مقتل الشيخ صالح حنتوس في ريمة: اغتيال لرمز ديني يُشعل الرأي العام في اليمن

عادل السياغي

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 12:30
المحور: حقوق الانسان
    

في حدث هزّ محافظة ريمة وأثار موجة غضب واسعة، قُتل الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز مشايخ العلم والدين في منطقة السلفية، على يد مسلحين تابعين لجماعة الحوثي، وذلك خلال مداهمة منزله أواخر يونيو و مطلع يوليو 2025. هذه الجريمة فتحت الباب أمام سيل من التساؤلات حول حرية الموقف الديني المستقل في مناطق سيطرة الجماعة، وأعادت إلى الواجهة المخاوف من استهداف الرموز الدينية والاجتماعية الرافضة للوصاية الفكرية والسياسية المفروضة بقوة السلاح.


---

من هو الشيخ صالح حنتوس؟

الشيخ صالح حنتوس يُعد من رجالات العلم والدعوة المعروفين في محافظة ريمة، ومن الوجوه المحترمة في مديرية السلفية تحديدًا. كان دوره بارزًا في المجال الدعوي والاجتماعي، واشتهر بخطابه المتزن البعيد عن التحريض أو التحزب. ظلّ الشيخ خارج الاستقطابات السياسية، مع محافظته على موقف واضح برفض تدخلات جماعة الحوثي في شؤون المساجد والمجتمع، وهو ما جعله عرضة للمضايقة والملاحقة.


---

تفاصيل الحادثة

وفقًا لشهادات من أبناء المنطقة ووجهاء محليين، داهمت قوة مسلحة حوثية منزل الشيخ صالح حنتوس في أيام ما بين أواخر يونيو ومطلع يوليو 2025، دون مذكرة قانونية. تطور الموقف بشكل مفاجئ إلى إطلاق نار مباشر، أودى بحياة الشيخ في منزله. وذكرت بعض المصادر أن الجماعة كانت تضغط عليه لقبول تعيينات مشرفين موالين لها في الشأن المحلي، وفرض خطب الجمعة وفق الخطاب الحوثي.

وبينما روجت بعض الصفحات المقربة من الحوثيين بأن الحادثة "جاءت إثر مقاومة حملة أمنية"، فإن شهود عيان وأفراد من أسرته نفوا هذه الرواية بشكل قاطع، مؤكدين أنه قُتل بدم بارد دون أن يبدي أي مقاومة، وأن ما حدث كان تصفية متعمدة لشخصية دينية رفضت الخضوع.


---

ردود الفعل المحلية والشعبية

أثار مقتل الشيخ حنتوس غضبًا شعبيًا واسعًا في محافظة ريمة وخارجها. حيث عبّرت قبائل السلفية والقرى المجاورة عن إدانتهم للجريمة في بيانات متعددة، مؤكدين أن ما حدث "تعدٍ سافر على الدين، والعلم، والمجتمع". كما سادت حالة من التوتر في المنطقة، وسط دعوات للقبائل بتنظيم موقف موحّد لحماية رموزها.

في المساجد والمجالس الشعبية، تحوّل الحديث عن مقتل الشيخ إلى عنوان للظلم الواقع في مناطق سيطرة الحوثيين، وتزايدت الدعوات إلى عدم الصمت على مثل هذه الانتهاكات، التي تمسّ كرامة المجتمع المحلي وتاريخه الديني.


---

تفاعل منصات التواصل الاجتماعي

شكّلت وسائل التواصل الاجتماعي منبرًا رئيسيًا لعرض القضية، حيث اجتاحت صور الشيخ ومقاطع من دروسه القديمة صفحات النشطاء، وبرزت وسوم غاضبة منها:

#ريمة_تنزف

#العدالة_للشيخ_حنتوس

#السلفية_ضد_القتل

#صوت_الدين_لا_يُقتل


ناشطون دينيون وحقوقيون وصفوا الجريمة بأنها "اغتيال بصبغة فكرية"، و"رسالة تخويف لكل من يرفض الانجرار خلف مشروع الهيمنة الطائفية". واعتبر كثيرون أن الحادثة تمثل اعتداءً خطيرًا على حرية الدعوة والخطاب الإسلامي المستقل.


---

التداعيات المحتملة: ما بعد دم حنتوس

اجتماعيًا: تنامي الاحتقان في ريمة، وتصاعد نبرة الرفض الشعبي لسياسات القمع بحق العلماء والدعاة.

دينيًا: تعميق الفجوة بين المجتمع المحلي ومشرفي الجماعة، وارتفاع أصوات العلماء المستقلين للتحذير من تحول المساجد إلى أداة تعبئة سياسية.

قبليًا: تحرّك بعض وجهاء السلفية لتدارس خطوات تصعيدية، إما بطلب القصاص أو بالضغط لوقف استهداف الشخصيات المحايدة.



---

خاتمة: حين يُقتل العلم باسم "الأمن"

مقتل الشيخ صالح حنتوس لم يكن مجرد حادث عابر، بل جريمة تستهدف صوت العقل والاعتدال، وتكشف عن مدى هشاشة سلطة تقوم على تغييب الكلمة وإخضاع الناس بالقوة. هذا الشيخ الذي لم يحمل سلاحًا، ولم ينتمِ لأي جهة، قُتل لأنه اختار أن يبقى حرًا في موقفه، مخلصًا لمجتمعه، مستقلاً في ضميره.

ستبقى دماؤه شاهدًا على مرحلة تُحاول فيها الجماعة إسكات كل من لا يُردّد شعارها، بينما يشتد تمسّك الناس بصوت الدين الذي مثّله الشيخ حنتوس كما يصفه اتباعه .

*كاتب وباحث سياسي وعسكري يمني

#عادل_السياغي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل