أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل بكاني - كيف أُعلن موتي على فيسبوك وأنا على قيد الحياة؟














المزيد.....

كيف أُعلن موتي على فيسبوك وأنا على قيد الحياة؟


نبيل بكاني

الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 08:15
المحور: حقوق الانسان
    


في عصر تتسيد فيه المنصات الرقمية حياتنا الاجتماعية، صار لوجودنا على الإنترنت بعدٌ يوازي وجودنا الواقعي، وأصبح الحضور الرقمي جزءًا لا يتجزأ من هويتنا. لذلك، عندما تُخطئ هذه المنصات في التعامل مع بياناتنا، قد تكون العواقب أشد تأثيرًا مما نتخيل.

في عام 2020، عشت تجربة فريدة من نوعها، حيث أُعلن موتي على فيسبوك بينما كنت أتنفس الحياة وأمارسها بشكل طبيعي. لم يكن هذا الخطأ البسيط، بل إعلانًا رسميًا وصادمًا نُشر على حسابي، قيد الظهور للجميع، مع منعي من الدخول إليه أو حتى إدارة حسابي.

ربما يبدو الأمر للبعض مجرد خلل تقني أو زلة عابرة، لكن ما تعرضت له كان كارثة شخصية ومهنية، لم تقتصر على حذف بيانات أو حساب، بل تسببت في صدمة عائلية واجتماعية، وأثرت على سمعتي ومكانتي المهنية. استقبال مكالمات التعازي من أقرب الناس، واستنكار أصدقاء لم يعرفوا الحقيقة، كلها تفاصيل جعلتني أشعر بأنني تم طمسي من واقع الحياة، وتجاهلت عالمي الافتراضي الذي يعكسني.

ما زاد من وقع الصدمة، هو غياب أي رد فعل من الشركة المعنية، وعدم تحرك أي جهة قانونية بشكل جدي. رغم تقديمي شكاوى رسمية إلى القضاء المغربي، وحتى إرسال رسائل وشكاوى إلى ميتا، لم يُزال الإشعار الكاذب بعد، ولم يتم تقديم اعتذار أو تعويض.

الأمر يفتح باب التساؤل عن مدى مسؤولية شركات التكنولوجيا الكبرى تجاه مستخدميها، خاصة من دول الجنوب التي غالبًا ما تُهمش في سياسات التعامل مع الشكاوى. هل أصبحت الهوية الرقمية قابلة للإلغاء والإلغاء الرقمي صار واقعًا يهدد كرامتنا وحقوقنا؟

هذا الخلل لا يجب النظر إليه كحادث فردي، بل كرسالة تحذيرية على هشاشة أنظمة الحماية الرقمية، والافتقار إلى آليات إنصاف عادلة للمستخدمين في مواجهة الأخطاء التي قد تدمّر حياتهم.

إن مسؤولية ميتا وغيرها من الشركات الكبرى لا تتوقف عند تصحيح الأخطاء التقنية، بل تمتد إلى ضمان احترام الحقوق الرقمية، وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه المتضررين، خصوصًا من أولئك الذين لا ينتمون إلى مراكز النفوذ الرقمية والاقتصادية.

في زمن أصبحت فيه هوياتنا وأرواحنا تتشابك مع وجودنا الرقمي، لم يعد مقبولًا أن تُترك حقوقنا معلقة، وأن يتم التعامل مع أخطائنا وحقوقنا الرقمية على أنها ترف أو خيار، لا ضرورة وحاجة.

قصتي ليست استثناء، بل هي صرخة لكل مستخدم قد يتحول غدًا إلى "ميت افتراضي" بلا حق، بلا حماية، وبلا صوت يُسمع.

في النهاية، لا يمكننا تحقيق العدالة الرقمية إلا بتكاتف المستخدمين والمجتمع المدني والهيئات القانونية للضغط على الشركات الكبرى، لإرساء قواعد تحمي حقوق الجميع في عالم يزداد رقمنة يوماً بعد يوم.



#نبيل_بكاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للانكليزية لا للفرنسية
- الفرنسية في المغرب مفروضة من خارج الدستور تكريسا للطبقية
- فرنسا تحتفل داخل المغرب بأسبوع إحياء الاستعمار
- إلى عمر بلافريج.. مقابل سنة -أمازيغية- إقرار سنة عربية
- لماذا تدعم الحكومة اللغة الفرنسية في دوزيم في عز الأزمة
- أنا مش بهيمة حتى أوقع وثائق بلغة فرنسا
- مهزلة وزبر خارجية المملكة العربية المغربية أمام الوزير الايط ...
- المغرب في موجة الانتفاضات.. وهذا هو الحل
- ربيع الهوية العربية سينبعث من جثة التمزيع العرقية
- ثورة التعريب قادمة لتعريب المغرب عموديا وأفقيا
- هاجر الريسوني.. إذا كان إجهاضا فأين الجنين؟
- درس في الطائرة من كندا لرئيس الحكومة المغربية
- الفرنسية في المغرب أداة استعمار وليست لغة نخبة
- علاج الأزمة بين الرباط والرياض هو عودة المغرب إلى الوطن العر ...
- السيد وزير التربية: صارحنا كم عدد خريجي الانجليزية في المغرب ...
- العثماني رجل التناقضات.. يطالب بالعربية ويخاطب المغاربة بالف ...
- لهذا يجب محاكمة وزيري التعليم والشباب المغربيين بتهمة التطاو ...
- مناهضون للامبرالية الثقافية يطالبون الأمم المتحدة بحت الحكوم ...
- مع ثورة -السترات الصفراء- حان الوقت لنثور على اللغة الفرنسية ...
- لهذه الأسباب دعونا إلى مقاطعة القناة المغربية الثانية - دوزي ...


المزيد.....




- عراقجي يؤكد ضرورة اتخاذ الأمم المتحدة إجراءات فورية لمواجهة ...
- العفو الدولية: محو إسرائيل بلدة خزاعة دليل على ارتكابها إباد ...
- الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لوقف التصعيد إسرائيل وإيران ...
- بعد هجوم إسرائيل على إيران.. تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة لحل ا ...
- مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة يدين الهجوم الإسرائيلي على إير ...
- ماكرون يعلن تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين
- السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة: إيران كانت تخطط لغزونا ...
- مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة: الضربات ضد إيران قد تستغرق ...
- بعد أوامر إخلاء لأحياء سكنية في محيطه: المركز يحذر من تبعات ...
- الخارجية الروسية: العمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران انتهاك ل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل بكاني - كيف أُعلن موتي على فيسبوك وأنا على قيد الحياة؟