عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 16:13
المحور:
كتابات ساخرة
احلام العدس.. (قصة)
في حيٍّ شعبيّ تتعانق فيه نكهة القهوة مع صراخ الباعة،وركض الصبيان عاش علال، شاب يُتقن فن التذمر بحرفية نادرة.. (مكره من كل شي) . كل صباح يبدأ يومه بهذه العبارة:
“آه يا صاحبي، هذه الحياة تشبه طبسيل عدس بلا ملح ولا بصلة!!!! ”
لكن صديقه جلول الذي لا يفوّت فرصة للسخرية منه ، يرد عليه وهو يرتشف شايه:
“سير اصاحبي بدل ما تشتكي، سير زيد الملح وابحث عن البصلة،
يا شاعر العدس!”
ذات يوم، قرّر علال أن يفعل شيئًا “ثوريًا”. ذهب مع جلول إلى السوق لشراء خُبز، فعادا بصندوقٍ معدنيّ فيه روبوت صغير مكتوب عليه:
“روبوت تحفيزي – يُستخدم بحذر!”
قال علال وهو يضحك:
“على الأقل هذا الروبوت لن يشتكي من الحكومة أو الطقس!”
بدأ الروبوت يُرافقهما في كل مكان، كلما اشتكى علال، قال الروبوت بصوت آلي:
“الحل ليس مستحيلاً، لكنه لن يسقط من السماء مثل الحمص!”...
وذات مساء، جلس الثلاثة في سطح المنزل، حيث يحلو النقاش بين المراوح والبعوض. تنهد علال وقال:
“أحلم بفتح مشروع، مقهى صغير فيه كتب وشاي و… حرية!”....
رد جلول مازحًا:
“وماذا ستسميه؟ مقهى “أحلام العدس؟””
قاطعه الروبوت بجدية:
“الاسم جميل، لكن لنجرب خُطة عمل بدل الاسم. حُلمك قابل للتحقيق، بشرط: تبدأ بحبة عدس لا بحقل كامل.”
سكت علال، لأول مرة شعر أن شيئًا تغير.
فتح جيبه، فأخرج حبة عدس كانت قد سقطت من شطيرته في الصباح.
قال وهو يبتسم:
“ربما أبدأ من هذه…”
ضحك جلول وقال:
“انتبه، لا تأكلها! قد تكون ميزانيتك الأولية!”....!!!..
س. عبد الغني
2025
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟