أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - المهرولون














المزيد.....

المهرولون


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 04:51
المحور: كتابات ساخرة
    


أروع فيلم شاهدته في الألفية الثالثة، أطول فيلم على الإطلاق! دام إثنا عشر يوما بفترات استراحة متاحة ومتوازنة من حيث تسلسل المشاهد والأحداث والأماكن، اما الخاتمة فكانت الأروع والأكثر حماسة بشكل ذكرتني بزمن الولع بالسينما عندما كانت شيئا ساحرا وجميلا وكنا أيضا نصدق الأحداث ونقارنها بمتاهات حياتنا اليومية، كان عشقنا لبطل الفيلم عادة مستمدة من فهمنا القيمي الأخلاقي من حيث تتماهى صفاته مع القيم والمثل التي نتوخاها، لكن هذه المرة الفيلم كله قيم وكله مثل بنسب ممتازة، فعناصر عقدة التناقض في الفلم كلها تمثل القيم هذه فكل جهة نقيضة لها بطلها الخاص ولها انتصارها الخاص، الأبطال المتصارعون هنا هم أخيار وفي نفس الوقت أشرار، بحسب رغبتك أنت المتلقي، قد تكون متفهما للجميع وتلك هي الطامة،لكن لا يمكن أن تكون ثابتا في الطامة هذه، فهناك احداث تزعزع منظورك القيمي للأمور، الفلم له مخرجون كثر، مخرج رئيسي وآخر أساسي، والآخر ثانوي أو متخصص في مشهد معين فقط، المهم انهم أبدعوا في إخراج لوحة درامية رائعة فيها الكل بطل، الكل نجح، الكل انتصر وهذا هور الرائع بكل صدق: “كولشي مشا بخاطرو" كما يقول المغاربة (الكل سعيد بما ظفر، الكل خرج بطيبة خاطر) والدليل هذا الكم الصاخب من التعليقات حول الأمر من طرف المتلقين والنقاد وعشاق الفن السابع، كمٌّ ربما من الصعب لمُّه في مقال، لكن بكل تأكيد ذكرني بتلك اللوعة الطفولية التي كانت لي حول السينما انا القادم من دهشة الجفول حين نصطدم بحركة المرور في مسالك المدينة…
عنوان الفيلم: "المهرولون إلى الحرب" هكذا بدا الأمر، لكن المخرج الأمريكي ترامب له رأي آخر وعنوان آخر: "كيف تفوز بجائزة نوبل للسلام في 12 يوم" ومنه أيضا عناوين أخرى في ذات الإتجاه: “كيف تنضج جائزة نوبل بحبوب البارود"، ذكرتني جائزة نوبل للسلام بفاكهة المشاتل، يمكن إنضاجها بزيادة حرارة بيئتها، يمكن مثلا الحصول على حمرة الطماطم بالتركيز على درجة معينة من الحرارة مع إضافة مواد كيميائية أو أسمدة خاصة، جائزة نوبل تحتاج أسمدة البارود من خلال طائرات الشبح، مع حرارة نووية مفترضة من إشعاع أورانيوم إيران.
الأروع في الأمر حنكة قطر، في صباح باكر قرأت بيان وزارة الخارجية المغربية يدين ما أسمته ب"تهجم إيران على قطر"، "أفٍّ لكم أيها الأميون في القانون الدولي"، إدانة معتد على دولة شقيقة تفترض بالفعل التنويه وكان المغرب أخ وشقيق لقطر في دوره التمثيلي، في صفحة التويتر حيث نشر البيان، كتبت تعليقا: يعني كان ضروريا ان يشارك المغرب في حبكة التمثيل" لكن بكل صدق كان المغرب من خلال بوريطة رائعا: لعب دورا كان مطلوبا منه وأتقن ديباجة البيان رسالة لإيران المتفهمة بكل تأكيد لدور قطر، قطر التي توسطت في الهدنة، عليها أيضا أن تكتب بيانها تدين فيه الدولة التي توسطت لها في وقف الحرب والتي قصفت قاعدة أمريكية بأرضها (أرض قطر نفسها الوسيطة) يا له من رعب تمثيلي، كل الرعاع العربي أدان إيران انسجاما مع القانون الدولي، وإيران أيضا تفهمت الأمر ورحبت بالإدانة بصدر رحب، الضربة التي لا تقع في الجسم لا تضر عكس خرافات المتنبي:
“جراحات السنان لها التئام ….. ولا يلتام ما جرح اللسان"، لكن بكل صدق للتمثيل ضروراته وكان على المتنبي أن يكون نسبيا في أحكامه. كل هذه الأمور جرت تحت أنظار المخرج الرئيسي ترامب الذي حاول أن يكون متوازنا بين غريزته التي تميل إلى إسرائيل، وغريزة التواضع التي بالتأكيد لا تتلاءم مع "سباق الفوز بنوبل السلام" مشكلة القرد الأشقر غريزية عنصرية بامتياز، لم يفهم حتى الآن لماذا أوباما فاز بها دون أن يقدم سوى لونه الأسود ووجاهة الممثل الأمريكي الأسود دانزل واشنطن؟ لم يقدم أوباما للإنسانية سوى خرافة من فيلم الديموقراطية التشاركية على مقاس قيم أبراهام نيلكولن الغابر، لقد فاز أوباما بالاستعارة من نيلكولن الذي لم تكن الجائزة في وقته، استحقها أوباما لأنه يبتسم بشكل رائع عكس ترامب الذي أراد أن ينضج الجائزة ببارود إسرائيل وطائرة الشبح. يا له من عالم قبيح بالتأكيد!
من انتصر؟ بالتأكيد الذي بدأ الحرب لم ينتصر والذي استقبل تهجم إسرائيل لم يكن مستعدا، بلغة المنطق هما معا انتصرا على غباوتهما وإن كنت اميل نسبيا إلى انتصار نسبي لإيران لسبب بسيط، هي أجبرت في الدخول في حرب لم تكن مستعدة لها بدليل الاختراق الاستخباراتي لإسرائيل، إسرائيل استعدت بشكل جيد لكن نسيت أنها تحارب دولة ذات جغرافية تفوقها بمئات المرات ولا يمكن لعملها الاستخباراتي أن يكتشف كل شيء(نفس الشيء الذي قلته سابقا حول حرب روسيا وأوكرانيا باختلاف نسبي، قلت حينها : العقوبات الأوربية لن تجبر روسيا على التراجع لأنها تشكل قارة بحد ذاتها ويمكنها خلق تكامل اقتصادي بين جهاتها إضافة إلى علاقاتها بدول خارج دائرة أوربا والغرب).
إسرائيل هي بشكل ما المتفاجئة، كانت تنتظر من إيران "رشقات" صاروخية (على وزن رشقات حماس وشقيقاتها في المنطقة)، لكن الذي حدث أن إيران هذه المرة لم ترشق كما في التمثيل السابق عندما قتلت إسرائيل شخصية معينة لا أتذكرها الآن، بل قصفت بشكل نوعي (رغم كل هذا، الإعلام العربي لا زال يصف قصف إيران ب"رشقات" صاروخية) لم تنتظر إسرائيل قصفا بليغا بل رشقات بسبب من غرور نتنياهو، كان نتنياهو يفكر بشكل الرسوم الكارتونية على الرغم من أن هذه الرسوم لها ذكاء خاص.(لنترك هذا جانبا)
العرب يفتقدون البوصلة، لكن مع كل هذا حكماء في التمثيل (لقد كان رائعا دور قطر
كما سلف الذكر) لكن لا أتفهم التهجم الغير المبرر على الأردن بشكل اضطر أميره المسكين أن يعلن كم مرة أنه ضد استعمال أجوائه في الحرب القذرة، أعرف الأردن بشكل جيد أكثر من العرب المقيمين بالمنطقة، الأردن يمثل في المنطقة ما يمثله "صمام أمان" في الميكانيك الهيدروليكية، هو ليس دولة حرب بل دولة سلم وسلام، الأردن يتعامل وفق طاقته، الأردن لا يستطيع أن يهاجم إسرائيل ولا أن يهاجم إيران ولنكن واقعيين!



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغباء الاستراتيجي
- طريق الحرير الصيني الماركسي
- معنى أن تكون شيوعيا في المهجر
- ذو المعاشين
- الجيل المهذب
- تيوولين! (قلبيات أوالقلب بالقلب)
- سجن في سبيل الله!
- روميو وجولييت الأمازيغيين: -إيسلي- و-تيسليت-
- الإضراب!
- في فلسفة الألوان: ضد -تزميل- المجتمعات الإنسانية
- هل يمكن ان تنجح وساطة عربية أو دولية في حقن العلاقات المغربي ...
- مشكلة الهوية داخلية
- هنيئا للطبقة العاملة في يومها العالمي برغم افتراس وحدتها
- مو عنذا بوالحوب اوا
- ثورة البقر في الرباط
- عيشة قنديشة (كل الثائرات متشابهة)
- فارس اليانصيب
- من هم سكان المغرب الأقدمون؟
- عودة إلى إشكالية اللغة والهوية
- الأمازيغية حين ترفض بهواجس عنصرية


المزيد.....




- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عذري مازغ - المهرولون