أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد حبيب السماوي - دليل لإدارة السلوك الثرثار في المؤسسات الحساسة














المزيد.....

دليل لإدارة السلوك الثرثار في المؤسسات الحساسة


احمد حبيب السماوي
باحث في الامن والاستخبارات

(Ahmed H. Alsamawe)


الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 19:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الثرثرة ليست مجرد سلوك مزعج، بل قد تشكل تهديدًا للأمن الداخلي، وقد تؤدي إلى تسريبات غير مقصودة للمعلومات الحساسة في المؤسسات الأمنية، فهي اولاً واخرً سلوك اجتماعي سلبي، بل هي قنبلة موقوتة تمشي على قدمين، فأي زلة لسان لسر معين قد تؤدي إلى ثغرة أمنية كارثية ربما يصعب غلقها، ويجب على الموظفين في المؤسسات الحساسة أن يكونوا واعياً بأهمية الحفاظ على السرية والمهنية في كل محادثة.

ماهي المخاطر الأساسية للثرثرة الأمنية؟
1. تسرب المعلومات الحساسة: الموظف الثرثار قد يُفشي، دون قصد، تفاصيل عن العمليات الجارية، هويات العملاء، أو حتى طبيعة التحركات الميدانية.
2. تغذية عمليات التجسس: أجهزة الاستخبارات المعادية تبحث عن الموظف الثرثار وتعتبره كنز معلوماتي لا يحتاج إلى تجنيد رسمي بل فقط إلى جلسة قهوة ودودة.
3. تفكك الانضباط الداخلي: الثرثرة تضعف ثقافة السرية والانضباط، مما يخلق بيئة رخوة وهشّة تصلح لكل شيء إلا الأمن.
4. خلق بيئة إشاعة وتضليل: الكلام الفارغ يملأ الفراغات، والفراغات في المؤسسات الأمنية تتحول سريعاً إلى ألغام تفجر الروح المعنوية والثقة المتبادلة.

كيفية التعامل مع للموظف الثرثار؟ (المعالجات)
اولاً: التقييم الاولي، هل هو ثرثار أم خطير؟
لتحديد مدى خطورة السلوك الثرثار، يجب ان يكون هناك تقييم اولي للموظف الثرثار بناءً على الأسئلة التالية:
1. هل يتحدث الموظف عن العمل خارج المؤسسة؟ (إنذار واضح يستدعي تدخل فوري).
2. هل يشارك الأسرار أو المعلومات الحساسة التي لا ينبغي نشرها؟ (مهدد لتماسك المؤسسة).
3. هل يسعى للظهور أو لزيادة علاقاته الاجتماعية على حساب سرية المعلومات؟ (قد يكون قابلًا للتوجيه).
4. هل يثير البلبلة أو يؤثر على الموظفين الاخرين؟ (هنا يجب مراقبته عن قرب).

ثانيًا: أساليب التعامل مع للموظف الثرثار؟
1. التوجيه غير المباشر (في البداية): من خلال إرسال نشرات توعية داخلية عن أهمية الحفاظ على السرية والمهنية، وكذلك عقد ندوات حول السلوكيات المسموحة في التعامل مع المعلومات الحساسة.
2. جلسة توجيه فردية: عقد اجتماع فردي مع الموظف بأسلوب هادئ وشرح أهمية "ضبط الكلام"، وتوجيه رسالة ودية بأن المؤسسة تراقب مستوى "الانضباط الكلامي".
3. الإنذار الإداري الرسمي: إذا استمر السلوك، يجب إعطاء الموظف إنذارًا مكتوبًا "تنبيه"، وتضمين الملاحظات في اضبارته الشخصية.
4. إعادة التقييم: إذا استمر الموظف في التصرفات غير المقبولة، يمكن اتخاذ قرار بنقله إلى وظيفة لا تحتوي على معلومات حساسة، وفي حالة تكرار المخالفات، يمكن أن تكون هناك تدابير أكثر قسوة مثل الفصل الاداري.

ثالثًا: الاستراتيجية الوقائية
1. اختيار الموظفين بعناية: في الوظائف التي تحتوي على معلومات حساسة، يجب مراعاة الشخصيات قبل المهارات.
2. التدريب المستمر: إجراء تدريب دوري على أهمية الحفاظ على السرية، وكيفية التعامل مع المعلومات داخل بيئة العمل.
3. تطبيق سياسة "المعلومات للحاجة": تقديم المعلومات فقط لمن يحتاج إلى معرفتها لأداء عمله.

الخلاصة
الثرثرة داخل المؤسسات الأمنية تشكل تهديدًا حقيقيًا. ومن خلال التعامل الحذر والمراقبة الدقيقة، يمكن تجنب المخاطر الناتجة عنها، وضمان الحفاظ على بيئة عمل آمنة وسرية.
تعامل المؤسسة الأمنية مع موظف ثرثار يختلف تمامًا عن بيئة مدنية عادية، لأن "الكلام الزائد" قد يؤدي إلى تسريب غير مقصود لمعلومات حساسة أو إضعاف الانضباط والسرية.


[email protected]



#احمد_حبيب_السماوي (هاشتاغ)       Ahmed_H._Alsamawe#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار الماكنة الإعلامية لداعش بدأ بتراجع الإصدارات المرئية
- تكتيك -الذئاب المنفردة- لدى الجماعات الارهابية ؟
- أين اختفى الظواهري ؟ وأين ستكون بيعته بعد وفاة الملا عمر؟
- هروب السجناء ومصلحة الحكومة العراقية !!
- حقائق واسرار لم يكشفها الاعلام عن نجل المقدسي !
- هجوم البنك المركزي العراقي .... تخريب لصالح من !
- سرقة المصارف والازمة المالية لتنظيم القاعدة!
- ايهما اكثر خطورة .... البعث ام القاعدة ؟
- الجزء الثاني من الفلم العراقي - أحذية الصحفيين -
- الرقابة على مؤسسات الأمن .... جهاز الأمن الدانماركي نموذجاً ...
- جبهة التوافق ... ومرض الطائفية المزمن !!!
- الانتخابات التمهيدية وإعادة ترميم البيت الصدري !
- من تداعيات الانتخابات ... حرب الدجاج !!
- جهاز مكافحة الارهاب
- مزايدات للسيطرة على مؤسسات الأمن !!!
- العربية والجزيرة ... من المستفيد ومن يدفع الثمن !!!


المزيد.....




- لكم ضابطًا في احتجاجات لوس أنجلوس.. شاهد كيف باغت الأمن الأم ...
- من الرفاهية إلى الاستدامة.. كيف تواكب الفنادق الفاخرة عصر ال ...
- وصفة -العيش الفلاحي- بطريقة تقليدية..هكذا يُحضر الفطور على أ ...
- تصريحان إيرانيان أحدهما من مضيق هرمز وسط ضجة -سحب دبلوماسيين ...
- سيئول تعلق على توقيف بيونغ يانغ البث الإذاعي عبر مكبرات الصو ...
- روسيا وكوريا الشمالية تبحثان توسيع رحلات الطيران المباشرة
- لوكاشينكو يهنئ بوتين بيوم روسيا
- بيل كلينتون يثير قلقا بعد تعثره في نيويورك (فيديو)
- مصدر يكشف عن محادثات ماسك مع روسيا
- تقرير: إسرائيل تستعد لمهاجمة إيران قريبا دون مساعدة أمريكية ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد حبيب السماوي - دليل لإدارة السلوك الثرثار في المؤسسات الحساسة