أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - الكويت والعراق أنانية الجغرافيا وخرائط المؤامرة














المزيد.....

الكويت والعراق أنانية الجغرافيا وخرائط المؤامرة


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يتحول الجار إلى خنجر في الخاصرة، وتتلبس الأخوة الجغرافية ثوب الطمع، يُعاد رسم الخرائط بالدم والصفقات.

ليست الحكاية جديدة، ولكنها كلما أُهملت تجددت بوجه أشد غطرسة.

الحديث هنا عن الكويت، تلك الإمارة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة طموحًا في قضم ما تبقى من السيادة العراقية المنهكة.

تاريخ ملبد بالتحفظات

منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة، والكويت تشكل عقدة تاريخية في خاصرتها الجنوبية. ورغم ما يروجه الإعلام الرسمي عن استقلال كويتي محترم، فإن الوثائق التاريخية – ومنها رسائل بريطانية تعود إلى أوائل القرن العشرين – تظهر أن العراق، وخاصة ولاية البصرة العثمانية، كان يضم أراضي الكويت إدارياً. ومع ذلك، فإن العراق الرسمي – تحت ضغوط دولية – اعترف لاحقًا بكامل حدود الكويت، رغبة في إغلاق هذا الملف.

لكن هل أُغلق فعلًا؟
أم أن الكويت فتحت من بعده ملفات انتقامية باسم القانون الدولي؟

خور عبد الله: بوابة البحر المبتورة

ليس من باب الصدفة أن تصر الكويت على السيطرة الكاملة على خور عبد الله، وهو المنفذ البحري الوحيد للعراق.

فبعد أن فرضت الأمم المتحدة ترسيمًا قاسيًا في تسعينيات القرن العشرين، عادت الكويت – بعد 2003 – لتوسع نفوذها البحري ببناء ميناء مبارك الكبير في رقبة الجغرافيا العراقية، متجاهلة حاجة العراق التنفس من رئته البحرية الوحيدة.

لقد تحول الخور من شريان سيادي إلى موضع خنق اقتصادي، بمباركة دولية وصمت حكومي عراقي مثير للريبة.

النفط: تحت الأرض وفوق الحسابات

لم تكتفِ الكويت بالتنفس على حساب الجار المتعب، بل مدت أنابيب أطماعها نحو حقول الرميلة والحدود الجنوبية، في ادعاءات سيادية مريبة، مدعومة بتقارير تقنية حول الحقول المشتركة. والأخطر من ذلك، ما كشفته تقارير مستقلة عن عمليات حفر مائل تجاوزت خطوط السيادة الجوفية، وكأن ثروات العراق صيدٌ سهلٌ في غفلة من حراسه.

مؤامرة أم سلوك سياسي براغماتي؟

قد يرى البعض أن اتهام الكويت بالمؤامرة يحمل مبالغة، وأن ما تمارسه ليس إلا واقعية سياسية تضمن مصالحها، خاصة بعد تجربة غزو 1990. لكن واقع الحال يقول إن الكويت تحولت – بعد 2003 – إلى أداة طيعة في مشروع دولي إقليمي يهدف إلى تفتيت العراق اقتصاديًا وجغرافيًا، تارة باسم التعويضات، وتارة باسم القرارات الدولية، وتارة عبر ضغوط التحالفات.

إن أخطر ما في المشهد ليس طمع الكويت، بل سكوت النظام السياسي العراقي وتخاذله. فلو كان العراق قويًا بسيادته، صادقًا مع شعبه، لما جرؤ أحد على التمادي.

ما العمل؟

لا بد من إعادة النظر بكل الاتفاقيات التي وُقعت تحت الإكراه أو في ظل الاحتلال.

على العراق أن يتحرك قانونيًا عبر محاكم دولية مستقلة، لا تلك التي ترعاها مصالح الأقوياء.

يجب توحيد الخطاب الوطني بعيدًا عن التحزب والطائفية، فخطر خور عبد الله لا يهدد طائفة بل يهدد وطنًا.

إن الكويت، مهما بالغت في استخدام علاقاتها الدولية وقوتها المالية، تبقى دولة صغيرة أمام التاريخ.

أما العراق، فرغم جراحه، فله إرث لا يُشترى، وشعب إذا استيقظ، قلب الطاولة على الجميع. فليُكتب هذا الفصل بدم الحقيقة، لا بحبر الصفقات.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة الأشراف في العراق (العهد العثماني)
- واقع المفكرين والعقلاء والنقّاد في مجتمعاتنا
- ضعفنا سببه حكامنا
- عمر مختار دخل التاريخ من أوسع أبوابه
- مفهوم نفاية العقول
- اسباب الفشل السياسي التركماني في العراق وسوريا
- الجهل ينهش في عقول المسؤولين والسياسيين كارثة تدميرية للمجتم ...
- فلسفتي ورحلتي الفكرية
- معركة جناق قلعة (1915-1916) – الانتصار العثماني العظيم
- الثقافة السياسية في الشرق الأوسط نموذج للفوضى والاستغلال
- الطائفية والعنصرية والتمييز وأثرها على العقول والمجتمعات
- الوراثة السياسية سرطان يقتل الديمقراطية والتنمية
- الولايات العثمانية في العراق (وفق الأرشيف العثماني)
- العقل المطلق والمحدد النسبي
- العمالقة المزيفين
- أنواع الأقلام ودورها في تشكيل الوعي والمجتمع
- هل فقد الساسة الأمريكيون إنسانيتهم؟
- أهمية القيم والمبادئ في الحياة
- كل اللغات العالم جميلة جدا وجذابة
- الحر يدافع عن الفكر. العبد يدافع عن الشخص


المزيد.....




- قد تكبده غرامة.. مخالفة يرتكبها وزير الخارجية البريطاني خلال ...
- مثل -راتاتوي-.. مهندسة تصمّم فأرًا روبوتيا كربطة رأس -يتحكّم ...
- قابلهم 48 مرة.. إليك تفاصيل لقاءات بوتين السابقة مع رؤساء ال ...
- السودان: عشرات الوفيات في دارفور جراء الكوليرا ومنظمة أطباء ...
- احتجاجات في واشنطن بعد إعلان البيت الأبيض انتشار قوات فيدرال ...
- غَرق قارب مهاجرين قبالة لامبيدوسا يُوقع 26 قتيلاً على الأقل ...
- مصدر رسمي: الأردن رفض مرور مساعدات إسرائيلية للسويداء عبر أر ...
- باكستان تنشئ قوة جديدة للإشراف على الصواريخ بعد الصراع مع ال ...
- اشتباكات متصاعدة في صربيا بين معارضي الرئيس ومؤيديه
- 100 منظمة إغاثية تتهم إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات لغزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - الكويت والعراق أنانية الجغرافيا وخرائط المؤامرة