صراع النفوذ والمال والسلطة وضحاياه المعدمين

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد سقوط طالبان و دخول المعارضة الافغانية مع قوات التحالف الدولي ‘ الذي اسقط طالبان ‘احتجز من طالبان ستمائة مقاتل تقريبا في قلعة استخدمت سجنا لهم ‘ وبعد فترة قليلة هاجم بعضا منهم حراس السجن واستولوا على بعض البنادق الرشاشة الخفيفة ‘ وسرعان ما وصلت ‘ قوات افغانية ومن قوات التحالف تساندهم الطائرات الحربية ‘ ودار ت اشتباكات طوال يوما بطوله اي ما يزيد على اثني عشر ساعة ‘ حسب الفلم الوثائقي الذي اعده صحافي امريكي وعرضته عدة قنوات تلفزيزنية ومنها الجزيرة .
وقبل ايام شنت قوات عراقية وامريكية هجوما على شارع حيفا بعد ان حاصرته ‘ لتنظيفه من الميليشيات المسلحة التي تسيطر عليه ‘ وتمنع السلطة من دخولة وقتل الكثير من المواطنين وفي وضح النهار ‘ ومنها اكثر من عشرة ضحايا وجدو معدومين ومعلقين وسط الشارع ‘ بعد اعدام( بطل المقابر الجماعية )‘ حسب جريدة الحياة نقلا عن مسؤولين ‘ والشارع يقع في قلب العاصمة ويطل على اهم الجسور فيها ‘ ومع كل هذا طلت الاشتباكات مستمرة لاكثر من يومين واسقطت خلال الهجوم مروحية امريكية وقتل طاقمها وعدد من الجنود المشاة ‘ وكان عدد القتلى من المسلحين خمسون حسب بيان القوات الامريكية والعراقية ‘ ولم ينظف الشارع من المسلحين لحد الان ‘ حسب تصريحات الحكومة .
والهجوم الاسرائلي على لبنان الذي شن في 12تموز 2006 والذي دام خمسة وثلاثون يوما استخدمت فيه اكثر الاسلحة تدميرا بما فيها المحرمة وحتى ادارة بوش تنوي ادانتها ‘ لم تقتل اكثر من الف ونصف تقريبا .
والمعارك التي دارت في مدينة النجف بين التيار الصدري والقوات الامريكية ‘ والتي دامت لاكثر من اسبوعين ‘ فالذي قتل فيها اقل من الفين عراقي ‘كل هذا يمكن تفسيره من قبل العسكرين وتصديقه ‘ ولكن ما لايمكن ان يقبله كل من ينتمي الى فصيلة البشر ما حصل في مدينة النجف يوم امس ‘ إلا انه مجزرة لاتختلف عن مجزرة صبرا وشاتيلا التي قادها شارون وسط بيروت ضد مدنيين عزل ‘ ومجازر علي كمياوي في حلبجة ‘ اي قوة عسكرية هذه التي تشن هجوما على اكثر من ستمائة مسلح متحصن وسط البساتين ‘ ويمتلك اسلحة متطورة ‘ حسب تصريح المحافظ ونائبه ومدير الامن ‘ ويدعون اي المسلحون ‘ انهم مرسلون من الله ولهم دعم محلي ‘ ويبادون خلال خمسة ساعات ؟ حسب تصريح ابو كلل محافظ النجف يوم امس ‘ اي جيش هذا الذي بامكانه ان يهاجم مواقع محصنة ويقتل ما يقارب الستمائة خلال خمسة ساعات ‘ ولماذا الحكومة غافلة ولا تقضي على الارهاب الذي يفتك بالمئات وسط بغداد كل يوم ؟
وهل مئات العمال والباعة الذين قتلوا خلال لحظات قبل ايام في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد وقبلهم عشرات الالاف وبعدهم لحد يقتلون كل يوم وطلاب المستنصرية ‘ واساتذة الجامعات ‘ ارواحهم ارخص من مجرد تهديد رجل دين هدده هؤلاء المئات فظهر هذا الجيش وابادهم خلال لحظات ؟
(ان المسلحين تحدثوا عبر مكرفونات الصوت الى الجنود العراقيين وسألوهم عن السبب الذي يدفعهم الى محاربتهم ‘ وفي وقت لاحق اكد ابو كلل ان المسلحين كانوا يعزمون مهاجمة علماء شيعة ‘ هم مسلحون بشكل جيد ويحضون بدعم محلي هذا النص انقله حرفيا من موقع ال بي بي سي العربي ) .
اذا كان عندنا قوات امن بهذه القوة والامكانية من اكتشاف خطط واماكن مليشيات مسلحة وابادتها خلال ساعات قليلة ‘ فهذا يعني ان القتل الوحشي الذي يفتك ويدمر بغداد واغلب مدن العراق تقريبا ‘ هو بتواطئ من هذه القوات التي تحدث عنها محافظ النجف ‘ ويفترض بمجلس النواب وتحديدا اقطاب المحاصصة ‘ ان يطالبوا بمحاكمة كل من خبئ هذا القوات التي بامكانها ان تكتشف ما تخطط له الميلشيات الارهابية وتهاجمهم وسط مخابئهم وتقلهم جميعا ودون ان تعطي خسائر بالارواح ‘ وكل هذا خلال ساعات ؟
ايا يكن هؤلاء فهم من صنيعتكم ‘ وابادتهم بهذه السرعة وللسبب الذي ذكره المسؤولين في محافظة النجف ‘ لايختلف عن سجناء قلعة باغرام وسيارات الارهابين التي تفجر وسط مدينة الصدر وامام الجامعة المستنصرية ‘ وقتلهم ليس اكثر من صراع على السلطة والمال والنفوذ واستعراضا ‘ وسيسئ لرجال الدين الذي قتل هذا العدد بسببهم ‘ وبهذه الطريقة ‘ المثيره حيث لم يلقى القبض الا على عشرة من كل هذه المئات التي قتلت ؟
الامريكان هم من سيكشف عن ما حصل في مدينة سلمت قبل فترة لقوات الامن العراقية باعتبارها أمنه وخاليه من الارهاب حسب تأكيد ذات المسؤولين الذين قتلوا هذه الاعداد المفزعة خلال ساعات .

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل