أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ادهم ابراهيم - اشكالية استقلال القضاء في العراق. .














المزيد.....

اشكالية استقلال القضاء في العراق. .


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 13:39
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


اشكالية استقلال القضاء في العراق: التنازع بين المحكمة الاتحادية ومحكمة التمييز

منذ سقوط النظام السابق واحتلال العراق عام 2003، شهدت البلاد حالة من عدم الاستقرار السياسي أثّرت بشكل مباشر على مختلف مؤسسات الدولة، بما في ذلك السلطة القضائية. وعلى الرغم من أن المحكمة الاتحادية العليا تُعدّ أعلى سلطة دستورية في العراق، إلا أنها فشلت في كثير من الأحيان في ترسيخ الاستقرار السياسي والدستوري.

وفقًا لدستور جمهورية العراق لعام 2005، وتحديدًا المادة (94)، فإن "قرارات المحكمة الاتحادية العليا باتة وملزمة لجميع السلطات". كما حدّد الدستور مكونات السلطة القضائية الاتحادية، وهي: مجلس القضاء الأعلى، المحكمة الاتحادية العليا، محكمة التمييز الاتحادية، جهاز الادعاء العام، هيئة الإشراف القضائي، إضافة إلى المحاكم الأخرى التي تُنظّم بقانون. غير أن عدم توصل البرلمان إلى تشريع قانون المحكمة الاتحادية بسبب الخلافات السياسية العميقة، أفضى إلى فراغ قانوني زاد من تعقيد المشهد القضائي.

برزت الأزمة القضائية بشكل جليّ حين أقدمت محكمة التمييز الاتحادية – ولأول مرة – على إلغاء حكم صادر عن المحكمة الاتحادية العليا. ففي الدعوى المرقمة (155/الهيئة الموسعة المدنية/2025)، قضت محكمة التمييز ببطلان قرار المحكمة الاتحادية العليا الذي ألغى المادة (35/ثامناً) من قانون التقاعد الموحد لسنة 2014 (المعدل)، بدعوى مخالفته الإجراءات المنصوص عليها في قانون المرافعات المدنية. واستندت محكمة التمييز إلى كونها الهيئة القضائية العليا المشرفة على جميع المحاكم، بما فيها المحكمة الاتحادية، وذهبت إلى تحديد اختصاص المحكمة الاتحادية بالمسائل الدستورية فقط، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط القانونية والسياسية.

هذا الصراع بين المحكمتين لم يكن قانونياً بحتاً، بل يعكس في جوهره الصراع السياسي المتأصل داخل النظام العراقي. وقد تجلّى ذلك في قرارات مثيرة للجدل أصدرتها المحكمة الاتحادية، أبرزها قرارها في عام 2022 بمنع وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري من الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، بسبب وجود دعاوى فساد إداري ومالي بحقه، وقرارها بإلغاء عضوية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتهمة التزوير، رغم أن القضاء المختص لم يبت في القضية.

وقبل ذلك، واجهت المحكمة انتقادات واسعة بسبب تدخلها في مسار العملية السياسية، مثل قرارها عام 2010 الذي مهد لإعادة تعيين نوري المالكي رئيسًا للوزراء، رغم فوز قائمة إياد علاوي بأغلبية المقاعد. حيث فسّرت المحكمة حينها أن الكتلة الأكبر لا تعني بالضرورة الكتلة الفائزة في الانتخابات، بل تلك التي تتشكل بعد انعقاد البرلمان، وهو تفسير أثار شكوكاً حول مدى حياد المحكمة وتأثرها بالأحزاب النافذة.

لطالما وُجّهت للمحكمة الاتحادية تهم بالتسييس والخضوع لضغوط القوى المتنفذة، وهو أمر يطرح تساؤلات خطيرة حول استقلال القضاء في بلد تهيمن عليه فصائل مسلحة، وتفتقر مؤسساته لاحتكار السلاح، وتعاني من تفشي الفساد. وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الصعب تحقيق مبدأ استقلال القضاء، الذي يُعد ركيزة أساسية لأي دولة حديثة. ومع تقويض العدالة وانتشار المحسوبية، تضعف هيبة الدولة وتفقد منظومة الحكم شرعيتها، ما يهدد مستقبل البلاد واستقرارها .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية
- فشل الديموقراطية في العراق
- الحشد الشعبي ومخالفات الإطار الدستوري
- الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم
- انفلات السلاح في العراق. . تحديات خطيرة


المزيد.....




- الأمم المتحدة ستخلي قصر ويلسون التاريخي في جنيف وتنتقل لمقر ...
- إيران تشن حملة على الجواسيس وتنفذ اعتقالات وتضبط ورشة سرية
- المشهداني يدعو الأمم المتحدة لوضع حد لـ-تجاوزات الكيان-
- الأمم المتحدة تحذر من تداعيات التصعيد الإسرائيلي-الإيراني ع ...
- مندوب إيران لدى الأمم المتحدة يحذر من -عواقب كارثية- جراء ال ...
- ألمانيا تفقد جاذبيتها؟ ربع المهاجرين لا يرغبون في البقاء
- آلية توزيع المساعدات صنعت لقتل المجوعين وإذلالهم ومطلوب وقفه ...
- مندوب إيران بالأمم المتحدة: واشنطن الوحيدة القادرة على إيقاف ...
- ما وراء تشتيت المعتقلين السياسيين بتونس في سجون بعيدة؟
- وكالة تسنيم: اعتقال عميل للموساد كان يصنع متفجرات داخل إيران ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ادهم ابراهيم - اشكالية استقلال القضاء في العراق. .