أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - كتابات أبي ظفار-101














المزيد.....

كتابات أبي ظفار-101


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


بعد غياب دور هيئة النقل الخاص
فوضى في خطوط سيارات " الكيا" وارتفاع اجرتها

واخيراً افل نجم ( التاتات) وزالت دولتها التي دانت أكثر من عقد من الزمان تربعت اثناءها على عرش شوارعنا توزع الرعب بين السيارات الصغيرة وسائقيها ولم تكن تراعي ادنى اعتبار حتى لسيارات الايفا العسكرية ذات الصيت السيئ آنذاك وتخلصت بيئتنا من خطر مهدد لها في تاريخ العراق بعد ادخنة النفط الاسود وأشعاع قنابل الجيوش الغريبة وتنفس البسطاء من الناس الهواء ممن يرتبطون بهذه الحافلات ارتباط شرطياً ليبدأ صباح كل يوم وقد لا ينتهي بانتهاء الدوام الرسمي، وتمتعت شوارع بغداد بشيء من الراحة بعدما اصبحت اشرطة للدهون التي تفرزها هذه الحـافلات، وتخلصت من الاختناقات المرورية الحادة التي كانت بسبب الوقوف المفاجئ وسط الشارع في وقت لم تكن هناك نقاط تفتيش ولا كتل كونكريتية او مرور لآليات القوات متعددة الجنسية او مصادفة وجود موكب لاحد المسؤولين.
واخيراً فأن المواطن تنفس الصعداء لاسترداد كرامته و (ستره) الذي طلما تعرض للهتك والفضيحة بفضل تعلق جزء من ملابسه بمسمار او ( برغي) خشابي ظاهر او قطعة صفيح حادة اتخذت شكلاً خطيراً غير لافت للانتباه، فضلاً عن القضبان الحديدية ( الشيش) التي وضعت بشكل غريب اما بقصد تثبيت أحد المقاعد أو لغاية في نفس السائق ومساعده او لحكمة يجهلها المواطن الكريم، فقد تستخدم عند الضرورة كدعم لوجستي في حال نشوب ازمة بين السائق ومساعده من جهتة وبين احد الركاب من قليلي الحظ ممن لا يلتزم بآداب الجلوس في
( التاتات) فكم من قميص احيل الى ( خرقة مسح) من جهة وكم من سترة او سروال تعب صاحبها بالعثور عليها في سوق البالات كان مصيرها التلوث بالدهون السوداء او التمزيق عن طريق احد النتوءات الظاهرة في المقاعد الخشبية القاسية، ولم تسلم عباءة سيدة محترمة او كوفية شيخ جليل من تلك المفاجآت غير السارة.
واخيرا فأن مواطننا الصابر قد استراح من احلى الكلام الذي كان يطرق اسماعه ومن الاغاني ذات الطراز المقزز الذي كان يجبر على سماعها كلما صعد الى تلك الحافلات الرديئة السمعة.
رحلت ( التاتات) الى جهنم وبئس المصير والى غير رجعة بعد ان اخذ عهدها المظلم من اعمار الناس واعهصابهم الشيء الكثير، وبدأ العصر الذهبي للحافلات الصغيرة ( ميني باص) ذات الابواب ( السلايد) والمقاعد الأنيقة، التي تتمتع بخفة الروح والحركة والرشاقة.
ومع ان المرء يجد بعض الصعوبة في أول الأمر في أثناء الصعود والنزول ولا سيما في حال اكتمال نصاب الركاب الذين غالبا ما يحملون اكياس التبضع النايلونية، او عندما يصر بعضهم على الجلوس عند فتحة الباب بالرغم من وجود حيز كبير داخل الحافلة.
إلا أن المواطنين توجهوا بالحمد والشكر الى الله على هذه النعمة التي اسبغها عليهم بعد طول انتظار وصبر على انتهاء عصر ( التاتات) المظلم والدخول الى عصر ( الكيات) عصر الضياء والنور ذاعنين لكل مايطلبة منهم اصحابها من الاجرة التي تتصاعد- فقط- استنادا الى بورصة البنزين والكاز التي لا نتوقع لها الانخفاض أو التراجع يوما.
اذن فنحن الآن في مصاف الدول المتقدمة مثل الجارة الشقيقة سوريا حيث تجوب هذه الحافلات الصغيرة شوارعها الساحرة برومانسية تشبة رومانسية جنادل البندقية وبشكل منضبط من حيث الالتزام بخطوط النقل وثبات الاجرة ودقة المراقبة، وذلك عن طريق وضع لافتة ضوئية بلاستيكية ملونة في اعلى مقدمة المركبة تشير الى خط سيرها بحيث لا يحتاج المرء لسؤال السائق او غيره عن وجهة هذه الحافلة.
ومع انني اجهل مايرمز اليه لون اللافتة اذا كان احمر ام اصفر او اخضر او ازرق او ابيض، الا ان المهم في الامر ان يكون لديك الثقة والايمان بأن هذه المركبة لا يمكن لها الخروج عن خط سيرها المعلن على اللافتة البلاستيكية الملونة ولا عن اجرة النقل المثبتة بالخط العربي داخل الحافلة.
كم تمنيت ان نقتبـس هذا الاختراع العظيم ونطلب الاذن من الاشقاء لنقله الى حافلاتنا الصغيرة الجميلة التي تضربها فوضى الخطوط وفوضى الاسعار، واعتقد انها مسألة بسيطة وغير مكلفة وهي ايضاً حضارية- بالنسبة لنا- ولكنها مفيدة وتوفر على المواطن والسائق مذلة السؤال وضياع الوقت وسماع ما لا نحب سماعة هذا الاختراع الجليل هو بين أيدينا الآن ويمكن استخدامه لكي نثبت للآخرين باننا قوم اصحاب حضارة عمرها ستة الآف سنة، فنحن لسنا اقل شاناً منهم في التعاون لتطبيق النظام واحترام القانون.



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزاوجة بين الاتجاهات النفسية
- كلمة المركز 2025م
- معرض كتاب البندنيكان الأول – المراجع/ج2
- الى قلب فا.. ضل 3/3/2010م
- سلام اي--ا 202
- قراءة في المجموعة: التسلق نحو الاسفل للكاتب احم د الحم د الم ...
- موسوعة مندلي /الأوزبك
- المقدمة -اح م د اسبازيا
- مقدمة في امثال كوردية 11-
- السيرة الذاتية --2025
- مجدي من خانقين
- من تاريخ تركمان العراق و أحزابهم
- من مؤلفاته المطبوعة:/ج1
- روضات من دفت ة البندنيجي الحلقة 1ت2
- كوكتيل مقالات / 79
- أفول نجمة في خان
- الجرس الاخرس
- أستاذة م.غلام
- معالم كردية في القاهرة في العثمانية
- أسماء في ذاكرتي/1111


المزيد.....




- الممثل التجاري الأميركي: المحادثات مع الصين مهدت للقاء بين ت ...
- الممثل التجاري الأميركي: المحادثات مع الصين مهدت للقاء بين ت ...
- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - كتابات أبي ظفار-101