساب
ليتلقفوا بها النجوم
قبل أن تسقط في هاوية الأسماء الحسنى
ويمتص الصدى كرياتها الحمراء
وقبل أن يصل الهابطون من سدرة المنتهى
ويلقون القبض على ظلال الأنهار
وأسراب الطيور الصاخبة على غصون الأمطار
لتغمر قلوبهم النيران.

أنا العائد من مجاهل السديم
المنطلق من الفضاء الأزلي
الشارد من هفوات الطفولة
والمتعطش لكل خطيئة لذيذة مقدسة
ولكل نزوة بريئة شاردة
تينع على زغب قلبي
لأحلق مع رفوف الطيور المضرّجة بالعشق
أقف على عتبة الوطن المهلهل
أنثر عليه رمال الشفق
وألقي على كاهله مرثاة الغيب
لينفض عن اهترائه شظايا النوم
وينتفض من بين أصفاد الموت
قبل أن يداهمه صليل السبات.

ما أوحش هذا القادم الملثم من قلب الصحراء
في عينيه شهوات أبابيل النار
ومن خلفة أعمدة غبار تتصاعد في الآفاق
كأرواح الموتى
لا يركن إلا في المقابر والبيادر
يأتيك كالسقر
لا يبقي ولا يذر
يلتهم الأشجار والأنهار والصخور
والأطفال
ويدمر الكنائس والأديار
والآثار
سيدات بابل وآشور
قيثارات مقطوعة الأوتار
ظباء شاردة في أصقاع الأرض
تختبئ في شقوق الصخور
وأخداديد الأرض
فراراً من أنياب الوحوش الضارية
تتضرع لإلهها الحي القدّوس
كي تنقذها من براثن هذا الأخطبوط الرهيب.

تشرئب عيون المهجرين إلى شرفات الوطن
حاملة في نظراتها شجو الحمام
ولهفة وحنين العصفور الدوري للبيادر
أنا المغروس في رحم أرض العراق
قبل أن يولد الله
أهجّر من أرض آبائي وأجدادي
لأنني أؤمن بارتقاء سلالم النور
العراق الذي يتمرغ اليوم بطقوس الجاهلية الأولى
وتتردد في أرجائه صلوات الثكالى
العراق الذي مات وهو على قيد الحياة
يستمد نضارته من أور وأوروك
فمن أين يأتي المخلص الذي يدحرج الحجر عن قبره
ليحلق في زوبعة البلجة نحو السموات العلى
لتبدأ أجراس الكنائس تقرع من جديد
وبدون انقطاع.



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنح القصيدة رأم الأمومة
- تتوهجين في الذاكرة
- ضفائر تتلألأ في مرايا الشمس
- مشاعل الطهارة والخلاص
- الأشعة الإلهية
- وطني فيض من الطهارة والقداسة
- أسباب عدم تلآلف الشعب الآشوري
- الوطن
- أقرأ باسم أمي سورة الأرض
- آشور يوقد جذوة الشمس
- دراسة موجزة عن ديوان (قصائد في قصيدة واحدة)
- بصيصضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
- أتمرغ في ضفائر أمي
- الثالث والعشرون من شباط
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - شآبيب المعفرفة الأزلية