أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - لا منتصر ولا مهزوم: كيف تدير واشنطن الصراع بين إيران وإسرائيل؟














المزيد.....

لا منتصر ولا مهزوم: كيف تدير واشنطن الصراع بين إيران وإسرائيل؟


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الشرق الأوسط، لا يُحسم صراعٌ حتى وإن اشتعلت نيرانه، ولا يُمنح النصر لطرف مهما علا ضجيجه أو امتدت ذراعه. فالقواعد غير المعلنة التي تحكم المنطقة تقول بوضوح: لا تنتصر إيران، حتى لا ينتهي الدور الأميركي؛ ولا تنتصر إسرائيل، حتى لا تتحول إلى قوة لا يمكن ضبطها. هذا التوازن الهش، المقصود والمصنوع بدقة، هو جوهر الاستراتيجية الأميركية منذ عقود. فواشنطن، التي تدير خيوط اللعبة من خلف الستار، ليست في وارد تمكين قوة إقليمية من فرض هيمنتها المطلقة، لأن ذلك يعني فقدان الحاجة إلى "الوسيط الأميركي"، وانهيار منظومة النفوذ التي تقوم على تأجيج التوتر ثم التحكم بإيقاعه.
ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تُهزم إيران، لأنها تبقى "العدو المفيد" الذي يبرر وجودها العسكري في الخليج، وبالمقابل، ترى في ضبط إسرائيل ضرورة لضمان استقرار هش مع الحلفاء العرب الذين وقّعوا اتفاقات تطبيع، لكنهم لا يريدون إسرائيل قوية إلى درجة الهيمنة المنفلتة.
لا منتصر ولا مهزوم: صراع مُدار على رقعة الشرق الأوسط
تكرّرت مشاهد التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، من الغارات على سوريا، إلى حرب الظل في البحار، وصولاً إلى المناوشات السيبرانية المتبادلة. ورغم حدّة الضربات وأحياناً شدة الخطاب السياسي، إلا أن القاسم المشترك لجميع تلك المواجهات هو النتيجة ذاتها: لا حسم، ولا انهيار، بل تسوية مؤقتة تضمن بقاء الجميع في ساحة اللعب.
فحين اندلعت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران بدا أن الطرفين ذاهبان نحو مواجهة واسعة. لكن التدخل الأميركي، المباشر أو عبر القنوات الخلفية، أوقف النزاع عند عتبة لا تُفضي إلى نصر حاسم لأي طرف. بدا الأمر كأن هناك "سقفًا مسموحًا به" للصراع، لا يُسمح بتجاوزه، مهما بلغت التهديدات أو تعاظمت الضربات.
هذا السقف ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة لتوازنات كُبرى ترى فيها واشنطن ضرورة ديمومة التهديد الإيراني كعنصر تبريري لوجودها العسكري في الخليج، وبالمقابل، ترى في ضبط إسرائيل ضرورة لضمان استقرار هش مع الحلفاء العرب الذين وقّعوا اتفاقات تطبيع، لكنهم لا يريدون إسرائيل قوية إلى درجة الهيمنة المنفلتة.
واشنطن واللعبة ذات الحدين
الولايات المتحدة تمارس ما يمكن وصفه بسياسة "الاحتواء المتبادل": احتواء إيران عبر العقوبات والردع، واحتواء إسرائيل عبر الدعم المشروط والتوجيه السياسي. وفي كلا الحالتين، تضمن لنفسها دورًا مركزيًا لا يمكن الاستغناء عنه. إنها القوة التي "تطفئ الحريق الذي ساهمت في إشعاله"، وتبقى وحدها القادرة على مخاطبة الطرفين بلغة الضغط والطمأنة في آنٍ واحد.
تتكرر هذه المعادلة في كل تصعيد، وآخرها ما يُعرف بـ "حرب الـ12 يوم" التي انتهت فجأة بعد تدخل أميركي غير معلن، أشارت إليه تقارير وتحليلات، من دون إعلان رسمي. كانت النتيجة، مجددًا: لا منتصر ولا مهزوم، لكن قواعد الاشتباك تغيّرت قليلاً، لتعود الكرة إلى منتصف الميدان.
إلى أين يتجه هذا الصراع؟
ما دام ميزان القوى محكوماً بهذه المعادلة، فإن أي حرب جديدة ستنتهي بالطريقة ذاتها، ما لم تتغير الظروف الدولية بشكل جذري، كأن تنكفئ واشنطن عن الشرق الأوسط بالكامل أو ينهار أحد الطرفين من الداخل. وحتى ذلك الحين، سيبقى الشرق الأوسط رهينة هذا النوع من الصراعات الدورية المحسوبة. ولأن لا أحد يُسمح له بالانتصار الكامل، فإن الجميع يُبقي على جهوزيته للحرب المقبلة، مدفوعًا بوهم الحسم ومكبّلاً بسقف الردع الدولي.
في الشرق الأوسط، لا يُشعل الرصاص فقط، بل تُشعل التوازنات، وتُخمدها الحسابات. حربٌ لا يُراد لها أن تنتهي، وسلامٌ لا يُراد له أن يبدأ. وحدها واشنطن تمسك بزمام اللعبة، تُنذر وتُهدّئ، تُغذي التوتر وتسوّق نفسها كمنقذ. أما إيران وإسرائيل، فهما لاعبان على رقعة شطرنج مرسومة مسبقاً… ممنوع على أيٍّ منهما الوصول إلى "كش ملك".



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان ...
- البرلمان العراقي ومصلحة المواطن: تشريعات غائبة وتغيير مؤجل
- انتخابات بلا ناخبين: أزمة ثقة في الديمقراطية العراقية
- نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية ...
- الأسس التوراتية لجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية
- حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي
- العراق: التناقض الصارخ بين الثروة الوطنية والواقع المعيشي لل ...
- ترحيل الغزيين ابتزاز سياسي يتماشى مع مخطط إسرائيلي
- مشروع إيران.. الطموحات والعوائق
- أزمة قوى اليسار العراقي
- الحرب في سوريا جرح في الشرق الأوسط
- إسرائيل نموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترامب العائد وإيران
- الأسباب التي تدفع الغرب لدعم إسرائيل والانحياز إليها
- إيران وزعامة العالم الإسلامي
- ديمقراطية الجوهر وديمقراطية المظهر
- عن السياسة والسياسيين
- العرب السنة وأزمة الزعامة
- الإقليم العربي السني بين الممنوع والمسموح
- فشل مشروع الديمقراطية الليبرالية الأميركي في العراق


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - لا منتصر ولا مهزوم: كيف تدير واشنطن الصراع بين إيران وإسرائيل؟