أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - أمنح القصيدة رأم الأمومة














المزيد.....

أمنح القصيدة رأم الأمومة


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 07:52
المحور: الادب والفن
    


شعر: آدم دانيال هومه.
يوماً ما...
لابد
سيختلج النسغ في جذور الشجرة الذابلة.
*******
أهيم على وجهي في متاهات المنفى
وأحلق على جناح فراشة الحلم
لأتمرغ في ضفائر أشجار النخيل
على ضفاف دجلة والفرات
حيث تتوهج أرض الفراتين في دمي.
********
أخرج من قوقعة ذاتي
لأسمع صهيدل الدماء في عروقي
لأرى النور ينسكب من نافذة السماء
داخل كياني
وحينما أتمكن من دحرجة الشمس
على مدارج الأفق
أعرف أني وصلت إلى القمة
وأصبحتُ أنيس الله.
*******
ليس في وسع كل طغاة العالم
كبح جماح قصائدي الجامحة
الحاملة في رحمها أحلام الأجيال القادمة
لأن النفاق لم يخضّب مصداقيتها
ولأنها تغسل بالنور أوجاع وآلام شعبي
وتطهّر جراحه من شظايا الويلات
وتوقد في أحداقه الأمل بمستقبل مشرق
وترسم القبلات على وجنات الأطفال
وعلى أهداب برج بابل
وهو يعانق شمس الحريّة
لأنني أمنحها من صميم القلب
رأم الأمومة.
********
كما ترتعش العصافير فوق كثبان الثلوج
أرتعش من الحزن والألم
حينما أتخيل أبناء شعبي
رجالاً
ونساء
وأطفالا
يهيمون على وجوههم في الطرقات
ويهربون
وهم لا يعرفون إلى أين؟
لكن طريق الهروب
كان عبر شعاب جبال شاهقة
تكتنفها الثلوج المتراكمة
على امتداد [هكاري] في تركيا
و[أورميا] في إيران
وكان الإله آشور
يسترق السمع لخطواتهم
وظله يرفرف فوقهم
ويمنحهم القوة والعنفوان
ليضيؤا قناديل الأحلام
أمام فوارس تأتي على ظهور جياد الليل
لبناء مستقبل جديد
حيث تخرج الشمس عارية لاستقبالهم.
*******
ذاكرتي مترعة بصور القتل والإجرام
بحيث أصبحتْ تنزف دمعاً ودموعا
لهول المشاهد الوحشية
التي يقترفها أبناء الظلام
بحق الأبرياء المسالمين
لذلك....
حينما أنظر إلى شعبي
بعدسة ذاتي الإنسانية
وهو ملوّث بالمذابح والمجازر
وأراه كيف يضرب في الآفاق
خوفاً وهلعاً من قطاع الطرق
وأولياء الله
وكيف يتعذب ويشقى
ويجوع
وكيف يموت على أرصفة المنافي القصيّة
وهو يتضور شوقاً وحنينا
إلى وطن آبائه وأجداده
بلاد الرافدين المقدسة
أتكوّر كقنفذ هزيل
يجابه أشرس الوحوش المفترسة
ولكن لم تزل بي قوة
تستطيع أن تهز أغصان الشمس.
******
أتألم كثيراً
حينما أرى الأديان تزرع العداوة
بين البشر
مع أنهم جميعاً
وبدون استثناء
من جبلّة واحدة
وإلههم واحد
ووحيد.
وأكثر ما يؤلمني
حين أرى رجال الدين
(وكلاء الله على الأرض)
يؤججون نار الضغينة والبغضاء
بين الناس أجمعين
يكفّرون هذا
ويؤلهون ذاك
ويتقاسمون الجنة بينهم
وبين أتباعهم المقربين
جداً...جداً...جدا
أما الآخرون
السادرون في الغي والضلال
فإلى جهنم ... وبئس المصير.
*****
سمعتُ صوتاً من وراء ستار الغيب
يوسوس لي قائلا:
إذا أردت رؤية الله وجهاً لوجه
استند على عكازة شعاع الشمس
في غيهب الظلام
ودع قلبك يراوح بين الأرض والسماء
وبين النور والديجور
وبين الدين... ورجال الدين
أطعم الجهلاء خبز العلم
قبل تلقينهم كتاب الله
ليخرجوا من قماقم معتقداتهم المهترئة
لتنفتح عيونهم على معالم المدنية
وأنوار الحضارات الساطعة
كعناقيد النجوم المدلاة على شرفات القمر
ليطلوا من نافذة الغيهب
على أنوار حضارات سومر
وبابل وآشور
ضمّد جراح العصافير التائهة
لتعود إلى أعشاشها التليدة
لتعيش حرّة طليقة
في كل سماوات الكون اللامتناهي
المرصوفة بمرايا الأزمنة والعصور.
******
كلما نادى المؤذن في بلادي
يتساقط الثلج الأسود مدرارا.



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تتوهجين في الذاكرة
- ضفائر تتلألأ في مرايا الشمس
- مشاعل الطهارة والخلاص
- الأشعة الإلهية
- وطني فيض من الطهارة والقداسة
- أسباب عدم تلآلف الشعب الآشوري
- الوطن
- أقرأ باسم أمي سورة الأرض
- آشور يوقد جذوة الشمس
- دراسة موجزة عن ديوان (قصائد في قصيدة واحدة)
- بصيصضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
- أتمرغ في ضفائر أمي
- الثالث والعشرون من شباط
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح


المزيد.....




- مقتل مستشار فيلم -لا أرض أخرى- الحائز على الأوسكار برصاص مست ...
- مقتل ناشط فلسطيني شارك في فيلم حائز على جائزة الأوسكار بالضف ...
- إسرائيل.. الإفراج عن مستوطن قتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فا ...
- بيان المجلس الأعلى للثورة الثقافية استجابةً للرسالة الاسترات ...
- مستوطن يقتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فائز بأوسكار
- سواد القدور الخاوية يوثق في لوحات ظلام مجاعة غزة
- هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفي ...
- كيف أثّر فن وفكر زياد الرحباني في أجيال متعاقبة؟
- الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة -فرط صوتي ...
- تشييع الفنان اللبناني زياد الرحباني... وفيروز في وداعه


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - أمنح القصيدة رأم الأمومة