أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صباح قدوري - على هامش أزمة الرواتب والنفط بين بغداد وأربيل














المزيد.....

على هامش أزمة الرواتب والنفط بين بغداد وأربيل


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 18:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يمر الشعب الكردي في إقليم كردستان اليوم بأزمة اقتصادية صعبة للغاية، تراكمت عبر السنوات دون حلول جذرية. يعود ذلك الى اعتماد الاقليم على الاقتصاد الريعي، وتبني سياسات الليبرالية الجديدة المعروفة ب "بإجماع واشنطن" بما لها من اثار سلبية على ايرادات الموازنة العامة للإقليم. تتألف الموازنة وفق بعض المصادرمن:34% بيع النفط مباشرة من الاقليم، %42 من حصته في الموازنة الاتحادية، والباقي %24، عبارة عن إيرادات أخرى من الضرائب، ورسوم المعابر الحدودية والاعانات وغيرها. يتبين أن نحو %76 من مجموع الإيرادات هي إيرادات ريعية تأتي من انتاج وتصدير النفط الخام المتوقف عن التصدير حاليا والباقي إيرادات أخرى. تفتقر هذه الإيرادات الى الشفافية، والوضوح، والإفصاح، وعدم معرفة أوجه انفاقها ومصيرها.؟!
1. للمرة الثانية يتم الحصار على صرف رواتب ومخصصات موظفي الإقليم منذ عام 2016. ونتيجة لذلك، طبق نظام "الادخار النسبي" من مجموع الرواتب والمخصصات في صرف الرواتب، ويعاد اليوم من خلال استقطاع نسبة (3%) شهرياً، من رواتب الموظفين والمتقاعدين من وزارة المالية، وتحول مباشرة الى صندوق التقاعد الموحد الاتحادي، (كان هذا أحد توصيات بين ديوان الرقابة المالية العراقي وإقليم كردستان لضمان تطبيق قانون التقاعد الموحد وإرسال التمويل المالي للرواتب بشكل منتظم منذ بداية العام الحالي). لا شك ان هذا الاجراء ينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي وحياة المواطنين، خصوصاً لذوي الدخل المحدود وشرائح من الطبقة الوسطى، ويؤثر في القدرة على تلبية وتامين الحاجات المعيشية الأساسية من: الغذاء، والسكن، والدواء، وغيرها من متطلبات المعيشية، مما يؤدي أيضا الى تراجع الاستهلاك، ومن ثم انعكاسه على الإنتاج والتشغيل، ويزيد من الركود الاقتصادي، وتفاقم البطالة، وارتفاع التضخم.
2. أن ما وصل اليه الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الاقليم، هو نتيجة لسياسات فاشلة وإدارات غير كفؤة ينخرها الفساد وسوء الكفاءة. فالنموذج الاقتصادي المتبع ريعي واستهلاكي على حساب القطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعة والخدمات ـ الانتاجية. يضاف الى ذلك الاعتماد المفرط على استيراد السلع الأجنبية، ما يغرق الاسواق المحلية ويضعف تطوير وتنمية الانتاج الوطني. الأهم من ذلك غياب رؤية استراتيجية شفافة في إدارة السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية والتنموية الوطنية الشاملة، ما أتاح للحكومات المتعاقبة السيطرة على الثروة وتوزيع الامتيازات بهدف بقاء ترسيخ سلطتها وتوسيع نفوذها، من خلال الفساد السياسي والإداري والمالي.
3. تعاني العلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الفيدرالية، من أزمة ثقة وغياب التنسيق. لم تفعل بنود الدستور المقرّ عام 2005 بالشكل المنشود، رغم أن الإقليم يعد شريكاً دستورياً، لا مجرد كيان إداري مكوّن من أربع محافظات، كما تتعامل معه بغداد.!؟
4. ما دام العامل الذاتي الكردي لا يزال ضعيفًا، والاعتماد ينصبّ على الدعم الخارجي، خصوصاً الأميركي والأوروبي، فإن القضية الكردية ستبقى في حالة جمود. وتقارن هذه الحالة الى حد بعيد بالقضية الفلسطينية، حيث لم تحقق القضيتان سوى المزيد من الويلات، والحروب والتخلف، نتيجة غياب الإرادة الذاتية وتشتت القرار السياسي.
5. تعكس هذه المأزق وجعاً تاريخياً تتقاسمه قضايا الشعوب المهمشة، كالقضيتين الكردية والفلسطينية، اللتين تتقاطعان في جوانب عديدة: التشتت الجغرافي، غياب الإرادة السياسية الموحدة، والاعتماد على الخارج بدل بناء قوة داخلية قادرة على التفاعل مع المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
6. ان فقدان الثقة المتبادل بين الكرد والمكونات ألأخرى كالعرب والتركمان ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج قرون من الصراعات والتهميش والوعود المنكوثة. ومع غياب مشروع وطني يعترف بالحقوق القومية الكردية ويعالج مظلوميتها التاريخية، يتكرّس الانقسام واللا يقين، وتبقى “كردستان الكبرى” حلمًا مؤجلًا رهن تطورات محلية وإقليمية ودولية أكثر نضجاً وعدالةً.؟
7. لقد اثبت الاعتماد الزائد على العامل الخارجي أنه خيار غير مضمون، إذ تتغيّر سياسات القوى الكبرى تبعاً لمصالحها الجيوسياسية. لذلك فإن بناء عامل ذاتي قوي من خلال تنظيم سياسي متماسك، ومشروع ثقافي موحد، ورؤية اقتصادية تنموية شاملة، هو السبيل الوحيد لكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها القضية الكردية.
8. كما في الحالة الكردية، تعاني القضية الفلسطينية من الانقسام الداخلي، وخطف القرار السياسي، وارتباطه بأجندات خارجية، وغياب الإرادة الدولية لتحقيق الحد الأدنى من العدالة. لذا، فإن أبرز ما يجب العمل عليه هو وعي الشعوب بضرورة النضال المشترك، وبناء تقاطعات حقيقية، عوضاً عن الاصطفافات القومية والمذهبية التي لا تخدم سوى السلطات القمعية أو القوى الاستعمارية. فالكرد والعرب والفلسطينيون شركاء في المعاناة وفي الأمل بالتغيير.
ختاماً، يتطلع المواطن الكردي بفارغ الصبر الى أن تعيد الأحزاب الكردستانية والحكومة النظر في برامجها، و أن تعتمد أهدافاً استراتيجية واضحة، وتجري إصلاحات هيكلية عاجلة في النهج السياسي، والاقتصادي، والمالي، والإداري. كما يتطلب الأمر ممارسة ديمقراطية حقيقية لا تقتصر فقط على الانتخابات، بل تشمل ترسيخ مؤسسات الدولة وقوانينها بعيداً عن التدخلات الحزبية الضيقة، وتمكين الجماهير من المشاركة في صنع واتخاذ القرارات المصيرية. إن تبني سياسات تنموية وطنية عادلة ومستدامة هو الكفيل بضمان مستقبل كريم وأمن للأجيال الحالية والقادمة.



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديون الداخلية والفساد في الميزانيات العامة للدولة
- دعوة وزير الهجرة والاندماج لمناقشة ظاهرة معاداة السامية في ا ...
- رفع الاصفار عن الدينار العراقي
- تأخير مصادقة الموازنة العامة لعام 2024 من قبل البرلمان العرا ...
- مراجعة كتاب: نقاشات حول دمج شركات التأمين العراقية
- لنجعل من ذكرى اليوبيلية السبعينية لمجلة (الثقافة الجديدة) مه ...
- نحو انتخابات ديمقراطية ونزيهة لمجالس المحافظات
- على هامش تشريع الموازنة العامة الاتحادية للعراق لعام 2023*
- تعليق على المقال المترجم لمايكل روبرتس: بنك فيرست ريبابليك: ...
- الدانمارك: من مجتمع الرفاهية الى الانكماش الاقتصادي والتوجه ...
- مصباح كمال والبحث عن دور اليهود العراقيين في النشاط التأميني
- هوامش سريعة على بيان وزارة المالية حول إنجازاتها في تطبيق بن ...
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات
- ندوة حول الوضع الاقتصادي في إقليم كردستان العراق
- محاسبة تكاليف (المعضلية): محاسبة تكاليف النوعية/الجودة، مثال ...
- محاسبة تكاليف (المعضلية): محاسبة حماية البيئة انموذجاً *
- على هامش تخفيض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريك ...
- بمناسبة أربعينية رحيل الرفيق علي غفور
- على هامش زيارة رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي الى واشنطن
- مبادرة محافظة السليمانية: الإنتقال من الإدارة المركزية في ار ...


المزيد.....




- أوروبا تتجه إلى تقليص التعويضات للمسافرين في حال تأخر الرحلا ...
- مجموعة ملتيبلاي تطلق -ملتيبلاي ميديا جروب-
- الفاو: تراجع أسعار الغذاء العالمية في مايو
- روسيا تخفض معدل الفائدة لأول مرة منذ 3 سنوات
- أوكرانيا: توقعات بتراجع صادرات الحبوب في موسم 2025-2026
- مبيعات التجزئة في منطقة اليورو تسجل ارتفاعا طفيفا في أبريل
- روسيا: يمكن إعادة أو استخدام وقود أميركا النووي في زابوريجيا ...
- الاقتصاد الأميركي يضيف 139 ألف وظيفة خلال شهر مايو
- القومي ناوروتسكي رئيسا لبولندا: كيف ستتأثر علاقة وارسو بالات ...
- الجيش الإسرائيلي: لن نسمح لحزب الله بإنتاج أسلحة مجددا أو بإ ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صباح قدوري - على هامش أزمة الرواتب والنفط بين بغداد وأربيل