أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - بين صناديق الاقتراع والعقل، كيف تمارس أوروبا الانتخابات؟














المزيد.....

بين صناديق الاقتراع والعقل، كيف تمارس أوروبا الانتخابات؟


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوروبا، الانتخابات ليست موسمًا للفوضى ولا معركة لتصفية الحسابات، بل هي عملية عقلانية ناضجة تُمارس فيها الشعوب حقّها الطبيعي في اختيار ممثليها، بناءً على برامج واضحة، ومشاريع مدروسة، ومناظرات محترمة.

فالانتخابات هناك ليست مناسبة للتخوين والوعيد، بل هي مساحة للتنافس في تقديم الحلول، لا في استعراض النفوذ والولاءات الضيقة.

الأحزاب تُعد برامجها بشفافية، تُعلنها للرأي العام، وتُعرض على وسائل الإعلام، ثم تبدأ مرحلة النقاش المفتوح، حيث يُحق لكل مواطن أو مفكر أو صحفي أن يسأل، وينتقد، ويراجع.

ولا يجرؤ أي سياسي أن يُهدد ناقدًا، لأن الديمقراطية هناك مبنية على احترام العقل وحرية الرأي.

المواطن هو الرقيب؛
في هذه المجتمعات، المواطن ليس تابعًا، بل شريكًا في القرار. له أن يسأل من دون خوف:

من أين تموّلون هذا المشروع؟
وما مدى واقعيته؟
وهل يخدم الطبقات الضعيفة أم أصحاب النفوذ فقط؟

وهذه الأسئلة لا تُعد خروجًا عن الطاعة، بل جزءًا من ممارسة المواطنة الواعية.
فالحكومة تُحاسَب، والمرشح يُنتقد، والكل تحت مظلة القانون.

المناظرة… ليست معركة
حين تجري مناظرات بين رؤساء الكتل أو المرشحين للرئاسة أو للمجلس في أوروبا، تجد أن الهدوء، والاحترام، والمنطق هي أدوات النقاش.

لا يُقاطع أحدهم الآخر بشتيمة، ولا يُرفع الصوت لإسكات الحجة، بل يتحدث كل مرشح عن مشروعه، ويُفند مشروع خصمه بلغة تحليلية.

إنها ثقافة الرقي السياسي التي تجعل السياسي مسؤولًا لا متسلطًا، وتجعل من صناديق الاقتراع مسارًا حضاريًا للتغيير، لا صراعًا دامويًا من أجل البقاء في السلطة.

في المقابل… ماذا نجد في بعض المجتمعات المتأخرة سياسيًا؟

في مجتمعات أخرى، لم تترسخ فيها الديمقراطية بعد، نجد أن الانتخابات تتحول إلى:

موسم للشتائم وشراء الذمم،
وأداة للتهديد لا للتغيير،

ومناسبة لتجييش العواطف الطائفية أو القومية أو المناطقية، بدلًا من تقديم برامج تنموية.

في هذه البيئات،
إذا انتقدت مشروعًا، فأنت عدو،
وإذا سألت عن مصادر تمويل الحملات، فأنت خائن،
وإذا دعوت للمناظرة، قيل لك اسكت، نحن نعرف مصلحة الشعب.

ويتحول السياسي إلى زعيم قبيلة، لا يقبل النقد، ولا يعترف بفشل، وكأن الدولة ضيعته الخاصة، لا مسؤولية عامة.

بين الحاكم الخادم والحاكم المسلط؛
الفرق جوهري. في أوروبا، السياسي خادم عند الشعب، يُحاسب ويُنتقد ويُسقط بصندوق الاقتراع.

أما في بعض الدول، فـالسياسي يرى نفسه فوق الشعب، والكرسي غاية لا وسيلة، والمواطن مجرد تابع أو رقم يُستعمل عند الحاجة.

الانتخابات لا تصنع الديمقراطية إن لم تُرافقها ثقافة سياسية ناضجة، قائمة على:

احترام الرأي الآخر،
محاسبة السلطة،
تقديم الحلول لا رفع الشعارات،
ومنع التهديد والعنف ضد المفكرين والمنتقدين.

فمن أراد بناء وطن، فليبدأ من تربية الوعي، لا من شراء الولاءات.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنجازات العلمية والعقلية للدولة العثمانية
- حين يصمت الجميع تتجمّد العقول
- صراع المركز والإقليم: بداية التغيير في النظام السياسي العراق ...
- فلسفة الروح النقية والقلب المطمئنة
- الفرق بين أن تكون قومي معرفي وقومي عنصري
- الكويت والعراق أنانية الجغرافيا وخرائط المؤامرة
- نقابة الأشراف في العراق (العهد العثماني)
- واقع المفكرين والعقلاء والنقّاد في مجتمعاتنا
- ضعفنا سببه حكامنا
- عمر مختار دخل التاريخ من أوسع أبوابه
- مفهوم نفاية العقول
- اسباب الفشل السياسي التركماني في العراق وسوريا
- الجهل ينهش في عقول المسؤولين والسياسيين كارثة تدميرية للمجتم ...
- فلسفتي ورحلتي الفكرية
- معركة جناق قلعة (1915-1916) – الانتصار العثماني العظيم
- الثقافة السياسية في الشرق الأوسط نموذج للفوضى والاستغلال
- الطائفية والعنصرية والتمييز وأثرها على العقول والمجتمعات
- الوراثة السياسية سرطان يقتل الديمقراطية والتنمية
- الولايات العثمانية في العراق (وفق الأرشيف العثماني)
- العقل المطلق والمحدد النسبي


المزيد.....




- غزة.. سقوط قتلى جدد عند محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المس ...
- إسرائيل تقصف ميناء الحديدة اليمني من جديد
- بروكسل تحذف الإمارات من القائمة المالية السوداء وتضيف لبنان ...
- 36 مليون مشاهدة لفيديو -عندما لا ترغبين في تسليم التاج- لملك ...
- تقرير بريطاني يشيد بـ-قوة الدبلوماسية المصرية-
- وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستخفض كمية الأموال المخصصة لشرا ...
- علامات مقلقة لأمراض الكبد
- الوزن المثالي للحصول على ملامح أكثر جاذبية
- -المونيتور-: قلق أمريكي من محاولة اغتيال الرئيس السوري أحمد ...
- ترامب ينتقد -تشدد- إيران ومسؤول رفيع يعرض خطة للتعامل عسكريا ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - بين صناديق الاقتراع والعقل، كيف تمارس أوروبا الانتخابات؟