أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ياسر حسن حسين - المال السياسي في الانتخابات العراقية: تهديد دستوري أم ضرورة تنظيمية؟














المزيد.....

المال السياسي في الانتخابات العراقية: تهديد دستوري أم ضرورة تنظيمية؟


ياسر حسن حسين
باحث وكاتب متخصص في التحليلات الدستورية والانظمة القانونية

(Yaser Alzubaidi Phd)


الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 08:27
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


بقلم: د.ياسر الزبيدي
لا شك أن المال يُعد أحد أدوات العمل السياسي المشروعة في جميع بلدان العالم ، لكنه حين يُستخدم بلا رقابة ولا ضوابط قانونية، يتحول من وسيلة مشروعة إلى سلاح يُشوّه الإرادة الشعبية ويُهدد مبدأ الانتخابات الحرة والنزيهة. كون المال السياسي لا يُشكل مجرد مخالفة قانونية، بل هو تهديد وجودي للمسار الديمقراطي والدستوري في أي بلد ومنها العراق. فحين تُشترى الأصوات، وتُحسم النتائج قبل التصويت، يتحول الدستور إلى وثيقة رمزية مفرغة المحتوى لا تحمي الإرادة الشعبية. وعليه، فإن الإصلاح السياسي الحقيقي يبدأ من إصلاح البيئة الانتخابية وتجفيف منابع المال السياسي من خلال مواجهته ، دستورًيا، وقانونًيا، ومجتمعًيا. واذا اردنا ان ندرج تعريف بمصطلح "المال السياسي": فيمكن تعريفه بانه الأموال التي تُستخدم للتأثير على نتائج الانتخابات خارج إطار الإنفاق المشروع، سواء لشراء أصوات أو تمويل حملات بتضليل أو ضغط غير عادل. ولا يخفى على أي متابع ان في العراق، أصبح المال السياسي ظاهرة مقلقة تُفرغ العملية الديمقراطية من محتواها الحقيقي، ما يستدعي الوقوف أمامها بكل حزم دستوريا وقانونيا.
أولاً: الأساس الدستوري لنزاهة الانتخابات
ينص الدستور العراقي في المادة (20 ) على أن:ـ "للمواطنين، رجالاً ونساءً، حق المشاركة في الشؤون العامة، والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح."هذا النص يُؤسس لمبدأ تكافؤ الفرص السياسية وضمان أن تكون إرادة الناخب حرة وغير مشوهة. وبالتالي، فإن أي سلوك أو ممارسة تُفضي إلى التأثير على هذه الإرادة عن طريق المال، تُعد انتهاكًا صريحًا لهذا الحق الدستوري. فشراء الأصوات، أو تمويل الحملات بشكل غير متكافئ، يُخل بأسس العدالة الانتخابية.
ثانيًا: مظاهر المال السياسي في الواقع الانتخابي العراقي
شهدت الانتخابات العراقية منذ 2005 وحتى اليوم تصاعدًا واضحًا في تأثير المال السياسي. ومن أبرز مظاهره:
• شراء الأصوات، لا سيما في الأحياء الفقيرة، من خلال توزيع مبالغ مالية أو سلع.
• تمويل الحملات الانتخابية من مصادر مجهولة، غالبًا غير خاضعة لأي نوع من التدقيق.
• استغلال موارد الدولة من قبل بعض الأحزاب، كالمركبات الرسمية، القنوات الإعلامية الحكومية، وحتى الكوادر الوظيفية.
• الدعم الخارجي أو دعم جماعات مسلحة لبعض المرشحين، مما يُخل بتوازن المنافسة.
هذه الممارسات، رغم شيوعها، لا تزال تمر دون مساءلة قانونية فعالة.

ثالثًا: أدوات تحجيم المال السياسي
1. على المستوى التشريعي:
يُعاني النظام القانوني العراقي من غياب قوانين صارمة تنظم تمويل الحملات الانتخابية، أو تُلزم المرشحين بالكشف عن مصادر تمويلهم. بل إن العديد من الأحزاب والمرشحين لا يُخضعون إنفاقهم لأي رقابة مالية.
2. على المستوى المؤسساتي:
• مفوضية الانتخابات تفتقر إلى صلاحيات فعلية في مراقبة المال السياسي.
• هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية لا تملكان آليات تدخل فاعلة في العمليات الانتخابية.
3. على المستوى القضائي:
رغم إمكانية الطعن في نتائج الانتخابات لأسباب تتعلق بشراء الأصوات أو التلاعب المالي، إلا أن ضعف الأدلة وصعوبة التتبع المالي يجعل من هذه الطعون غير مؤثرة في الواقع.

رابعًا: تجارب دستورية مقارنة
في فرنسا، تُفرض سقوف مالية صارمة على الحملات، ويُحظر تلقي أموال من الخارج، مع عقوبات قاسية للمخالفين قد تصل إلى إلغاء النتائج.
في الولايات المتحدة، يُسمح بحرية الإنفاق لكن يُشترط الإفصاح الكامل عن مصادر التمويل (نموذج الشفافية ).
خامسًا: توصيات دستورية وتشريعية
1. تعديل القوانين الانتخابية لتتضمن:
o سقوفًا مالية واضحة للإنفاق.
o آلية شفافة للإفصاح عن مصادر التمويل.
o عقوبات رادعة تتراوح بين الغرامة والإلغاء.
2. تعزيز دور المحكمة الاتحادية في تفسير النزاهة الانتخابية تفسيرًا موسّعًا ليشمل الرقابة على المال السياسي حيث يمكن ان تمثل المحكمة الاتحادية ضمانة قانونية ودستورية لتعزيز نزاهة الانتخابات ، من خلال الرقابة القضائية، تفسير الدستور، وحسم الطعون، مما يسهم في ترسيخ المسار الديمقراطي ومنع الانحراف عن إرادة الشعب.
3. نشر ثقافة انتخابية جديدة تقوم على رفض المال السياسي، من خلال منظمات المجتمع المدني والإعلام المستقل.



#ياسر_حسن_حسين (هاشتاغ)       Yaser_Alzubaidi_Phd#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم نظرية الظروف الاستثنائية
- الاحتجاجات الأمريكية وتأثيرها الدستوري: تحليل قانوني للأزمة ...
- الأزمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان: قراءة دستورية م ...
- الخلاف بين رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البصرة حول إزالة التجاوز ...
- حقوق المرأة في الدساتير: بين النص الدستوري والواقع التطبيقي
- حدود حرية التعبير بين النصوص الدستورية والواقع العملي
- مخرجات قمة بغداد الفائزون والخاسرون قراءة تحليلية
- موقف النزاع العراقي الكويتي بشأن السيادة على خور عبدالله: قر ...
- النظام البرلماني في العراق وفلسفة الحكومة والمعارضة
- تسهيل النفاذ الى الاسواق العالمية عن طريق تفعيل الاتفاقيات ا ...
- المنهج الاقتصادي في الدستور العراقي الدائم


المزيد.....




- روبيو ينتقد دعوة صحيفة إيرانية لإعدام المدير العام للوكالة ا ...
- اعتقال أكثر من 60 شخصا.. الشاباك يزعم إحباط خلية لحماس في ال ...
- جيش الاحتلال يعلن اعتقال عدة أشخاص من جنوب سوريا واقتيادهم ل ...
- السعودية تعلن إعدام مواطنين انتحلا صفة أمنية وتكشف ما فعلاه ...
- رحلة الحصول على المساعدات انتهت بإصابتنا واستشهاد ابني
- تصاعد معاناة الأسرى: السماح لعائلاتهم بحضور جلسات محكمة عوفر ...
- -أقراص المخدرات في طحين الإغاثة-.. مغردون يفضحون المساعدات ا ...
- تظاهرة حاشدة في -تل أبيب- تطالب بإعادة الأسرى وإنهاء الحرب ف ...
- الداخلية السورية تعلن القبض على متورط في جرائم حرب عمل مع دا ...
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل مطالبين بإنهاء حرب غزة


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ياسر حسن حسين - المال السياسي في الانتخابات العراقية: تهديد دستوري أم ضرورة تنظيمية؟