أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد حبيب السماوي - ايهما اكثر خطورة .... البعث ام القاعدة ؟















المزيد.....

ايهما اكثر خطورة .... البعث ام القاعدة ؟


احمد حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 04:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



ربما يراود اذهان بعض المراقبين والباحثين على حد سواء سؤالا مهما يقول :لماذا ينصب جل اهتمام الامريكان بقتال تنظيم القاعدة في العراق متمثلا بدولة العراق الاسلامية، ولاتعير اهمية او لاكون اكثر دقة، لاتولي الاهتمام نفسه لحزب البعث على عكس ما يعتقده العراقيون الذين يرون ان حزب البعث يشكل الخطر الاساسي الذي يواجه العملية السياسية الجارية في العراق .
الاجابة على السؤال الذي استهللت به موضوع مقالتي يمكن ان يولد خلال دراسة ستراتيجية للتحديات الامنية الحالية والمستقبلية التي يمر بها العراق ، حيث نستطيع ان نستنتج بصورة جلية ان تنظيم القاعدة هو اكثر خطورة من بقايا تنظيمات حزب البعث التي اعلن ايضا عن تنفيذها بعض العمليات العسكرية ضد القوات الامنية العراقية .
ولكي نجعل القارئ على علم وادراك واضح بالنتيجة التي وصلنا اليها اعلاه ، نرى ان لابأس بشرح وتوضيح خريطة التهديدات الامنية والسياسية في العراق ، اذ نلاحظ ان هناك ثلاث قوى رئيسيه معادية للعملية السياسية في العراق وهي:
1. تنظيم القاعده صاحب الايديولوجيا السلفية المتشددة
2. حزب البعث صاحب التوجهات القومية والعلمانية
3. فئة شعبية ناقمة غالبيتها من السنة
فبالنسبة للفكر القاعدي نجد انه فكر جديد على الشارع العراقي على الرغم من ان لهذه الجماعات وجود قبل 2003 على شكل تجماعات قليلة هنا وهناك، وكانوا يترددون على بعض الجوامع مثل جامع الحمزة في منطقة الغزالية والذي هاجمته عناصر الامن في مطلع التعسينيات والقت القبض على من فيها وهرب امام الجامع الى السعوديه ، وايضا مقرهم العام في جامع الحسنين في منطقة العامرية.
كل هذه المواقع كانت تحت سيطرة الاجهزة الامنية في النظام السابق ولم يكن باستطاعة مريدي هذا الفكر التحرك والعمل بحرية بعيدا عن اعين اجهزة الامن ، ومع هذا لم يكن يشكلون اية خطورة تذكر وذلك لاختلاف افكارهم التي يحملونها ، واغلبها تكفيرية متشددة ظلامية عن افكار الشعب العراقي وخاصة السنة منهم والذي ينتمي غالبيتهم الى المذهب الحنفي الذي بينه وبين الفكر السلفي المتشدد فجوة شاسعة ً.
اما بعد 2003 فنرى ان تنظيم القاعدة قد كشر عن انيابه وظهر بشكله الرسمي وعلى نحو سافر واخذ ينظم صفوفه بحريه تامه نتيجه لضعف الرقابه الامنيه في تلك الفتره واخذ يلتحق به بعض من المجاميع لاسباب مختلفة عقائدية او مادية او سايكولوجية او حتى اجتماعية وان كانت ماتزال قليله.
كل هذا حصل نتيجه للوضع المزري الذي عاشه العراق بعد سقوط النظام , ومن خلال دراسة سلوك ونفسية عناصره من خلال ادوات ومنهج علم النفس السلوكي، نجد ان عناصر التنظيم متشددون في التعامل مع مجريات الحياة واكثر ايمانا بمبادئهم ويصعب تخليهم عن افكارهم وايديولوجياتهم التي توصم بانها تكفيرية بامتياز !
اما بالنسبة لحزب البعث الذي حكم العراق 35 عاما تخللتها الكثير من الاخطاء السياسية الفادحة والجرائم ضد الانسانية، فانه يعتبر اليوم في اسوء اوضاعه بسبب توزع قياداته في اكثر من دولة واختفاءهم عن الانظار خوفا من المطارده والاعتقال، فضلا عن الانقسامات التي حدثت داخل الحزب الى عدة اجنحة مثل جناح الدوري والذي يتنقل بين اليمن والسودان، وجناح الاحمد الموجود في سوريا وربما الفتره القادمه ستشهد ظهور جناح ثالث ينظم للعملية السياسية في العراق تحت مسمى اخر غير حزب البعث.
هذا الحزب الذي انظم اليه معظم افراد الشعب ومن كل الطوائف والمذاهب ولاسباب عديدة يعرفها الجميع فقد نجد ان اتباع حزب البعث منتشرين وبكثرة في كافة محافظات العراق من السنه والشيعه والكرد والمسيحيين ومنهم من لازال يعمل لحزب البعث واخرين انخرطوا في العمليه السياسية ولكنهم لازالوا بعثيوا الهوى ويحنون الى ايامه وان لم يصرحوا علنا بذلك.
التحليل النفسي الموضوعي لعناصر البعث يختلف عما هو عليه لدى عناصر القاعدة ، فالبعثيون غير متشددين في افكارهم ومولعين بالقومية وليس للدين أي تاثير على احكامهم ، حيث يفضلون الحكم العلماني على الديني ، وبالتالي فان عملية التاثير عليهم وجلبهم للعمليه السياسية ليس من الصعوبة التي يمكن ان نجدها لدى غيرهم ، حيث بامكانهم ان يجدوا ظالتهم في مايومنون به من قوميه وعلمانيه في تيارات منظويه تحت العمليه السياسيه الان .
وعندما نود ان نقارن بين العمليات الارهابية التي نفذها كل من اعضاء القاعدة وحزب العبث نجد ان العمليات التي يقوم بها تنظيم القاعدة مختلفة نوعيا واكثر خطورة من العمليات المماثلة التي تقوم بها تنظيمات حزب البعث ليس لكون تنظيم القاعده اكثر خبرة قتالية وامنية من حزب البعث ، فهذا غير صحيح لكون الاخير هو في الاساس حزب بوليسي بكل مفاصله ولكن لكون عناصر تنظيم القاعده هم اكثر استعداد نفسي وعقلي لتنفيذ العمليات الارهابية والمتمثلة في تفجير السيارت المفخخة وعمليات الاغتيال ومهاجمة المراكز الامنية والعسكرية وحتى لو قام عناصر البعث بتفجير سيارة مفخخة فانا اجزم يقينا بان الانتحاري الذي يقودها ليس من البعثيين بل هو من انصار القاعده فليس هناك بعثي واحد ومهما كان عمق التزامه بمبادئه يلقي بنفسه الى التهلكه ويقوم بتفجير نفسه للاسباب التي سقناها اعلاه في بداية المقال .
اما الفئة الشعبية الناقمه على العملية السياسيه فهي تعتبر هنا من اهم العناصر لكونها القاعدة الشعبية والحاضنة الاساسية التي يتكئ عليها تنظيم القاعدة او حزب البعث من خلال الدعم المادي والمعنوي الذي تقوم بتقديمه . ونلاحظ ان نسبة 80% من هذا القاعدة الشعبية تميل الى حزب البعث اكثر من ميلها للتنظيمات الاسلامية وبالاخص تنظيم القاعدة وهذه النسبة هي الرقم الصعب في المعادلة .
فلو ان الامريكان جعلوا من اولويات مكافحة الارهاب لديهم ينصب باتجاه حزب البعث لاستطاعوا القضاء عليه بكل سهوله لكون عناصر البعث وقياداته اصبحت مكشوفة في الاونه الاخيره وبامكانها ان تلقي القبض على كافة قياداته داخل العراق المكشوفين من قبل اجهزتنا الامنيه وخارج العراق من خلال الانتربول واتفاقيات التعاون الامني بين الدول ، ولكن الامريكان لايمكن ان يفعلوا ذلك لانه لو تم القضاء على حزب البعث فماذا سيحصل لنسبة 80% من القاعدة الشعبية المؤيدة له؟ بكل بساطه سوف يبحثون عن قائد اخر يسير بهم الى مبتغاهم ويحقق لهم مايصبون اليه وسوف لن يكن اماهم غير تنظيم القاعدة الذي سوف تخلوا الساحة له ويكسب تعاطف الجمهور الذي كان بالامس مع حزب البعث .



#احمد_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من الفلم العراقي - أحذية الصحفيين -
- الرقابة على مؤسسات الأمن .... جهاز الأمن الدانماركي نموذجاً ...
- جبهة التوافق ... ومرض الطائفية المزمن !!!
- الانتخابات التمهيدية وإعادة ترميم البيت الصدري !
- من تداعيات الانتخابات ... حرب الدجاج !!
- جهاز مكافحة الارهاب
- مزايدات للسيطرة على مؤسسات الأمن !!!
- العربية والجزيرة ... من المستفيد ومن يدفع الثمن !!!


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد حبيب السماوي - ايهما اكثر خطورة .... البعث ام القاعدة ؟