حسن عجمي
الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 00:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بالنسبة إلى فرضية الطاقة السوبر خلاّقة، الطاقة السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات الممكنة × إنتاج كلّ القوانين الطبيعية الممكنة. وبذلك الطاقة السوبر خلاّقة مُنتِجة لكلّ الزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية الممكنة مما يجعلها حقاً سوبر خلاّقة من جراء إنتاجها السابق. بكلامٍ آخر، الطاقة فعّالة بفضل ما تُنتِج من زمكانات وجُسيمات وقوانين طبيعية مما يشير إلى أنها طاقة سوبر خلاّقة. ولفرضية الطاقة السوبر خلاّقة قدرات تفسيرية ناجحة مما يدعم صدقها كقدرتها على تفسير الطاقة المظلمة و نشوء الأكوان الموازية الممكنة والمختلفة. كما تنجح في تفسير اختلاف القوانين الطبيعية وتنوّعها واختلاف الجُسيمات ما دون الذرية. و يبدو قانون الطاقة السابق بديهياً لأنَّ من دون طاقة تستحيل صياغة أو يستحيل نشوء أيّ زمكان أو جُسيم أو قانون طبيعي. بكلامٍ آخر، أيّ زمكان أو جُسيم أو قانون طبيعي يحتاج إلى طاقة لكي يُبنَى. لذلك الطاقة السوبرخلاّقة = إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات الممكنة × إنتاج كلّ القوانين الطبيعية الممكنة.
تفسير الطاقة المظلمة
من منطلق الكوزمولوجيا المعاصرة (أي عِلم الكونيات)، تؤدي الطاقة المظلمة إلى تسارع توسع الكون. فالطاقة المظلمة مضادة للجاذبية بمعنى أنها قوة طاردة نقيضة الجاذبية مما يمكّنها من دفع الكون إلى التسارع في التوسع. و تُعتبَر الطاقة المظلمة ليست سوى طاقة الزمكانات الفارغة المؤدية إلى تسارع توسع الكون [1]. الآن، تنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في تفسير وجود الطاقة المظلمة مما يدعم صدق تلك الفرضية. بالنسبة إلى فرضية الطاقة السوبر خلاّقة، الطاقة = إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات الممكنة × إنتاج كلّ القوانين الطبيعية الممكنة. وبذلك كلّ الزمكانات، وإن كانت فارغة، مُكوَّنة من طاقة بالإضافة إلى أنَّ كلّ الجُسيمات والقوانين الطبيعية مُكوَّنة من طاقة و إلا استحالت أن تتكوّن الزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية (فمن دون طاقة لا تتكوّن أيّة ظاهرة طبيعية). وبما أنَّ كلّ الزمكانات مُكوَّنة من طاقة فمالكة للطاقة، إذن من المتوقع أن تكون أيضاً الزمكانات الفارغة مالكة للطاقة. من هنا، تنجح فرضية الطاقة السوبرخلاّقة في تفسير نشوء الطاقة المظلمة المتمثلة في طاقة الزمكانات الفارغة.
اختلاف الجُسيمات ما دون الذرية
تتنوّع الجُسيمات ما دون الذرية وتختلف. فمنها جُسيمات حائزة على كتلة كالإلكترون وجُسيمات بلا كتلة كالفوتون. و منها جُسيمات بشحنات موجبة كالبوزيترون و منها جُسيمات بشحنات سلبية كالإلكترون و منها أيضاً جُسيمات بلا شحنات كالنيوترون [2]. وتنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في تفسير لماذا تختلف الجُسيمات وتتنوّع. فبما أنَّ الطاقة = إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات الممكنة × إنتاج كلّ القوانين الطبيعية الممكنة، إذن الطاقة مُنتِجة لكلّ الجُسيمات الممكنة كالجُسيمات المالكة لكتلة والجُسيمات غير المالكة لكتلة والجُسيمات ذات الشحنات الموجبة و الجُسيمات ذات الشحنات السلبية والجُسيمات التي لا تمتلك أيّة شحنة. هكذا تنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في تفسير اختلاف الجُسيمات مما يدلّ على صدقها بفضل قدرتها التفسيرية الناجحة.
الأكوان الممكنة والمختلفة
بالنسبة إلى نموذج علمي سائد، ثمة أعداد لامتناهية من الأكوان الموازية الممكنة والمختلفة. و هذه الأكوان الموازية الموجودة فعلياً مختلفة في قوانينها الطبيعية وحقائقها وظواهرها و هي منفصلة عن عالَمنا الواقعي الذي نحيا فيه وبذلك هي موازية لعالَمنا [3] . لنظرية الأكوان الممكنة والموازية والمختلفة قدرة تفسيرية ناجحة مما يجعلها مقبولة علمياً كتفسير لماذا يوجد عالَمنا. فبما أنه توجد أعداد لامتناهية من الأكوان الممكنة والمختلفة، إذن من المتوقع رياضياً (من الرياضيات) أن يوجد عالَم كعالَمنا من جراء أنَّ الأكوان الممكنة المختلفة لامتناهية عددياً [4]. وتنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في التعبير عن وجود الأكوان الممكنة الموازية والمختلفة. فبما أنَّ، بالنسبة إلى فرضية الطاقة السوبر خلاّقة، الطاقة = إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات الممكنة × إنتاج كلّ القوانين الطبيعية الممكنة، إذن الطاقة مُنتِجة لكلّ القوانين الطبيعية الممكنة. ولكن القوانين الطبيعية الممكنة تتضمن قوانين طبيعية مختلفة (فالاختلاف بين القوانين الطبيعية ممكن بسبب غياب وجود سوبر قانون طبيعي يحتِّم استحالة وجود اختلاف بين القوانين الطبيعية و إلا كان ذلك السوبرقانون الطبيعي مُحدَّداً سلفاً بعامل مجهول). من هنا، الطاقة مُنتِجة لقوانين طبيعية مختلفة. هكذا تتضمن فرضية الطاقة السوبر خلاّقة وجود قوانين طبيعية مختلفة من جراء تضمنها أنَّ الطاقة مُنتِجة لكلّ القوانين الطبيعية الممكنة التي منها القوانين الطبيعية المختلفة. لكن مع اختلاف القوانين الطبيعية تختلف الحقائق والظواهر الطبيعية فتختلف الأكوان. وبذلك تتضمن فرضية الطاقة السوبر خلاّقة وجود أكوان مختلفة. هكذا تنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في التعبير عن وجود أكوان ممكنة موازية ومختلفة مما يجعلها تكتسب قدرة تعبيرية ناجحة.
اختلاف القوانين الطبيعية
تنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في تفسير تنوّع القوانين الطبيعية واختلافها. فبما أنَّ الطاقة = إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات الممكنة × إنتاج كلّ القوانين الطبيعية الممكنة، و علماً بأنه من الممكن أن تكون القوانين الطبيعية حتمية كما من الممكن أن تكون غير حتمية، إذن، من منظور فرضية الطاقة السوبر خلاّقة، من المتوقع أن تكون بعض القوانين الطبيعية حتمية كالقوانين الطبيعية الحتمية في فيزياء نيوتن وأينشتاين و من المتوقع أيضاً أن تكون قوانين طبيعية أخرى غير حتمية بل احتمالية كالقوانين الطبيعية في نظرية ميكانيكا الكمّ العلمية وذلك من جراء إنتاج الطاقة لكلّ القوانين الطبيعية الممكنة الحتمية و غير الحتمية. هكذا تنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في تفسير لماذا بعض القوانين الطبيعية حتمية بينما قوانين طبيعية أخرى ليست حتمية بل احتمالية. و على أساس هذا النجاح التفسيري تكتسب فرضية الطاقة السوبر خلاّقة صدقها.
فرضية علمية
فرضية الطاقة السوبر خلاّقة فرضية علمية لأنها قابلة للاختبار. بالنسبة إلى فرضية الطاقة السوبر خلاّقة، الطاقة السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات الممكنة × إنتاج كلّ القوانين الطبيعية الممكنة. وبذلك إذا وُجِد زمكان أو جُسيم أو قانون طبيعي بلا وجود طاقة تسمح أو تؤدي إلى وجوده، فحينئذٍ فرضية الطاقة السوبر خلاّقة كاذبة. هكذا من الممكن اختبار فرضية الطاقة السوبر خلاّقة مما يجعلها فرضية علمية على ضوء قابلية اختبارها.
الطاقة برنامج سوبر خلاّق
من الممكن التعبير عن فرضية الطاقة السوبر خلاّقة بِطرُق عديدة منها أنَّ الطاقة برنامج سوبر خلاّق قادر على إنتاج كلّ الزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية الممكنة. فبما أنَّ الزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية تحتاج إلى طاقة لكي تُبنَى بينما أيّة ظاهرة تحتاج إلى برنامج على ضوئه تُبنَى تلك الظاهرة، إذن الطاقة ليست سوى برنامج فعّال على أساسه تُبنَى الزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية. و إن كانت الطاقة عبارة عن برنامج مُنتِج للزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية بينما البرامج قابلة للتغيّر، إذن الطاقة قابلة للتغيّر مما يؤدي إلى إمكانية بنائها لزمكانات وجُسيمات وقوانين طبيعية مختلفة عن الزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية السائدة. هكذا تنجح فرضية الطاقة السوبر خلاّقة في التعبير عن إمكانية أن تتغيّر الزمكانات والجُسيمات والقوانين الطبيعية. فإن صدق هذا التنبؤ، صدقت فرضية الطاقة السوبر خلاّقة، و إن كذب هذا التنبؤ، كذبت فرضية الطاقة السوبر خلاّقة مما يشير مجدّداً إلى أنَّ فرضية الطاقة السوبر خلاّقة فرضية علمية.
المراجع
[1] Antonino Del Popolo (Author): The Invisible Universe: Dark Matter, Dark Energy, and the Origin and End of the Universe. 2021. World Scientific Publishing.
[2] Ernest M. Henley and Alejandro Garcia (Authors): Subatomic Physics. Third Edition. 2007. World Scientific Publishing.
[3] Michio Kaku (Author): Parallel Worlds: A Journey Through Creation, Higher Dimensions, and the Future of the Cosmos. 2006. Vintage.
[4] Martin Rees (Author): Our Cosmic Habitat. 2003. Princeton University Press.
#حسن_عجمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
